الجزء الرابع
البرمجة اللغوية :
البرمجة اللغوية تشير إلى الأداة أو الآلة التي نبرمج من
خلالها عقولنا فاللغة نوعان : 1) ملفوظة
2) ملحوظة
فأنت
تستطيع أن تبرمج نفسك بلغة ملفوظة وملحوظة من خلال التجارب الكثيرة عليك أن تبدل
المفاهيم التالية:
يا غبي ، أنت لا تفهم ------ > تبدلها إلى يا ذكي أنت الأول ....
إحدى
الأخوات كانت تلقب ابنتها الصادقة فكانت تناديها طوال اليوم الصادقة ، فكانت البنت
بالفعل صريحة مع والدتها طوال اليوم .. وهكذا
والآن
أيها المستمع ،انظر إلى نفسك وفكر ما هي أميز صفة تتميّز بها .. فأنت مثلا .. طموح ،اجتماعي ، متفائل ، أب ناجح ، حنون ، حسّاس ، ذكي
..الخ .
ولا
تستخدم الصفات السلبية المتشائمة .. فالبرمجة هي هندسة النفس البشرية ودراسة الوجود الذهني فنجد أن بعض هذه الصفات
مركزة على الذات ( مواقع الإدراك ) وبعضها مركزة على العلاقة مع الآخرين ..
أما
مثال برمجة العقل باللغة الملفوظة :
دخل أستاذ
على فصل اشتهر طلابه بالفوضى .. وسألهم لما كل هذه الفوضى ، فقالوا له : لا تتعب نفسك معانا يا شيخ لأننا شعبة
الأغبياء ، فقال لهم : من قال لكم ذلك ؟ قالوا : الأستاذ الفلاني قال أن شعبة أ هي شعبة الأذكياء
وشعبة ب هي للمتوسطين وج شعبة الأغبياء ، فقال لهم بل انتم أذكياء وسأسألكم سؤال
وستجيبونني عليه لأثبت لكم أنكم أذكياء .. فسألهم سؤال بسيط وأجابوه , فقال لهم
أرأيتم أنكم أذكياء ، وبعد فترة ، فعلا تبدل الفصل إلى الأفضل .. هذا هو الشعور
الذي جاء به المدرس للطلاب ، برمج عقلهم لفظيا من أغبياء إلى أذكياء ..
ومن
ذلك أيضا تجربة الثقة بالطلاب في عدم الغش بالامتحان ، تجربة الصوم أيضا تعلمنا الثقة
بالنفس ومراقبة الذات , فقد يختلي المسلم كثيرا بنفسه ولكن لا يفكر أن يفطر ..لأنه
يستشعر مراقبة الله له ، أيضا قصة أحد الأخوة الذي يحكي قصته فيقول أنه عندما كان طفلا
أراد أن يحفظ القرآن وبالفعل بدأ وحفظ جزأين
.. وكان يحفظ بالمسجد فدخل عليه أحد الشيبان وسأله ماذا تفعل فقال له : إني احفظ
القرآن ، فتعجب الرجل وقال له : " بدك تحفظ القرآن كله؟؟؟
وأوحى
له أن الأمر في منتهى الصعوبة ، ودخل هذا الإيحاء إلى عقله اللاوعي وتأثر به .. ومن ذلك اليوم ترك هذا الرجل حفظ
القرآن وما زاد عليه آية وهو الآن يحضر لرسالة الدكتوراة ولم يستطيع الحفظ ...؟؟؟!!!!!!
قصة
الشيخ السديس عندما كان طفلا كانت أمه دائما
تقول له " يا عبد الرحمن احفظ القرآن إن شاء الله تعالى تصير إمام الحرم
"، فكان يأتي إلى الحرم ويراقب حركات الإمام ويفكر هل سيكون مكانه في يوم من الأيام .؟ واخذ يبرمج عقله على ذلك ،
وعن طريق العقل اللاوعي حقق هذا الهدف وكان يفكر هل يمكن أن يقرأ بدون أخطاء ؟ وهل يمكن أن
يتلو الآية ولا يخطأ في التلاوة...؟؟؟ وبالفعل ما شاء
الله تراه يقرأ ولم يُذكر له أي خطأ.!!!
