عندما يقول النبي محمد والحديث رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وحسنه الترمذي والألباني "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه " أنتِ تقدري أن تشتري فساتين بالآلاف تقدري ترتدي ما لا يحلم الناس أن يرتدوه تقدري على ذلك، لكن تتركي هذا تواضعاً .. يا فقيرة يا مسكينة فتكوني قادرة على هذا ولكن تتركيه، يقول النبى "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها"
ربنا يدعوه وسط الخلائق تعالى، يا متواضع تعال أعلِّيك .. تعال أُزينك .. تعال أُحلِّيك .. تعالى أجعلك أعلى الناس في هذا اليوم العصيب .. يدعوه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق .. فيخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها .. البس ما تريد وعِش الآن نعمة العِز .. لكل من تواضع لله، فمن تواضع لله رفعه ..
انظري كيف كانت أحوالهم، كيف كانوا حريصين جداً على قلوبهم أكثر من ظاهرهم،،
رُؤيَ سيدنا علي وعليه إزار مرقع فعوتب .. قالوا له: لا يليق فأنت لك منزلة خاصة، فأنت زوج بنت النبي محمد ، أنت ابن عم النبي ، أنت أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين، قال: "يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب" ...الله الله على الكلمة.
قال: أنا أفعل هذا لكي يقتدي بي الناس فلا يهتموا بظاهرهم؛ لكي لا يدخلوا تحت وعيد النبى محمد "تعس عبد الخميصة، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار " وفي نفس الوقت قلبك هكذا يشعر بسكينة وخشوع وأنتِ ترتدي هذه الملابس العادية
انظروا إلى تواضعهم وخوفهم وحرصهم على أحوالهم وعلى أحوال قلوبهم إلى أين أوصلهم؟ وماذا بلغهم ؟
قال إبراهيم بن أبي عبلة "رأيت أم الدرداء --لكي يكون لكِ في الصحابيات الكبار لكِ فيهم أسوة حسنة-- مع نساء المساكين جالسة "
ما رأيك يكون عمل فذ وكبير، تذهبوا مع بعضكن وتنظموا خروجة في وقت لمسكن من مساكن الفقراء ..
تذهبوا لأي حي من الأحياء الفقيرة، وتتصدقوا عليهم وتدخلوا عليهم السرور، وتأكلوا معهم ولا تستنكفوا .. ويكون هذا مجاهدة لشر الكبر الذي بداخلنا .. ووقتها لا ترتدوا الملابس التي ترتدونها، من ترتدى قفاز لامع أو ملاحف شكلها كذا أو عبايات مزركشة ومن ترتدي النقاب السعودي بالشكل الفلاني ومن ترتدي كذا وكذا .. لا، لا تفعلوا أمور الأخوات التي يفعلونها هذه الأيام
كونوا بهذا المعنى، متواضعات .. اذهبوا وارتدوا ملابس عادية وتجلسوا وسط هؤلاء الفقراء، لا يعلموا من أنتِ ولا ما حالك أو ماذا تركبين من سيارات أو أين تسكنين أو أي شيء .. تكوني مثلك مثلهم، لكي تكون أعظم القربة بأفضل عبادة هذا هو ما نريد.
كان ابن عمر لا يفطر إلا مع المساكين ..
وقال حماد بن زيد : "ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي وكان يجلس مع المساكين ومع البكائين" .. هذا هو حال المتواضعين حال من يريدون أن يتقربوا لرب العالمين بأعظم القربات ..
الوصفة العملية للافتقار والتواضع
تعالي أقول لكِ على الوصفة العملية، وأنا أعلم أنكِ منتظرة قُل لي ماذا أفعل بالضبط .. ما هي المظاهر وما هي الصفات المطلوبة بشكل عملي، لكي أكون فقيرة ومتواضعة وأتقرب لله بأعظم العبادة
سوف أقول لكِ ، اكتبي معي الاثني عشر وصفة التاليين ومحتاجين نتواصى بهم لكي تنكسر قلوبنا ونتعلم التواضع لله ونتعلم أن نكون أذلة على المؤمنين ..
أولاً: تكرهي أن يمشي أحد خلفك
أو وأنتِ تمشي وسط الناس أن تكوني أنتِ دائماً في الأمام، أنتِ دائماً في الصفوف الأولى، تكرهي أن تكوني كذلك ..
