المخدرات و عقاقير الهلوسة
كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟
عقاقير
الفرفشة أو الهلوسة أو المخدرات توسيع الدماغ . تصنف في مجموعة حسب
تركيبها الكيميائي الطبيعي ( مثل الحشيش و الأفيون ) أو الاصطناعية مثل (
إل . أس . دي ) ذات الأثر القوي على الدماغ . فدماغ الإنسان ( أو المخ )
يتكون من آلاف الملايين من الخلايا العصبية . و هذه الخلايا العصبية تشبه
في شكلها الأصابع و لكنها دقيقة جداً لا ترى إلا تحت المجهر . و هي تنقل
النبضات العصبية على هيئة تيار كهربائي من جزء معين من المخ إلى جزء آخر .
و يتم الاتصال بين هذه الخلايا عبر فجوات أو ممسات عن طريق جزيئات
كيميائية تعرف باسم المرسلات العصبية . و عندما تثبت هذه المواد
الكيميائية عبر الممسات تحمل معها رسالتها العصبية فترسل إشارة من جديد
إلى الخلية المجاورة ..
و هكذا تنتقل الإشارات .
و تمكن
العلماء حتى الآن من اكتشاف أكثر من عشرين مادة كيميائية مختلفة من هذه
المرسلات العصبية ، و لكل منها تركيب فريد يمكن تشبيههه بمفاتيح مختلفة كل
" مفتاح " له مكان خاص أشبه " بالقفل " يستقبل عليه ، و لا يصلح له غير
كمركز استقبال . و لقد تضاربت آراء المهتمين بكيفية تأثير هذه العقاقير
على الدماغ . و يحاول كل منهم أن يدعم رأيه بالبرهان و التجربة . فيقول
البعض أن هذه العقاقير توقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ
بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر من المرسلات العصبية . مما يجعل
الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور من حوله .
و
تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة أو الفرفشة تؤثر بشكل مباشر على مادة "
السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد
معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و
هذه التفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة أو
الفرفشة ( مثل الحشيش و الماريوانا و إل . أس . دي. ) عادة ما يكون مؤقتاً
و يزول بزوالها ، كما يعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في
الدماغ و بقية أجزاء الجسم لها علاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز
الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر من اللازم أو أقل من اللازم من هذه
المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية في الظهور . فالاكتئاب الشديد
مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلات عصبية معينة اسمها
" أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاط خميرة "
مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات و العقاقير
المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث في
النهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك
حالات الاكتئاب .
و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في
درجة تأثيرها بين الأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و
الشخصية و مكوناتها و الرغبات الكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما
يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطة هذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة
الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالات مؤقتة تزول بعد فترة
معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعة الأشخاص .
و يعتقد
بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قوية ابداعية في أي عمل
يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. و المغني
يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها
فعل تخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنها
لذات مؤقتة سوف تجلب إليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..
· ظاهرة الإدمان
هناك خلط شائع و ارتباك بين عامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذه الظاهرة .
فالإدمان
معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذا التعريف لا ينطبق على
كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة و الفرفشة ، لذلك رأت هيئة الصحة العالمية
في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنى و
اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد
السيكولوجي ( أو النفسي ) .
الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء
الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبب استمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث
يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماً للحصول على نفس التأثير ، و
الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجم عنه حدوث نكسة
صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلك
الأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول ، و أقراص
الباريتيورات المنومة .
أما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعور
الإنسان بالحاجة التي العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها
لا يسبب عادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و
الشاي ، و
الحشيش ، و الماريوانا ، و أقراص الأمفيتامين المنبهة ..
و
لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالات جميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان
. و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتماد الفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي
المخدرات على الفرد و المجتمع . بأنها ترجع لأسباب دخول هذه السموم في
كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبث بالتدرج أن تتجاوب مع
أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسم تأخذ في
اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة
إلى مفعولها مما يظطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على
التأثيرات المطلوبة ، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن
كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في
تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمى بالأعراض الانسجابية ، و التي
تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاً التوقف عن تعاطي المورفين
تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض و كأنه أصيب برشح
حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلص شديد في
العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم ..
كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟
عقاقير
الفرفشة أو الهلوسة أو المخدرات توسيع الدماغ . تصنف في مجموعة حسب
تركيبها الكيميائي الطبيعي ( مثل الحشيش و الأفيون ) أو الاصطناعية مثل (
إل . أس . دي ) ذات الأثر القوي على الدماغ . فدماغ الإنسان ( أو المخ )
يتكون من آلاف الملايين من الخلايا العصبية . و هذه الخلايا العصبية تشبه
في شكلها الأصابع و لكنها دقيقة جداً لا ترى إلا تحت المجهر . و هي تنقل
النبضات العصبية على هيئة تيار كهربائي من جزء معين من المخ إلى جزء آخر .
و يتم الاتصال بين هذه الخلايا عبر فجوات أو ممسات عن طريق جزيئات
كيميائية تعرف باسم المرسلات العصبية . و عندما تثبت هذه المواد
الكيميائية عبر الممسات تحمل معها رسالتها العصبية فترسل إشارة من جديد
إلى الخلية المجاورة ..
و هكذا تنتقل الإشارات .
و تمكن
العلماء حتى الآن من اكتشاف أكثر من عشرين مادة كيميائية مختلفة من هذه
المرسلات العصبية ، و لكل منها تركيب فريد يمكن تشبيههه بمفاتيح مختلفة كل
" مفتاح " له مكان خاص أشبه " بالقفل " يستقبل عليه ، و لا يصلح له غير
كمركز استقبال . و لقد تضاربت آراء المهتمين بكيفية تأثير هذه العقاقير
على الدماغ . و يحاول كل منهم أن يدعم رأيه بالبرهان و التجربة . فيقول
البعض أن هذه العقاقير توقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ
بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر من المرسلات العصبية . مما يجعل
الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور من حوله .
و
تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة أو الفرفشة تؤثر بشكل مباشر على مادة "
السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد
معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و
هذه التفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة أو
الفرفشة ( مثل الحشيش و الماريوانا و إل . أس . دي. ) عادة ما يكون مؤقتاً
و يزول بزوالها ، كما يعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في
الدماغ و بقية أجزاء الجسم لها علاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز
الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر من اللازم أو أقل من اللازم من هذه
المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية في الظهور . فالاكتئاب الشديد
مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلات عصبية معينة اسمها
" أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاط خميرة "
مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات و العقاقير
المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث في
النهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك
حالات الاكتئاب .
و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في
درجة تأثيرها بين الأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و
الشخصية و مكوناتها و الرغبات الكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما
يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطة هذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة
الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالات مؤقتة تزول بعد فترة
معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعة الأشخاص .
و يعتقد
بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قوية ابداعية في أي عمل
يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. و المغني
يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها
فعل تخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنها
لذات مؤقتة سوف تجلب إليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..
· ظاهرة الإدمان
هناك خلط شائع و ارتباك بين عامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذه الظاهرة .
فالإدمان
معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذا التعريف لا ينطبق على
كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة و الفرفشة ، لذلك رأت هيئة الصحة العالمية
في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنى و
اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد
السيكولوجي ( أو النفسي ) .
الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء
الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبب استمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث
يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماً للحصول على نفس التأثير ، و
الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجم عنه حدوث نكسة
صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلك
الأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول ، و أقراص
الباريتيورات المنومة .
أما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعور
الإنسان بالحاجة التي العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها
لا يسبب عادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و
الشاي ، و
الحشيش ، و الماريوانا ، و أقراص الأمفيتامين المنبهة ..
و
لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالات جميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان
. و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتماد الفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي
المخدرات على الفرد و المجتمع . بأنها ترجع لأسباب دخول هذه السموم في
كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبث بالتدرج أن تتجاوب مع
أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسم تأخذ في
اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة
إلى مفعولها مما يظطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على
التأثيرات المطلوبة ، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن
كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في
تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمى بالأعراض الانسجابية ، و التي
تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاً التوقف عن تعاطي المورفين
تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض و كأنه أصيب برشح
حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلص شديد في
العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم ..