الخليل
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الخليل في دولة فلسطين، وتبعد حوالي (30) كم غربًا من مدينة القدس، وحوالي (22) كم إلى الجنوب من بيت لحم.
ـ وقد وصفها
الرحالة ابن بطوطة بقوله: (هي مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة
الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، في بطن وادٍ، ومسجدها أنيق الصنعة،
محكم العمل، بديع الحسن، سامي الارتفاع مبني بالصخر المنحوت، في أحد
أركانه صخرة، طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفي داخل المسجد الغار المكرم
المقدس، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب - صلوات الله على نبينا وعليهم -
ويقابلها قبور أزواجهم، وكان هناك مسلك إلى الغار المبارك، وهو الآن مسدود.
تاريخ الخليل:
ـ لقد استمدت الخليل اسمها من صفة سيدنا إبراهيم (خليل الرحمن) - عليه السلام - والذي قدِم إليها في حوالي سنة (1700) قبل الميلاد.
وكانت تسمى قديمًا قرية "أربع" نسبة إلى مؤسسها أربع العربي الكنعاني.
ـ وحينما توفيت
السيدة سارة زوجة إبراهيم - عليه السلام - دفنها في مغارة "المكفيلة"،
ومعناها المغارة المزدوجة، كما دُفن سيدنا إبراهيم في نفس المغارة، وبعده
تُوفي ابنه إسحاق ثم يعقوب وأزواجهما، ودفنوا جميعًا بجواره عليه السلام.
ـ وفي العهد
الروماني أُقيمت كنيسة على مقبرة إبراهيم - عليه السلام - وعائلته إلا أن
الفرس هدموها سنة (614 م) وبقيت كذلك إلى أن دخلها العرب المسلمون.
ـ وقد سقطت مدينة الخليل في أيدي الفرنجة سنة (1099 م) إبَّان الحروب الصليبية.
ـ واستطاع صلاح الدين الأيوبي استردادها من أيدي الصليبيين إثر موقعة حطين سنة (1187 م).
ـ وفي سنة
(656هـ/ 1258م) أغار المغول على مدينة الخليل بعدما دمروا بغداد، غير أن
انتصارات "قطز" في عين جالوت سنة (658هـ/ 1260م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك
الغارات.
ـ وفي عصر
الدولة المملوكية اهتم المماليك خلال فترة حكمهم التي استمرت ثلاثة قرون
اهتمامًا كبيرًا بمدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي على وجه الخصوص.
ـ وقد سيطر
العثمانيون على الشام ومدينة الخليل بعد معركة "مرج دابق" سنة (1517م)،
واستمر حكمهم أربعة قرون، حتى جاء الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م
- 1948م) ومكّن اليهود من فلسطين.
ـ وقد استولى اليهود على نصف مساحة الخليل بعد نكبة (1948م) وإعلان تقسيم فلسطين.
ـ وبعد هزيمة يونيه (1967م) استولى اليهود على مدينة الخليل وما حولها من قرى (وهي 35 قرية كبيرة، و109 قرى صغيرة).
ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة الخليل، إلى أن يأذن الله - عز وجل - بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
ـ مسجد الحرم
الإبراهيمي: ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (198) قدمًا، وعرضه (112)
قدمًا، أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا، والأحجار التي يتكون منها ضخمة
جدًا يصل طول بعضها إلى سبعة أمتار، وارتفاعه إلى مترين.
ـ قبور بعض الأنبياء: حيث دفن إبراهيم الخليل - عليه السلام - وزوجته سارة، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب - عليهم السلام.
الرباط
مدينة عربية
إسلامية، وهي عاصمة المملكة المغربية وتقع في الشمال الشرقي منها، وتعد
ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد الدار البيضاء، وهي تقع على ساحل المحيط
الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقرق الذي يفصل المدينة عن
"سلا" المدينة القديمة إلى الجنوب الغربي منها، حتى إنهما تشكلان مدينة
واحدة. وإجمالاً فإن الرباط مدينة حديثة، وإن كانت في الأصل قديمة العهد
إذا اعتبرنا أن "سلا" هي أساس المدينة ومنطلق توسعها العمراني والحضاري.
