عبد الجبار خيري يوجه الدعوة الأولى للانتساب إلى الحركة الكشفية
<<إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم>>أيها القوم إذا كنتم تحبون دينكم وتتبعون ملتكم وتدافعون عن أوطانكم وترغبون في الرقي والتقدم وتريدون العز والإكرام والمجد والإعظام فعليكم أن تربوا أولادكم على أصول فن وطرق الكشفية حتى تغيروا ما بأنفسكم من الأخلاق والعادات السافلة وتغرسوا فيهم الأخلاق والعادات الفاضلة ليدركوا الحق ويتمتعوا بالجميل ويعملوا الصالح ويسخروا الكون لتكوين النافع وإفادة العموم والقيام بواجبات الحياة الحقيقية مع الاستقامة والنجاح وما علينا إلا البلاغ المبين<<قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين>>.الكشاف في الاصطلاح العمومي هو الشخص الذي يقوم بالمحافظة نيابة عن رفاقه الباقين ليكونوا مرتاحين ومطمئنين من الخوف والمكائد وهو يعتمد عليه ويوثق به.وفي الاصطلاح الحربي الكشاف هو الشخص الشجاع الباسل المخلص النبيه ويكون دائما في مقدمة الجيش ويجتاز الحدود والخطر المحدق به ولا يبالي بذلك لكي يستكشف أحوال العدو ويعطي المعلومات إلى قائده عن حركات العدو وسكناته وهو شبه عيون وآذان لبقية الجيش وبواسطته يكون الجيش آمنا من الخوف ومن مكائد العدو وهو يعتمد عليه ويوثق به.وفي اصطلاحنا الخصوصي الكشاف هو الشخص المتحلي بالفضيلة المتخلي عن الرذيلة وبالأخص هو الأمين الخاشع المخلص الطاهر البشوش المقتصد المطيع الأديب الشجاع الشفوق المحب المساعد.وهو أخ لجميع الكشافين في العالم بقطع النظر عن جنسه في الهيئة الاجتماعية لانه منسوب إلى ذلك الحزب العظيم حزب الخير والأمن والسعادة<<ألا إن حزب الله هم الغالبون>>.وهو يعتمد عليه ويوثق به ويقوم بعمل خيري كل يوم وهو الذي يكون في مقدمة الكل وخصوصا في مصلحته وشؤونه الخاصة سواء كانت إمارة أو زراعة أو صناعة أو تجارة قادرا أن يجعل نفسه موافقا لأي محيط ثابتا لا تثنيه صدمات الحياة ونكبات الزمان وطوارق الحدثان مطلعا وخبيرا وعاملا بقوله تعالى:<<واعدوا لهم ما استطعتم من قوة>> فهو مستعد في أي حالة كانت وفي أي مكان كان ولأي حادث يحدث ولكل واجب يعرض وهو خادم للدين والدولة والوطن عامل على تخليص أمته من رق العبودية والذل والانحطاط رافع لها إلى ذروة العز والمجد بعونه تعالى وتوفيقه.إن جميع الرجال العظام الذين خدموا دينهم ودولتهم ووطنهم كانوا بالحقيقة كشافين ومستعدين ومربين على أصول فن وطرق الكشفية عارفين طرق المعيشة في البر والبحر قادرين على اكتشاف الطرق المطلوبة بغير بوصلة ولا خارطة يستنبطون المعاني الخفية من الآثار الدقيقة كان جميع العالم أمامهم ككتاب مفتوح يعتنون بالنظافة والمحافظة على الصحة بلا احتياج إلى طبيب وكانوا تمثال الشجاعة والأقدام لا يعرفون معنى الخوف والجبن بل يقتحمون الأخطار ويذللون الصعاب غير مبالين بها يساعدون بعضهم البعض بلا استثناء وكانت لهم السلطة على أنفسهم لدرجة انهم يجودون بالأرواح في سبيل دينهم ودولتهم وأوطانهم ورفقائهم وأصدقائهم بلا بخل ولا جبن تاركين شهواتهم وملذاتهم وراحتهم لاجل تكميل الغاية المطلوبة وهي توسيع نطاق مجد دولتهم و أمتهم ويعدون ذلك من أهم واجباتهم فيا ليت توجد في بلادنا رجال مثل هؤلاء لما كنا وصلنا إلى هذه الدرجة من الذل والانحطاط.نعم إن الحياة بمثل هؤلاء الرجال العظام حياة عظيمة ولكن ليس في إمكان كل محب لهم أن يكون مثلهم بلا أسباب ووسائط فعالة بل عليه أن يكون فيه استعداد لهذه الأمور من قبل فالشخص الذي يريد أن يكون كشافا حقيقيا يجب عليه أن يكون مستعدا لإصدار أعمال موافقة في زمان موافق فطريقة تكميل وتنفيذ الأمور الهامة هي الاستعداد والتمرين قبلا على إجراء الأعمال البسيطة في غاية الدقة والإتقان لان من العمل الصغير مع الإتقان يتولد العمل الكبير.