قال عبد الله بن عمرو : ما رُؤىَ رسول الله يأكل متكئاً - انتبهي لهذا الأمر، لأنها أيضاً من صفات التواضع:: لا تجلسي هكذا متكئة وواضعة يدك وجالسة براحتك، وواضعة رجل على رجل .. يعني وأنتِ تأكلين إنما اجلسي جلسة العابدات، جلسة المتواضعات، كُلي على الأرض لا يوجد مشكلة ..
كان كذلك ما رُؤىَ يأكل متكئاً ولا يطأ عقبه رجلان .. ولا يحب أن يمشي أحد خلفه
قال أبو الدرداء :"لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مُشِيَ خلفه"
إذًا، لا تحبي أن تكوني دائمًا أن تأخذي محور الكلام ودائماً تكوني في الصف الأول .. وتحبي أن تهجمي أولاً ودائماً الناس تنظر لكِ .. ودائماً الناس تمشي خلفك وفي كل شيء أيضاً ليس المقصود أن تمشي خلفك في الطريق فقط .. دائماً تريدي رأيك هو الذي يُنَفَّذ .. ودائماً عندما تتقدمي بمشورة يجب أن يُؤخَذ بها، ولو أحد لم يأخذ بمشورتك وظهر بعد ذلك أن ما فعلوه خطأ تكوني بداخلك تريدي أن تظهري أمام كل الناس، وتقولي: أرأيتم لو كنتم أخذتم بكلامي كنتم أفلحتم، هذا ليس من حال الفقيرات المتواضعات، فعِفِّي عن ذلك أولاً.
ثـانيـًا: اذهبي إلى الناس ولا تنتظري دائماً مجيئهم إليكِ
لا تتعالي بنفسك، تريدي الناس هي التي تأتي إليكِ لا أنتِ التي تذهبي إليهم .. دائماً تقولي بيتنا مفتوح، بيتنا يسع ألف ولا تريدي أن تذهبي لأحد .. وصعب جداً تذهبي للأخت فلانة التي تسكن مثلاً في مناطق عشوائية، فصعب جداً أنتِ ستذهبي إليها أين وستعيشي كيف وتدخلي كيف وتفعلي كذا .. لا لا تزوري غيرك ..
قَدِم سفيان الثوري على منطقة الرملة بالشام فبعث إليه إبراهيم بن أدهم: أن تعال فحدثنا - تعال نسمع منك - فجاء سفيان، فقيل له: يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا .. تقول لسفيان الثوري تعالى لتعطينا درس!! .. فلتأتِ إليه أنت ، فقال: أردت أن أنظر كيف تواضعه.
يذهب ويذل وينكسر وهو لا يرى نفسه، أم هو يرى أنه فلان الفلاني أو أنتِ ترين نفسكِ أنكِ فلانة .. فالناس التي تأتي إليكِ ليس أنتِ التي تذهبي إليهم.
ثـــالثــاً: لا تستنكفي من جلوس غيرك إلى جوارك
أنا أرى ذلك أخوات مثلاً عندما يكون هناك درس، وفي الدرس من طبقات مختلفة .. فالطبقات العالية قليلاً؛ فتأتي الأخت مثلاً بجانبها فيكون لسان حالها لا أعرف لماذا يتصرف الناس هكذا .. لماذا تأتي لتجلس بجانبي هي لا تنتبه ولا تضع مزيل للعرق ولا تفعل كذا وكذا ، وبالطبع فخامتك وسعادتك وسماحتك لا يصح أن يحدث هذا .. أنا لا أقول أن الناس لا تتنظف ولا تتطهر ولا كذا ولا كذا، فقط أقول لا تكوني ناظرة للأمر بهذه الشدة ..
لا تستنكفي أن تجلسي بجوار أي أحد وأن يجلس بجوارك أي أحد .. حتى لو كانت واحدة لا تطيقيها فمن باب مجاهدة نفسك أنك عادي ولا مشكلة لو جلست بجوارك في مجلس من المجالس.
قال ابن وهب: " جلست في مجلس إلى عبد العزيز بن أبي رواد، فمس فخذي فخذه فنحيت نفسي عنه .. ما أن اقتربت منه حتى وجدت رجلي لمست رجليه وفخذي لمست فخذه، فقلت: يا نهار أبيض فلان الفلاني أكون قريباً منه هكذا .. فأخذ بن رواد بثيابي فجرني إلى نفسه، وقال لي: لِمَ تفعلون بي ما تفعلون بالجبابرة؟! .. إني لا أعرف رجلاً منكم شراً مني والله لو تعرفوا من أنا .. لو كُشِف الحجاب لفضحنا جميعا .