و"سلا" كما في السير مدينة كانت موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها
البحر، والنهر غربيها، جار من الجنوب، وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب
منه إلى البحر. وفي غرب هذا النهر اختطّ عبد المؤمن بن علي الخليفة
الموحدي مدينة سماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر أو تجهيز جيش.
والرباط اليوم
هي العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، وهي مقر إقامة الملك، ومركز
السفارات الأجنبية والنشاط الدبلوماسي، وبها الدور والقصور الملكية التي
هي في غاية الفخامة والإتقان. ومن الرباط تتفرع الطرق الرئيسية المعبدة
والأخرى الحديدية، باتجاه الشمال والشرق والجنوب فتصلها بمختلف المدن
والأقاليم.
تشتهر الرباط
بسوقها التجارية والصناعية، وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية،
والتقنية. ومطارها من أحدث المطارات؛ ومن أهم معالم الرباط السياحية
والأثرية اليوم الشالة، وقصة الأودية، وبرج حسّان، وأسوار يعود تاريخ
إقامتها إلى القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
وفي جنوب الرباط
يقوم قصر الصخيرات الشهير. ومن أشهر معالم الرباط مسجد سوسة الكبير ويعود
تاريخ بنائه إلى سنة 327 هـ / 851م، وبرج حسن التاريخي ويعود تاريخ بنائه
إلى سنة 592هـ / 1195م، ومئذنة جامع شيللا الذي بني سنة 710هـ / 1310م .
الرُّصَافة
مدينة أنشأها
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو أول من ملك
الأندلس من الأموية بعد زوال ملكهم في المشرق، أنشأها وسماها الرصافة
تشبيها لها برصافة الشام.
ونظر فيها إلى نخلة منفردة فقال:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي
يسح ويستمري السماكين بالوبل
الرها
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الـرُّها في جنوب شرقي تركيا، بالقرب من سوريا، وعلى الطريق المؤدية إلى بغداد.
ـ وكانت تعرف
قديمًا باسم "إديسا"، وكانت لها مكانة علمية لارتباطها بمدينة حرّان،
وتعرف الآن باسم "شانل أورفا" بمعنى أورفا المقدسة، أو المكرمة.
ـ ويصف صاحب
كتاب "الروض المعطار في أخبار الأقطار" مدينة الـرُّها بقوله: (هي مدينة
رومية عليها سور حجارة، تدخل منها أنهار وتخرج عنها، وهي سهلية جبلية،
كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل، مشرفة على بساط من الأرض ممتد
إلى حرّان، ولها أربعة أبواب منها إلى الجنوب باب حرّان، وفي الشرق الباب
الكبير، وفي الغرب باب الماء، وبساتينها في الشرق منها، ويشق بعضها نهر
يسمى "السكيرات"، وتخرج من الـرُّها عين تسمى عين "مياس"، وليس في جميع
بلاد الجزيرة أحسن منها متنزهات ولا أكثر منها فواكه).
تاريخ مدينة الـُّرها:
ـ لقد شهدت
مدينة الـُّرها من الأمجاد والمآسي والأحداث ما لم تشهده مدينة أخرى في
مثل مساحتها وعدد سكانها، إلا أن موقعها المتميز جرّ عليها كثيرًا من
الوبال إلى أن أمنت واستقرت في حضن الحضارة الإسلامية.
ففي سنة (17هـ/637م) فُتحت صلحًا على يد الفاتح المسلم عياض بن غنم.
ـ وكانت الـرُّها مسرحًا للقتال في عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.