وكذلك
من الأمثلة:
مثال
الأعصاب والرسائل المرسلة إلى الدماغ ...وأمثلة كثيرة ذكرها الشيخ منها الماء الساخن والدبوس وقصعة
الحلوى.....الخ
الجزء الخامس
العقل اللاواعي والعقل الواعي :
كل إنسان
يملك نظامين للعقل : العقل اللاوعي 93% العقل الواعي 7% ...
وظائف
العقل اللاوعي :
مثال
: عندي موعد هام غدا الساعة السابعة صباحا ، وفجأة استيقظ من النوم قبل الموعد وبدون منبه ، العقل اللاوعي
عمل عمله فمن وظائفه :
1)
تخزين
المعلومات والذكريات : لذلك انتبه إلى ما يخزنه
عقلك اللاوعي...! خزّن ما يلي :
أنا
شخصية مهمة فاحترموني.. ليس هناك فشل ولكن هناك تجارب … أنا أحاول ، أنا أجرب ، أنا أستطيع... أنا
أستطيع الاستيقاظ فجرا للحفظ والصلاة ...
أجرب الليلة ..
هناك
ملاحظة هامة توصل إليها الباحثون وهي أن العقل اللاوعي يعمل ويحفظ والإنسان جنين في بطن أمه!!!!
وقصة
مدرسة الرياضيات لفتت انتباه الباحثين
إلى أن الجنين يمكن أن يحفظ ، وقد قاموا بتجارب على الحوامل فاسمعوا مجموعة منهن موسيقى ، ومجموعة أخرى
أخبار والمجموعة الثالثة تركوهم فلم يسمعوهن شيئا , فوجدوا أن كل مجموعة تفاعلت أولادها بعد
الولادة مع ما سمعته قبل الولادة !!!!
والمرأة
وهي حامل عليها أن تعطي رسائل ايجابية دائمة لجنينها .. ومن الخطأ أن نبعث رسائل الكره وعبارات التذمر إليه،
والأمثلة كثيرة والتجارب أكثر من أن تحصى، وهذه بعضها ...
احدي
الزوجات حملت بعد 15 سنة وقد تعودت على تلاوة سورة يس ويوسف دائما ، تقول أن طفلتها بعد الولادة بأشهر
تصغي لسورتي يس ويوسف وتتأثر بها وتهدأ ...
مدرسة
تربية إسلامية طوال فترة حملها هي تدرس سورة الأحزاب لاحظت أن ابنتها تأنس وتصغي
لسورة الأحزاب وتهدأ مع أنها لا تتجاوز الأشهر ، ولذلك نرى سنة الأذان في أذن
المولود أن ما يسمعه في استهلاله للحياة الدنيا يسمع الأذان والإقامة ..
حينما
جاءت امرأة إلى احد الشيوخ قالت له أريد أن أربي ابني تربية حسنة وإسلامية قال لها
كم عمره قالت 3 أشهر ، قال لها لقد فاتك الكثير!!!!
إذا
أردنا حل مشاكلنا علينا أن نراجع الأساس .
2) العقل اللاوعي معقل للعواطف والأحاسيس:
فكل ما
نراه أو نسمعه أن نحس به أو نشعر به
يخزنه العقل اللاوعي ، فهو معقل للعواطف والمشاعر فهو يخزن السلبيات والإيجابيات وطبعا يوجد مجال
لاستبدالها .. فإذا كان عقلي اللاوعي قد خزن السلبيات وهذا مؤكد ، إذا عليّ أن أدرك ما هو السلبي
وأميزه ثم أجعل على عقلي حارس يمنع دخول السلبيات وهذا الحارس عمله أن يحذف كل شيء
سلبي ..
مثلا :
أنا كسول .. لا أستطيع .. لا اقدر
.. إذا سمعت ذلك من زوجي أو أستاذي أو أبنائي ....الخ احذفها مباشرة وأعمل عليها ( فيشت ) بأشعة الليزر
وأوصي غيري أن تستعمل هذه الفيشت ، إذا قيل لي أنا غير فاهم ... لا يمكن أن تعمل ... لا تستطيع
.. أقول لهم ( فيشت ) ولا أدخلها لعقلي اللاوعي
وارفضها مباشرة ..( طبعا كلمة فيشت حركة لصد التأثيرات السلبية
وهي كناية عن الحارس الذي يرّد هذا التأثير (
علينا
إذا أن نبدل المفاهيم والأساليب والكلمات فبدلا من أن أقول :لا أريد أن أكون فاشلا ، لا أريد أن أكون
متخلفا .....
