دور وأهمية مسرح الطفل في الوطن العربي
كثيرا ما تطالعنا عناوين لمقالات صحفية ولدراسات علمية لمسرح الطفل ودوره التربوي الذي يسعى إلى كسر الطرق التقليدية في التعليم. كما تطرقت تلك الدراسات للسبل الممكنة للارتقاء بوضع الطفل العربي خاصة والأطفال في البلدان النامية عامة. ويقوم مسرح الطفل بدور مؤثر وفعال في تكوين نمو الناشئة والفكر العقلي والعاطفي والنفسي والاجتماعي، دون أن يفقدهم متعة اللعب والترفيه . وبذلك من الممكن أن نستثمر طاقات الأطفال الموهوبين بطريقة تربوية وفنية في آن واحد. وهذا سيكون له الأثر الايجابي في تطوير قدرات أبنائنا في المستقبل. وخاصة أننا نعيش وسط فضاء مفتوح فيه الكثير من المدخلات التي أسماها البعض ( الغزو الثقافي) . وبالتالي فنحن أمام أزمة حقيقية هذه المرة، والمطلوب منا ليس فقط حماية أنفسنا من الغزو السياسي والاقتصادي فحسب، ولكن المطلوب أيضا إيجاد معادل موضوعي، يستطيع أن يقف ضد السماوات المفتوحة على الآخر، والتي تلزمنا أن نكون ضمن هذه المنظومة شئنا أم أبينا!!.
وفي الاسطر القادمة نحاول استعراض (دور مسرح الطفل التربوي) في النهوض بمستوى الناشئة، وإيضاح دوره في الاهتمام بالجانب الابداعي الفني، وذلك لكونه وسيلة تربوية وترفيهية- كما أشرنا سابقا- ، فهو يمكن أن يقدم المعلومة للصغار والذين يستوعبونها بصدر رحب. كما سنشير إلى مشروع مركز الدراسات والبحوث لمسرح الطفل المرتقب الذي سيكون له دور فاعل في احتضان الدراسات البحثية التي تناقش واقع الطفل في الوطن العربي.
في البداية يجب التأكيد على أهمية مسرح الطفل، ويمكن أن نذكر هنا عددا من الاسباب التي ورد ذكرها في كتاب ( مسرح ودراما الطفل) للدكتورة زينب عبد المنعم، والتي أشارت إلى أن مسرح الطفل له قدرة في التأثير تفوق وسائل الثقافة الأخرى المقدمة له، وهى كالتالي:
1. إن مسرح الطفل من أكثر الفنون اقترابا من وجدان الأطفال. 2. إن قيام الطفل بممارسة أدواره في المسرح، من شأنه أن يعلمه كيفية التعامل مع الآخرين. 3. يعد مسرح الطفل وسيلة لإكسابه مصادر المعرفة، خصوصا في مسألة مسرحة المناهج الدراسية، وتحويلها إلى دراما سهلة الفهم . 4. يقوم مسرح الطفل بدور بارز في ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع. 5. يعد المسرح أفضل السبل لاستخدام الحواس والعقل بصورة بناءة، حيث يساعد الطفل على اكتشاف مفرادات بيئته. 6. يعد هذا المسرح وسيلة جيدة للترويح عن نفس الأطفال والتنفيس عن رغباتهم المكبوتة. 7. يساهم مسرح الطفل في إكسابه اللغة، وإمداده بالكثير من الكلمات والمعاني التي تسهم في بناء القاموس اللغوي لديه. 8. يقوم هذا المسرح بدور مهم في إكساب الصغار المبادئ والقيم النابعة من المجتمع، بالإضافة إلى العناية بالجوانب الاجتماعية التي تعزز لديهم الثقة بالنفس، وتجعلهم قادرين على التعامل مع الآخر.
ونستنتج من ذلك، أن إدراك دور مسرح الطفل الفاعل في المجتمع، يجعلنا نسعى إلى تنشيط خشبته التي تزداد توهجا بألق الطفولة وتعريف الأجيال المتعاقبة به، وهو أداة مهمة من أدوات التعلم والتدريب وتطوير الذات واكتساب الثقافة العامة. كما أنه وسيلة لمشاهدة الطفل النموذج على الخشبة، مما يجعل الأطفال الآخرين يتمثلون به ويتخذونه نموذجا لما يقدمه من معلومة وقيمة. وعندما نقدم مسرحا هو من صنعنا، نستطيع أن نضمن على الأقل أن المدخلات إلى هذا الفن نابعة من ذواتنا وتعكس فكرنا وثقافتنا الأصيلة. والعكس تماما عندما نترك أطفالنا أمام شاشات التلفاز لفترات طويلة. يكونون عرضة للتأثر بمحتوى البرامج التي تقدم، والتي تجعلهم يعيشون في دوامة لا يعرفون من خلالها الصواب من الخطأ.