رابـــعاً: عدم الأنفة من أن تحملي حاجياتك بنفسك
نعم، كثيراً ما تحدث هذه الحكاية أن تكوني حاملة لبعض الأشياء التي تخصك فتأتيكِ أخت وتقول لكِ لا لا أحملها عنكِ .. ما هذا الذي تفعلينه لا تستنكفي ولا تأنفي من أن تحملي حاجياتك بنفسك، فحاجة الانسان حاجتك أنتِ أحق بها من غيرك. قال علي "لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل شيئاً لنفسه أو لعياله" .. وكانوا يقولون كأنا ننظر إلى عمر معلقاً شيئاً من لحم في يده اليسرى .. يحمل لحم في يديه، وفي يده اليمنى الدر يدور به في الأسواق يحمل أكل أولاده وأمور بيته يحملها .. لم يقل أحضروا من يتولى عني هذه الأمور .. لا يأنف من ذلك .
خــامساً: أن تجلسي إلى مساكين، فهذا يبلغك حال المتواضعين
كما تدارسنا أن تجلسي إلى مساكين فهذا يبلغك حال المتقين المتواضعين .. عن مسعر قال "مر الحسين بن علي رضي الله عنه على مساكين وقد بسطوا كساء وبين أيديهم كسر .. فقولي لي لو وجدتِ واحدة غلبانة وتأكل ساندوتش فول أو طعمية وتجلس على جانب الطريق ممكن تجلسي بجانبها، وتحضري ساندوتش وتأكلي معها؟ هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ .. هذا هو سيدنا الحسين بن علي .. سيد شباب أهل الجنة .. مر على بعض المساكين وهم يأكلون الخبز ويجلسون جلسة متواضعة، فقالوا: هلم يا أبا عبد الله .. تعال كُل معنا، فحوَّل وركه وقرأ { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 .. هل لاحظتي؟ فحتى تجلسي بجانبها وتأكلي معها ستكون صعبة عليكِ .. فهو جاهد نفسه فأعطاها الباعث من القرآن فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 ..
لماذا؟ .. حتى يحبني ربنا؛ لأن ربنا يحب المتواضعين الأذلة على المؤمنين .. سأجلس بجانبهم وآكل ولا مشكلة فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 فأكل معهم، ثم قال: أجبتكم فأجيبوني .. ألم آكل معكم، فتعالوا أنتم معي .. فقال للرباب .. وهذا كان اسم أمرأته .. اخرجي ما كنتِ تدخرين .. كما أكرمونا بأكلهم نكرمهم نحن أيضاً من طعامنا، هذا هو حال المتواضعين يا فقيرة يا مسكينة .
سادساً: أن تعرفي قدر نفسك، فلا تجعلي لنفسك قدراً مع الصالحين
فأنتِ لو تعلمتِ كلمتين، وسمعتِ شيخ يتكلم بعكس ما تعلمتِ .. تجدي نفسك تريدي أن تقفزي وتقولي أخطأ فلان وتريدين أن تعرفي غيرك أنك متعلمة، وإذا أخطأت أخت أمامك وتقولي لها يا أخت المسألة ليست كذلك، وتظهري لكل الجالسين أنك مميزة وأنتِ لا تقولي ذلك حتى تصدعي بالحق والله ولا لأجل أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر بإخلاص والله .. والدليل: ما تجدينه في نفسك بعد ذلك .. تجدي في نفسك هذا الإحساس أم لا؟؟ ..
فلا تجعلي لنفسك قدر ولا مكانة مع الصالحين ومع الصالحات .. دائماً ترين نفسك أسوأ الخلق، ليس بالكلام .. لكن بعيوبك التي أنتِ منها على يقين .. قلنا أحفروها وسأرددها على مسامعكم؛ حتى تصبح يقين في قلوبكم ..
أنا من ذنوبي على يقين، ومن ذنوب الناس على شك
لذلك أنا أعرف أني أسوأ الخلق .. أنا أعرف هذا جيداً فماذا ستكون تطبيقاته؟؟
لا تتكبري على أحد .. لا تظني أنكِ مميزة بهذه المواهب .. لا تشعري أنكِ الأجمل أو الأعلم أو الأعبد أو الأكثر حرفية ومهارة في الكلام أو أنتِ الأكثر ذكاءً أو أنتِ الأكثر قدرة أو أنتِ أو انتِ
لا تري لنفسك قيمة .. تواضعي أمة الله؛ لتنالي أفضل العبادة ..