قــــل :
أريد أن أكون ناجحا ... مبدعا .. أريد أن أتمتع
بصحة جيدة . ((لا تتكلم عن ما لا تريده أبدا))
لا
تقل لابنك لا تنس صلاتك في المسجد.. ولكن قل له : حافظ على صلاتك في المسجد
3( من وظائف العقل اللاوعي أيضا أنه ينظم
الأفعال اللاإرادية :
حينما
تضع يدك على قلبك وتتفقد دقات قلبك تحس براحة عجيبة ... نحن بحاجة إلى أن نتفقد
أنفسنا ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) علينا أن نهتم بوظائف أجهزتنا الداخلية ، وفي
مراحل متفرقة من البرمجة العصبية ، نجد أننا نسمع أعضاءنا ، ونعرف دخائل قلوبنا وكذلك نسمع
حركات الرئة ، وقد نلاحظ أن هناك نداءات كثيرة تأتينا من الداخل أبرزها حينما نقول(
زقزقت عصافير بطني .. أو قلبي ينادي ..) فالقلب يحتاج إلى غسيل من الصدأ الذي
يعلق فيه من الذنوب وجلاؤه ذكر الله تعالى .. نجد أن هذا النداء من القلب كم يلح
علينا في رمضان مثلا .. وخاصة في العشر الأواخر ..
والآن
لنبدأ تمرين عدّ دقات القلب خلال دقيقة ... هذا التمرين يجعلنا نحصل على مزايا
كثيرة منها أننا بدأنا باكتشاف أنفسنا وتفقدها .. فإذا جاءك رعب مثلا فعقلك اللاوعي ينظم لك زيادة دقات
القلب ( الأفعال اللاإرادية ) لماذا يزيد دقات القلب ؟ ...لأن الدماغ يحتاج في
حالة الخوف إلى دم أكثر ليرويه .. فيزيد القلب من ضرباته
لإعطاء الجرعات الكافية للدماغ ..
مثال آخر
: هذه اللقمة التي تمضغها في فمك ألم تفكر لماذا لم تمضغ لسانك مع أنه قطعة لحم ؟
العقل اللاوعي ينظم ذلك.. عملية البلع ، الهضم ، الامتصاص ، التنفس ، كلها ينظمها
العقل اللاوعي .. (التمرين
هو وضع اليد على منطقة القلب وحساب عدد دقات القلب خلال نصف دقيقة وضربها في 2 يعطينا الناتج معدل دقات
القلب خلال دقيقة .. وإذا كانت النتيجة من 60 - 80 تكون طبيعية )
4) العقل اللاوعي
ينظم العمليات الإرادية كالعادات والتقاليد ويخزنها بحيث تصبح أمور
فطرية :
فالعقل اللاوعي يسجل العادات والأعراف منذ
الطفولة ويحفظها
، فمثلا : صب القهوة للضيف بدون تعليم
وتفكير ، بعض العوائل تصب ربع الفنجان إذا زاد كان ذلك عيبا .... هناك من
يصب نصفه ، إذا أكثر كان ذلك عيب .. عادات .. في الولائم تختلف العادات ، بعضهم
يضع أمامك خروفا كاملا ويتركك ويخرج لتأكل براحتك !!! منتهى
الكرم .. والبعض الآخر يعتبره إهانة !!! هذه العادات والأعراف يتوارثها الأبناء عن
الآباء عن طريق تخزينها في العقل اللاوعي .
5) وأخيرا من وظائف العقل اللاوعي أنه
يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها :
لو قلت لك يا فلان ( وأشار الشيخ على أحد الحضور ) تعال هنا واقفز من
فوق المنضدة على الأرض .. هل تستطيع ؟؟!
أجابه الرجل : لا أستطيع عندي عملية في رجلي ! أشار إلى غيره هل تستطيع
أن تقفز من مترين أو ثلاثة .. أو عشرة .. ؟ أكيد لا .. ذلك مستحيل .. ولكن لو قلت لك
لو كنت في الطابق الثاني وحاصرتك النيران . .. من كل جهة .. ولم يعد هناك مجال
تجد أنك تقفز وبدون تفكير وبكل قوة وذلك لأنك وصلت إلى درجة الإحراج ..
