الشيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله-
بشكل عام...
هو الشيخ عبد الحميد بن عبد العزيز كشك، من علماء الأزهر الشريف ، وهو من ابرز و أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين. وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه ، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة . ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين جميع أنحاء العالم.
المـــــــــــــــولد:
كان مولد الشيخ كشك رحمه الله بمصر في 10/03/1933م، حفظ القرآن وهو صغير ، فقد بصره بسبب المرض ، تخرج من جامعة الأزهر، بدأ الخطابة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوائل الستينات، وقد تعرّض للاعتقال والسجن عدة مرات إلى أن أوقف عن الخطابة عام 1981م، فتفرغ للتأليف وتفسير القران الكريم، توفي وهو ساجد لله قبيل صلاة الجمعة في 6/ 12/1996.
ولد فضيلته في (شبراخيت) بمحافظة (البحيرة) بجمهورية مصر ، وكان مولده في العاشر من مارس 1933 م (ثلاثة وثلاثين وتسعمائة و ألف من الميلاد). ولد في أسرة اقل من المتوسطة تتكون من والد و أم وست اخوة (أربعة من الذكور وبنتان).
في سن السادسة من العمر فقد بصر عينه اليسرى، أو كما كان يقول: " أكرمني الله بفقد عيني"، ثم فقد بصره من العين الأخرى وهو في سن السابعة عشرة من عمره . فكان يحمد لله تعالى على نعمة العمى بقوله : "الحمد لله الذي انعم علي بنعمة العمى حتى لا أرى ما يغضب الله تعالى". ولقد عوضه الله تعالى عن نور البصر بذكاء القلب والبصيرة، فكان يردد قول ابن عباس رضي الله عنهما :
إن اذهب الله من عيني نورهما ففي فؤادي وقلبي منهما نور...
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا وفي فمي صارم كالسيف مشهور...
العــــــــــــــلم:
حفظ فضيلته القران الكريم وهو دون العاشر من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالاسكندرية، وفي السنة الثانية من المرحلة الثانوية حصل على تقدير 100 % وكذلك في الشهادة الثانوية الازهرية وكان ترتيبة الاول على الجمهورية. التحق فضيلته بعد ذلك بكلية أصول الدين بجامعة الازهر، وكان ترتيبه الاول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان اثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الاساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب خاصة علوم النحو والصّرف. تخرج فضيلته في كلية أصول الدين وعين معيدا بها عام 1957م، وبعد تخرجه حصل على اجازة التدريس بامتياز، ومثّل الازهر الشريف في عيد العلم عام 1961. لم يستمر فضيلته في مهنة التدريس بالجامعة، وبعدها رغب عن العمل بالجامعة حيث كانت روحة معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن الثانية عشرة.
كان الشيخ الجليل احد الثقاة المعدودين في علوم اللغة والاصول والفقة وعلوم الحديث، فما رجع اليه أحد في معضلة الا وجده بحرا زاخرا من العلم الاصيل العميق الدافق، فقد كان – رحمه الله – يفتي في مسائل الميراث شفويا، وكان يحلّ اعتى مشكلات الفقة والاصول وكأنه يسكب ماء زلالا.
الخطـــــــــابة:
تناول الخطابة في سن مبكرة، فكان يصعد المنابر ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، متمثلا لقول الله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لتامرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، والا ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم). ففي اوائل الستينيات عين خطيبا في مسجد ألطبي التابع لوزارة الاوقاف بحي السيدة بالقاهرة، و عمل فضيلته اماما وخطيبا بمسجد (الطّحان) بمنطقة الشّرابية بالقاهرة، ثم انتقل الى مسجد (المنوفي) بالشرابية أيضا، وفي عام 1962م (اثنين وستين وتسعمائة والف من الميلاد) تولّى الامامة والخطابة بمسجد (عين الحياة) بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، ذلك المسجد الذي ظل عينا للحياة قرابة عشرين عاما هي عمر الشيخ الجليل على منبره الى ان تمّ منعه نهائيا من الدعوة والخطابة عام 1981م.