ومن ناحية أخرى، لا بد من البحث في إمكانية تأسيس مركز للدراسات والبحوث في مجالات المسرح، للبحث في أدب الطفل ومسرحه، بما يضمن له التجديد في الشكل والمضمون ..كما سيتيح هذا المركز فتح باب الدراسات أمام الجميع، سواء الباحثين من العرب أو الاجانب. لكون مسرح الطفل فنا حديثا لم يظهر في الوطن العربي، إلا خلال الخمسين سنة الأخيرة، لذا لا بد من الاستفادة من تجارب الآخرين.
ويمكن القول: إن فكرة تأسيس مركز للدراسات والبحوث في الوطن العربي فكرة رائدة تحتاج إلى جهود، مكثفة من خلال توفير الكفاءات البشرية التي تدير هذا المركز في وطننا العربي الغني بالطاقات البشرية التي لم تستغل إلى الآن ويكون مصيرها الهجرة الاختيارية . علاوة على ضرورة توفير ميزانية تساهم فيها الدول العربية، نظرا لأن المادة أصبحت طاقة ضرورية لانطلاقة أي مشروع استثماري تجاري، فما بالك بمشروع ثقافي ربما يختفي فيه العائد المالي، ويعتمد على الإثراء الفكري والفني .
وختاما، إن زيادة الاهتمام بمسرح الطفل، ضرورة ملحة ويجب أعطاؤه الأولوية، وتوعية الناس بدوره الرائد لإثراء ثقافة الناشئة واستخراج طاقاتهم الابداعية، فالعناية بالصغار لا تقل أهمية عن الاهتمام بالانسان البالغ، وهذا بدوره سيوجد جيلا قادرا على التعاطي مع مجتمعه بشكل إيجابي متماسك بثقافة المجتمع المحيط به. بالطبع إن هذا لن يحدث إلا بتكاتف الجهود من قبل التربويين وعلماء النفس وإخصائيي النشاط المسرحي والفنانين والنقاد والباحثين في مجالات المسرح . (ورقة مقدمة إلى :سمنار المائدة المستديرة الدورة الخامسة لمهرجان مسرح اصيلة الدولي لمسرح الطفل بالمملكة المغربية) .
كثيرا ما تطالعنا عناوين لمقالات صحفية ولدراسات علمية لمسرح الطفل ودوره التربوي الذي يسعى إلى كسر الطرق التقليدية في التعليم. كما تطرقت تلك الدراسات للسبل الممكنة للارتقاء بوضع الطفل العربي خاصة والأطفال في البلدان النامية عامة. ويقوم مسرح الطفل بدور مؤثر وفعال في تكوين نمو الناشئة والفكر العقلي والعاطفي والنفسي والاجتماعي، دون أن يفقدهم متعة اللعب والترفيه . وبذلك من الممكن أن نستثمر طاقات الأطفال الموهوبين بطريقة تربوية وفنية في آن واحد. وهذا سيكون له الأثر الايجابي في تطوير قدرات أبنائنا في المستقبل. وخاصة أننا نعيش وسط فضاء مفتوح فيه الكثير من المدخلات التي أسماها البعض ( الغزو الثقافي) . وبالتالي فنحن أمام أزمة حقيقية هذه المرة، والمطلوب منا ليس فقط حماية أنفسنا من الغزو السياسي والاقتصادي فحسب، ولكن المطلوب أيضا إيجاد معادل موضوعي، يستطيع أن يقف ضد السماوات المفتوحة على الآخر، والتي تلزمنا أن نكون ضمن هذه المنظومة شئنا أم أبينا!!.
وفي الاسطر القادمة نحاول استعراض (دور مسرح الطفل التربوي) في النهوض بمستوى الناشئة، وإيضاح دوره في الاهتمام بالجانب الابداعي الفني، وذلك لكونه وسيلة تربوية وترفيهية- كما أشرنا سابقا- ، فهو يمكن أن يقدم المعلومة للصغار والذين يستوعبونها بصدر رحب. كما سنشير إلى مشروع مركز الدراسات والبحوث لمسرح الطفل المرتقب الذي سيكون له دور فاعل في احتضان الدراسات البحثية التي تناقش واقع الطفل في الوطن العربي.
