افتراضي من هنا الطريق الى السعادة في القيادة
يحتاج الفرد إلى
مجتمع ينخرط فيه يستمد منه مقومات وجوده ويكرس له هذا الوجود رغم الروابط الاجتماعية التي تشكل لحمة المجتمع ككل . وتعطيه طابعا متميزا عن غيره من المجتمعات الأخرى . لكل فرد شخصيته و طموحه و نشاطه الذي يميزه.وحتى لا يؤدي هذا التباين إلى تشتت الجهود و تعارضها فقد ثبتت المجتمعات منذ بدايتها الأولى نظاما يحفظها مت التفتت و يضمن تنمية مواهب الأفراد و قدراتهم و توجيه جهودهم داخل تيار جماعي يخدم المصلحة العامة و يضبط تطلعات الأنا في الإطار الذي لا يتعارض مع المصلحة العامة .
وما ينطبق على المجتمع بالمعنى الواسع . الوطني و القومي ينطبق على المؤسسات و الهيئات و الجمعيات .بغض النضر عن حجمها و طبيعة نشاطاتها فالمجموعة مشكلة من طاقات متمايزة دائما و متعارضة غالبا ولا يمكن الإفادة منها إلى الحد الأقصى إلا إذا كان هناك نظام قادر على تفجيرها وجمعها و توجيهها .
مهما كانت طبيعة النظام المطبق داخل المؤسسات و الجمعيات فان لها تسلسلا هرميا يحدد الانسياق القيادي ة المتعاقبة و العلاقة القائمة بينها و يشكل أساسا لتوزيع المسؤوليات و الصلاحيات ومن هنا نستمد أهمية القيادة المتعاقبة التي تشكل التسلسل الهرمي في النظام الذي لا يمكن لأي جمعية أو هيئة أو منظمة الاستغناء عنه .
وبحكم وجود التسلسل الهرمي و القيادة المتعاقبة . فان كلمت القيــــادة تأخذ معني واسع لا يقتصر على دور القائد الأول الموجود في قمة الهرم بل تشمل أيضا دور القادة في مختلف الانسياق و الرتب القيادية . وهنا لبدة من الإشارة إلى ان تباين مواقع القيادة على السلام لا يؤثر على جوهر مهمة القائد فكلما علت رتبته في السلم ازدادت صلاحياته و تضاعفت مسؤولياته وصار لزاما عليه بذل قسط اكبر من الجهود و التضحيات وان يقدم المثل و القدوة المتناسبان مع موقعه القيادي .
ورغم إيماننا بان القيادة في بعض جوانبها فن يعتمد على الموهبة الفطرية. فإننا مع الرأي القائل بان الجوانب الاجرى للقيادة عبارة عن علم رسم قواعده وحدد أصوله التاريخ الطويل من تجارب القادة العظام وان معرفة هذا العلم و ممارسة القيادة العملية لا يؤديان إلى تنمية التأهيل القيادي لأصحاب المواهب بل الوصول بها إلى مستويات ممتازة ومن هنا تنبع أهمية البحث في خلاصة خبرات كبار القادة و المفكرين العالميين فيهتدي بها كل من يعد نفسه ليكون قائدا فيجمع بين الموهبة و الاكتساب فيفوز بميزة القيادة الراعية .
الباب الاول
01- من هو القائد
القائد هو من كان على رئس جماعة او من كان رأسها .انه الرئس الذي يرى و يعمل و يدفع الى العمل في سبيل المصلحة العامة .
القائد هو من يريد ثم يعمل و يثير رغبة العمل في نفوس الآخرين و يوزع عليهم الجهود و المسؤوليات لتحقيق الاهداف .
لا يسمى المرء قائدا الا اذا بق الفكرة المثالية في مجموعته ليحملها علي مساعدته في تنفيذها رغم كل الصعوبات .
يصدر الاوامر لكنه لا يكتفي بذالك بل يؤمن حسن سير العمل . باختيار المنفذين و تدريبهم و دعمهم و مراقبتهم .
