منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


    الصراع الثقافي بين الإستعمار والثورة الجزائرية من خلال مجلة الفكر التونسية

    القائد محمد
    القائد محمد


    عدد المساهمات : 655
    تاريخ التسجيل : 04/03/2010

    الصراع الثقافي بين الإستعمار والثورة الجزائرية من خلال مجلة الفكر التونسية Empty الصراع الثقافي بين الإستعمار والثورة الجزائرية من خلال مجلة الفكر التونسية

    مُساهمة من طرف القائد محمد الخميس أكتوبر 28, 2010 7:05 am

    الصراع الثقافي بين الإستعمار والثورة الجزائرية من خلال مجلة الفكر التونسية

    لعلى أهم ما ميز مجلة (الفكر) التونسية عن غيرها من المجلات المعاصرة التي تعاطت مع الثورة الجزائرية هو عدم قصر اهتمامها على التطورات السياسية و العسكرية لهذه الأخيرة فإنها تجاوزتها إلى التركيز على الجوانب الثقافية لكونها الأكثر تناغما مع طبيعتها و خطها الافتتاحي، ويتجلى ذلك من خلال إبرازها لمسألتين جوهريتين: من جهة التحدي الذي فرضه الاستعمار على الثورة في عالم الأفكار بغية قهرها ودحرها على مستوى عالمي: الأشخاص والأشياء. ومن جهة أخرى الاستجابة الموفقة التي واجهت بها الثورة وأصدقائها ذلك التحدي. و هو ما سنحاول تفصيل الحديث عنه فيما يأتي.
    أدرك الاستعمار ما للفكر من دور في إعداد الفرد وتسليحه، فأقدمت من هذا الجانب على مواجهة الثورة بتطبيق سياسة الكبت الفكري وفرض الرقابة المشددة على مختلف الإصدارات و مختلف النشاطات التي من شانها أن تقوي من عزيمة الثورة الجزائرية في مواجهة الاستعمار.
    و في هذا الصدد كان لمجلة ( الفكر) دور كبير في نقل مظاهر هذه السياسة على صفحاتها تنويرا للرأي العام و تدعيما و تضامنا مع هذه الثورة العادلة ، فأول محاولة لذلك تعليقها على موقف أصحاب الفكر و الرأي الحر حول الوضع في الجزائر تقول: " كان لرجال الفكر بفرنسا شجاعة في مواجهة حكوماتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان و خاصة عندما يتعلق الأمر بالهيمنة الاستعمارية الفرنسية على الشعب الجزائري. إذ نرى أطوارها يوميا في الصحف والمجلات ، فرأينا الكتاب والشعراء و الفنانين والممثلين يقفون هذه المواقف النادرة ويقولون لحكومتهم : أخطأت إن أخطأت و أصبت إن أصابت. (1)
    فبرغم من إدراك هؤلاء لعواقب هذا العمل إلا أنهم تصدوا بأقلامهم للسياسة الاستعمارية
    لأنهم يرون في ذلك خــدمة للحـق، هذا ما أثــار حفيظة السلطات الاستعمارية، فلجأت إلــى
    تطبيق سياسة القمع الفكري على كل من يقف إلى جانب الثورة التحريرية منذ انطلاقها و المتمثل في حجز و منع كل كتاب يصدر أو مقال ينشر أو عريضة تحرر أو محاضرة تلقى تتعلق بها ، ففي هذا المضمار نقلت لنا مجلة (الفكر) شواهد لهؤلاء الكتاب، أمثال محمد ديب الذي استطاع أن يوظف كتاباته في هذا الجانب لفضح مساوئ الاستعمار في الجزائر و توعية الجماهير الشعبية. حيث اصدر كتاب بعنوان " في المقهى " فقامت السلطات الفرنسية بمنع تسويقه في الجزائر، فعلقت المجلة قائلة "لقد أمتنع أصحاب المكتبات بالجزائر باتفاق مع الحكومة الاستعمارية عن بيع مجموعة القصص التي أصدرها الكاتب الجزائري محمد ديب بأكبر دار للنشر بفرنسا تحت عنوان في (المقهى) لان هذا الكتاب يرفع الستار عن الوسائل الاستعمارية المستعملة لتزوير الانتخابات، وعن أساليب العنصرية الوحشية في تركيز دعائم الاستعمار بالبلاد". (2)
    و لم يكن هذا الأول و الأخير بل سبق لها أن أوقفت جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 7 جانفي 1956، و توقيف جريدة " L’humanité" بسبب نشرها لصور بشعة نفذها الجيش الفرنسي في حق الجزائريين في 25 فيفري 1957 (3) وحجز كتاب " الاستنطاق " للصحفي هنري علاق(4) الذي يتحدث عن التعذيب في الجزائر في 27 مارس 1958. (4)
    و نظرا لما أحدثه هذا كتاب محمد ديب من ضجة إعلامية ومساسه بسمعة الحكومة الفرنسية حاول احد الصحافيين الفرنسيين وهو "روبير كامب Kemp " (6) شن حملة دعائية مضادة بمناسبة نــشر هــذا الكتاب بقصــد تشـويه الحقـــائق التاريخية و إنـــكار البــطولات
    الجزائرية مدعيا أن الفرنسيين هم اللذين علموا الجزائريين الكتابة انه لا يعترف بوجود الأمير عبد القادر ذلك القائد العظيم."(6)
    هذا الرد الذي نشرته المجلة يكون قد اطعن في المغالطات التاريخية التي يدعيها هذا الصحفي الفرنسي، و اظهر وجه الحقيقة على هذا الجانب من تاريخ الجزائر.
    كما لا يقل أهمية الشاعر الفرنسي هنري كريا عن نظيره الجزائري في المشاركة بقلمه و عمله الفكري في الثورة الجزائرية منذ ساعاتها الأولى و نتيجة لذلك منعته الحكومة الفرنسية من عرض إحدى رواياته المميزة في باريس التي يدور موضوعها حول (المأساة الجزائرية). فكتبت المجلة تقول: " هنري كريا يبقى الشاعر الثائر الذي عرف كيف يجمع بين الثورة و الفن و الفردية و الثورة الجماعية حيث أعد رواية بعنوان الزلزال للتمثيل في باريس لكن السلطات الفرنسية حالت دون تمثيلها لان الزلزال قد يكون طبيعيا و لكن هناك زلزال بشري، هو زلزال الثورة الجزائرية الكبرى التي ترمى على أن تكون البشرية متآخية .و يؤمن كريا بمستقبل الثورة الجزائرية المضمون و تقوم بشهادة على إنسانيتها" (7)
    لم تكتفي الإدارة الاستعمارية بهذا الأسلوب بل تجاوزت ذلك إلى حد الدعاية المغرضة بقصد تشويه سمعة الثورة وقدسيتها وذلك بتوظيف القوى الفكرية الرجعية المناوئة لاستقلال الجزائر و الداعية إلى مواصلة الحرب، و"مـــن بين عناصـــر هــذه القوى الرجعية نذكـــر:"جون سيرفيي Jean Server"(Cool الذي نشر كتاب بعنوان (في الاوراس اثر الثوار ) حيث تضمنت كتاباته نوع من لإساءة للثورة والتشكيك في عدالتها، الذي روج له في فرنسا و الجزائر. والقصد منه تشويه صيت المقاومين الجزائريين والتنقيص من شانهم بتقديمهم كقطاع الطرق لا صلة بينهم و بين الشعب الجزائري"(9)
    يتضح في هذا الكتاب أنه يستعمل جميع الوسائل الدنيئة من الأكاذيب المفترة والحقائق المشوهة والسكوت المقصود والنميمة الدسيسة لا يبدو كعمل مؤلف بل كمناورة في سبيل أبشع المبادئ.