فالعامل الخارجي يحفز الطاقة ويتحكم بها .. إذاً لماذا أنا انتظر
الحريق لأقفز .. ؟؟ لماذا انتظر العصا التي
تسيرني ..؟؟ لو فرضنا أن ملك الموت جاء الآن وقال لك إن أجلك ينتهي بعد شهرين
بالضبط ماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول شخص : احفظ القرآن في شهرين .. والآخر يقول أحفظ القرآن
في شهر وأتفرغ للعبادة في الشهر الآخر .... !!!!
أين هذه الموهبة .. وأين هذه القدرة دون المحفز الخارجي ..؟؟؟؟
من خلال حياتنا العملية نجد أننا أيام الامتحانات نحفظ الكتاب
يحتوي أكثر من 200 صفحة في ليلة واحدة لنمتحن به .. وإذا سئلت كيف استطع ذلك تقول
إنها مسألة مصيرية .. نجاح أو فشل ؟؟؟
( كلنا يستطيع أن
يفكر ويبدع ويخترع ) ولا تقول أن هناك فروق فردية ومواهب وقدرات .. الفروق تكون
نسبية .. 5%...10% ، لكن هناك طموحات .. فكل منا يستطيع أن يصل إلى ما يتمنى ويطمح
، بالإصرار والهمة والتركيز والمداومة .. ( إن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
واسمع لهذه القصة من حياة إحدى الحاضرات تقول : لي ابنة عمة معلمة
وزوجها مهندس معماري ، هاجرا من بلدهما لظروف سياسة . استقرا في أمريكا .. درسا الطب ..
وعمر الزوج خمس وثلاثون سنة وهي عمرها ثمان وعشرون .. ونالا أعلى الشهادات ..
وعملا بالتدريس في الكليات الطبية في جامعة بوسطن وقبل سنوات رأيت زوج ابنة عمتي في
التلفاز وقد اكتشف دواءً جديداً لبعض الأمراض السرطانية .. أليس هذا طموحا وإرادة
وإصرارا على النجاح؟؟؟؟!!!
** الخلاصة
أنه لا يوجد فرق بينك وبين المخترع والمبدع والقائد العظيم والمكتشف فكل إنسان
قبل أن يخترع يجلس جلسة تفكر وتركيز ,, ومع هذه الجلسة يخرج بأشياء
تشغل قدراته العقلية ومن ثم يحاول ويحاول .. ويصمم ويركز ولا يمل وذلك لوجود
المحفز والعامل الخارجي كما بينا في الأمثلة السابقة ..
نخرج بخلاصة مهمة : أن برمجة عقلي اللاوعي لحفظ القرآن الكريم يكون
بإرسال رسائل إلى العقل … وهذه الرسائل لها خمس
مواصفات ..
مواصفات الرسائل للعقل اللاوعي :
1) أن تكون واضحة ومحددة :
أن تبيّن ما تريد لا مالا تريد .. وتحدد الوقت .. جرب أيها المؤمن ثلاثة
أيام على أن تستيقظ الساعة الثالثة صباحا وانظر هل تستطيع أن تحفظ عشر صفحات خلال
ساعة ونصف ؟؟؟ اكتب ذلك وثبته كتابيا وأرسل رسالة لفظية وكتابية إلى نفسك تقول فيها
.. : أنا أستطيع .. أنا قادر .. أنا أريد أن أكون عالما ... مبدعا .. حافظا .. متكلما
.. إذا حدد ما تريده .. ولا تقول أنا لا أريد أن أنسى حفظ القرآن مثلا.. أو لا أريد
أن أكون جاهلا . وهكذا .. فإذا استطعت أن تحفظ كما حددت أو أقل قليلا أو أكثر استطعت
أن تبرمج عقلك على نظام دقيق .. تحفظ صفحة بإتقان كل عشر دقائق . تحدد الوقت تقول
نعم نجحت .. إذا سأعمل تحديا اكبر .. سأحفظ في خمس دقائق و حفظتها في ست دقائق ... وهكذا
.