عندما تتعقد الاموروتحين ساعة اتخاذ القرار و تحمل المسؤوليات وبذل التضحيات لا يثبت الا كل قائد قوي النفس مؤمن بالهدف و راغب في النصر رغم كل الأخطار... هذا من يحق له ان يقود فليس كل من لبس التاج و حمل الصولجان ملكا متوجا
انفهم جيدا معنى و عظمة كلمة ( القائد ) انه الشخص المطاع المحبوب الذي تدعمه شخصيته قبل رتبته .ولا يتوانى عن التضحية بالنفس في سبل الواجب ....
ليست القيادة خلق شيء بقدر ما هي خلق رجال و السيطرة عليهم و حبهم و الحصول على محبتهم و عظمة هذه المهمة تكمن في توحيد الصفوف في سبل الواجب المقدس ....
ليست القيادة اندفاع او طلاقة لسان او مهارة او جمع عدد كبير من المنفذين
انها جمع الرجال و تشغيلهم . ومعرفة إمكاناتهم واستغلالها و وضع كل منهم في المكان الذي يلائمه وبث فكرة القوة و المساواة بينهم وتوزيع المسؤوليات عليهم. وإشراكهم جميعا في خدمت المصلحة العامة على ان يبقى كل فرد منهم ضمن اختصاصه .
لا يعرف القائد بنظرته الثاقبة ولا برقة شفتيه و بصوته الحاد . فهناك قادة ذوو أعين هادئة وأصوات خافتة
بل يعرف القائد الحقيقي بأعماله الجليلة فهو الذي يحمل أعباء الآخرين
على القائد ان يدرس الكائن البشري بصفة عامة و رجاله بصورة خاصة .دراسة
عميقة تكشف العلاقات بينهم للمحافظة عليها و تقويتها. وعليه أن يذكر أثناء العمل انه يعمل مع رجال فيسمح لبدا هتهم بالانطلاق ليحصل على المرونة و الاندفاع .
القائد هو من عمم الانضباط عن رغبة لا عن خوف . واهتم بالمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة و حافة على تماسك الوحدة في الشدائد و الملامات .
الإنسان كائن اجتماعي ولا مجتمع بدون انضباط يضبط الأهواء الشخصية ضمن إطار المصلحة العامة . ويوقف حرية الفرد عندما تبدأ حرية رفاقه . فاذا زال الانضباط وقرر كل فرد بنفسه مايجب عليه عمله اتجاه المصلحة العامة انهار الامجتمع و تفكك و ليس القائد سوى المسؤول عن المصالحة العامة يدافع عنه في سبيل منفعة المجموعة . و بالتالي منفعة كل فرد .
يكفي حضور القائد المحبوب لاثارت الاندفاع و العمل في سبيل الهدف المشترك . اما القادة الخالدون فيكفي ذكرهم لاثارة مثل هذا الاندفاع
02- ضرورة وجود قائد
تحتاج الجماعة إلى قائد يقودها . وهي بدونه كالجسم بدون رأس . أو كالقطيع التائه بلا راعي نحو المجهول .تتقاذفه الأهوال حتى يقع فريسة بين أنياب المفترسين .
هناك رغم نظريات المساواة أناس يعتمدون على الاقوياء .فان لم يجدوامامهم من يفهمهم ويدعمهم احسو أنفسهم في خطر و يكفي حظور القائد القوي لبث الطمأنينة و الثقة في نفوسهم .
تهلك الجماعات البشرية و تتبدد قواها في اتجاهات مختلفة . اذا لم يكن لها قائد و احد يامر و يوحد و ينقل للاخرين افكاره كالراس ينقل الاوامر للاعظاء .
اتركو احدى الجمعات بدون قائد فتتفكك النفيات الطيبة .وتضعف احسن الارادات . ويقل الاندفاع . وعندما تبدء الافكار الهدامة بالتغلغل . فتتحطم الوحدة وتنهار وتنشا الفوضى التي تهدم ولا تبني ابــــــدا .
القائد رمز الوحدة و السلطة . وتجمع اومره كلمة الحميع وتمنعهم من التفكك و الفناء .
لاتستطيع جماعة ما تحقيق اهدافها السامية بدون قائد يرمز الى الوحدة . ويقدر عللى تفسير المصلحة العامة . ويفرضها على كل فرد بعد تدريبه وتشجيعه مبث روح التعاون لديه .