    كما علقت المجلة أيضا عن مقال نشرته مجلة" العالمين الاثنينLes deux monde (10) لأحد الفرنسيين الرجعيين و هو إلام فلاندنAlain flandant بعنوان "نقاش حول قضية الجزائر" أراد منه أن يعبر عن رغبة بعض الفرنسيين الرجعيين في مواصلة الحرب في الجزائر حتى النهاية و في إبقاء الوضع كما عليه، و إنكار ماضي و حاصر الأمة الجزائرية و مستقبلها لأنها امة في حاجة إلى قوة تحميها. هذه الحقائق التي بلغت من الموضوعية شأوا بعيدا دفعت بالمجلة إلى تكذيب ونفي ما ذهب إليه هذا الكاتب معتمدة على ما نشرته مجلتي "العصور الحديثة و اسبري" من شهادات حية لأناس شاركوا بالتعذيب التقتيل الجماعي في حرب الجزائر. و الذي سنتطرق إليه في المبحث اللاحق.(11)
    فانتهاج أسلوب القمع الفكري في حق النخبة المثقفة المناضلة لا يجدي نفعا، في نظر الاستعمار فتجاوز حدود ذلك إلى أسلوب القمع الجسدي بكل أشكاله على نشطاء من أساتذة وصحفيين و كتاب و حقوقيين، ففي هذا الصدد نقلت لنا المجلة صور لضحايا هذا الأسلوب تقول: "يوجد في ما يسمى بالمعسكر الرأسمالي أحزاب و كتل تؤمن بالعدالة الاجتماعية
    تدين بالاشتراكية و تذهب إلى ابعد حدود التضحية من أجل أفكرها فمثلا بطولة الأستاذ (أندري مندوز)(12) المدرس بجامعة ستراسبورج بفرنسا و ما ناله من عذاب وسجن من أجل دفاعه عن الحرية و الكرامة المهانتين في الجزائر" (13)
    و لم يكن هذا هو الأخير من ضحايا التعذيب الاستعماري بل هناك الكثير من لاق حتفهم، فعلى سبيل المثال: (أودان)(14) تمت تصفيته و(اللينغ) تم تعذيبه حتى الموت.. ولم يسلم عدد من رجالات الدين المسيحي الذين استنكروا ممارسات القوات الفرنسية في الجزائر من الأذى.. ألم يطلق أعداء المونسينيور (دوفال) ـ وهو أول من ندد بالتعذيب الجسدي الذي يتعرض له رجال المقاومة الجزائرية. (15)
    وتأكيدا لذلك كتبت المجلة عن حدث اغتيال احد المثقفين وهو الكاتب "رضا حوحو" تقول: "ورد في الإنباء أن الجندي الفرنسي جندل الكاتب الجزائري المعروف "رضا حوحو"(16) بجبهة قسنطينة . والتونسيون يعرفون الفقيد قبل أن ينشر كتابه "نماذج بشرية في سلسلة كتاب البعث سنة 1955، و هكذا يستمر القتل و التقتيل وتزهق أرواح الأبرياء و يستمر القوم في عنادهم الجنوني مات"حوحو" ومات ألاف من الأبرياء فلتحي الجزائر.(17)
    و يعتبر حوحو احد الأدباء المعروفين بكتاباته الثورية و مواقفه الشجاعة، كما كان على استعداد للالتحاق بالثورة المسلحة، بحكم طابعه الثوري، إلا أن السلطات الاستعمارية كانت تتربص له للتخلص منه ، فجاءتها الفرصة عندما اختر يوم 30 مارس 1956 من طرف المنظمة الإرهابية الفرنسية ( اليد الحمراء) مع العديد من الشخصيات.
    فهكذا كان مصير المثقفين الأحرار من جزائريين و غيرهم، إما أنهم يغتالون، أو يسجنون، فاغتيل عبد لكريم العقون سنة 1956 و الأمين العمودي سنة 1957 و الربيع بوشامة سنة 1959، وممن سجنوا واخضعوا للإقامة القسرية كمحمد العيد الخليفة، ومفدي زكرياء ، ولم ينج من بطش الاستعمار إلا من هاجر الجزائر. (18)
    رغم القمع و التعذيب الذي سلطه المحتل على كل من وقف إلى جانب الثورة الجزائرية برأيه.إلا أن الثورة الجزائرية بقيت صامدة وعازمة. لان ما كان يقترفه المحتل من جرائم في حق أصحاب الأقلام النظيفة، زاد للثورة الجزائرية عزيمة و دعما وتعاطفا و تضامنا لدى الرأي العام عامة و المثقفين على وجه الخصوص فكان للمثقفين التونسيين و غيرهم من العرب و الأجانب شأن كبير في احتضان هذه الثورة و دعمها بما أتيح لهم من وسائل و إمكانات تمكنهم من التعريف بهذه الثورة و إعطائها دفعة معنوية قوية. هذا الموقف النخبوي و أشكاله هو الذي يستوقفنا للحديث عنه بالتفصيل كما رصدته المجلة.
    فأهم مظهر استقطب اهتمام المجلة في هذا الجانب وكان محل إعجابها وتقديرها هي البطولات الجزائرية وذكرى اندلاع الثورة المباركة، حيث قامت المجلة بتغطية أجواء الاحتفالات التي نظمت في هذا الشأن و تحليلها و التعليق عليها إبداء رأيها فيها، فكان الاحتفال بذكرى وفاة الأمير عبد القادر هي أول مبادرة لجمعية الطلبة الجزائريين بتونس التي هيكلتها جبهة التحرير الوطني سنة 1957 للتعريف بالثورة الجزائرية. فقامت مجلة (الفكر) بنقل أحداث الحفل وعرض وقائعه مشيدة ببطولة الفقيد والتنويه بجهودها في سبيل المقاومة الوطنية. تقول: "أحيت جمعية الطلبة الجزائريين بتونس في أول شهر مارس بالمسرح البلدي الذكرى الرابعة و السبعين لوفاة الأمير عبد القادر. وقد حضر الاجتماع جمع غفير من الطلبة والأساتذة و كبار الموظفين و اخذ الكلمة شخصيات كثيرة فأشادوا بذكرى الفقيد ونوهوا بجليل خدماته و عظيم أعماله في سبيل القضية الجزائرية... " (19).