فليس كل من يحفظ يمين الكشفية وقوانينها ويكون مطلعا على دقائقها يكون كشافا حقيقيا بل الكشاف الحقيقي هو كل من يعمل بمقتضى اليمين والقوانين ويمرن نفسه على أصول فن وطرق الكشفية.فيا أيها القوم إذا كنتم تحبوا أن تكون أولادكم رجالا يعول عليهم في المستقبل رجالا كاملين في كل معنى الكلمة فعليكم بالكشفية.ويا أيها الأولاد إذا كنتم تريدون أن تكون أجسامكم قوية وعقولكم متنورة و أرواحكم طاهرة و أعمالكم صالحة تريدوا أن تصنعوا الأشياء المفيدة المرغوبة وتخترعوا الأشياء النافعة تريدون أن تعرفوا السياحات والتخييم واتباع الآثار والمخابرات والمعيشة في البراري والقفار تريدوا أن تعرفوا العلوم والفنون العلمية في الجماد والنبات والحيوان تريدوا أن تعرفوا فن الكيمياء والطبيعيات وكيفية المساعدة للجرحى والمنكوبين والضعفاء والتصوير الشمسي وركوب الخيل والصيد والرمي والسباحة والركض والوثوب وإتقان الألعاب الرياضية والتمارين والحركات الكشفية والتنزه على الأصول الفنية وكثير من مثل هذه الأشياء المفيدة لامثالكم مع الإتقان لكثير من الأشياء النافعة المفيدة لكم في حياتكم هل تحبون أن تكونوا ذوي أخلاق فاضلة؟هل تحبون أن تخدموا دينكم ودولتكم ووطنكم؟إذا كنتم تريدوا ذلك وغيره فعليكم بالكشفية.لا فرق بينكم سواء كنتم أولاد فقراء أو أمراء فهذا مفيد للجميع وطريقة التربية والتعليم في هذا الفن الجليل هي بالأخص عملية ولها تمارين وحركات والعاب ورياضات واختبارات مخصوصة…الخ.
عن كتاب الذكرى الذي أصدره عبد الجبار خيري عام 1912
المصدر:- مجلة الكشاف العربي *العدد الرابع 1988 جمادى الاولى 1408 هـ -الامانة العامة للهيئة الكشفية العربية- الصفحة 12
<<إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم>>أيها القوم إذا كنتم تحبون دينكم وتتبعون ملتكم وتدافعون عن أوطانكم وترغبون في الرقي والتقدم وتريدون العز والإكرام والمجد والإعظام فعليكم أن تربوا أولادكم على أصول فن وطرق الكشفية حتى تغيروا ما بأنفسكم من الأخلاق والعادات السافلة وتغرسوا فيهم الأخلاق والعادات الفاضلة ليدركوا الحق ويتمتعوا بالجميل ويعملوا الصالح ويسخروا الكون لتكوين النافع وإفادة العموم والقيام بواجبات الحياة الحقيقية مع الاستقامة والنجاح وما علينا إلا البلاغ المبين<<قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين>>.الكشاف في الاصطلاح العمومي هو الشخص الذي يقوم بالمحافظة نيابة عن رفاقه الباقين ليكونوا مرتاحين ومطمئنين من الخوف والمكائد وهو يعتمد عليه ويوثق به.وفي الاصطلاح الحربي الكشاف هو الشخص الشجاع الباسل المخلص النبيه ويكون دائما في مقدمة الجيش ويجتاز الحدود والخطر المحدق به ولا يبالي بذلك لكي يستكشف أحوال العدو ويعطي المعلومات إلى قائده عن حركات العدو وسكناته وهو شبه عيون وآذان لبقية الجيش وبواسطته يكون الجيش آمنا من الخوف ومن مكائد العدو وهو يعتمد عليه ويوثق به.وفي اصطلاحنا الخصوصي الكشاف هو الشخص المتحلي بالفضيلة المتخلي عن الرذيلة وبالأخص هو الأمين الخاشع المخلص الطاهر البشوش المقتصد المطيع الأديب الشجاع الشفوق المحب المساعد.وهو أخ لجميع الكشافين في العالم بقطع النظر عن جنسه في الهيئة الاجتماعية لانه منسوب إلى ذلك الحزب العظيم حزب الخير والأمن والسعادة<<ألا إن حزب الله هم الغالبون>>.