في البداية يجب التأكيد على أهمية مسرح الطفل، ويمكن أن نذكر هنا عددا من الاسباب التي ورد ذكرها في كتاب ( مسرح ودراما الطفل) للدكتورة زينب عبد المنعم، والتي أشارت إلى أن مسرح الطفل له قدرة في التأثير تفوق وسائل الثقافة الأخرى المقدمة له، وهى كالتالي:
1. إن مسرح الطفل من أكثر الفنون اقترابا من وجدان الأطفال. 2. إن قيام الطفل بممارسة أدواره في المسرح، من شأنه أن يعلمه كيفية التعامل مع الآخرين. 3. يعد مسرح الطفل وسيلة لإكسابه مصادر المعرفة، خصوصا في مسألة مسرحة المناهج الدراسية، وتحويلها إلى دراما سهلة الفهم . 4. يقوم مسرح الطفل بدور بارز في ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع. 5. يعد المسرح أفضل السبل لاستخدام الحواس والعقل بصورة بناءة، حيث يساعد الطفل على اكتشاف مفرادات بيئته. 6. يعد هذا المسرح وسيلة جيدة للترويح عن نفس الأطفال والتنفيس عن رغباتهم المكبوتة. 7. يساهم مسرح الطفل في إكسابه اللغة، وإمداده بالكثير من الكلمات والمعاني التي تسهم في بناء القاموس اللغوي لديه. 8. يقوم هذا المسرح بدور مهم في إكساب الصغار المبادئ والقيم النابعة من المجتمع، بالإضافة إلى العناية بالجوانب الاجتماعية التي تعزز لديهم الثقة بالنفس، وتجعلهم قادرين على التعامل مع الآخر.
ونستنتج من ذلك، أن إدراك دور مسرح الطفل الفاعل في المجتمع، يجعلنا نسعى إلى تنشيط خشبته التي تزداد توهجا بألق الطفولة وتعريف الأجيال المتعاقبة به، وهو أداة مهمة من أدوات التعلم والتدريب وتطوير الذات واكتساب الثقافة العامة. كما أنه وسيلة لمشاهدة الطفل النموذج على الخشبة، مما يجعل الأطفال الآخرين يتمثلون به ويتخذونه نموذجا لما يقدمه من معلومة وقيمة. وعندما نقدم مسرحا هو من صنعنا، نستطيع أن نضمن على الأقل أن المدخلات إلى هذا الفن نابعة من ذواتنا وتعكس فكرنا وثقافتنا الأصيلة. والعكس تماما عندما نترك أطفالنا أمام شاشات التلفاز لفترات طويلة. يكونون عرضة للتأثر بمحتوى البرامج التي تقدم، والتي تجعلهم يعيشون في دوامة لا يعرفون من خلالها الصواب من الخطأ.
ومن ناحية أخرى، لا بد من البحث في إمكانية تأسيس مركز للدراسات والبحوث في مجالات المسرح، للبحث في أدب الطفل ومسرحه، بما يضمن له التجديد في الشكل والمضمون ..كما سيتيح هذا المركز فتح باب الدراسات أمام الجميع، سواء الباحثين من العرب أو الاجانب. لكون مسرح الطفل فنا حديثا لم يظهر في الوطن العربي، إلا خلال الخمسين سنة الأخيرة، لذا لا بد من الاستفادة من تجارب الآخرين.
ويمكن القول: إن فكرة تأسيس مركز للدراسات والبحوث في الوطن العربي فكرة رائدة تحتاج إلى جهود، مكثفة من خلال توفير الكفاءات البشرية التي تدير هذا المركز في وطننا العربي الغني بالطاقات البشرية التي لم تستغل إلى الآن ويكون مصيرها الهجرة الاختيارية . علاوة على ضرورة توفير ميزانية تساهم فيها الدول العربية، نظرا لأن المادة أصبحت طاقة ضرورية لانطلاقة أي مشروع استثماري تجاري، فما بالك بمشروع ثقافي ربما يختفي فيه العائد المالي، ويعتمد على الإثراء الفكري والفني .
وختاما، إن زيادة الاهتمام بمسرح الطفل، ضرورة ملحة ويجب أعطاؤه الأولوية، وتوعية الناس بدوره الرائد لإثراء ثقافة الناشئة واستخراج طاقاتهم الابداعية، فالعناية بالصغار لا تقل أهمية عن الاهتمام بالانسان البالغ، وهذا بدوره سيوجد جيلا قادرا على التعاطي مع مجتمعه بشكل إيجابي متماسك بثقافة المجتمع المحيط به. بالطبع إن هذا لن يحدث إلا بتكاتف الجهود من قبل التربويين وعلماء النفس وإخصائيي النشاط المسرحي والفنانين والنقاد والباحثين في مجالات المسرح . (ورقة مقدمة إلى :سمنار المائدة المستديرة الدورة الخامسة لمهرجان مسرح اصيلة الدولي لمسرح الطفل بالمملكة المغربية) .