ومثال على ذلك الدورة المكثفة التي تقام دائما لحفظ القرآن نجد أن الطلاب
يحفظون ( ويتركز الحفظ وبقوة لمدة طويلة ) يحفظون القرآن في شهرين ( ستين يوما
) ولو جئنا إلى الشيخ إبراهيم وهو رجل كبير وحفظ القرآن في خمسة وخمسين يوما قال
بدأت ببرنامج محدد كل يوم احفظ بعد صلاة الفجر 9 صفحات ثم أصلي بها الضحى واذهب إلى
عملي وبعد صلاة الظهر أراجعها وفي الليل اسمعها للشيخ فأتقنها .. داوم على هذا النظام
وكل ذلك مع الهمة والتصميم والإصرار والرسائل الإيجابية المتكررة إلى العقل اللاوعي
استطاع أن يختم الحفظ مع التلاوة اليومية فبرمج عقله على مراجعة 3 أجزاء كل
يوم وبعد فترة أصبحت خمسة أجزاء كل يوم ثم 10 أجزاء .. والآن يقول اقرآ 15 جزء كل
يوم وبكل سهولة وأنا مرتاح ( أمد الله في عمره ) إذا الخلاصة هي هذه القاعدة التي
يجب أن تضعها في قلبك وعقلك .. : أنا قادر على ذلك .. أنا أستطيع .. أنا جدير بذلك
...!!!
2) أن تكون إيجابية غير سلبية
..
أن تكون الرسالة التي أرسلها إلى العقل اللاوعي مركزة على الإيجابيات
.. امنع جميع السلبيات من حياتك ضع نفسك في دائرة الامتياز دائما .. سيطر
على عواطفك بالتفكير بالنجاح دائما .. فالنجاح يولد النجاح..
3) أن تدل على الحاضر لا على المستقبل .. ( الآن )
لا تقل بعد الدورة إن شاء الله سأبدأ بتنظيم أموري .. لا .. العقل
اللاوعي يجب أن يعمل الآن ومباشرة .. من الآن صمم ونظم وبادر في عقلك اللاوعي
أن تفعل كذا وكذا .. لا تسوّف أبدا .. فالتسويف يولد المشاكل يقول الزوج لزوجته
اعملي لنا قهوة فتقول له إن شاء الله بس اخلص كذا .. انتظر شوية .. دقيقتان فقط
.. الخ . يبدأ التسويف ويمضي الوقت ويخرج الزوج من بيته غاضبا متأثرا بسبب هذا التسويف
؟؟..!!! لذلك أطفالنا يقولون لا تقولوا : إن شاء الله ... ولا( الله كريم ).. لأنها تدل
على عدم التنفيذ.
4) أن يصاحب الرسالة مشاعر وإحساس والشعور بتحقيقها : كـــيــــف ؟؟
عليك أن تتخيل كيف حققت هذه الرسالة وتعيش لحظات النجاح وتفرح في
قلبك لهذا النجاح عليك أن تعيش لحظات النجاح لفترة لتجد لذة العمل من أجل هذا
النجاح .. تقول إحدى الحافظات : أنا كلما أقرا
واتلوا القرآن الكريم أتخيل أنني اقرأ أمام الله تعالى وارتق
في درجات الجنة فأقرأ أفضل وأرتل بتجويد أحسن وأتذكر (
اقرأ وارتق) ..
5) التكرار ..
التكرار .. التكرار :
التكرار لهذه الرسائل هي أهم صفة فيها .. كرر رسائلك إلى عقلك اللاوعي
ولا تمل ولو أخذنا مثلا من حياتنا العملية نجد أن الدواء الذي يعطى ضد الالتهابات
يجب أن تستعمله ثلاثة أيام متتالية . فإذا شعرت بتحسن في اليوم التالي وتركت
الدواء حصلت لك انتكاسة مرة أخرى .. ولذلك نجد في
الحديث الشريف حينما جاء رجل إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له " أن أخي استطلق بطنه " يعني اصيب بالإسهال
قال : اذهب فاسقه عسلا
.. فجاءه في اليوم الثاني والثالث ويقول له : ما زاد إلا
استطلاقا .. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكرر .. اذهب واسقه عسلا.. وفي اليوم
الثالث قال : صدق الله وكذب بطن أخيك .. اذهب فاسقه عسلا .. فجاء في اليوم الرابع
وقال شفي أخي ، نجد أن العلاج بالتكرار لثلاثة أيام على الأقل ، كذلك الرسائل
يجب أن تكرر إلى العقل اللاواعي ..