    أما الذكرى الثامنة عشر لوفاة المصلح الجزائري ابن باديسكتبت المجلة مقالا بعنوان ذكرى وفاة ابن باديس وحاولت من خلاله الإشادة بمواقفه وجهوده كأب النهضة الجزائرية في إحياء القومية الوطنية ومقاومة الاستعمار وقدمت شواهد من أشعاره محاولة ربط نهضة الثورة الجزائرية بنهضة الحركة الإصلاحية البادسية، فتقول: "اليوم و الجزائر الثائرة تبلغ بثورتها العارمة قمة النهضة التي تقدر الأمة مستعمرة مثلها ضن مستعمروها أنها أصبحت أثرا بعد عين ...اليوم يخلق بالجزائر خاصة وبالمغرب الكبير عامة أن لا ينسى : أبا النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله .لقد احي في الجزائر ما كاد (20)
    يندثر من معالم شخصيتها.أحيا فيها تراثها و ثقافتها بأساليب جديدة متحررة ، وأنشأ المدارس و النوادي في كل المدن الجزائرية الكبرى ..." (21)
    هذا النوع من الاحتفالات أصبح من تقاليد الحياة الثقافية في تونس حيث خصصت مقالا أخرا في الذكرى العشرين لوفاة العلامة ابن باديس تقول: "لم يكن ابن باديس مصلحا دينيا فحسب ، ولا وطنيا صادقا و صحفيا واسعا فقط بل يمثل أمة .و أبا الجيل .ذلك الجيل الصاعد الذي أبتدئ سنة 1925 بالثورة على الجهالة و الظلال وانتهى سنة 1954 بالثورة على السلاسل و الأغلال..." (22)
    وفي نفس السياق حاولت المجلة إعطاء نبذة تاريخية عن حياة ابن باديس ومساره الدراسي و الإصلاحي و النضالي و مساهماته الفكرية المتميزة.
    و هذا الاهتمام. الذي أولته المجلة لهذه الشخصية ما أندل على شيء إنما يدل على قيمة هذا الرجل و رصيده الفكري و عرفانا لجهوده وموقعه في الحركة الإصلاحية في العالم الإسلامي الذي هدم ما كانت تبنيه فرنسا في الجزائر على أسس التمسيح و الفرنسة هذا التشهير الذي تقوم به المجلة بخصوص هذه البطولات الوطنية المميزة فمن شانه أن يرتقي
    بمعنويات الشعوب العربية بصفة عامة و الشعب الجزائري بصفة خاصة.
    كما أنصب اهتمام المجلة على نقل وقائع الاحتفالات المخصصة لإحياء الذكرى السنوية للاندلاع الثورة الجزائرية. فكتبت مقالا بعنوان: "رابـطة القلم الجديد"(23) و ذكـرى انـدلاع الثورة الجزائرية" استعرضت من خلاله وقائع الحفل، من عروض شعرية و مسرحية التي ألقها الأدباء و الشعراء الجزائريين و التونسيين معا والمستوحاة من وحي الثورة الجزائرية تقول: "و هذا اليوم كان السابع من شهر نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المباركة يوما خالدا في التاريخ، فقد أقامت رابطة القلم الجديد مهرجانا أدبيا شارك فيه جميع الأدباء التونسيين تخليدا لهذه الثورة العظيمة المباركة. " (24)
    وأثناء الحفل تطرقت إلى تدخلات الحاضرين تقول: "فتدخل الكاتب العام للرابطة السيد عبد الرؤوف الخنيسي و تأكيده على تضامن الأدباء التونسيين مع الجزائريين و تعرضه إلى الملامح التي تركتها الثورة الجزائرية في الشعر العربي المعاصر، ثورة الجزائر التي أخذت تغير مفاهيم الشعر تغييرا جذريا .ثم جاء السيد الحبيب عباس فحيا كفاح الجزائر و أعتبره كفاح العرب أجمعين و أكد بان استقلال الجزائر يحتمه سير الزمن."(25)
    و انتقل المهرجان إلى القصائد الشعرية و الروايات التي أشادت كلها بكفاح الشعب الجزائري.
    هذا الاهتمام الذي أولته المجلة لأحداث الجزائر الثقافية، يوحي لدى القراء والرأي العام بوجود نزعة تضامنية متأصلة بين الشعبين الشقيقين التونسي والجزائري.
    كما وقفت المجلة في كثير من المناسبات (الأعياد، المؤتمرات، الندوات) التي نظمت في تونس و خارجها بشأن قضايا التحرر. حيث استغلت حلول مناسبة العيد العالمي للشغل للإشادة بإرادة الشعوب الإفريقية في التحرر السياسي والاقتصادي و بتوجيه (تحية لغرة ماي 1958 عيد الشعل. و أية تحية أفضل من هذه التي تضوع أملا بمستقبل إفريقي زاهر يقضي فيه على البطالة، وما يترتب عنها من الأم و أفات ، ويمكن فيه كل أفريقي. من العمل الذي يشرفه ويجعله متمتعا بالرفاهية والمادية والكرامة الإنسانية.وأية تحية أفضل من هذه التي تعبر عن إرادة الشعوب الإفريقية في التحرر من ربـقة الاستعــــمار الاقتصادي بعد أن تحررت من حبائله السياسية، وتعبر كذلك عن عزمها الراسخ علىتحرير الشعوب الأخرى التي لا تزال تكافح من اجل استقلالها وفي طليعتها الجزائر." (26)
    كما نعلم أن القضية الجزائرية لاقت اهتماما كبيرا في المؤتمرات العربية والاسياوية و في اجتماعات إتحاد كتاب العرب لتي أكدت في معظمها على تضامنها المطلق معها و إدانة الاستعمار والدعوة إلى تصفيته.
    و اعتبارا لذلك احتفت مجلة (الفكر) بنقل وقائع هذه المؤتمرات فنشرت مقال بعنوان " مؤتمر أدباء العرب الرابع" حيث عرضت من خلاله جدول أعمال المؤتمر وتوزيع المحاضرات على الوفود المشاركة أكدت على "مشاركة مندوب من الجزائر الذي أسندت إليه محاضرة بعنوان البطولة العربية كما يصورها الأدب العربي " (27)
    إلا أن المجلة لم تفصح عن هويته المشارك الجزائري، ونوقش في هذا المؤتمر موضوع البطولة العربية في تصور الأدب العربي عبر المراحل التاريخية.
