الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين .
ماهو التاريخ ؟
التاريخ لغة هو الإعلام بالوقت ، واصطلاحا : اختلفت عبارات العلماء المسلمين في تحديد تعريف له ولعل ذلك راجع إلى سعة الموضوعات التي تدخل في مفهوم التاريخ.
قال خليفة بن خياط "هذا كتاب التاريخ . وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم وصومهم وانقضاء عِدَدْ نسائهم ومَحِلّ ديونهم .
وقال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته : إن التاريخ - في ظاهره - لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى . تنمو فيها الأقوال ، وتضرب فيها الأمثال ، وتطرف بها الأندية إذا غّصها الاحتفال . وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال ، واتسع للدول فيها النطاق والمجال . وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال ، وحان منهم الزوال ، وفي باطنه نظرٌ وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق ، وعِلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق .
لقد نظر ابن خلدون إلى علل الحوادث وأسبابها ، وحاول اكتشاف السنن التي تنتظمها ، وأكد على بداية الحوادث وقيام الدول وتعليل سقوطها .
كما عّرف المؤرخ الحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي التاريخ بقوله :
هو التعريف بالوقت الذي تُضبط به الأحوال ، من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة ، وعقل وبدن ، ورحلة وحج ، وحفظ وضبط ، وتوثيق وتجريح ، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة من ظهور ملحمة ، وتجديد فرض وخليفة ووزير وغزوة وملحمة وحرب وفتح بلد ، وربما يتوسع فيه لبدء الخلق وقصص الأنبياء وغير ذلك من أمور الأمم وأحوال القيامة ومقدماتها (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) .
إلى أن قال : والحاصل أن التاريخ فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم" .
وقال : "أما موضوعه فالإنسان والزمان"
في العصر الحديث عّرف سيد قطب بغاية التاريخ فقال :
التاريخ ليس هو الحوادث إنما هو تفسير هذه الحوادث ، واهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها ، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات ، متفاعلة الجزئيات ، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان .
فالحاصل كما يقول محمد بن صامل السلمي : إن التاريخ علم نظري إنساني ، يبحث فيه عن حوادث الزمان من حيث التعيين والتوقيت والتفسير والتعليل . ويشمل جانبين هما :
1. نقل الحدث بالرواية أو المشاهدة .
2. تعليل الحدث .
والتاريخ فرع من فروع العلم ، وقد صنفه العلماء الذين كتبوا في مراتب العلوم ضمن العلوم التي تخدم الشريعة الإسلامية .
قال سفيان الثوري : "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ." ولذلك اعتنى كبار المحدثين مثل البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وابن زرعة وأبي حاتم والترمذي بجوانب من علم التاريخ ، وصنفوا كتباً في ذلك .
ما دام علم التاريخ بهذه المنزلة من عناية العلماء به ، وخدمته للشريعة الإسلامية فإنه ينبغي على دارسه أن يتحرى الإفادة منه ، وأن يتلقى تعليمه على منهاج سليم (المنهج الإسلامي للدراسات التاريخية).
ولقد ازدادت أهمية التاريخ في العصر الحديث ، واستخدامه كأداة لتوجيه الشعوب وتربيتها ، كما استعان به أصحاب المذاهب الفكرية في فلسفة مذاهبهم وتأييدها ومحاولة إيجاد سند تاريخي لها . بل إن الإوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال ، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية .
ولما كان المرء المسلم لا يطلب العلم إلا لغاية وهدف يخدم دينه وعقيدته ، فلا بد أن يحدد ما هي الأهداف والثمرة المرجوة من دراسة التاريخ . وهل يكون ذلك لمجرد المعرفة أو التسلية ، أو حفظ الحكايات والأخبار أو إشباع رغبة وغريزة حب الاستطلاع .
إن دراسة التاريخ بوجه عام _ وتاريخ الأمة المسلمة على وجه الخصوص - لا ينبغي أن يكتفى في دراسته بتحقيق هذه الرغبات والحاجات القريبة ، لأنه علم أجلّ من أن ينظر له هذه النظرة .
ثمرات دراسة التاريخ
إن لدراسة التاريخ ثمرات وفوائد متعددة :
1. الأهداف التربوية (ولها تفصيل) .
2. معرفة السنن الربانية .
وأنواع السنن : سنن خارقة وسنن جارية .
نماذج من السنن الجارية :
أ. سوء عاقبة المكذبين .
ب. أن البشر يتحملون مسؤوليتهم في الرقي والانحطاط .
ج. مداولة الأيام بين الناس .
د. زوال الأمم بانتشار الترف والفساد .
هـ . هلاك الأمم بتفشي الظلم وترك العدل .
و. انهيار الأمم وزوالها له أجل .
ز. استحقاق المؤمنين لنصر الله .
ح. الابتلاء للمؤمنين سنة جارية (وللإنسان على وجه العموم كذلك) .
ط. سنة التدافع أو الصراع بين الحق والباطل .
3. التعرف على معالم تاريخ الإنسانية ومنها :
أ. معرفة تاريخ الأنبياء عليهم السلام (منهج الأنبياء في مواجهة تحديات العصر) .
ب. التعرف على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (منهجه في مواجهة تحديات العصر) .
ج. التعرف على تاريخ الخلفاء الراشدين (منهجهم في مواجهة التحديات) .
د. الاطلاع على سير العلماء والمجاهدين والمصلحين (دورهم في مواجهة التحديات) .
هـ . التعرف على تاريخ دول الإسلام : الأموية والعباسية والعثمانية وعلاقتهم بالدول الأخرى وتاريخ الإنسانية .
ز. معرفة أثر الإسلام في حياة البشرية .
4 . تأكيد جملة من الحقائق الهامة في حياة البشرية وهي :
أ. أن توحيد الله عز وجل وإفراده وحده بالعبادة ، أول ما عرفت البشرية .
ب. أن الإنسان مستخلف في هذا الكون لغاية .
ج. أن الإنسان خلق خلقاً سوياً من أول لحظة .
د. إن الإنسان بحاجة دائمة إلى من يذكره .
هـ . أن الأمة المسلمة هي صاحبة الدور المؤثر في حياة البشرية .
5. ومن ثمرات دراسة التاريخ الصبر على المشاق .
6. لدراسة التاريخ قيمة مادية نفعية .
7. ويعطي حصانة ضد الخرافات والبدع .
8. ولدراسة التاريخ فضائل أخلاقية .
9. ودراسة التاريخ تساعد على فهم الحاضر .
10. وتمكن من معرفة القرون الفاضلة .
والأدلة على ذلك كثيرة ، ولكن المقام قد لا يسمح بذلك
ماهو التاريخ ؟
التاريخ لغة هو الإعلام بالوقت ، واصطلاحا : اختلفت عبارات العلماء المسلمين في تحديد تعريف له ولعل ذلك راجع إلى سعة الموضوعات التي تدخل في مفهوم التاريخ.
قال خليفة بن خياط "هذا كتاب التاريخ . وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم وصومهم وانقضاء عِدَدْ نسائهم ومَحِلّ ديونهم .
وقال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته : إن التاريخ - في ظاهره - لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى . تنمو فيها الأقوال ، وتضرب فيها الأمثال ، وتطرف بها الأندية إذا غّصها الاحتفال . وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال ، واتسع للدول فيها النطاق والمجال . وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال ، وحان منهم الزوال ، وفي باطنه نظرٌ وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق ، وعِلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق .
لقد نظر ابن خلدون إلى علل الحوادث وأسبابها ، وحاول اكتشاف السنن التي تنتظمها ، وأكد على بداية الحوادث وقيام الدول وتعليل سقوطها .
كما عّرف المؤرخ الحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي التاريخ بقوله :
هو التعريف بالوقت الذي تُضبط به الأحوال ، من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة ، وعقل وبدن ، ورحلة وحج ، وحفظ وضبط ، وتوثيق وتجريح ، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة من ظهور ملحمة ، وتجديد فرض وخليفة ووزير وغزوة وملحمة وحرب وفتح بلد ، وربما يتوسع فيه لبدء الخلق وقصص الأنبياء وغير ذلك من أمور الأمم وأحوال القيامة ومقدماتها (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) .
إلى أن قال : والحاصل أن التاريخ فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم" .
وقال : "أما موضوعه فالإنسان والزمان"
في العصر الحديث عّرف سيد قطب بغاية التاريخ فقال :
التاريخ ليس هو الحوادث إنما هو تفسير هذه الحوادث ، واهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها ، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات ، متفاعلة الجزئيات ، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان .
فالحاصل كما يقول محمد بن صامل السلمي : إن التاريخ علم نظري إنساني ، يبحث فيه عن حوادث الزمان من حيث التعيين والتوقيت والتفسير والتعليل . ويشمل جانبين هما :
1. نقل الحدث بالرواية أو المشاهدة .
2. تعليل الحدث .
والتاريخ فرع من فروع العلم ، وقد صنفه العلماء الذين كتبوا في مراتب العلوم ضمن العلوم التي تخدم الشريعة الإسلامية .
قال سفيان الثوري : "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ." ولذلك اعتنى كبار المحدثين مثل البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وابن زرعة وأبي حاتم والترمذي بجوانب من علم التاريخ ، وصنفوا كتباً في ذلك .
ما دام علم التاريخ بهذه المنزلة من عناية العلماء به ، وخدمته للشريعة الإسلامية فإنه ينبغي على دارسه أن يتحرى الإفادة منه ، وأن يتلقى تعليمه على منهاج سليم (المنهج الإسلامي للدراسات التاريخية).
ولقد ازدادت أهمية التاريخ في العصر الحديث ، واستخدامه كأداة لتوجيه الشعوب وتربيتها ، كما استعان به أصحاب المذاهب الفكرية في فلسفة مذاهبهم وتأييدها ومحاولة إيجاد سند تاريخي لها . بل إن الإوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال ، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية .
ولما كان المرء المسلم لا يطلب العلم إلا لغاية وهدف يخدم دينه وعقيدته ، فلا بد أن يحدد ما هي الأهداف والثمرة المرجوة من دراسة التاريخ . وهل يكون ذلك لمجرد المعرفة أو التسلية ، أو حفظ الحكايات والأخبار أو إشباع رغبة وغريزة حب الاستطلاع .
إن دراسة التاريخ بوجه عام _ وتاريخ الأمة المسلمة على وجه الخصوص - لا ينبغي أن يكتفى في دراسته بتحقيق هذه الرغبات والحاجات القريبة ، لأنه علم أجلّ من أن ينظر له هذه النظرة .
ثمرات دراسة التاريخ
إن لدراسة التاريخ ثمرات وفوائد متعددة :
1. الأهداف التربوية (ولها تفصيل) .
2. معرفة السنن الربانية .
وأنواع السنن : سنن خارقة وسنن جارية .
نماذج من السنن الجارية :
أ. سوء عاقبة المكذبين .
ب. أن البشر يتحملون مسؤوليتهم في الرقي والانحطاط .
ج. مداولة الأيام بين الناس .
د. زوال الأمم بانتشار الترف والفساد .
هـ . هلاك الأمم بتفشي الظلم وترك العدل .
و. انهيار الأمم وزوالها له أجل .
ز. استحقاق المؤمنين لنصر الله .
ح. الابتلاء للمؤمنين سنة جارية (وللإنسان على وجه العموم كذلك) .
ط. سنة التدافع أو الصراع بين الحق والباطل .
3. التعرف على معالم تاريخ الإنسانية ومنها :
أ. معرفة تاريخ الأنبياء عليهم السلام (منهج الأنبياء في مواجهة تحديات العصر) .
ب. التعرف على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (منهجه في مواجهة تحديات العصر) .
ج. التعرف على تاريخ الخلفاء الراشدين (منهجهم في مواجهة التحديات) .
د. الاطلاع على سير العلماء والمجاهدين والمصلحين (دورهم في مواجهة التحديات) .
هـ . التعرف على تاريخ دول الإسلام : الأموية والعباسية والعثمانية وعلاقتهم بالدول الأخرى وتاريخ الإنسانية .
ز. معرفة أثر الإسلام في حياة البشرية .
4 . تأكيد جملة من الحقائق الهامة في حياة البشرية وهي :
أ. أن توحيد الله عز وجل وإفراده وحده بالعبادة ، أول ما عرفت البشرية .
ب. أن الإنسان مستخلف في هذا الكون لغاية .
ج. أن الإنسان خلق خلقاً سوياً من أول لحظة .
د. إن الإنسان بحاجة دائمة إلى من يذكره .
هـ . أن الأمة المسلمة هي صاحبة الدور المؤثر في حياة البشرية .
5. ومن ثمرات دراسة التاريخ الصبر على المشاق .
6. لدراسة التاريخ قيمة مادية نفعية .
7. ويعطي حصانة ضد الخرافات والبدع .
8. ولدراسة التاريخ فضائل أخلاقية .
9. ودراسة التاريخ تساعد على فهم الحاضر .
10. وتمكن من معرفة القرون الفاضلة .
والأدلة على ذلك كثيرة ، ولكن المقام قد لا يسمح بذلك