يعتبر موضوع التسليح من أهم ركائز الثورة الجزائرية وهو عمادها ولذلك كان موضع اهتمام قادة الثورة أعطوا له أهمية بالغة فبالإضافة إلى الدور الذي لعبه الثوار الأوائل في جمع الأسلحة قبل الثورة، فإن الاهتمام الأكبر بعد تفجيرها كان الاعتماد على النفس أولا وفك السلاح من يد العدو أثناء المعارك. كما أن البعثة الجزائرية في العالم العربي لعبت دورا بارزا في جمع السلاح من الدول العربية والأوربية والآسيوية بمختلف الطرق والوسائل وإرسالها إلى الجزائر .
وبالإضافة إلى ذلك فإن قادة الثورة اهتموا كثيرا لهذا الموضوع الإستراتيجي وانشأوا له وزارة خاصة به أخذت اسم وزارة التسليح والعلاقات العامة بهيكلة (جدول رقم 10) منظمة قامت بدور فعال في تسليح الثورة.
2- اعتماد جيش التحرير على تسليح نفسه في المعارك
انطلقت الثورة في نوفمبر 54 معتمدة على أسلحة حربية قديمة وكان أغلب المجاهدين مسلحين بأسلحة صيد وهو أمر جعل المجاهدين يبذلون جهدا مضنيا في الحصول على الأسلحة من العدو نفسه أثناء المعارك والكمائن والهجمات . وهكذا تطور سلاح جيش التحرير وصار يملك أنواعا كثيرة منه مثل (مات 36) و (مات 49) و(عشاري إنجليزي ) ومسدسات رشاش ورشاش 49 وتومسون وبنادق رشاش (نوع برن)(24/29) .
ونوضح كمثال لذلك في الجدول رقم 1 عدد الأسلحة التي استولى عليها جيش التحرير أثناء المعارك ، والجدول رقم 2 عدد الأسلحة الحربية التي استولى عليها جيش التحرير عن طريق الفارين من الجيش الفرنسي .والجدول رقم 3 بعنوان جدول يوضح التسليح الذاتي لجيش التحرير عن طريق المعارك حتى أكتوبر1955 .ومن الموضوعي أن يفقد جيش التحرير بعض أسلحته ولذلك نوضحها في الجدول رقم 4 على الرغم من أنها من وضع المصالح الاستعمارية وهو بعنوان عدد الأسلحة الحربية التي ضيعها جيش التحرير .
وبالإضافة إلى ذلك فإن وزارة التسليح قامت بإنشاء مصانع للسلاح بالمغرب بمساعدة مهندسين أجانب من جنسيات مختلفة يونانية وهولندية وتم تقليد صنع 15000 رشاش ألماني نوع (ستن) ومدافع هون ذات عيارات صغيرة ، وكميات كبيرة من الذخيرة ووزعت على وجه الخصوص في الولاية الخامسة التي كانت تعاني من نقص السلاح.
3- التسليح عن طريق بعثة الثورة في الخارج
لعبت بعثة الثورة المتمركزة في مصر دورا كبيرا في جلب السلاح إلى الثورة عن طريق البحر ومرورا بقواعد الثورة المتمركزة في ليبيا وتونس . وكان السلاح يجمع بعدة طرق أما عن طريق الإعانات من الدول العربية والإسلامية أو من الدول الصديقة الآسيوية وخاصة منها الاشتراكية وإما عن طريق المغامرين الأوروبيين . وفي أغلب الأحيان كانت الثورة تشتري الأسلحة بصفة سرية وتدفع بها إلى الثورة. ونوضح هنا في الجدول رقم 5 بعنوان جدول أسلحة وصلت إلى الثورة من القاهرة مارس 1960 وهو يفصل لنا مدى الأهمية التي توليها البعثة الجزائرية لموضوع التسليح كما يبين الجدول رقم 6 نفس الاهتمام وهو بعنوان جدول لبعض الأسلحة التي وصلت من مصر مرورا بطرابلس إلى قواعد الثورة في تونس .وقد قامت البعثة بدور جبار في تسليح الثورة يؤكدها أيضا الجدول رقم 7 بعنوان جدول يبين دور بعثة الثورة إلى الخارج في تسليح جيش التحرير الوطني .