    أما في المؤتمر الأول لاتحاد كتاب المغرب العربي المنعقد في الرباط من 27 جوان إلى الفاتح جويلية 1961 الذي يعي دوره الهام في النهوض بالمستوى الثقافي في المغرب العربي نقلت لنا المجلة صور من التضامن الإنساني للمؤتمر مع الثورة الجزائرية و دعوته لمحاربة الاستعمار في القارة الإفريقية الذي يعرقل كل خطوة نحو التقدم تقول: "ولهذا فالمؤتمر ينحني بكل إجلال أمام أرواح الأدباء الجزائريين الذين استشهدوا في معركة الكفاح و أمام الذين يقاسون ألام السجون والمعتقلات في سبيل انتصار الحق والعدالة .، كما يؤمن بضرورة مواصلة الكفاح لمحو الاستعمار من القارة الإفريقية بصفة خاصة وبقية العالم.بصفة عامة، ويعتبر الاستعمار في جميع أشكاله عرقلة لتفتح الشعوب النامية و رقيها،و إنشاء اتحادات محلية في كل من ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب." (28)
    أما بمناسبة اقتراب موعد وقف إطلاق النار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة الحكومة الفرنسية الذي سيتوجها بالاستقلال و استرجاع سيادتها لم تغفل المجلة عن نقل توصيات المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب الافرقيين و الاسياويين المنعقد بالقاهرة في شهر مارس 1962 الذي حضرته أكثر من أربعين دولة بوفد يضم اكبر الأساتذة لتقوية شخصية و ثقافات الدول التي لا تزال تناضل من اجل الحرية و الكرامة. فكتبت المجلة في هذا الشأن تقول: "إن المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب الافرقيين و الاسياويين يقدر الدور الأساسي الذي قامت يه الثورة الجزائرية في النضال من اجل الاستقلال الوطني للشعوب المستعمرة، ويحيى تضحيات الشعب الجزائري ويشيد بكفاحه البطولي .ويؤكد بدون تحفظ تضامنه مع هذا الشعب في نضاله التحرري، ويعتبر اعتراف فرنسا بالاستقلال الفعلي للجزائر الذي يؤكد تكامل أراضيها ووحدة شعبها وحق الشعب في تقرير مصيره سيضع حدا نهائيا للحرب في الجزائر و يرغب في بدء مفاوضات رسمية فورية بين الحكومة المؤقتة الجزائرية و الحكومة الفرنسية مع السماح للشعب الجزائري في أن يكون سيد مصيره و تأكيد انتصار الأهداف الوطنية الثورية." (29)
    و لم يتخلف عن الموعد الاتحاد العام لطلبة تونس في دعم انتصارات الثورة الجزائرية والذي سارع إلى عقد ندوته في شهر أفريل 1962 في وقت توشك الحرب على النهاية و تستعد الجزائر لاسترجاع سيادتها، وذلك لوضع الأسس الاقتصادية و الاجتماعية لوحدة المغرب العربي الكبير والتي لا يمكن تحقيقها بدون استقلال الجزائر، وبالمناسبة علقت المجلة عن الحدث قائلة: "ما كاد يعلن عن إيقاف القتال في الجزائر الشقيقة وفي غمرة الفرح و الانتصار التي شملت جميع الأحرار في العالم بأسره و في الشمال الإفريقي بالخصوص انبر المسؤولون في هذه الديار يدرسون فكرة توحيد أقطار المغرب العربي الكبير على ضوء استقلال الجزائر الوشيك و يحللون أصولها ووجهها و أيسر السبيل لتحقيقها. و لعلى أهم عمل في طريق هذه الغاية السامية وأكثره إيجابية الندوة التي نظمها الاتحاد العام لطلبة تونس صحبة زملائهم الجزائريين والمغاربة حول ضبط الأسس الاقتصادية والاجتماعية التي يجب أن تبنى عليها وحدة المغرب العربي."(30)
    وإلى جانب هذا الاهتمام البالغ الذي حضيت به الثورة الجزائرية في مختلف هذه المحافل كان أيضا للمسرح الجزائري دور هاما في شحذ الوعي الوطني والتعريف بالقضية الوطنية الجزائرية للرأي العام الدولي وفي ظل الصعوبات التي كانت تواجه رجال المسرح خاصة مع رفض الإدارة الاستعمارية احتواء الحركة المسرحية و إبعادها عن الثورة اضطر بعضهم إلى التوقف عن النشاط المسرحي، على حين فضل البعض الأخر مغادرة الجزائر،
    فوجهت جبهة التحرير الوطني نداء سنة 1957 إلى جميع الفنانين في وطنهم أو في الخارج إلى تكوين (فرقة المسرح) تكون قادرة على رد المزاعم الفرنسية و تبرهن للعالم على شخصيتها المستقلة، و قد لبى الفنانون النداء فتأسست الفرقة في أفريل 1958 بتونس.(31)
    وفي خضم النشاطات المكثفة التي كانت تقوم بها هذه الفرقة تضامنا مع الثورة الجزائرية، كتبت المجلة مقال بعنوان " الفرقة القومية الجزائرية للفنون" تحدثت فيه عن وقائع الحفل من مسرحيات مثيرة بأبعدها الوطنية و المغاربية مشيدة بجدارة الفنانين الجزائريين وقدرتهم على فرض وجودهم كأمة مستقلة تقول: " أتيح لنا أن نشاهد في تونس مساء يوم الخميس 22 ماي أول حفلة تقدمها الفرقة القومية الجزائرية للفنون التي تكونت حديثا في بلادنا بإدارة مصطفى كاتب و كانت باكورة هذه الفرقة تقديم شريط يمثل مشاهد متنوعة تصور الحياة الجزائرية و سمح تقاليدها و قيم عاداتها و ضروبا من الموسيقى الشعبية مما يعبر عن الروح الجزائرية الوديعة الكريمة المحبة للحياة خير تعبير وأصدقه هذه المشاهد يستعرضها شاب كاد الجلادون الاستعماريون أن يقضوا عليه باستعمال أساليب وحشية لاستنطاقه و لما رموا به في السجن بين موت و حياة تراقصت أمامه ذكريات عذبة عن صباه وأمه الحنون وحياته الهادئة و وحفلات قومه والجولات التي قام بها عبر جهات الوطن ...(32)
    و تضيف المجلة تقول: و كان المشهد الأخير رائعا في واقعيته مؤثرا في إخراجه وصدقه فقد صور انبعاث الشعب الجزائري الباسل وتكتله في منظمات الشباب والكشافة ثم
    انبثاق الثورة المبـاركة وظهورا لمقاومين حماة الحمى و أخيرا تحقق حلم أبناء هذا الشمال الإفريقي وهو وحدة المغرب العرب المستقل التي رمزت إليه أربع فتيات ارتدين أعلام الجزائر وتونس المغرب فليبيا و في الختام ترنموا بالأناشيد القومية." (33)
    و هكذا أظهرت المجلة قدرة الجزائريين على التنظيم ووجودهم كأمة ماجدة و دولة مستقلة في الواقع في جميع الميادين خاصة الثقافية والفنية منها رغم قلة حصيلة الكتابات المسرحية التي استوحت موضوعاتها من الثورة في تلك الفترة إلا أن المسرح أسهم في التعبير عن الثورة و تصويرها و تمثيلها مثل سائر أنماط التعبير الأخرى.