في كل جماعة مواضيع متباينة تساوي عدد اعضائها . و لكل فرد مصالح خاصة ضييقة يتعلق بها . فاذا لم يكن هناك قائد يدافع عن المصلحة العامة ويدعمها سادة المصلحة الشخصية . وبدا الشقاق و الخصام و الفناء .
كل جماعة بشرية بحاجة الى قائد يفرض الاحترام و الطاعة ويحافظ على مصلحة كل فرد . ويمنع الاستغلال ويجمع الفعاليات من اجل المردود الاعظم . لان التضحيات تفشل مهما كانت مخلصة اذا لم يجمعها بطريقة واحدة موجهة .
تتطلب الأعمال الكبرى جمع الجهود المبعثرة لذا يجب ان يسير الجميع على
طريق القائد ليس الانها الطريق الافظل بل لأنها طريق الوحدة التي تجمع الصفوف وتوحدها ويسير عليها الجميع رغم الاختلاف فتتحد قواهم و قلوبهم اتحادا منتجا يعطي أفضل الثمار.
تستطيع تستطيع جماعة متوسطةانتصبح ممتازة اذا قادها شخص كفاء . كما تضعف الجماعةالجيدة اذا رماها الحض بقائد ضعيف يخمد الحماس و يطفئ شعلت الحماس .
يجب ان يؤمن الجميع حتى يتفهموا ضرورة مجود لقائد . بان السلطة لازمة لجمع القوى المتفرقة الصغيرة بقوة واحدة قوية . تقدر على مواجهة الازمات وتحافظ بالتالي على الحيات نفسها.
التفكير الجماعي ( الشوري ) لازم ممتاز لسببين :
اولهما ان الشخص الواحد لا يستطيع رؤية و فهم و معرفة كل الاشئ مهما كان عبقريا . والثاني ان عمل المرؤوسين يتناسب مع المسؤلية التي يحملونها منه . ويزداد ازدياد ملحوظا اذا اشتركوا في إنضاجه .
ويبقى التفكير الجماعى جيدا اذا ما دام ضمن حدود المعقول لم يؤدي الى الحد من عل القائد .
فعلى القائد أن يبرز إمكانياته و قدراته في كل مناسبة . فحقه في القيادة ناجم عن هذه الإمكانيات . فليس هو من يقود الجماعة بل عماله .
في اتفكير ضرورية و مفيدة وفيها احترام لامكانات كل كائن بشري . فاذا ما اصابها الغلو و لم يضبطها القائد ادت الى فوضى تسئ الى الجميع .
لكل جماعة تسلسل خاص وسلطة قانونيةحازمة ولكنها مرنة تصلح للعمل الحماعى وتكرس المشاركة التي تصل القائد بجماعته ولكن دون ان تبتلع سلطة القائد او بداهته وقدرته على التوجيه . ومسؤلياته فهو القائد
ان مجموعة من الرجال بدون قائد مجموعة فاشلة وخاصتا اذا كانت مشكلة من عناصر ممتازة .
فكلما شخصيات الرجال قوية توجب مجمد قائد قادر على كسب احترامهم و توحيدهم و توجيه جهودهم نحو هدف دقيق مقبول من قبل الجميع . والاتبعثرت القوى وساد اعتداء كل واحد على صلاحيات رفاقه او ينطلق كل واحد عكس اتجاه الاخرين غير مهتم بمصلالحهم و شعورهم و اتجاهاتهم .
لا تنتظر من جماعة بدون قائد أي عمل جماعي حتى وان تمتعت بامكانات حسنة و رغبة طييبة لتحقيق المثل لاعلى .ان امكانات افراد الجماعة لاتستطيع الا ان تحرث الارض اما الحصول على الزرع فبحاجة الى بذور و البذور هم القادة ذوو القلوب الطييبة و الارادات الفلولاذية .
ان القائد بحاجة الى فيض من الحب يبذله للاخرين ومعرفة عميقة تمكنه من فهم كافة المشاعر الانسانية وارادة تدفعه الى العمل في سبيل فكر واحدة هي خدمت المصلحة العامة .
