منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


    الاسلاام والتنشئة الصحيحة لتربية الاولاد

    محمد نذير
    محمد نذير


    ذكر عدد المساهمات : 1042
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    العمر : 39

    الاسلاام والتنشئة الصحيحة لتربية الاولاد  Empty الاسلاام والتنشئة الصحيحة لتربية الاولاد

    مُساهمة من طرف محمد نذير الأحد نوفمبر 21, 2010 4:55 am

    *** الإسلام ودعائم التنشئة السليمة للطفل ***

    --------------------------------------------------------------------------------


    بـــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحـــــــــــــــــــــــــمن الـــــــــــــــــــــــــــــرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
    الـــــــــــــــــــــسلام عــــــــــــــــليكم ورحــــــــــــــمة الله وبـــــــــــــــــركاته
    الإسلام ودعائم التنشئة السليمة للطفل
    لقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً لرعاية الطفولة، وحضنا على ضرورة غرس عواطف الحب والرحمة والمودةليجعل من المسلمين قدوة حسنة
    كي يربوا أبناءهم عليها، لذا أحاول إلقاءالضوء على هذا الموضوع البالغ الأهمية من منظور إسلامي•
    إذ يؤكد علماءالإسلام أن الإسلام اهتم بالطفولة وإعداد القاعدة الصلبة للأجيال المقبلة حتى قبلولادتهم عن طريق التحرِّي الدقيق في اختيار الأب للأم لتكون الثمرة طيبة، ومن السننالتي أثرت عن رسول الله- - صلى الله عليه وسلم-- في ذلك أن يؤذَّن في أُذن الطفلاليمنى وتؤدى الإقامة في أذنه اليسرى لمجرد أن يأتي إلى الدنيا لأن ذلك فيه توجيهلوالديه أن ينشئاه على التوحيد والتكبير والتهليل، وأن يعوِّداه الصلاة في سن باكرةحتى لا تذهب به الأهواء كل مذهب•
    ولذلك وجَّه النبي- صلى الله عليه وسلم- الآباء أن يأخذوا أنفسهم بتعويد أولادهم على الصلاة منذ سن السابعة، وأن يهتموابذلك حتى تصير الصلاة بالنسبة لهم أمراً معتاداً، فإن قصروا في ذلك دعا الإسلامالآباء لأن يتابعوا أولادهم بالتوجيه والتنبيه فإن بلغوا العاشرة ولم تصر الصلاةأمراً لازماً عندهم ضربوهم على التقصير حتى يشعروا أن الصلاة بالنسبة لهم أمراًلازماً كالطعام والشراب والنوم، ولم يكتف الحديث الشريف بذلك، بل وجه الآباء أيضاًعلى أن يجعلوا لكل طفل مضجعاً خاصاً به حماية للأولاد من أي ضرر يلحق بهم في سلوكهموأخلاقهم، وجاء القرآن الكريم يأمر بتدريب الأولاد على الصلاة والمثابرة عليهافيقول تعالى: ﴿وأْمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها﴾ طه:132.
    وينبه إلى مسؤوليةالآباء نحو أولادهم ويحرص على توجيههم الوجهة الصحيحة السليمة في العقائد والعباداتوالسلوك والأخلاق•
    كما يعرض القرآن الكريم وصية لقمان لابنه بأسلوب بديع لتكونأنموذجاً للآباء، فيقول عزَّ من قائل: ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانْهَ عنالمنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور﴾ لقمان:17•
    نظرة الإسلام
    إن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة مستوعبة تتناول كل جوانبه المختلفة، وتشرعلكل منها ما يحقق النمو، إنه ينظر إلى الإنسان جسداً وعقلاً وروحاً، الكل يحققالتوازن النفسي للبشر، وهو الدعامة الأولى التي لابد منها لكي يبني فرداً سوياًومجتمعاً قوياً وأمة ناهضة، وقد ضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-الأمثلة العمليةفي غرس عواطف الحب والرحمة والمودة في قلوب أحفاده وأولاده ليعطي القدوة للمسلمينلكي يربوا أبناءهم وبناتهم عليها حتى ينشأ جيل تتفجر الرحمة من جوانبه، ويفيض عطفاًومودة على من يتعامل معهم من إنسان وحيوان ونبات•
    وقد أثر عن النبي- - صلىالله عليه وسلم-- أنه كان إذا قام إلى الصلاة في بيته ثم سجد جاء أحفاده فركبوا علىظهره الشريف، فيطيل السجود حتى لا يقطع عليهم متعتهم، وفي أثناء زيارة أحد البدو لهيجيء حفيده الحسن أو الحسين فيأخذه بين يديه في حنان بالغ ويقبِّله، ويبدي البدويتعجبه وهو يقول: أتقبّلون أبناءكم؟ إن لي عشرة من البنين ما قبَّلت واحداً منهم،فيرد عليه رسول الله- - صلى الله عليه وسلم-- قائلاً: وماذا أملك لك وقد نزع اللهالرحمة من قلبك، كما كان الرسول الكريم إذا مر بصبية في الطريق يقرأهم السلامإيناساً لهم وتأصيلاً لنوازع الألفة والمحبة•
    فما أحوجنا في أيامنا هذه إلىأن نربي أبناءنا على هذه المحبة التي تجعل الحياة تمضي بهم هينة لينة سهلة، ويشبواأصحاء نفسياً وجسمياً وعقلياً وأخلاقياً وعقائدياً•