    و بغض النظر عن دور هذه الفرقة القومية وأهميتها في خدمة الثورة، فإن الإذاعة لا تقل أهمية كوسيلة إعلام فعالة. ففي بداية الثورة الجزائرية لم تكن الجزائر تملك إذاعة مركزية خاصة بها للرد على الادعاءات الاستعمارية لذلك اعتمدت على إذاعات الدول العربية بوجه الخصوص الإذاعتين المصرية والتونسية التي تبث البرامج باسم جبهة التحرير الوطني من الخارج، فكان لتونس شرف احتضان البرنامج الإذاعي الجزائري بداية من 1956 إلى سنة 1959 بعنوان " هنا صوت الجزائر. "(34) و يؤكد ذلك رئيس تحرير مجلة الفكر السيد البشير بن سلامة يقول "إننا دعمنا الثورة الجزائرية دعما كاملا إذ خصصنا لها ساعة كحصة يومية في الإذاعة التونسية باللغة العربية والفرنسية."(35)
    و في هذا السياق أشارت المجلة إلى دور الإذاعة التونسية في دعم القضية الوطنية من خلال عرض المسرحيات الثورية التي تثير الحماس الوطني فعلقت في هذا الشأن تقول: "أن الإذاعة القومية التونسية لم تتوقف من تقديم مسرحيات تتقد حماسا ووطنية، تبسط فيها وجهة نظرنا. و تدافع بحماس عن موقفنا سواء في القضية الجزائرية أو في قضية بنزرت القائمة الآن بيننا و بين فرنسا، و كلنا يعلم أن التمثيل الإذاعي و إن كان منقوصا (36)
    بالنسبة للفن المسرحي إذ لا تتمتع به جميع الحواس لكن له مفعول عظيم لأنه يرفع صوته على أمواج الأثير إلى أقصى ما يمكن من بلاد العالم، و لأنه يخل الدور و الأندية و المقاهي"(37)
    إلى جانب هذه الاهتمامات المختلفة للمجلة أصرت على تخصيص صفحاتها لعرض مختلف الإصدارات الأدبية و الفكرية المتعلقة بالثور الجزائرية من كتب و دواوين الشعرية ودراسات ومقالات ومحاضرات وعرائض صادرة عن النخبة المثقفة في الوطن العربي وأوربا المناهضة للاستعمار عامة و في الجزائر خاصة حتى تتمكن من وضعها في متناول القراء للاطلاع عليها .
    فمن بين هذه الإصدارات الأدبية "نماذج بشرية"(38) بقلم الأستاذ رضا حوحو وفي سلسلة كتاب البعث التي تظم مجموعة قصصية ثورية هامة نشرتها المجلة في الذكرى الأولى لاندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر سنة 1955 .
    كما قامت بعرض كتاب هام أصدره المؤرخ الجزائري: يحي بوعزيز لأحد أبطال المقاومة الجزائرية " بعنوان" بطل الكفاح الأمير عبد القادر" في شهر جويلية 1957. تقول: "إنه بحث موضوعي لمظاهر الأمير عبد القادر البطولية و الإنسانية و العلمانية والشعرية .و استعراض تاريخي لإطار حياته البطولية .. وعهود ثورته التحريرية الماجدة والتي دامت قرابة سبعة أعوام، و كان فيها كلها البطل القائد المظفر. و دراسة عامة لإنتاجه الفكري و مؤلفاته القيمة و أغراضه الشعرية و كل ذلك بأدلة و أمثلة و شواهد، و يتناول فيه مؤلفه بالخصوص الحديث عن دولة الأمير الفتية و تتبع حياته المدنية و نظمها العسكرية و تقسيماتها الجغرافية و تنظيماته الإدارية وحركتها الدبلوماسية..وصاحب هذا بأسماء عمال الأمير وولاته على المقاطعات و سفرائه لدى الدول ..وإحصائيات عامة لجيشه و ذخائره ومصانعه الحربية والحركة الاقتصادية في البلاد والأسعار وغيرها. فيبرز الأمير من خلاله في حلي العظمة فهو كـــما هــو الواقع من قــــادة الفكــر وأبطـــال التــــاريخ وعظــــماء الرجال ، و الكتاب مزود بالصـور التاريخيــة التي لم يســــبق للقراء الاطـــلاع عليها." (39)
    إلى جانب هذا العرض القيم لهذا الكتاب نشرت المجلة خبر صدور كتاب للمفكر الجزائري (مالك بن نبي)(40) تقول: "بمكتبة دار العروبة بالقاهرة صدر كتاب بعنوان الظاهرة القرآنية الذي ألفه بالفرنسية وترجمه الأستاذ أحمد محمد شاكر العالم اللغوي والشرعي الشهــــير.(41)
    و المعروف أن مالك بن نبي مفكر جزائري معروف كرس حياته وجهاده في خدمة الإسلام و النهضة الإسلامية فألف عدة كتب طبعت مرارا وتكرارا وتداولها القراء بحماس لجدية البحوث التي عرفها مؤلفها الذي عان ثقافة المستعمر وكتب كل مؤلفاته باللغة الفرنسية وترجم معظمها إلى العربية من طرف احــد الكتاب التونسيين وهو " الطيب الشـــريف "(42)
    و نظرا لأهمية الشعر في التعريف بالثورة الجزائرية و تحسيس الجماهير العربية بأهمية كفاح الشعب الجزائري وشرعية نضاله ووجوب مساندته ، أقدمت المجلة على نشر مجموعة من الدواوين الشعرية لفحول من شعراء العرب و الجزائريين و أجانب ، ومن هذه الأشعار و الدواوين ، قصيدة الاوراس لأحد الشعراء التونسيين الذين كتبوا الكثير عن الثورة الجزائرية في هذه المجلة، و هذه القصيدة تعالج البطولة الجزائرية معتمدة على الاوراس قلعة البطولة و الكفاح. و بهذه المناسبة تقول المجلة: "أهدى إلينا صديقنا مصطفى الحبيب بحري نسخة من "أوراس" و هي قصيدة مطولة نشرت إحياء لذكرى الثورة الجزائرية مع مقدمة كتبها الأستاذ رشيد خريس فإلى الزميل اخلص شكرنا على هذه الهدية تهانينا بهذا العمل الموفق" (43) .
    وتضيف المجلة تقول: إن دار المعارف بمصر تستعد لاقتبال ديوان الشاعر الجزائري الفحل محمد العيد الخليفة ، الذي سيتم طبعه في جزأيـن أشرف علــى إعـــدادهما رئـــيس جمعيةالعلماء المسلمين الجزائريين الشيخ البشير الإبراهيمي وقدم لهما بقلمه الرصـــين" و لا شك أن صدور هذا الديوان الذي يشتمل على 254 قصيدة في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الجزائر يعد في ذاته حدثا أدبيا لأنه ديوان الجزائر و سجل أحداثها الماضية التي تمخضت عن الثورة الجزائرية الحاضرة(44).