ـ وفي سنة (1098م) زحف الصليبيون على الـُّرها، وأحرقوها حتى سُويت بالأرض، وأنشئوا فيها أول إمارة صليبية في بلاد المسلمين.
ـ وفي سنة (539هـ/1144م) استردها عماد الدين زنكي من أيدي الصليبيين.
ـ ولما توفي نور الدين محمود أخذ ابن أخيه سيف الدين غازي مدينة الـرُّها سنة (569هـ/1173م).
ـ وفي سنة (1182م) استولى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أعطاها فيما بعد للملك المنصور.
ـ ولما مات الملك العادل سنة (1218م) أصبح ابنه الملك الأشرف شرف الدين حاكمًا على الـرُّها.
ـ وفي سنة (1260م) استولى المغول بقيادة هولاكو على مدينة الـرُّها.
ـ وفي النهاية دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية، وسموها "أورفا"، وذلك في عهد السلطان مراد الرابع أثناء حروبه مع الصفويين.
آثار الـُّرها ومعالمها:
ـ بحيرة الخليل
- عليه السلام: وهي من أشهر معالم المدينة، وهي مستطيلة الشكل، ويقع على
شاطئها الشمالي مسجد الرضوانية، وعلى شاطئها الغربي مسجد خليل الرحمن، وهي
مليئة بالأسماك، وتمتد منها قنوات تمد الكثير من مساجد المدينة بالماء.
ـ مسجد الرضوانية: وهو وقف إسلامي يضم خانًا للضيافة وحمامًا تركيًا و(30) غرفة متجاورة تحيط بفناء المسجد.
ـ مسجد الخليل:
وتبلغ مساحته (30 × 150) مترًا، وفي الركن الجنوبي الشرقي من المسجد توجد
منارة مكتوب عليها أن تاريخ البناء يرجع إلى سنة (1211م) في عهد الملك
الأشرف مظفر الدين.
ـ كهف الخليل:
وهو يقع في نهاية ممر ضيق يمر بأحد البساتين، وفي نهاية الممر فناء كبير،
وينتهي من الداخل ببئر ماء، ويقال: إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد في هذا
الكهف.
ـ مسجد أولو الكبير: الذي تم تحويله من كنيسة إلى مسجد، وتم تجديده في عهد نور الدين زنكي بين سنتي (1170م - 1175م).
ـ مسجد بادشاه
حسن: وهو من طراز المساجد ذات القباب المتساوية، وقد تُوجت واجهته
الأمامية بثلاث قباب تعلو الحائط الأمامي مباشرة باتجاه مكة المكرمة.
الرياض
عاصمة المملكة العربية السعودية، وتقع في شرق الجزيرة العربية جنوب القصيم وشمال اليمامة.
الرياض في التاريخ:
الرياض مدينة
ذات تاريخ قديم، ذكر أنها كانت في القديم مركز اليمامة موطن بني هوازن،
وكانت تسمى حينئذ "حجر". وصارت الرياض عاصمة للدولة السعودية في سنة
1240هـ ـ 1824م، وقد أقام الملك عبد العزيز آل سعود بعد سنة 1318هـ حول
الرياض سورًا من الطين به أبواب، ثم أزيل هذا السور سنة 1370هـ.
ومن منتصف القرن
الرابع عشر الهجري والعمران في الرياض في ازدياد مستمر، فقد بُنِي فيها
الكثير من المساجد والقصور وغيرها من العمائر الفخمة.
من آثار الرياض:
- قصر المحمك:
وقد أنشئ سنة 1282هـ، وهو قلعة حصينة مبنية بالطوب اللبن والطين، ويحيط
بها سور ضخم في أركانه الأربعة أبراج عالية مستديرة التخطيط.
-قصر الأمير محمد بن عبد الرحمن: بني في حوالي سنة 340هـ ويقع في حي "عتيقة" أحد ضواحي الرياض.