المحنــــــــــــة:
تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر . وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة . وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين . ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة . وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات ، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس .
رفض الشيخ عبد الحميد كشك مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف وتفسير القران الكريم على مدى 12 عاما أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994م.
وفاتــــــــــــــــه:
كان الشيخ رحمه الله في حياته يدعو الله قائلا: "اللهم احشرني وأنا ساجد بين يديك يا ربّ العالمين". لقد صدق الله فصدقه الله. فقد فاضت روحه الى الله تعالى وهو ساجد بين يديه. و المرء يبعث على ما مات عليه يوم القيامة.
كانت نهاية الشيخ – رحمه الله – بحق هي حسن الختام، فقد توضأ في بيته لصلاة الجمعة، وكعادته كان يتنفّل بركعات قبل الذهاب الى المسجد، فدخل في الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها أسلم الروح الى بارئه متوضأ مصليا ساجدا.
وكانت وفاة الشيخ يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1417 هـ (ألف وأربعمائة وسبعة عشر من الهجرة) السادس من ديسمبر لعام 1996 م (ألف وتسعمائة وستة وتسعين من الميلاد)، وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة.
مــــــاذا تـــرك؟
للشيخ الجليل ثمانية أبناء خمسة من الذكور وثلاثة من الاناث، وجميع أبناء الشيخ كشك يحفظون القران الكريم حيث كان – رحمه الله – يحفظهم القران بنفسه رغم كثرة شواغله وهمومه.
ترك الشيخ – رحمه الله – تراثا عظيما، حتى بلغت مؤلفاته 115 مؤلفا، تناول فيه كافة مناهج العمل والتربية الاسلامية، وكان في هذه الكتابات ميسرة لعلوم القران والسنة مراعيا لمصالح الناس وفقة واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة، كما توّج جهوده العلمية بمؤلّفه الضخم في عشرة مجلدات (في رحاب التفسير) الذي قام فيه بتفسير القران الكريم كاملا، وقد ركّز فيه الشيخ على الجوانب الدعوية في القران الكريم، وله ايضا كتاب في الفتاوي، واخر عن قصص الانبياء
وقد ترك الشيخ – رحمه الله – تراثا عظيما اخر وهو التراث الصوتي المتمثل في الاشرطة التي تضم خطبه ودروسه والتي كتب لها الذيوع والانتشار في شتى أنحاء الارض وكانت من أهم روافد التربية الاسلامية خلال العشرين سنة الماضية، وقد وصلت الى 425 (أربعمائة وخمس وعشرين) خطبة وأكثر من 3000 (ثلاثة الاف) درس. ولقد دخل المئات بل الالاف الى اللاسلام، وعاد الالاف من العاصي الى الله تعالى بعد سماعهم لتلك التسجيلات، بفضل الله وكرمه.
شخصيته -رحمه الله-:
كان لشخصية الشيخ عدة مفاتيح هي:
أولا: الاخلاص العميق في كل علم وعمل، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.
ثانيا: الصدق والثبات والشجاعة الى اقصى حدّ.
ثالثا: الذكاء الحاد وخفة الظل التي قرّبت مفاهيم الدعوة للناس.
رابعا: المواهب الشخصية التي حباه الله بها كالذاكرة الذهبية واللباقة والفصاحة التي لا مثيل لها.
خامسا: الابداع بالعلم واللغة، حيث كان مدرسة فريدة من نوعها. قام كثيرون بتقليده ومحاكاته.
رحم الله شيخنا الجليل، وأسكنه فسيح جنانه، وصلى الله على سيدنا محمد و على اله اجمعين، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________
يارَبْ سَاعدْني عَلى أن أقول كَلمة الحَقّ في وَجْه الأقويَاء وأن لا أقول البَاطل لأكْسبْ تَصْفيق الضعَفاء
بشكل عام...