4- التسليح من الخارج عن طريق البواخر الأجنبية
كانت وزارة التسليح تقوم بتموين الولايات بالأسلحة والعتاد والذخيرة عن طريق قواعدها في تونس والمغرب وليبيا . وعن طريق المرافئ الأسبانية بمدينتي سبته ومليلة . وكانت الثورة في بدايتها تعتمد على مغامرين ألمان و أسبان . وكانت الطرق البرية كثيرا ما تتعرض للتفتيش والحجز . كما أن البحر كان كله محاصرا خاصة لما تعاونت القوات الفرنسية مع الأسطول السادس الأمريكي لتفتيش البواخر ، وتم حجز بواخر عديدة من قبل السلطات الفرنسية نبينها هنا في الجدول رقم 8 بعنوان جدول لأبرز بواخر السلاح المحجوزة من طرف السلطات الفرنسية وكانت تحمل أسلحة كثيرة ومتطورة .
وبفضل الجهد المكثف للثورة في التسليح استطاع قادتها أن يوزعوا الأسلحة على فرق جيش التحرير وفق متطلبات العصر وينظموه في شكل فيالق وهو ما يوضحه كنموذج الجدول رقم 9 بعنوان سلاح الفيلق على الحدود الجزائرية التونسية المحدد له حتى شهر جوان 1960
التعذيب خلال الثورة :
التعذيب عبارة عن عملية استنطاق يتعرض لها كل جزائري يشتبه في انتمائه للثورة أو دعمه لها، وتعتمد هذه العملية على عدة أساليب غير إنسانية ولا أخلاقية يندى لها الجبين ، وهدفها هو الضغط على المسجون أو المعتقل وإجباره بوسائل التعذيب الاعتراف بما لديه من معلومات تفيد السلطات الاستعمارية لكشف أسرار الثورة وتحركات المجاهدين وهذه العملية يقوم بها أناس لا شفقة ولا رحمة لهم وكان من أبرزهم السفاحون: أوزاريس، بيجار، سوزيني، وغيرهم إلى جانب الشرطة السرية والمكتب المخصص للمضليين.
2- المراحل التي مر بها التعذيب
لم يكن التعذيب خلال مرحلة الثورة التحريرية منحصر على فئة المجاهدين فقط إنما مس شرائح عديدة من المجتمع من شيوخ ونساء وأطفال دون مبرر على اعتبار الشخص الذي يلقى عليه القبض مشبوها، وابتداء من ساعة القبض تبدأ مراحل التعذيب والهدف من ورائها إضعاف نفسية المسجون أو المعتقل للاعتراف بما لديه من معلومات عن الثورة ورجالها وهذا ما يسهل للإدارة الاستعمارية عملية ملاحقة المجاهدين ومحاصرتهم والعمل على خنق جيوب الثورة في القرى والمد اشر والأرياف وحتى داخل المدنه.
3- أشكال التعذيب
لقد تفننت السلطات الاستعمارية العسكرية منها والمدنية في العبث بالضحايا من خلال أنواع التعذيب المسلطة على المسجون والتي اعتبرت إبان الثورة أعلى مرحلة وصلت إليها جرائم الاستعمار الفرنسي وبينت الحقد الدفين ضد العرب كما أظهرت الرغبة الجامحة في التقتيل والتنكيل بل حتى التلذذ في تعذيب الجزائريين، هذا التعذيب الذي ميز حقيقة النهج الوحشي المتبع ضد المجاهدين، وقد تفنن جلادو الاستعمار الفرنسي في ممارسته، وهي المهمة التي أوكلت كذلك إلى ضباط الشؤون الأهلية داخل المعتقلات والمحتشدات وفي القرى والأرياف وحتى المدن الجزائرية لم تسلم من هذه الأعمال اللا إنسانية حيث كانت مراكز التعذيب منتشرة بشكل كبير عبر التراب الوطني.
4- الانعكاسات الخطيرة للتعذيب
لم تكن معاناة المسجونين والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب ظرفية، إنما بقيت الصور الأليمة لما لحق بهم عالقة في أذهانهم وهذا ما أثر سلبا على سلوكا تهم الاجتماعية ومعاملاتهم اليومية لذلك فإن انعكاسات التعذيب على هذه الشريحة المعذبة لازمتهم طيلة حياتهم، حيث مازال الكثير منهم يعاني منها إلى اليوم وأصبحوا بذلك ضحايا التعذيب
دور المرأة في الثورة :
شكلت المرأة عنصرا أساسيا في الثورة التحريرية ،ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه الثورة المباركة وبالتالي كانت المرأة الجزائرية سندا قويا للزوج الأخ و الابن و الأهل الذين حملوا السلاح ضد الاستعمار الفرنسي وقد أبلت بلاء منقطع النظير أظهرت من خلاله أنها النفس الثاني للثورة التحريرية المباركة.
لقد لعبت المرأة الجزائرية دورا رياديا من خلال مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية سواء في الأرياف أو المدن على حدّ سواء،وأدت واجبها الوطني إلى جانب أخيها الرجل.
2- المرأة في الأرياف
استطاعت المرأة الريفية أن تكون عنصرا فعالا في كسر الحصار الذي حاول الجيش الاستعماري ضربه على المجاهدين ، فكانت مساهمتها قوية في تقديم الخدمات الكبيرة التي كانت الثورة بأمس الحاجة إليها.
3- المرأة في المدن
إذا كانت المرأة الريفية قد تحملت أعباء الثورة في الجبال و القرى و المداشر فإن المرأة في المدينة هي الأخرى قامت بواجبها الوطني و كانت السند القوي للمجاهدين من فدائيين ومسبلين داخل المدن حيث تكثر أجهزة القمع البوليسي ،وحيث المراقبة المستمرة على كل ما هو متحرك داخل المدن لذا حلّت محلّ أخيها الفدائي في العديد من المهام المعقدة و الخطيرة .
4- المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة الجزائرية خلال الثورة
تتوان المرأة الجزائرية في تحمل المسؤولية اتجاه الثورة لذا أخذ نشاط المرأة الجزائرية خلال الثورة عدة أشكال و أنماط من أهمها ما يلي:
المناضلات في المنظمة المدينة جبهة التحرير الوطني وهن المناضلات التي أعطيت لهن مسؤوليات في اللجان السياسية و الإدارية وكفدائيات وجامعات أموال .
المناضلات العسكريات هن النساء التابعات لجيش التحرير الوطني ولا يشكلن إلا نسبة قليلة جدا ومن مهامهن الأساسية التمريض و العناية و الطبخ.
لقد كانت المرأة في الريف و المدينة على سواء مناضلة ومجاهدة وفدائية ومسبلة لتتنوع بذلك مهامها وهو ما جعل العدو الفرنسي يدرك قيمتها داخل الثورة وفي المجتمع الجزائري فكانت عرضة للعديد من أنواع القمع والتعذيب وقد حددت الإدارية الاستعمارية السجون الخاصة بالمرأة الجزائرية ،حتى تقلل من قيمة الثورة وتضرب التماسك الاجتماعي المبني على المرأة في الصميم إلا أنها لم تتمكن من ذلك ،فكانت النتيجة سقوط العديد من النساء الجزائريات شهيدات أمثال حسيبة بن بوعلي و مليكة قايد و مريم بوعتورة.
إن المسؤوليات الجسام و المهام الكبيرة التي ألقيت على كاهل المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية جعلها تخرج من الأدوار الثانوية لتنتقل إلى الأدوار الأساسية التي كان المجاهدون بأمس الحاجة إليها رغم الصعاب التي واجهتها لكونها امرأة .
وبالإضافة إلى ذلك فإن قادة الثورة اهتموا كثيرا لهذا الموضوع الإستراتيجي وانشأوا له وزارة خاصة به أخذت اسم وزارة التسليح والعلاقات العامة بهيكلة (جدول رقم 10) منظمة قامت بدور فعال في تسليح الثورة.
2- اعتماد جيش التحرير على تسليح نفسه في المعارك
انطلقت الثورة في نوفمبر 54 معتمدة على أسلحة حربية قديمة وكان أغلب المجاهدين مسلحين بأسلحة صيد وهو أمر جعل المجاهدين يبذلون جهدا مضنيا في الحصول على الأسلحة من العدو نفسه أثناء المعارك والكمائن والهجمات . وهكذا تطور سلاح جيش التحرير وصار يملك أنواعا كثيرة منه مثل (مات 36) و (مات 49) و(عشاري إنجليزي ) ومسدسات رشاش ورشاش 49 وتومسون وبنادق رشاش (نوع برن)(24/29) .
ونوضح كمثال لذلك في الجدول رقم 1 عدد الأسلحة التي استولى عليها جيش التحرير أثناء المعارك ، والجدول رقم 2 عدد الأسلحة الحربية التي استولى عليها جيش التحرير عن طريق الفارين من الجيش الفرنسي .والجدول رقم 3 بعنوان جدول يوضح التسليح الذاتي لجيش التحرير عن طريق المعارك حتى أكتوبر1955 .ومن الموضوعي أن يفقد جيش التحرير بعض أسلحته ولذلك نوضحها في الجدول رقم 4 على الرغم من أنها من وضع المصالح الاستعمارية وهو بعنوان عدد الأسلحة الحربية التي ضيعها جيش التحرير .
وبالإضافة إلى ذلك فإن وزارة التسليح قامت بإنشاء مصانع للسلاح بالمغرب بمساعدة مهندسين أجانب من جنسيات مختلفة يونانية وهولندية وتم تقليد صنع 15000 رشاش ألماني نوع (ستن) ومدافع هون ذات عيارات صغيرة ، وكميات كبيرة من الذخيرة ووزعت على وجه الخصوص في الولاية الخامسة التي كانت تعاني من نقص السلاح.
3- التسليح عن طريق بعثة الثورة في الخارج
لعبت بعثة الثورة المتمركزة في مصر دورا كبيرا في جلب السلاح إلى الثورة عن طريق البحر ومرورا بقواعد الثورة المتمركزة في ليبيا وتونس . وكان السلاح يجمع بعدة طرق أما عن طريق الإعانات من الدول العربية والإسلامية أو من الدول الصديقة الآسيوية وخاصة منها الاشتراكية وإما عن طريق المغامرين الأوروبيين . وفي أغلب الأحيان كانت الثورة تشتري الأسلحة بصفة سرية وتدفع بها إلى الثورة. ونوضح هنا في الجدول رقم 5 بعنوان جدول أسلحة وصلت إلى الثورة من القاهرة مارس 1960 وهو يفصل لنا مدى الأهمية التي توليها البعثة الجزائرية لموضوع التسليح كما يبين الجدول رقم 6 نفس الاهتمام وهو بعنوان جدول لبعض الأسلحة التي وصلت من مصر مرورا بطرابلس إلى قواعد الثورة في تونس .وقد قامت البعثة بدور جبار في تسليح الثورة يؤكدها أيضا الجدول رقم 7 بعنوان جدول يبين دور بعثة الثورة إلى الخارج في تسليح جيش التحرير الوطني .
4- التسليح من الخارج عن طريق البواخر الأجنبية
كانت وزارة التسليح تقوم بتموين الولايات بالأسلحة والعتاد والذخيرة عن طريق قواعدها في تونس والمغرب وليبيا . وعن طريق المرافئ الأسبانية بمدينتي سبته ومليلة . وكانت الثورة في بدايتها تعتمد على مغامرين ألمان و أسبان . وكانت الطرق البرية كثيرا ما تتعرض للتفتيش والحجز . كما أن البحر كان كله محاصرا خاصة لما تعاونت القوات الفرنسية مع الأسطول السادس الأمريكي لتفتيش البواخر ، وتم حجز بواخر عديدة من قبل السلطات الفرنسية نبينها هنا في الجدول رقم 8 بعنوان جدول لأبرز بواخر السلاح المحجوزة من طرف السلطات الفرنسية وكانت تحمل أسلحة كثيرة ومتطورة .
وبفضل الجهد المكثف للثورة في التسليح استطاع قادتها أن يوزعوا الأسلحة على فرق جيش التحرير وفق متطلبات العصر وينظموه في شكل فيالق وهو ما يوضحه كنموذج الجدول رقم 9 بعنوان سلاح الفيلق على الحدود الجزائرية التونسية المحدد له حتى شهر جوان 1960
التعذيب خلال الثورة :
التعذيب عبارة عن عملية استنطاق يتعرض لها كل جزائري يشتبه في انتمائه للثورة أو دعمه لها، وتعتمد هذه العملية على عدة أساليب غير إنسانية ولا أخلاقية يندى لها الجبين ، وهدفها هو الضغط على المسجون أو المعتقل وإجباره بوسائل التعذيب الاعتراف بما لديه من معلومات تفيد السلطات الاستعمارية لكشف أسرار الثورة وتحركات المجاهدين وهذه العملية يقوم بها أناس لا شفقة ولا رحمة لهم وكان من أبرزهم السفاحون: أوزاريس، بيجار، سوزيني، وغيرهم إلى جانب الشرطة السرية والمكتب المخصص للمضليين.
2- المراحل التي مر بها التعذيب
لم يكن التعذيب خلال مرحلة الثورة التحريرية منحصر على فئة المجاهدين فقط إنما مس شرائح عديدة من المجتمع من شيوخ ونساء وأطفال دون مبرر على اعتبار الشخص الذي يلقى عليه القبض مشبوها، وابتداء من ساعة القبض تبدأ مراحل التعذيب والهدف من ورائها إضعاف نفسية المسجون أو المعتقل للاعتراف بما لديه من معلومات عن الثورة ورجالها وهذا ما يسهل للإدارة الاستعمارية عملية ملاحقة المجاهدين ومحاصرتهم والعمل على خنق جيوب الثورة في القرى والمد اشر والأرياف وحتى داخل المدنه.