03- اول مهمة للقائد ( خدمة الاخرين )
تأتي سلطة القادة من سلطت القائد الأعلى وسلطة القائد نابعة من سلطة الأفراد
( الشعب / المرؤوسين ) فيجب ان يستغلها في خدمت الجماعة لا لخدمة المصلحة الشخصية .
السلطة هي حق القيادة في لعطاء لأوامر بغية تحقيق المصلحة العامة للجماعة
فالرئيس الحقيقي لايبحث عن السلطة حبا في السلطة وهو لايضغط على ارادات الرجال بغية تحطيمها وانما يبحث في سبل مساعدتها لتصبح قادر على خدمت الهدف .
( قاد ) تعني (خدم ) خدمة السلطة التي أعطتنا حق القيادة وخدمت مرؤوسينا و الهدف لمقدس الذي يجمعنا وهذا ما يتطلب منا تفهما و طاعتا و تضحيتا بالنفس
مهمت القائد جليلة لانها رسالة ودعوة و القائد ممثل الخير و القوة في الوحدة . فعليه ان يعطي صورة جميلة عنهما ويدفعهم لان يكونو رجال افضل وسياعدهم على ان يضعو مواهبهم موضع العمل .
السلطة خدمة غايتها فائدة المجموعة ومصلحتها و ليس إرضاء رغباتها .
لا يعتبر القائد طاغية إذا خالف الرأي العام و فرض عليهم تضحيات قاسية و ضرورية ان عليه ان يخدم كخادم شجاع و عادل وليس للآخرين الحق بالشكوى
فواجبهم الطاعة و السير على الطريق القاسية التي تؤدي إلى مصلحة الجماعة لا إلى إرضاء أنانياتها ورغباتها الضيقة .
يطلب القائد الطاعة من الجميع . ويعطيهم المثل في طاعته لما تفرضه المصلحة العامة من تضحيات وعليه إن رام تنمية سلطته أن يطبقها وفق الطريقة الشرعية . في خدمت المصلحة العامتة متناسيا نفسه فيربح بذالك احتراما و قوتا لايمكن ان ينالهما بما يحمل من رتبة . ويرتفع في نظر مرؤوسيه ويصبح كلامه مقبولا وذا وقع في النفوس لانه وجداني يبحث عن المصلحة العامة للمجموعة وتبدو قراراته اقوى من أي قائد لأنها مستمدة من إرادة المجموعة .
تعتمد السلطة في كيانها على نوع مهمة القائد و اهميتها مكبر المؤوليات التي يتحملها في سبيل من يقود . ولا يطبق القائدهذه السلطة لارضاء غروره الفردي كسيد يسودعبيدا ويستفيد من وجودهم ولكن لجمع امكلنيات عديد وقوية وكبيرة و التاثير عليها بقوته المعنوية العالية وتوجيهها لصالح الجميع .
تستحوذ المهمة على القائد فيعتبرها رسالة مقدسة يسعى لتحقيقها ولا يسمى المرء قائدا الا اذا نشر فكرته وتفهم رسالته وتقمص دوره ونذر نفسه لخدمة المصلحة.
يدرب القائد راجه و يحمسهم و يدفعهم ويقنعهم و يأمرهم بسم السلطة التي اعطته حق القيادة .
القائد ممثل الجماعة ورائدها والباحث عن كل ما يفيدها وانتخابه من قبل زملائه لايحجب عنه السلطة المستمدة من حقه قي القيادة
يتمتع القائد بالشعور التام بالمسؤولية لايعني هذا خوفه من العقوبة ان هو أخطا فالقائد الحقيقي لايفكر ابدا في العقاب مادام يخدم بإخلاص
انه يفكر في كل شيء ولا يذهب للأكل أو النوم إلا بعدما يتأكد أن الأمور تسير سيرا حسنا انه يفكر في كل شيء ماعدا راحته الشخصية .
انه لا يفهم الأوامر كمنزلات جامد يجب القيام تنفيذها خشية المسؤولية بل يرى فيها سبيلا لعمل شيء في سبيل الأفراد انه عبد لمهمة التي تفرض عليه حماية رجاله وهذا مايجعله يشعر بحاجات لآخرين ويؤهله للقيام بأعمال تعجز عن ها إرادة البشر .