هو الشيخ عبد الحميد بن عبد العزيز كشك، من علماء الأزهر الشريف ، وهو من ابرز و أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين. وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه ، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة . ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين جميع أنحاء العالم.
المـــــــــــــــولد:
كان مولد الشيخ كشك رحمه الله بمصر في 10/03/1933م، حفظ القرآن وهو صغير ، فقد بصره بسبب المرض ، تخرج من جامعة الأزهر، بدأ الخطابة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوائل الستينات، وقد تعرّض للاعتقال والسجن عدة مرات إلى أن أوقف عن الخطابة عام 1981م، فتفرغ للتأليف وتفسير القران الكريم، توفي وهو ساجد لله قبيل صلاة الجمعة في 6/ 12/1996.
ولد فضيلته في (شبراخيت) بمحافظة (البحيرة) بجمهورية مصر ، وكان مولده في العاشر من مارس 1933 م (ثلاثة وثلاثين وتسعمائة و ألف من الميلاد). ولد في أسرة اقل من المتوسطة تتكون من والد و أم وست اخوة (أربعة من الذكور وبنتان).
في سن السادسة من العمر فقد بصر عينه اليسرى، أو كما كان يقول: " أكرمني الله بفقد عيني"، ثم فقد بصره من العين الأخرى وهو في سن السابعة عشرة من عمره . فكان يحمد لله تعالى على نعمة العمى بقوله : "الحمد لله الذي انعم علي بنعمة العمى حتى لا أرى ما يغضب الله تعالى". ولقد عوضه الله تعالى عن نور البصر بذكاء القلب والبصيرة، فكان يردد قول ابن عباس رضي الله عنهما :
إن اذهب الله من عيني نورهما ففي فؤادي وقلبي منهما نور...
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا وفي فمي صارم كالسيف مشهور...
العــــــــــــــلم:
حفظ فضيلته القران الكريم وهو دون العاشر من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالاسكندرية، وفي السنة الثانية من المرحلة الثانوية حصل على تقدير 100 % وكذلك في الشهادة الثانوية الازهرية وكان ترتيبة الاول على الجمهورية. التحق فضيلته بعد ذلك بكلية أصول الدين بجامعة الازهر، وكان ترتيبه الاول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان اثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الاساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب خاصة علوم النحو والصّرف. تخرج فضيلته في كلية أصول الدين وعين معيدا بها عام 1957م، وبعد تخرجه حصل على اجازة التدريس بامتياز، ومثّل الازهر الشريف في عيد العلم عام 1961. لم يستمر فضيلته في مهنة التدريس بالجامعة، وبعدها رغب عن العمل بالجامعة حيث كانت روحة معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن الثانية عشرة.
كان الشيخ الجليل احد الثقاة المعدودين في علوم اللغة والاصول والفقة وعلوم الحديث، فما رجع اليه أحد في معضلة الا وجده بحرا زاخرا من العلم الاصيل العميق الدافق، فقد كان – رحمه الله – يفتي في مسائل الميراث شفويا، وكان يحلّ اعتى مشكلات الفقة والاصول وكأنه يسكب ماء زلالا.
الخطـــــــــابة:
تناول الخطابة في سن مبكرة، فكان يصعد المنابر ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، متمثلا لقول الله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لتامرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، والا ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم). ففي اوائل الستينيات عين خطيبا في مسجد ألطبي التابع لوزارة الاوقاف بحي السيدة بالقاهرة، و عمل فضيلته اماما وخطيبا بمسجد (الطّحان) بمنطقة الشّرابية بالقاهرة، ثم انتقل الى مسجد (المنوفي) بالشرابية أيضا، وفي عام 1962م (اثنين وستين وتسعمائة والف من الميلاد) تولّى الامامة والخطابة بمسجد (عين الحياة) بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، ذلك المسجد الذي ظل عينا للحياة قرابة عشرين عاما هي عمر الشيخ الجليل على منبره الى ان تمّ منعه نهائيا من الدعوة والخطابة عام 1981م.
المحنــــــــــــة:
تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر . وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة . وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين . ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة . وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات ، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس .
رفض الشيخ عبد الحميد كشك مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف وتفسير القران الكريم على مدى 12 عاما أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994م.
وفاتــــــــــــــــه:
كان الشيخ رحمه الله في حياته يدعو الله قائلا: "اللهم احشرني وأنا ساجد بين يديك يا ربّ العالمين". لقد صدق الله فصدقه الله. فقد فاضت روحه الى الله تعالى وهو ساجد بين يديه. و المرء يبعث على ما مات عليه يوم القيامة.
كانت نهاية الشيخ – رحمه الله – بحق هي حسن الختام، فقد توضأ في بيته لصلاة الجمعة، وكعادته كان يتنفّل بركعات قبل الذهاب الى المسجد، فدخل في الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها أسلم الروح الى بارئه متوضأ مصليا ساجدا.
وكانت وفاة الشيخ يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1417 هـ (ألف وأربعمائة وسبعة عشر من الهجرة) السادس من ديسمبر لعام 1996 م (ألف وتسعمائة وستة وتسعين من الميلاد)، وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة.
مــــــاذا تـــرك؟
للشيخ الجليل ثمانية أبناء خمسة من الذكور وثلاثة من الاناث، وجميع أبناء الشيخ كشك يحفظون القران الكريم حيث كان – رحمه الله – يحفظهم القران بنفسه رغم كثرة شواغله وهمومه.
ترك الشيخ – رحمه الله – تراثا عظيما، حتى بلغت مؤلفاته 115 مؤلفا، تناول فيه كافة مناهج العمل والتربية الاسلامية، وكان في هذه الكتابات ميسرة لعلوم القران والسنة مراعيا لمصالح الناس وفقة واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة، كما توّج جهوده العلمية بمؤلّفه الضخم في عشرة مجلدات (في رحاب التفسير) الذي قام فيه بتفسير القران الكريم كاملا، وقد ركّز فيه الشيخ على الجوانب الدعوية في القران الكريم، وله ايضا كتاب في الفتاوي، واخر عن قصص الانبياء
وقد ترك الشيخ – رحمه الله – تراثا عظيما اخر وهو التراث الصوتي المتمثل في الاشرطة التي تضم خطبه ودروسه والتي كتب لها الذيوع والانتشار في شتى أنحاء الارض وكانت من أهم روافد التربية الاسلامية خلال العشرين سنة الماضية، وقد وصلت الى 425 (أربعمائة وخمس وعشرين) خطبة وأكثر من 3000 (ثلاثة الاف) درس. ولقد دخل المئات بل الالاف الى اللاسلام، وعاد الالاف من العاصي الى الله تعالى بعد سماعهم لتلك التسجيلات، بفضل الله وكرمه.
شخصيته -رحمه الله-:
كان لشخصية الشيخ عدة مفاتيح هي:
أولا: الاخلاص العميق في كل علم وعمل، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.
ثانيا: الصدق والثبات والشجاعة الى اقصى حدّ.
ثالثا: الذكاء الحاد وخفة الظل التي قرّبت مفاهيم الدعوة للناس.
رابعا: المواهب الشخصية التي حباه الله بها كالذاكرة الذهبية واللباقة والفصاحة التي لا مثيل لها.
خامسا: الابداع بالعلم واللغة، حيث كان مدرسة فريدة من نوعها. قام كثيرون بتقليده ومحاكاته.
رحم الله شيخنا الجليل، وأسكنه فسيح جنانه، وصلى الله على سيدنا محمد و على اله اجمعين، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________
يارَبْ سَاعدْني عَلى أن أقول كَلمة الحَقّ في وَجْه الأقويَاء وأن لا أقول البَاطل لأكْسبْ تَصْفيق الضعَفاء