وهو يعتمد عليه ويوثق به ويقوم بعمل خيري كل يوم وهو الذي يكون في مقدمة الكل وخصوصا في مصلحته وشؤونه الخاصة سواء كانت إمارة أو زراعة أو صناعة أو تجارة قادرا أن يجعل نفسه موافقا لأي محيط ثابتا لا تثنيه صدمات الحياة ونكبات الزمان وطوارق الحدثان مطلعا وخبيرا وعاملا بقوله تعالى:<<واعدوا لهم ما استطعتم من قوة>> فهو مستعد في أي حالة كانت وفي أي مكان كان ولأي حادث يحدث ولكل واجب يعرض وهو خادم للدين والدولة والوطن عامل على تخليص أمته من رق العبودية والذل والانحطاط رافع لها إلى ذروة العز والمجد بعونه تعالى وتوفيقه.إن جميع الرجال العظام الذين خدموا دينهم ودولتهم ووطنهم كانوا بالحقيقة كشافين ومستعدين ومربين على أصول فن وطرق الكشفية عارفين طرق المعيشة في البر والبحر قادرين على اكتشاف الطرق المطلوبة بغير بوصلة ولا خارطة يستنبطون المعاني الخفية من الآثار الدقيقة كان جميع العالم أمامهم ككتاب مفتوح يعتنون بالنظافة والمحافظة على الصحة بلا احتياج إلى طبيب وكانوا تمثال الشجاعة والأقدام لا يعرفون معنى الخوف والجبن بل يقتحمون الأخطار ويذللون الصعاب غير مبالين بها يساعدون بعضهم البعض بلا استثناء وكانت لهم السلطة على أنفسهم لدرجة انهم يجودون بالأرواح في سبيل دينهم ودولتهم وأوطانهم ورفقائهم وأصدقائهم بلا بخل ولا جبن تاركين شهواتهم وملذاتهم وراحتهم لاجل تكميل الغاية المطلوبة وهي توسيع نطاق مجد دولتهم و أمتهم ويعدون ذلك من أهم واجباتهم فيا ليت توجد في بلادنا رجال مثل هؤلاء لما كنا وصلنا إلى هذه الدرجة من الذل والانحطاط.نعم إن الحياة بمثل هؤلاء الرجال العظام حياة عظيمة ولكن ليس في إمكان كل محب لهم أن يكون مثلهم بلا أسباب ووسائط فعالة بل عليه أن يكون فيه استعداد لهذه الأمور من قبل فالشخص الذي يريد أن يكون كشافا حقيقيا يجب عليه أن يكون مستعدا لإصدار أعمال موافقة في زمان موافق فطريقة تكميل وتنفيذ الأمور الهامة هي الاستعداد والتمرين قبلا على إجراء الأعمال البسيطة في غاية الدقة والإتقان لان من العمل الصغير مع الإتقان يتولد العمل الكبير.فليس كل من يحفظ يمين الكشفية وقوانينها ويكون مطلعا على دقائقها يكون كشافا حقيقيا بل الكشاف الحقيقي هو كل من يعمل بمقتضى اليمين والقوانين ويمرن نفسه على أصول فن وطرق الكشفية.فيا أيها القوم إذا كنتم تحبوا أن تكون أولادكم رجالا يعول عليهم في المستقبل رجالا كاملين في كل معنى الكلمة فعليكم بالكشفية.ويا أيها الأولاد إذا كنتم تريدون أن تكون أجسامكم قوية وعقولكم متنورة و أرواحكم طاهرة و أعمالكم صالحة تريدوا أن تصنعوا الأشياء المفيدة المرغوبة وتخترعوا الأشياء النافعة تريدون أن تعرفوا السياحات والتخييم واتباع الآثار والمخابرات والمعيشة في البراري والقفار تريدوا أن تعرفوا العلوم والفنون العلمية في الجماد والنبات والحيوان تريدوا أن تعرفوا فن الكيمياء والطبيعيات وكيفية المساعدة للجرحى والمنكوبين والضعفاء والتصوير الشمسي وركوب الخيل والصيد والرمي والسباحة والركض والوثوب وإتقان الألعاب الرياضية والتمارين والحركات الكشفية والتنزه على الأصول الفنية وكثير من مثل هذه الأشياء المفيدة لامثالكم مع الإتقان لكثير من الأشياء النافعة المفيدة لكم في حياتكم هل تحبون أن تكونوا ذوي أخلاق فاضلة؟هل تحبون أن تخدموا دينكم ودولتكم ووطنكم؟إذا كنتم تريدوا ذلك وغيره فعليكم بالكشفية.لا فرق بينكم سواء كنتم أولاد فقراء أو أمراء فهذا مفيد للجميع وطريقة التربية والتعليم في هذا الفن الجليل هي بالأخص عملية ولها تمارين وحركات والعاب ورياضات واختبارات مخصوصة…الخ.
عن كتاب الذكرى الذي أصدره عبد الجبار خيري عام 1912
المصدر:- مجلة الكشاف العربي *العدد الرابع 1988 جمادى الاولى 1408 هـ -الامانة العامة للهيئة الكشفية العربية- الصفحة 12