3- أشكال التعذيب
لقد تفننت السلطات الاستعمارية العسكرية منها والمدنية في العبث بالضحايا من خلال أنواع التعذيب المسلطة على المسجون والتي اعتبرت إبان الثورة أعلى مرحلة وصلت إليها جرائم الاستعمار الفرنسي وبينت الحقد الدفين ضد العرب كما أظهرت الرغبة الجامحة في التقتيل والتنكيل بل حتى التلذذ في تعذيب الجزائريين، هذا التعذيب الذي ميز حقيقة النهج الوحشي المتبع ضد المجاهدين، وقد تفنن جلادو الاستعمار الفرنسي في ممارسته، وهي المهمة التي أوكلت كذلك إلى ضباط الشؤون الأهلية داخل المعتقلات والمحتشدات وفي القرى والأرياف وحتى المدن الجزائرية لم تسلم من هذه الأعمال اللا إنسانية حيث كانت مراكز التعذيب منتشرة بشكل كبير عبر التراب الوطني.
4- الانعكاسات الخطيرة للتعذيب
لم تكن معاناة المسجونين والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب ظرفية، إنما بقيت الصور الأليمة لما لحق بهم عالقة في أذهانهم وهذا ما أثر سلبا على سلوكا تهم الاجتماعية ومعاملاتهم اليومية لذلك فإن انعكاسات التعذيب على هذه الشريحة المعذبة لازمتهم طيلة حياتهم، حيث مازال الكثير منهم يعاني منها إلى اليوم وأصبحوا بذلك ضحايا التعذيب
دور المرأة في الثورة :
شكلت المرأة عنصرا أساسيا في الثورة التحريرية ،ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه الثورة المباركة وبالتالي كانت المرأة الجزائرية سندا قويا للزوج الأخ و الابن و الأهل الذين حملوا السلاح ضد الاستعمار الفرنسي وقد أبلت بلاء منقطع النظير أظهرت من خلاله أنها النفس الثاني للثورة التحريرية المباركة.
لقد لعبت المرأة الجزائرية دورا رياديا من خلال مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية سواء في الأرياف أو المدن على حدّ سواء،وأدت واجبها الوطني إلى جانب أخيها الرجل.
2- المرأة في الأرياف
استطاعت المرأة الريفية أن تكون عنصرا فعالا في كسر الحصار الذي حاول الجيش الاستعماري ضربه على المجاهدين ، فكانت مساهمتها قوية في تقديم الخدمات الكبيرة التي كانت الثورة بأمس الحاجة إليها.
3- المرأة في المدن
إذا كانت المرأة الريفية قد تحملت أعباء الثورة في الجبال و القرى و المداشر فإن المرأة في المدينة هي الأخرى قامت بواجبها الوطني و كانت السند القوي للمجاهدين من فدائيين ومسبلين داخل المدن حيث تكثر أجهزة القمع البوليسي ،وحيث المراقبة المستمرة على كل ما هو متحرك داخل المدن لذا حلّت محلّ أخيها الفدائي في العديد من المهام المعقدة و الخطيرة .
4- المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة الجزائرية خلال الثورة
تتوان المرأة الجزائرية في تحمل المسؤولية اتجاه الثورة لذا أخذ نشاط المرأة الجزائرية خلال الثورة عدة أشكال و أنماط من أهمها ما يلي:
المناضلات في المنظمة المدينة جبهة التحرير الوطني وهن المناضلات التي أعطيت لهن مسؤوليات في اللجان السياسية و الإدارية وكفدائيات وجامعات أموال .
المناضلات العسكريات هن النساء التابعات لجيش التحرير الوطني ولا يشكلن إلا نسبة قليلة جدا ومن مهامهن الأساسية التمريض و العناية و الطبخ.
لقد كانت المرأة في الريف و المدينة على سواء مناضلة ومجاهدة وفدائية ومسبلة لتتنوع بذلك مهامها وهو ما جعل العدو الفرنسي يدرك قيمتها داخل الثورة وفي المجتمع الجزائري فكانت عرضة للعديد من أنواع القمع والتعذيب وقد حددت الإدارية الاستعمارية السجون الخاصة بالمرأة الجزائرية ،حتى تقلل من قيمة الثورة وتضرب التماسك الاجتماعي المبني على المرأة في الصميم إلا أنها لم تتمكن من ذلك ،فكانت النتيجة سقوط العديد من النساء الجزائريات شهيدات أمثال حسيبة بن بوعلي و مليكة قايد و مريم بوعتورة.
إن المسؤوليات الجسام و المهام الكبيرة التي ألقيت على كاهل المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية جعلها تخرج من الأدوار الثانوية لتنتقل إلى الأدوار الأساسية التي كان المجاهدون بأمس الحاجة إليها رغم الصعاب التي واجهتها لكونها امرأة .