يحتاج الفرد إلى
مجتمع ينخرط فيه يستمد منه مقومات وجوده ويكرس له هذا الوجود رغم الروابط الاجتماعية التي تشكل لحمة المجتمع ككل . وتعطيه طابعا متميزا عن غيره من المجتمعات الأخرى . لكل فرد شخصيته و طموحه و نشاطه الذي يميزه.وحتى لا يؤدي هذا التباين إلى تشتت الجهود و تعارضها فقد ثبتت المجتمعات منذ بدايتها الأولى نظاما يحفظها مت التفتت و يضمن تنمية مواهب الأفراد و قدراتهم و توجيه جهودهم داخل تيار جماعي يخدم المصلحة العامة و يضبط تطلعات الأنا في الإطار الذي لا يتعارض مع المصلحة العامة .
وما ينطبق على المجتمع بالمعنى الواسع . الوطني و القومي ينطبق على المؤسسات و الهيئات و الجمعيات .بغض النضر عن حجمها و طبيعة نشاطاتها فالمجموعة مشكلة من طاقات متمايزة دائما و متعارضة غالبا ولا يمكن الإفادة منها إلى الحد الأقصى إلا إذا كان هناك نظام قادر على تفجيرها وجمعها و توجيهها .
مهما كانت طبيعة النظام المطبق داخل المؤسسات و الجمعيات فان لها تسلسلا هرميا يحدد الانسياق القيادي ة المتعاقبة و العلاقة القائمة بينها و يشكل أساسا لتوزيع المسؤوليات و الصلاحيات ومن هنا نستمد أهمية القيادة المتعاقبة التي تشكل التسلسل الهرمي في النظام الذي لا يمكن لأي جمعية أو هيئة أو منظمة الاستغناء عنه .
وبحكم وجود التسلسل الهرمي و القيادة المتعاقبة . فان كلمت القيــــادة تأخذ معني واسع لا يقتصر على دور القائد الأول الموجود في قمة الهرم بل تشمل أيضا دور القادة في مختلف الانسياق و الرتب القيادية . وهنا لبدة من الإشارة إلى ان تباين مواقع القيادة على السلام لا يؤثر على جوهر مهمة القائد فكلما علت رتبته في السلم ازدادت صلاحياته و تضاعفت مسؤولياته وصار لزاما عليه بذل قسط اكبر من الجهود و التضحيات وان يقدم المثل و القدوة المتناسبان مع موقعه القيادي .
ورغم إيماننا بان القيادة في بعض جوانبها فن يعتمد على الموهبة الفطرية. فإننا مع الرأي القائل بان الجوانب الاجرى للقيادة عبارة عن علم رسم قواعده وحدد أصوله التاريخ الطويل من تجارب القادة العظام وان معرفة هذا العلم و ممارسة القيادة العملية لا يؤديان إلى تنمية التأهيل القيادي لأصحاب المواهب بل الوصول بها إلى مستويات ممتازة ومن هنا تنبع أهمية البحث في خلاصة خبرات كبار القادة و المفكرين العالميين فيهتدي بها كل من يعد نفسه ليكون قائدا فيجمع بين الموهبة و الاكتساب فيفوز بميزة القيادة الراعية .
الباب الاول
01- من هو القائد
القائد هو من كان على رئس جماعة او من كان رأسها .انه الرئس الذي يرى و يعمل و يدفع الى العمل في سبيل المصلحة العامة .
القائد هو من يريد ثم يعمل و يثير رغبة العمل في نفوس الآخرين و يوزع عليهم الجهود و المسؤوليات لتحقيق الاهداف .
لا يسمى المرء قائدا الا اذا بق الفكرة المثالية في مجموعته ليحملها علي مساعدته في تنفيذها رغم كل الصعوبات .
يصدر الاوامر لكنه لا يكتفي بذالك بل يؤمن حسن سير العمل . باختيار المنفذين و تدريبهم و دعمهم و مراقبتهم .