ربنا يدعوه وسط الخلائق تعالى، يا متواضع تعال أعلِّيك .. تعال أُزينك .. تعال أُحلِّيك .. تعالى أجعلك أعلى الناس في هذا اليوم العصيب .. يدعوه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق .. فيخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها .. البس ما تريد وعِش الآن نعمة العِز .. لكل من تواضع لله، فمن تواضع لله رفعه ..
انظري كيف كانت أحوالهم، كيف كانوا حريصين جداً على قلوبهم أكثر من ظاهرهم،،
رُؤيَ سيدنا علي وعليه إزار مرقع فعوتب .. قالوا له: لا يليق فأنت لك منزلة خاصة، فأنت زوج بنت النبي محمد ، أنت ابن عم النبي ، أنت أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين، قال: "يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب" ...الله الله على الكلمة.
قال: أنا أفعل هذا لكي يقتدي بي الناس فلا يهتموا بظاهرهم؛ لكي لا يدخلوا تحت وعيد النبى محمد "تعس عبد الخميصة، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار " وفي نفس الوقت قلبك هكذا يشعر بسكينة وخشوع وأنتِ ترتدي هذه الملابس العادية
انظروا إلى تواضعهم وخوفهم وحرصهم على أحوالهم وعلى أحوال قلوبهم إلى أين أوصلهم؟ وماذا بلغهم ؟
قال إبراهيم بن أبي عبلة "رأيت أم الدرداء --لكي يكون لكِ في الصحابيات الكبار لكِ فيهم أسوة حسنة-- مع نساء المساكين جالسة "
ما رأيك يكون عمل فذ وكبير، تذهبوا مع بعضكن وتنظموا خروجة في وقت لمسكن من مساكن الفقراء ..
تذهبوا لأي حي من الأحياء الفقيرة، وتتصدقوا عليهم وتدخلوا عليهم السرور، وتأكلوا معهم ولا تستنكفوا .. ويكون هذا مجاهدة لشر الكبر الذي بداخلنا .. ووقتها لا ترتدوا الملابس التي ترتدونها، من ترتدى قفاز لامع أو ملاحف شكلها كذا أو عبايات مزركشة ومن ترتدي النقاب السعودي بالشكل الفلاني ومن ترتدي كذا وكذا .. لا، لا تفعلوا أمور الأخوات التي يفعلونها هذه الأيام
كونوا بهذا المعنى، متواضعات .. اذهبوا وارتدوا ملابس عادية وتجلسوا وسط هؤلاء الفقراء، لا يعلموا من أنتِ ولا ما حالك أو ماذا تركبين من سيارات أو أين تسكنين أو أي شيء .. تكوني مثلك مثلهم، لكي تكون أعظم القربة بأفضل عبادة هذا هو ما نريد.
كان ابن عمر لا يفطر إلا مع المساكين ..
وقال حماد بن زيد : "ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي وكان يجلس مع المساكين ومع البكائين" .. هذا هو حال المتواضعين حال من يريدون أن يتقربوا لرب العالمين بأعظم القربات ..
الوصفة العملية للافتقار والتواضع
تعالي أقول لكِ على الوصفة العملية، وأنا أعلم أنكِ منتظرة قُل لي ماذا أفعل بالضبط .. ما هي المظاهر وما هي الصفات المطلوبة بشكل عملي، لكي أكون فقيرة ومتواضعة وأتقرب لله بأعظم العبادة
سوف أقول لكِ ، اكتبي معي الاثني عشر وصفة التاليين ومحتاجين نتواصى بهم لكي تنكسر قلوبنا ونتعلم التواضع لله ونتعلم أن نكون أذلة على المؤمنين ..
أولاً: تكرهي أن يمشي أحد خلفك
أو وأنتِ تمشي وسط الناس أن تكوني أنتِ دائماً في الأمام، أنتِ دائماً في الصفوف الأولى، تكرهي أن تكوني كذلك ..
قال عبد الله بن عمرو : ما رُؤىَ رسول الله يأكل متكئاً - انتبهي لهذا الأمر، لأنها أيضاً من صفات التواضع:: لا تجلسي هكذا متكئة وواضعة يدك وجالسة براحتك، وواضعة رجل على رجل .. يعني وأنتِ تأكلين إنما اجلسي جلسة العابدات، جلسة المتواضعات، كُلي على الأرض لا يوجد مشكلة ..