* وأخيرا هناك قاعدة تقول : إن
الإنسان يسمع فينسى .. ويرى فيتذكر .. ويمارس عمليا فيتعلم ..
والآن لنطبق هذه القاعدة : وأقول لكم ارفعوا أيديكم ( ورفع الشيخ يده
اليمنى واخذ يحرك أصابعه بحركات متتالية ) والجميع رفع أيديهم وحركوا أصابعهم فقال
لهم : أنا قلت لكم ارفعوا أيديكم ولم اقل حركوا أصابعكم ...!!!!! ألا ترون أن الإنسان
يسمع فينسى ويرى فيتذكر ويمارس فيتعلم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجزء
السادس
موضوعنا الذي كان مقدمة هامة
للدورة المكثفة عن موضوع أفكار إبداعية في حفظ القرآن الكريم باستخدام علم البرمجة
العصبية ..
الكلام الذي سيأتي الآن مبني على المقدمة السابقة في كثير من الأمور ...ذكرت
عدة أفكار وقلت لكم : جرّبوا .. جرّبوا ..
هل فكر أحدكم أن يجرب بعض هذه الأفكار في الفترة القصيرة الماضية؟؟؟
أجاب أحد الأخوة الحاضرين بأنه حاول استخدام طريقة ( الفيشت ) للرسائل
السلبية التي واجهها .. علّق عليها الشيخ الفاضل بأنه هو أيضا في طريق رجوعه
للبيت جاءته الرسائل السلبية فعمل عليها ( فيشت ) وألغاها .. .. وقال : ما أكثر
الرسائل السلبية التي نلاقيها في حياتنا اليومية فإذا فكرنا في هذه الرسائل كثرا
لوجدنا أنها : تحبيط .. تحبيط .. تحبيط .. سبحان الله ، علينا أن نمسحها دائما ونعيش
في ايجابية إيمانية كما كان يعيش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، كما كان يعيشها
الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، فقد كانوا يعيشون في ايجابية عجيبة جدا .. الصحابي
الجليل الذي دخل على رستم بتلك الإيجابية العظيمة .. عمر بن الخطاب كيف كانت
إيجابيته حينما اعترض ابوعبيدة على طريقة وضعه لنعله تحت إبطه والناس تهمهم المظاهر
قال له ( أواه يا أبا عبيدة لو كان غيرك قالها ، لأوجعته بالسوط) ... إذاً وضع
( الفيشت) على هذه السلبية .. أيها المؤمن أنت عزيز بهمتك .. عزيز بإسلامك .. عزيز
بشخصيتك ..
إخواني : هذا الموضوع مهم جدا ولا أبالغ حينما أقول لكم أنني كلما
تكلمت به وذكرته لأحد كلما زادت الفوائد عليّ وشعرت أنني المستفيد من هذا الكلام
أكثر من السابق ، إذاً علينا أن نرسل رسائل ايجابية دائمة ونلغي الرسائل السلبية
من حياتنا .
ومن المعلومات التي يجب أن نذكرها ونبين مدى تأثيرها على أطفالنا أن
هناك إحصائية تقول :
أن الطفل يسمع في حياته إلى سن الثامنة عشرة من
عمره حوالي" 148.000 " كلمة ( لا ) -
رسائل سلبية – ويسمع حوالي " 400-600 " رسالة ايجابية ( نعم ) ...
فانتبه؟؟؟!!!
في هذا الوقت المضغوط جدا إخواني
سنبدأ الدورة ، كانت خلاصة الدورة السابقة أن تبرمج عقلك على حفظ شيء
ما ، أو على مشروع أو على أي شيء ، ترسل له رسائل لها خمسة مواصفات .. وبعد ذلك علينا
أن نكتب أمامنا في غرفتنا ، في مكان عملنا ، في المحفظة ، هذه العبارات :
أنا قادر ... أنا أستطيع ... أنا جدير بذلك ..
تقول إحدى الأخوات : كنت أكررها دائما
وخاصة قبل النوم لدرجة أنني رأيت في المنام أنني أكررها وحتى بعد أن استيقظ وجدتني
أكررها لا شعورياً..