عندما تتعقد الاموروتحين ساعة اتخاذ القرار و تحمل المسؤوليات وبذل التضحيات لا يثبت الا كل قائد قوي النفس مؤمن بالهدف و راغب في النصر رغم كل الأخطار... هذا من يحق له ان يقود فليس كل من لبس التاج و حمل الصولجان ملكا متوجا
انفهم جيدا معنى و عظمة كلمة ( القائد ) انه الشخص المطاع المحبوب الذي تدعمه شخصيته قبل رتبته .ولا يتوانى عن التضحية بالنفس في سبل الواجب ....
ليست القيادة خلق شيء بقدر ما هي خلق رجال و السيطرة عليهم و حبهم و الحصول على محبتهم و عظمة هذه المهمة تكمن في توحيد الصفوف في سبل الواجب المقدس ....
ليست القيادة اندفاع او طلاقة لسان او مهارة او جمع عدد كبير من المنفذين
انها جمع الرجال و تشغيلهم . ومعرفة إمكاناتهم واستغلالها و وضع كل منهم في المكان الذي يلائمه وبث فكرة القوة و المساواة بينهم وتوزيع المسؤوليات عليهم. وإشراكهم جميعا في خدمت المصلحة العامة على ان يبقى كل فرد منهم ضمن اختصاصه .
لا يعرف القائد بنظرته الثاقبة ولا برقة شفتيه و بصوته الحاد . فهناك قادة ذوو أعين هادئة وأصوات خافتة
بل يعرف القائد الحقيقي بأعماله الجليلة فهو الذي يحمل أعباء الآخرين
على القائد ان يدرس الكائن البشري بصفة عامة و رجاله بصورة خاصة .دراسة
عميقة تكشف العلاقات بينهم للمحافظة عليها و تقويتها. وعليه أن يذكر أثناء العمل انه يعمل مع رجال فيسمح لبدا هتهم بالانطلاق ليحصل على المرونة و الاندفاع .
القائد هو من عمم الانضباط عن رغبة لا عن خوف . واهتم بالمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة و حافة على تماسك الوحدة في الشدائد و الملامات .
الإنسان كائن اجتماعي ولا مجتمع بدون انضباط يضبط الأهواء الشخصية ضمن إطار المصلحة العامة . ويوقف حرية الفرد عندما تبدأ حرية رفاقه . فاذا زال الانضباط وقرر كل فرد بنفسه مايجب عليه عمله اتجاه المصلحة العامة انهار الامجتمع و تفكك و ليس القائد سوى المسؤول عن المصالحة العامة يدافع عنه في سبيل منفعة المجموعة . و بالتالي منفعة كل فرد .
يكفي حضور القائد المحبوب لاثارت الاندفاع و العمل في سبيل الهدف المشترك . اما القادة الخالدون فيكفي ذكرهم لاثارة مثل هذا الاندفاع
02- ضرورة وجود قائد
تحتاج الجماعة إلى قائد يقودها . وهي بدونه كالجسم بدون رأس . أو كالقطيع التائه بلا راعي نحو المجهول .تتقاذفه الأهوال حتى يقع فريسة بين أنياب المفترسين .
هناك رغم نظريات المساواة أناس يعتمدون على الاقوياء .فان لم يجدوامامهم من يفهمهم ويدعمهم احسو أنفسهم في خطر و يكفي حظور القائد القوي لبث الطمأنينة و الثقة في نفوسهم .
تهلك الجماعات البشرية و تتبدد قواها في اتجاهات مختلفة . اذا لم يكن لها قائد و احد يامر و يوحد و ينقل للاخرين افكاره كالراس ينقل الاوامر للاعظاء .
اتركو احدى الجمعات بدون قائد فتتفكك النفيات الطيبة .وتضعف احسن الارادات . ويقل الاندفاع . وعندما تبدء الافكار الهدامة بالتغلغل . فتتحطم الوحدة وتنهار وتنشا الفوضى التي تهدم ولا تبني ابــــــدا .
القائد رمز الوحدة و السلطة . وتجمع اومره كلمة الحميع وتمنعهم من التفكك و الفناء .
لاتستطيع جماعة ما تحقيق اهدافها السامية بدون قائد يرمز الى الوحدة . ويقدر عللى تفسير المصلحة العامة . ويفرضها على كل فرد بعد تدريبه وتشجيعه مبث روح التعاون لديه .