    لقد حرص الإسلام على تنميةقدرات الأطفال منذ نعومة الأظفار وأن الطفولة لابد وأن تغرس فيها مبادئ الخيروالقدرة الفائقة والتعلم الرشيد الذي يحقق الإنجاز السليم والإنتاج المبتكر•
    فالإسلام بوصفه دين الحق والتطور والمعاصرة، يدفعنا إلى أن نوجه الأطفال إلى كلما ينمِّي قدراتهم ويدفعهم إلى السلوك القويم الذي يعتمد على المهارات السليمةوالخبرات المثمرة، قال تعالى: ﴿وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافواعليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً﴾ النساء:9•
    الطفولة الخصبة
    إن الإسلام السمح القويم يؤكد أن المفكرين البارزين من الرجال والنساء في أيعصر من العصور هم المؤشر الدال على طفولة مثمرة خصبة حية، وهم أيضاً بحكم تنشئتهمالإسلامية يعبرون في عصرهم عن يقظة الضمير الاجتماعي، ويعلمنا الدين الحنيف كيفتكون النزاهة في إبداء الرأي وخطورة الانصياع إلى الهوى، وهكذا يوصي الدين الإسلاميبأهمية الطفولة وكيف نرسم لهما المستقبل بإذن الله، وإلى أي حد يجب أن يكونالالتزام بالتعاليم الدينية والرعاية السليمة والصراط المستقيم لعلها تعود بنا إلىجادة الطريق•
    إن المتأمل العميق لروح الحياة المعاصرة سيجد أن هناك كثيراً منالأسر تغرق في متطلبات الحياة المادية المعاصرة حيث تعتمد على منطق السهولة واليسروالاستهلاك المادي، وكثير من هؤلاء يهملون اهتمامهم بأفراد أسرهم، ولكن الدينالإسلامي يدعونا إلى العناية بالطفولة وأن نحقق الأهداف الإيجابية في التربية عنطريق الإسهام الفعال والمثمر الذي يضيف حركة إلى الحياة ويغرس المبادئ، من خلالأصحاب القدرات الفائقة، لأن الحياة كما يراها الدين الإسلامي سعي وعلم وثقافةوحضارة وحركة مستمرة تجعل صاحبها يرتبط بأرض الواقع ويتطلع في الوقت نفسه إلى عنانالسماء•
    الطفولة والابتكار
    لقد أرسى الإسلام قواعد للتعامل مع الأطفاللتتحقق لهم القدرات الابتكارية الفائقة وتتبلور هذه التوصيات الرشيدة في دعوةالإسلام الآباء إلى محاولة إمداد الأبناء بخبرات ثقافية اجتماعية لأن الإسلام دينالعلم والمعرفة والثقافة، ومن هنا يحرص على تنبيه أولي الأمر من الآباء والأمهاتإلى اصطحاب أولادهم في الرحلات والترفيه عنهم حتى يلتقط الأبناء خبراتهم مع تعويدالأولاد على الإسهام في البيئة المحيطة بهم من خلال معرفة الصواب والخطأ وكيفيستفيد من التعامل مع خلق الله- - سبحانه وتعالى-- في ترسيخ القيم الخاصة بالجودةوالعظمة والجلال، يقول تعالى: ﴿إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهارلآيات لأولي الألباب• الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فيخلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار﴾ آل عمران:190ـ 191•
    إن الإسلام يحضنا على أن نشجع أطفالنا بتقويمهم تقويماً سليماً منخلال التأمل والتدبر في مخلوقات الله وقدرته وعظمته وإعمال العقل لتتأصل معارفهمحتى تكسبهم الثقة في أنفسهم وأن تتقبل منهم إنجازهم وأعمالهم حتى يكوِّن الطفلمفهوماً ذاتياً وواقعياً يرى من خلاله الحياة على أنها فرصة يمنحها الله لنا لكينسعى في الأرض ونفكر في صلاح الواقع وإصلاح المعوج من السلوك•
    ثقة النفس
    إن الإسلام يحضنا على تشجيع أولادنا على العمل وبث الثقة في نفوسهم لإشباعرغباتهم ضمن حدود الشرع، وألا نبالغ في مساعدتهم إلى الحد الذي يجعلهم يفقدونالقدرة على الاعتماد على أنفسهم•
    إن الدين الإسلامي بتعاليمه يحرص على ألانقدم لهم الحلول الجاهزة حتى لا نحرمهم من الفرص التي تساعدهم على إظهار قدراتهمومهاراتهم، وبذلك يفقد هؤلاء الأبناء لإمكانات التعليم واكتساب الخبرات المختلفة،تلك الخبرات كما ينبهنا ديننا الحنيف أن هذا لا يأتي إلا نتيجة للاعتماد على النفسوتحمل المسؤوليات ومواجهة التبعات، هذه التوصيات الرشيدة هي دعوة إسلامية عظيمةتهتم بقدرات الطفل الابتكارية وتدعو إلى الاهتمام بالطفولة كأمل ومستقبل•
    ولاشك أن الاهتمام بالطفولة الآن يعد مؤشراً من مؤشرات التقدم ولنا في رسول الله أسوةحسنة، إذ يقول: ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا رواه البخاري•
    وهذهدعوة كريمة تضفي على المجتمع التماسك والألفة والمحبة والرحمة والتفاعل البنَّاءبين أبناء المجتمع المسلم ليصبح كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً• منقول
    والـــــــــــــــــــــسلام عــــــــــــــــليكم ورحــــــــــــــمة الله وبـــــــــــــــــركاته

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:01 am