كان كذلك ما رُؤىَ يأكل متكئاً ولا يطأ عقبه رجلان .. ولا يحب أن يمشي أحد خلفه
قال أبو الدرداء :"لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مُشِيَ خلفه"
إذًا، لا تحبي أن تكوني دائمًا أن تأخذي محور الكلام ودائماً تكوني في الصف الأول .. وتحبي أن تهجمي أولاً ودائماً الناس تنظر لكِ .. ودائماً الناس تمشي خلفك وفي كل شيء أيضاً ليس المقصود أن تمشي خلفك في الطريق فقط .. دائماً تريدي رأيك هو الذي يُنَفَّذ .. ودائماً عندما تتقدمي بمشورة يجب أن يُؤخَذ بها، ولو أحد لم يأخذ بمشورتك وظهر بعد ذلك أن ما فعلوه خطأ تكوني بداخلك تريدي أن تظهري أمام كل الناس، وتقولي: أرأيتم لو كنتم أخذتم بكلامي كنتم أفلحتم، هذا ليس من حال الفقيرات المتواضعات، فعِفِّي عن ذلك أولاً.
ثـانيـًا: اذهبي إلى الناس ولا تنتظري دائماً مجيئهم إليكِ
لا تتعالي بنفسك، تريدي الناس هي التي تأتي إليكِ لا أنتِ التي تذهبي إليهم .. دائماً تقولي بيتنا مفتوح، بيتنا يسع ألف ولا تريدي أن تذهبي لأحد .. وصعب جداً تذهبي للأخت فلانة التي تسكن مثلاً في مناطق عشوائية، فصعب جداً أنتِ ستذهبي إليها أين وستعيشي كيف وتدخلي كيف وتفعلي كذا .. لا لا تزوري غيرك ..
قَدِم سفيان الثوري على منطقة الرملة بالشام فبعث إليه إبراهيم بن أدهم: أن تعال فحدثنا - تعال نسمع منك - فجاء سفيان، فقيل له: يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا .. تقول لسفيان الثوري تعالى لتعطينا درس!! .. فلتأتِ إليه أنت ، فقال: أردت أن أنظر كيف تواضعه.
يذهب ويذل وينكسر وهو لا يرى نفسه، أم هو يرى أنه فلان الفلاني أو أنتِ ترين نفسكِ أنكِ فلانة .. فالناس التي تأتي إليكِ ليس أنتِ التي تذهبي إليهم.
ثـــالثــاً: لا تستنكفي من جلوس غيرك إلى جوارك
أنا أرى ذلك أخوات مثلاً عندما يكون هناك درس، وفي الدرس من طبقات مختلفة .. فالطبقات العالية قليلاً؛ فتأتي الأخت مثلاً بجانبها فيكون لسان حالها لا أعرف لماذا يتصرف الناس هكذا .. لماذا تأتي لتجلس بجانبي هي لا تنتبه ولا تضع مزيل للعرق ولا تفعل كذا وكذا ، وبالطبع فخامتك وسعادتك وسماحتك لا يصح أن يحدث هذا .. أنا لا أقول أن الناس لا تتنظف ولا تتطهر ولا كذا ولا كذا، فقط أقول لا تكوني ناظرة للأمر بهذه الشدة ..
لا تستنكفي أن تجلسي بجوار أي أحد وأن يجلس بجوارك أي أحد .. حتى لو كانت واحدة لا تطيقيها فمن باب مجاهدة نفسك أنك عادي ولا مشكلة لو جلست بجوارك في مجلس من المجالس.
قال ابن وهب: " جلست في مجلس إلى عبد العزيز بن أبي رواد، فمس فخذي فخذه فنحيت نفسي عنه .. ما أن اقتربت منه حتى وجدت رجلي لمست رجليه وفخذي لمست فخذه، فقلت: يا نهار أبيض فلان الفلاني أكون قريباً منه هكذا .. فأخذ بن رواد بثيابي فجرني إلى نفسه، وقال لي: لِمَ تفعلون بي ما تفعلون بالجبابرة؟! .. إني لا أعرف رجلاً منكم شراً مني والله لو تعرفوا من أنا .. لو كُشِف الحجاب لفضحنا جميعا .