في كل جماعة مواضيع متباينة تساوي عدد اعضائها . و لكل فرد مصالح خاصة ضييقة يتعلق بها . فاذا لم يكن هناك قائد يدافع عن المصلحة العامة ويدعمها سادة المصلحة الشخصية . وبدا الشقاق و الخصام و الفناء .
كل جماعة بشرية بحاجة الى قائد يفرض الاحترام و الطاعة ويحافظ على مصلحة كل فرد . ويمنع الاستغلال ويجمع الفعاليات من اجل المردود الاعظم . لان التضحيات تفشل مهما كانت مخلصة اذا لم يجمعها بطريقة واحدة موجهة .
تتطلب الأعمال الكبرى جمع الجهود المبعثرة لذا يجب ان يسير الجميع على
طريق القائد ليس الانها الطريق الافظل بل لأنها طريق الوحدة التي تجمع الصفوف وتوحدها ويسير عليها الجميع رغم الاختلاف فتتحد قواهم و قلوبهم اتحادا منتجا يعطي أفضل الثمار.
تستطيع تستطيع جماعة متوسطةانتصبح ممتازة اذا قادها شخص كفاء . كما تضعف الجماعةالجيدة اذا رماها الحض بقائد ضعيف يخمد الحماس و يطفئ شعلت الحماس .
يجب ان يؤمن الجميع حتى يتفهموا ضرورة مجود لقائد . بان السلطة لازمة لجمع القوى المتفرقة الصغيرة بقوة واحدة قوية . تقدر على مواجهة الازمات وتحافظ بالتالي على الحيات نفسها.
التفكير الجماعي ( الشوري ) لازم ممتاز لسببين :
اولهما ان الشخص الواحد لا يستطيع رؤية و فهم و معرفة كل الاشئ مهما كان عبقريا . والثاني ان عمل المرؤوسين يتناسب مع المسؤلية التي يحملونها منه . ويزداد ازدياد ملحوظا اذا اشتركوا في إنضاجه .
ويبقى التفكير الجماعى جيدا اذا ما دام ضمن حدود المعقول لم يؤدي الى الحد من عل القائد .
فعلى القائد أن يبرز إمكانياته و قدراته في كل مناسبة . فحقه في القيادة ناجم عن هذه الإمكانيات . فليس هو من يقود الجماعة بل عماله .
في اتفكير ضرورية و مفيدة وفيها احترام لامكانات كل كائن بشري . فاذا ما اصابها الغلو و لم يضبطها القائد ادت الى فوضى تسئ الى الجميع .
لكل جماعة تسلسل خاص وسلطة قانونيةحازمة ولكنها مرنة تصلح للعمل الحماعى وتكرس المشاركة التي تصل القائد بجماعته ولكن دون ان تبتلع سلطة القائد او بداهته وقدرته على التوجيه . ومسؤلياته فهو القائد
ان مجموعة من الرجال بدون قائد مجموعة فاشلة وخاصتا اذا كانت مشكلة من عناصر ممتازة .
فكلما شخصيات الرجال قوية توجب مجمد قائد قادر على كسب احترامهم و توحيدهم و توجيه جهودهم نحو هدف دقيق مقبول من قبل الجميع . والاتبعثرت القوى وساد اعتداء كل واحد على صلاحيات رفاقه او ينطلق كل واحد عكس اتجاه الاخرين غير مهتم بمصلالحهم و شعورهم و اتجاهاتهم .
لا تنتظر من جماعة بدون قائد أي عمل جماعي حتى وان تمتعت بامكانات حسنة و رغبة طييبة لتحقيق المثل لاعلى .ان امكانات افراد الجماعة لاتستطيع الا ان تحرث الارض اما الحصول على الزرع فبحاجة الى بذور و البذور هم القادة ذوو القلوب الطييبة و الارادات الفلولاذية .
ان القائد بحاجة الى فيض من الحب يبذله للاخرين ومعرفة عميقة تمكنه من فهم كافة المشاعر الانسانية وارادة تدفعه الى العمل في سبيل فكر واحدة هي خدمت المصلحة العامة .