    فبمجرد صدور هذا الديوان قامت المجلة بعرضه تحت عنوان (محمد العيد الخليفة)(45) رائد الشعر الجزائري الحديث وهي دراسة أنجزها المؤرخ الجزائري المعروف " أبو القاسم سعد الله" فكتبت عنه تقول: " وفي علمنا انه أول من غرد على القوالب الشعرية المتحجرة وطرق باب الشعر الحديث واقتحم موضوع البحث والدراسة فقد كتب عدة أبحاث عن تطور الأدب العربي في الجزائر باعتبارها جزءا من خدمة القضية الوطنية".(46)
    حيث تطرقت المجلة في الشق الأول من المقال إلى التنويه بمجهودات الشاعر الأدبية بوصفه يمثل طليعة الشباب المثقف نظرا للخصائص المتميزة التي تتصف بها أشعاره و أبحاثه التي تشكل حيزا من القضية الوطنية في جوانبها المختلفة بينما في الشق الثاني بينت أقسام الكتاب الرئيسية و هي ثلاث أقسام تناول الأول بيئة الشاعر والثاني تأثيرات الشاعر بمختلف الأحداث و المناسبات وفي القسم الثالث نماذج من قصائد الشاعر."(47)
    كما علقت المجلة أيضا عن المصلح الجزائري الشيخ البشير الإبراهيمي تقول: "في الوقت الذي فكر فيه في إصدار ديوان محمد العيد الخليفة فكر أيضا في تلبية رغبة المحافل الأدبية التي تتذوق أدبه و تعجب بقلمه المتين و أرائه الحصيفة في الإصلاح الاجتماعي تلك الرغبة التي كانت تطالبه منذ أن كان في الجزائر يصدر جريدة " البصائر" و يكتب افتتاحياتها العالية النفس بان يختار منها مختارات يصدرها لهم في كتاب يستأنسون به لكن أحداث الجزائر التي حالت بين الشيخ و ما أعلن عنه لمحبيه مع العلم أن تفكيره في طبع هذا الكتاب سيثلج أفئدة أولئك المحبين المعجبين." (48)
    و في نفس السياق تشير المجلة إلى أن"الزميل الأستاذ حسن الزين مدير الكتاب اللبناني تعهد بطبع ديوان الشاعر الجزائري صالح الخرفي الذي سجل فيه أحداث الثورة الجزائرية مساهمة مشكورة في التعريف بالقضية الجزائرية." (49)
    فالمجلة نقلت لنا هذا الخبر بصورة مختصرة رغم أهميته كحدث أدبي فلم تذكر اسم هذا الديوان مع العلم أن الخرفي من الشعراء الجزائريين المعروفين في مجال الشعر الثوري وله عدة دواوين شعرية منها " صرخة الجزائر الثائرة" و" نوفمبر و" أطلس المعجزات" و"أنت ليلاي " و" من أعماق الصحراء"(50). فأي ديوان تقصده المجلة، لكن المرجح أن يكون الأول من هذه الدواوين.
    و إذا كان الشاعر الجزائري صالح الخرفي قد برز في شعر الثورة فإن مفدي زكرياء هو شاعر الثورة له العديد من الدواوين و أهمها على الإطلاق " ديوان اللهب المقدس": وهو ديوان الثورة الجزائرية بواقعها الصريح و بطولاتها الأسطورية و أحداثها الصارخة وهو شاشة تلفزيون تبرز إرادة الشعب (51)
    ونظرا لما يكتسي هذا الديوان من أهمية وقيمة أدبية للثورة الجزائرية كتبت المجلة مقال تحت عنوان "اللهب المقدس" قام بعرضه رئيس تحرير المجلة " البشير بن سلامة " وتقول فيه : "صــدر أخيرا ببيروت احد دواويـــن شاعر الثورة الجزائرية مفـــدي زكرياء وسـماه
    اللهب المقدس وهو ديوان ذو حجم كبير وورق صقيل وطبعة أنيـقة نهنئ الشاعـر علـيه"و نشكره جزيل الشكر على هذه الفـــترة التي قضيناها معه نستكشف فيها عـــوالمه ونسبحمع خيالاته و نتذوق فنه الجميل اليسير و نخوض معه ثورة الجزائر الثورة المقدسة. وأن يكون من العسير أن نلم بجميع مظاهر فن شاعرنا و أن نجمع جميع أرائه في صفحات قليلة
    فلعله يكون من اليسير تركيز هذا العرض الموجز على أهم الأفكار التي تتردد في كثير من القصائد مع الإشارة إشارة عابرة إلى طريقة شاعرنا في صياغتها و تركيبها." (52)
    رغم أن المجلة لم تمنح له ما يستحقه لاعتبارات سبق الإشارة إليها إلا أنها تمكنت من إعطاء صورة متكاملة عن محتواه وذلك بالإشارة إلى أقسامه الخمسة وهي ( من أعماق بربروس ، تسابيح الخلود، نار ونور ، تنبؤات شاعر ، من وحي الشرق ، كلها مستوحاة من الثورة الجزائرية فلا تجد مقطوعة واحدة تخلو من ذكر الثورة المقدسة."(53)
    و وقفت المجلة على بعض الجوانب الهامة من كل فصل من هذه الفصول بتناول بعض المقاطع الشعرية المحورية بمنظورها الخاص مكنها من الإحاطة بأهم أبعاد هذا الديوان من المعاني المميزة عن الثورة الجزائرية كالقدسية و البطولة والتضحية والصمود وما يكتسي من أبعاد مغاربية وعربية وإسلامية نظرا ما للثورة الجزائرية من أخلاقيات ومفاهيم إنسانية قل ما تتوفر في الثورات المعاصرة تيقظ الضمائر الغافية، تعاطف معها العديد من رجال الأدب والمفكر الذين استوعبوا هذه الثورة في العالم الغربي بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص.
    فكانت الثورة الجزائرية كحدث هام بالنسبة للشعب الفرنسي و قد أصبحت من أي وقت مضى محكا للطليعة المفكرة و الجماهير الشعبية لتبرهن عن وعيها وعن قدرتها على حماية القيم الإنسانية.فلذلك تكون الثورة ببعدها الإنساني قد أثرت تأثيرا بالغا على الأدباء والمفكرين في فرنسا فحاولوا فهم أبجديات الصراع (54) فترجموا مواقفهم من خــلال نشاطات مكثفة من دراسات و عرائض وشهادات حية ومقالات ومحاضرات وإصدار كتب وروايات و قصص و دواوين شعرية تتناول طبيعة الاستعمار في الجزائـر و التنديد به و استنكاره.