رابـــعاً: عدم الأنفة من أن تحملي حاجياتك بنفسك
نعم، كثيراً ما تحدث هذه الحكاية أن تكوني حاملة لبعض الأشياء التي تخصك فتأتيكِ أخت وتقول لكِ لا لا أحملها عنكِ .. ما هذا الذي تفعلينه لا تستنكفي ولا تأنفي من أن تحملي حاجياتك بنفسك، فحاجة الانسان حاجتك أنتِ أحق بها من غيرك. قال علي "لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل شيئاً لنفسه أو لعياله" .. وكانوا يقولون كأنا ننظر إلى عمر معلقاً شيئاً من لحم في يده اليسرى .. يحمل لحم في يديه، وفي يده اليمنى الدر يدور به في الأسواق يحمل أكل أولاده وأمور بيته يحملها .. لم يقل أحضروا من يتولى عني هذه الأمور .. لا يأنف من ذلك .
خــامساً: أن تجلسي إلى مساكين، فهذا يبلغك حال المتواضعين
كما تدارسنا أن تجلسي إلى مساكين فهذا يبلغك حال المتقين المتواضعين .. عن مسعر قال "مر الحسين بن علي رضي الله عنه على مساكين وقد بسطوا كساء وبين أيديهم كسر .. فقولي لي لو وجدتِ واحدة غلبانة وتأكل ساندوتش فول أو طعمية وتجلس على جانب الطريق ممكن تجلسي بجانبها، وتحضري ساندوتش وتأكلي معها؟ هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ .. هذا هو سيدنا الحسين بن علي .. سيد شباب أهل الجنة .. مر على بعض المساكين وهم يأكلون الخبز ويجلسون جلسة متواضعة، فقالوا: هلم يا أبا عبد الله .. تعال كُل معنا، فحوَّل وركه وقرأ { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 .. هل لاحظتي؟ فحتى تجلسي بجانبها وتأكلي معها ستكون صعبة عليكِ .. فهو جاهد نفسه فأعطاها الباعث من القرآن فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 ..
لماذا؟ .. حتى يحبني ربنا؛ لأن ربنا يحب المتواضعين الأذلة على المؤمنين .. سأجلس بجانبهم وآكل ولا مشكلة فقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } النحل23 فأكل معهم، ثم قال: أجبتكم فأجيبوني .. ألم آكل معكم، فتعالوا أنتم معي .. فقال للرباب .. وهذا كان اسم أمرأته .. اخرجي ما كنتِ تدخرين .. كما أكرمونا بأكلهم نكرمهم نحن أيضاً من طعامنا، هذا هو حال المتواضعين يا فقيرة يا مسكينة .
سادساً: أن تعرفي قدر نفسك، فلا تجعلي لنفسك قدراً مع الصالحين
فأنتِ لو تعلمتِ كلمتين، وسمعتِ شيخ يتكلم بعكس ما تعلمتِ .. تجدي نفسك تريدي أن تقفزي وتقولي أخطأ فلان وتريدين أن تعرفي غيرك أنك متعلمة، وإذا أخطأت أخت أمامك وتقولي لها يا أخت المسألة ليست كذلك، وتظهري لكل الجالسين أنك مميزة وأنتِ لا تقولي ذلك حتى تصدعي بالحق والله ولا لأجل أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر بإخلاص والله .. والدليل: ما تجدينه في نفسك بعد ذلك .. تجدي في نفسك هذا الإحساس أم لا؟؟ ..
فلا تجعلي لنفسك قدر ولا مكانة مع الصالحين ومع الصالحات .. دائماً ترين نفسك أسوأ الخلق، ليس بالكلام .. لكن بعيوبك التي أنتِ منها على يقين .. قلنا أحفروها وسأرددها على مسامعكم؛ حتى تصبح يقين في قلوبكم ..
أنا من ذنوبي على يقين، ومن ذنوب الناس على شك
لذلك أنا أعرف أني أسوأ الخلق .. أنا أعرف هذا جيداً فماذا ستكون تطبيقاته؟؟
لا تتكبري على أحد .. لا تظني أنكِ مميزة بهذه المواهب .. لا تشعري أنكِ الأجمل أو الأعلم أو الأعبد أو الأكثر حرفية ومهارة في الكلام أو أنتِ الأكثر ذكاءً أو أنتِ الأكثر قدرة أو أنتِ أو انتِ
لا تري لنفسك قيمة .. تواضعي أمة الله؛ لتنالي أفضل العبادة ..