03- اول مهمة للقائد ( خدمة الاخرين )
تأتي سلطة القادة من سلطت القائد الأعلى وسلطة القائد نابعة من سلطة الأفراد
( الشعب / المرؤوسين ) فيجب ان يستغلها في خدمت الجماعة لا لخدمة المصلحة الشخصية .
السلطة هي حق القيادة في لعطاء لأوامر بغية تحقيق المصلحة العامة للجماعة
فالرئيس الحقيقي لايبحث عن السلطة حبا في السلطة وهو لايضغط على ارادات الرجال بغية تحطيمها وانما يبحث في سبل مساعدتها لتصبح قادر على خدمت الهدف .
( قاد ) تعني (خدم ) خدمة السلطة التي أعطتنا حق القيادة وخدمت مرؤوسينا و الهدف لمقدس الذي يجمعنا وهذا ما يتطلب منا تفهما و طاعتا و تضحيتا بالنفس
مهمت القائد جليلة لانها رسالة ودعوة و القائد ممثل الخير و القوة في الوحدة . فعليه ان يعطي صورة جميلة عنهما ويدفعهم لان يكونو رجال افضل وسياعدهم على ان يضعو مواهبهم موضع العمل .
السلطة خدمة غايتها فائدة المجموعة ومصلحتها و ليس إرضاء رغباتها .
لا يعتبر القائد طاغية إذا خالف الرأي العام و فرض عليهم تضحيات قاسية و ضرورية ان عليه ان يخدم كخادم شجاع و عادل وليس للآخرين الحق بالشكوى
فواجبهم الطاعة و السير على الطريق القاسية التي تؤدي إلى مصلحة الجماعة لا إلى إرضاء أنانياتها ورغباتها الضيقة .
يطلب القائد الطاعة من الجميع . ويعطيهم المثل في طاعته لما تفرضه المصلحة العامة من تضحيات وعليه إن رام تنمية سلطته أن يطبقها وفق الطريقة الشرعية . في خدمت المصلحة العامتة متناسيا نفسه فيربح بذالك احتراما و قوتا لايمكن ان ينالهما بما يحمل من رتبة . ويرتفع في نظر مرؤوسيه ويصبح كلامه مقبولا وذا وقع في النفوس لانه وجداني يبحث عن المصلحة العامة للمجموعة وتبدو قراراته اقوى من أي قائد لأنها مستمدة من إرادة المجموعة .
تعتمد السلطة في كيانها على نوع مهمة القائد و اهميتها مكبر المؤوليات التي يتحملها في سبيل من يقود . ولا يطبق القائدهذه السلطة لارضاء غروره الفردي كسيد يسودعبيدا ويستفيد من وجودهم ولكن لجمع امكلنيات عديد وقوية وكبيرة و التاثير عليها بقوته المعنوية العالية وتوجيهها لصالح الجميع .
تستحوذ المهمة على القائد فيعتبرها رسالة مقدسة يسعى لتحقيقها ولا يسمى المرء قائدا الا اذا نشر فكرته وتفهم رسالته وتقمص دوره ونذر نفسه لخدمة المصلحة.
يدرب القائد راجه و يحمسهم و يدفعهم ويقنعهم و يأمرهم بسم السلطة التي اعطته حق القيادة .
القائد ممثل الجماعة ورائدها والباحث عن كل ما يفيدها وانتخابه من قبل زملائه لايحجب عنه السلطة المستمدة من حقه قي القيادة
يتمتع القائد بالشعور التام بالمسؤولية لايعني هذا خوفه من العقوبة ان هو أخطا فالقائد الحقيقي لايفكر ابدا في العقاب مادام يخدم بإخلاص
انه يفكر في كل شيء ولا يذهب للأكل أو النوم إلا بعدما يتأكد أن الأمور تسير سيرا حسنا انه يفكر في كل شيء ماعدا راحته الشخصية .
انه لا يفهم الأوامر كمنزلات جامد يجب القيام تنفيذها خشية المسؤولية بل يرى فيها سبيلا لعمل شيء في سبيل الأفراد انه عبد لمهمة التي تفرض عليه حماية رجاله وهذا مايجعله يشعر بحاجات لآخرين ويؤهله للقيام بأعمال تعجز عن ها إرادة البشر .