    ففي هذه المجال نشرت مجلة (الفكر) جوانب من ذلك النشاط عرفانا لجهود هؤلاء و تضامنا مع الثورة الجزائرية، فأول دراسة كانت بعنوان " الجزائر و الصحافة الحرة"إذ حاولت المجلة الوقوف على إحدى المجلات الفرنسية التقدمية و هي مجلة "اسبري" التي و صفها محمد مزالي بأنها مجلة لا يقل إيمانها بالله عن إيمانها بالعدالة الاجتماعية " تقول: فهي تعد من المجلات الفرنسية الحرة ذات النزعة التقدمية تواصل عملها المفيد بصراحة نادرة و شجاعة أدبية تثير الإعجاب لتضع مشكلة شمال إفريقيا الوضع الصحيح وتدرس جميع معطياتها دراسة موضوعية و تقترح الحلول البشرية المعقولة . وهذا ما أوردته في عدد يكاد يكون خاص بالجزائر تضمن عدة دراسات جاءت على الشكل التالي. افتتاحية حددت فيها المجلة موقفها المناهض للسياسة الفرنسية في الجزائر وعبرت عن إيمانها بوجوب تغيير طبيعة العلاقات بين البلدين و جعلها تقوم على الاحترام المتبادل و التعاون الحر.و من أهم هذه الدراسات : إفريقيا الشمالية و مصيرنا بقلم " فرنسو سرزان François sarrazan ثم "نحو حل فيدرالي" بقلم اورست روزنفلد ثم "وراء العنف و العار" بقلم ج لافو ثم "الجزائر والاقتصاد الفرنسي" بقلم ألان برجي Alain berger و اخيرا "ثوار في باريس" بقلم برنار كوتاز. Bernard cautaze . و نحن إذ نقدر هذا العمل و نشكر عليه أسرة المجلة لا يسعنا أن نعبر عن أملنا في أن تثمر هذه المجهودات التي يبذلها أحرار المفكرين هنا وهناك فيتغلب العقل على الغريزة و الحقد و الضغينة." (55)
    إذا كانت مجلة "اسبري" الفرنسية قد أولت اهتماما معتبرا بالقضية الجزائرية فإن مجلة "العصور الحديثة"(56) لا تقل أهمية عنها في دعمها للثورة الجزائرية، فمن هذا الباب نشرت مجلة (الفكر) إحدى هذه الدراسات في مقال بعنوان " الاستعمار والعنصرية في الجزائر" للأستاذ "جان كوهين Jean Cohen "عالجت فيه الظاهرة الاستعمارية كظاهرة اقتصاديـــة
    ساهمت بشكل كبير في تدهور البنية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الجزائري وتقول: " الاستعمار قبل كل شيء ظاهرو اقتصادية وهو الاستغلال المتكالب المقنن الذي لا هوادة فيه و لا ضعف ، فمعظم سواد العمال الأهليين ليس لهم بالجزائر سلم أجور لا عقود مشتركة ولا منح عائلية ولا متزود ولامساكن عمالية فلهم جدران من الطين المجفف وجلد كبش مفروش و خبز وشريحة يضمنان الحريريات الضروري لاستمرار الحياة و القيام بعشر ساعات عمل في اليوم ، فالقرى بيوت قصديرية التغذية دون الكافية و الوسخ و الأمية و أعاجيب البلوى و التسول" (57)
    كما تعرضت في هذه الدراسة إلى ظاهرة الاستيطان التي استفحلت في الجزائر و تحولت إلى قوة بشرية تتحكم في دواليب السياسة و الاقتصاد الدليل تقول: " إن لجوء المعمرين إلى الجزائر لم يأتوا قصد الإقامة بها بل بقصد الإثراء ثم العودة إلى أوطانهم لكنهم و جدوا بها الأرض خصبة و اليد العاملة متوفرة و المناخ معتدلا فبقوا بها و أنجبوا و الأغلبية اليوم من فرنسي الجزائر فهم إذن هنا بلادهم و تلك إرادتهم و يرفضون المساواة...." (58)
    و نظر لطول هذه الدراسة و يستحيل تحليل وتوظيف محتواها فضلت الوقوف على هذه الخطوط العريضة التي تبرز إحدى آليات الاستعمار الفرنسي في تفقير المجتمع الجزائـري.
    كما نشرت المجلة دراسات أخرى نقلا عن مجلة العصور الحديثة لأدباء فرنسيين أحرار أصروا على نصرة القضية الوطنية تقول: " لتوضيح السبيل للرأي العام الدولي و الفرنسي خاصة. كتب " إيمي سيزارAimé Césaire" (59) أحد أبرز وجوه الحركة المناهضة للاستعمار دراساته تحت عنوان " موت المستعمرات " والكاتب "ك دوشي" موضوع "التعليم بالجزائر مشكلة سياسة " و إلى جانبهم الفيلسوف "جون بول سارتر Jean-Paul Sartre "(60) الاستعمار مذهب منظم. و جون بول سارتر المعروف بمواقفه المعارضة لفكرة الجزائر الفرنسية و المتعود على نشر دراساته في مجلة" العصور الحديث" حيث نشر دراسة بعنوان "الاستعمار مذهب منظم" حلل فيها المأساة الجزائرية و معضلة الظاهرة الاستعمارية يقول: " إن الاستعمار الجديد هوإنسان أبله ما دام يعتقد أن بالإمكان تحسيس النظام الاستعماري أو هو إنسان خبيث يقترح إصلاحات لأنه يعلم أنها لا جدوى منها .إن هذه الإصلاحات ستأتي في أوانها والشعب الجزائري هو الذي سيحققها " (61)
    أما المقالات الأدبية كانت تشكل جزءا من الحدث الثقافي للثورة الجزائرية حيث نشرت المجلة نماذج منها نقلا عن بعض الصحف الفرنسية. فنقلت عن صحيفة " الشهادة المسيحية "Témoignage Crétiene"(62) الصادرة باللغة الفرنسية في 8 نوفمبر 1957مقالا ترجمته إلى اللغة العربية للكاتب الجزائري (جون عمروش)(63) بعنوان "الاعتراف بوطن للجزائريين" حاول فيه الإفصاح عن جوهر المشكلة الجزائرية المتمثل في عدم الاعتراف الفرنسي بوطن الأم للجزائريين وتجريدهم من أدنى الحقوق الشرعية فيقول: يجب الاعتراف للشعب الجزائري بوطنهم وأن لا أنسى انه بعد ما اغتصبت فرنسا وطنهم و بعدما أقصتهم عنه مسلوبين من كل حقوق الفرد التي تفتخر فرنسا و تمن بها العالم ... وكل الناس يعلمون أن الجزائريين ليسوا أوليائك المارقين على القانون الذين لم تعترف لهم فرنسا بحالة أنهم مجاهدون و أنهم ضحوا بدمائهم كم من مرة في ذمة الوطن الفرنسي في كل ميادين الشرف و لم تقابلهم فرنسا إلا بالوعد الحقير، ومن يدري أن فلاحي الاوراس ووهران و نواحي الصومام و العاملين في الظلام في المدن و الدواوير أنهم سيكتشفون في جوهر ماساتهم وبؤسهم و يأسهم الطريق الوحيد المؤدي إلى النور الطريق الذي قادهم فعلا منذ أول نوفمبر 1954 إلى أن يعلنوا لأنفسهم أمام العالم أنهم أحــرار و ســادة فــوق ثــرى الأجــــداد .(64)
    أما الوجبات التي تدعي فرنسا أنها تقوم بها في الجزائر فإنها أكاذيب لا أكثر ولا اقل والشعب الجزائري يعفيه من كل واجباتها فهو يطالبها أن تقدم أمامه حساباتها إذ انه أصبح اليوم حرا وانه اختار وطنه الطبيعي." (65)
    فأصبحت المشكلة الجزائرية من المشكلات الاستعمارية التي أثارت انقسام كبير في الرأي العام الفرنسي فلم تصبح قاصرة على الخلاف التقليدي بين اليسار و اليمين بل انضمت فيئات كثيرة إلى معارضة الحرب تتجلى في صدور بيانات وعرائض منددة بالاستعمار الفرنسي في الجزائر من قبل شخصيات يمثلون رجال الفكر و الأدب في فرنسا.(66)
    و بما أن للعرائض و البيانات أهمية بالغة في تعبئة الرأي العام الدولي لصالح القضية الوطنية نشرت المجلة رسالة تنديد حررتها سبعة و ثلاثون من كبريات الشخصيات الفرنسية إثر حجز جريدة (أوبسرفاتورObservateur)، موجهة للحكومة الفرنسة و علقت عليها المجلة قائلة: "لا تزال الحرب تفتك بالأرواح في شقيقتنا الجزائر ولا يزال المسئولون الفرنسيون يواصلون جهودهم المخففة في سبيل القضاء على الثورة. لكن صمود الشعب الجزائري النبيل. سفه أحلامهم و أحدث ضجة في الرأي العام الفرنسي نفسه نتيجة وسائل التعذيب المستعملة هناك و احتجاجنا على دوس أبسط حريات المواطن . وهذا نص الرسالة التي وجهت إلى رئيس الجمهورية الفرنسية و مما جاء فيها: "إن التعدي على حرية الصحافة معناه التعدي على حق الشعب الفرنسي في معرفة ما يجري في الجزائر. نحن نناضل بان يتمتع هذا الشعب بحق معرفة إذا كانت حوادث الجزائر حافظة أم لا لشرف علمها. و لان هذا السؤال يتجاوز إلى حد بعيد نطاق السياسة الحكومية و يتصل بمبادئ النظام الديمقراطي بفرنسا و بمستقبله فنحن نرى من واجبنا أن نبعث إليكم بهذه الرسالة." (67)
    هذا الاحتجاج النخبوي يدل على أن أزمة كبيرة اعترت الضمير القومي بفرنسا إزاء حوادث الجزائر والسياسة المتوخاة هناك.
    و إلى جانب ما ذكرى فإن للشهادات أيضا دور في تثبيت الحقائق التاريخية و خاصة عندما يتعلق الأمر بمصادر مقربة من الثورة، فإن مجلة (الفكر) اهتمت بنشرها على وجه الخصوص الشهادات الحية لجنود الجيش الفرنسي المشاركين في حرب الجزائر لأنها تساهم في فتح أعين قرائها على ما يجري في الجزائر من أعمال إجرامية، وفي هذا الصدد نشرت المجلة شهادة لأحد الجنود الفرنسيين "جاك بيشو" نقلا عن مجلة "العصور الحديثة " في عددها 139 بعنوان " قضيت عام في الاوراس " وتروي تفصيل لبعض الغارات الانتقامية التي كان يشنها جيش الاحتلال على (الدواوير والمشاتي والقرى الآمنة) والمواطنين العزل وما تتميز به هذه الغارات من وحشية وهمجية والتي عاشها الجندي الفرنسي في الاوراس من شهر أفريل 1956 إلى شهر أفريل 1957، فأقدمت المجلة على ترجمتها و نشرها فكتبت تقول: "و كنا نمر عادة في الاوراس بقرى مهجورة قد أطلقت الطائرات عليه الرصاص أو هدمت بالقنابل أو أحرقت ، و كثيرا ما تعترضنا جيف رجال أو بغال وقد أانبعثت منها رائحة كريهة و هي ما تبقى من قوافل طارداتها الطائرات...وكنا نقوم بجولات استطلاعية في المشاتي والجبال ونقوم باستنطاق عدد كبير من المشبوه فيهم في مكان معد لذلك وآلة التعذيب الوحيدة هي خيوط الكهرباء وبعد عمليات الاستنطاق يصعب معرفة وجوه الأشخاص بسبب شدة الضرب والحرق بخيوط الكهرباء..."(68)
    و يضيف قائلا : "وفي إحدى المرات استهدفت دورية فقتل ضابط سنغالي فرد على ذلك الجيش بطابور من السنغاليين على قلب مدينة بسكرة و أحرقوا حي المزابيين فقتلوا 35 ثم انتصبوا حول واحة بسكرة وقتلوا من هذا الطابور 325 مدنيا..."(69)
    "و هكذا ترون أن حديثي عن هذا العام الذي قضيته في جبال الاوراس خالي من الرونق ذلك أن بشاعة حرب الجزائر خالية هي الأخـرى من كل رونق فقــد ذهل رفاقي في الأيام
    الأولى مما رأوه من تعذيب الأبرياء و تقتيلهم ..." (70)
    هذه الشهادة تكتسي أهمية بالغة لأنها يرويها احد صناع هذه الأحداث وتعكس عمليات القمع في منطقة الاوراس أين صار الجنود الفرنسيين يطلقون الرصاص على كل إنسان يشاهدونه دون أدنى تمييز معطيا الدليل على القوافل التي كان يبيده الطيران الفرنسي بدعوى أنها تمون الثوار. وأكيد أن هذه الشهادة التي أدلى بها هذا الجندي سيكون لها تأثيرها على الرأي العام الفرنسي عامة ومعنويات الجيش الفرنسي خاصة .وكم من فرنسي مدني أو عسكري تأثر و انضم إلى الثورة أو استقال لرفضه لما تقترفه حكومتهم من جرم في حق الشعب الجزائري.
    أما في ما يخص المؤلفات الجديدة الصادرة بفرنسا ذات الصلة بما يحدث في الجزائر علقت المجلة بمناسبة صدور مؤلف لأحد الكتاب الفرنسيين تقول: " إن ريمون أرون Remond Aron)(71) احد أساتذة الجامعة الفرنسية المشهورين أصدر كتابا بعنوانه "المأساة الجزائرية" وهو بحث أعتمد فيه على أكثر ما يمكن من الوثائق التي تتصل بالحالة الراهنة في الجزائر. وقد بين في كتابه هذا أن مصلحة فرنسا الحقيقة سواء كان ذلك في الوجهة السياسية أو الاقتصادية هي في الاعتراف بحق الجزائر في الاستقلال ناهيك أن السيد ارون يعد رجلا من رجال اليمين و هو يكتب عادة في جريدة لوفيقارو Figaro". (72)
    وفي نفس السياق تضيف المجلة تقول: "أن دار جوليار للطبع نشرت كتابين يبحثان في نواح هامة من السياسة في وقتنا الحاضر وأول هذين المؤلفين هو"شارل ديقول ضد السلطة" كتبه "فيلبس غاراس Philippes garase " و ثانيهما "ملازم في الجزائر" للسيد (ج ج سرفان شريبار)(73) الذي هاجم فيه سياسة العسف و الإرهاق التي يسلكها الجنرال لاكوست في الجزائر."(74)
    و أن دار قليمار الباريسية نشرت تأليفا جديدا للكاتب الفرنسي الكبير" ألبير كامو Albert Camu" (75) تحت عنوان "حاليات جزائرية" ، و المعلوم أن كامو ولد ونشا بالجزائر وانه من أشهر رجال الفكر في العصر الحاضر، و هذا مما يكسي كتابه صبغة خاصة رغم مما يستدعي هذا التأليف من التحيز ومما سيثيره من الانتقادات فهو على كل ، وثيقة بالغة الأهمية ستضاف إلى ملف القضية الجزائرية."(76)
    كما علقت على كتاب هام لأحد الكتاب الفرنسيين المعروفين بمواقفه المعادية للاستعمار و هو (لويس أرقون Louis Aragon)(77) تحت عنوان" الظل الحارس Ombre Gardienneوعرضته المجلة تحت عنوان ( شاعر ثائر محمد ذيب ) وهي مجموعة شعرية يمكن تجزئتها إلى قسمين كبيرين: القصائد التي قيلت في الجزائر والقصائد المستوحاة من المنفى بفرنسا ولعل شاعرنا أحس بان القسم الأول من الكتاب عنوانه : الظل الحارس هو أعز ما لديه فأطلق على المجموعة كلها هذا العنوان لأنه يعبر عن الثورة الجزائرية" (78)
    أما في ما يخص الدواوين الشعرية المستوحاة من وحي الثورة الجزائرية التي أنتجها الكتاب والشعراء الفرنسيين فقد أولت المجلة بالغ الاهتمام بنقلها و نشرها للقراء وأحيانا بتحليل

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:33 pm