الزهراء
هي إحدى المدن الأندلسية، التي كان يقصدها الأمراء لطلب الراحة والتمتع بملذات الحياة بعيدًا عن أنظار رعيتهم بالعاصمة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة
الزهراء على بعد خمسة أميال غربي قرطبة، وهي متقنة البناء، ومحكمة الصنعة،
اتُخِذَتْ مقرًا للخلافة، ونصب تمثال الزهراء على بابها الرئيسي، وجلب لها
الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من "رية"، والوردي والأخضر من "سفاقس"
و"قرطاجنة". أقيم فيها قصر الخلافة، وجُعلت قراميده ذهبًا وفضة، وأقيم في
وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وفتح بها ثمانية أبواب.
الوصف: بالغ
مؤرخو العرب في وصف روائع تلك المدينة بقصورها، وما احتوت عليه من مظاهر
الترف والثراء مما لا يمكن أن يصدقه العقل، ولا يستسيغه المنطق، غير أن ما
أسفرت عنه الحفائر الأثرية أثبت بصورة قاطعة صدق هذا الوصف.
جزء من تاريخها:
ـ أسسها عبد
الرحمن الناصر سنة (325هـ)، واتخذها مقرًا للخلافة. وجعل الناصر فيها
دورًا لصناعة آلات الحرب والحلي وأدوات الزينة، وكانت مركزًا هامًا لصناعة
العلب العاجية.
ـ واستكمل بناء الزهراء ابنه الحكم المستنصر سنة (365هـ).
ـ وعندما سقطت
الخلافة الأموية في الأندلس هاجمتها حشود البربر سنة (399هـ) بقيادة
سليمان المستعين، واقتحموا المدينة عنوة، وأضرموا فيها النيران فاحترقت
وخربت، وأصبحت أثرًا بعد عين.
آثــار ومعـالم:
ـ في سنة
(1910م) أجرى السنيور "فيلاسكث بوسكو" في خرائبها أول حفائر علمية كشفت عن
كميات ضخمة من الخزف ذي البريق المعدني، وقطع كثيرة من الرخام أدت إلى
الاهتداء إلى قصر الحكم المستنصر.
ـ وفي سنة
(1943م) تم كشف آثار من قصور الناصر، وهي غنية بالزخارف المحفورة في الآجر
والرخام، ووجد اسم عبد الرحمن الناصر منقوشًا على تيجان من الرخام.
الطائف
مدينة جبلية
جميلة جدًّا، في منطقة الحجاز، جيدة المناخ، طيبة الهواء والماء، وربما
جمد فيها الماء في الشتاء، لأنها تقع على جبل غزوان الذي يبلغ ارتفاعه
1630مترًا، إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وهي مصيف أهلها ومربع
سكانها، ذات زروع وكرم ونخيل، وأشهر فاكهتها الرمان والعنب.
وهي مركز تجاري،
ويمر بها الطريق المعبد الرئيسي المعترض الذي يبدأ بجدة باتجاه العاصمة
الرياض. وفيها مطار متوسط الحجم يستقبل الطائرات الداخلية، وعدد من
المعاهد العلمية، ومستشفى عسكري حديث مزود بأحدث الوسائل والتجهيزات
المتطورة. وهي من أهم عقد المواصلات في المملكة العربية السعودية.
والطائف مدينة عربية قديمة، سميت بالطائف من الطواف، وهو الحائط الذي كان يحيط بها.
وكانت الطائف مركزًا لقبائل ثقيف، وبطائفها، أي حائطها تحوّطت من الغزاة، ولهذا قال أبو طالب عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم:
مَنَعْنَا أرضنا من كل حَيٍّ
كما امتنعت بطائفها ثقيفُ
أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم
فمالت دون ذلكمُ السيوفُ
ويذكر أهل
التفسير أن الطائف ورد ذكرها في القرآن بالكناية، في ومكة المقصودتان من
قوله تعالى: "وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم"
(الزخرف: 31).
افتتحها
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة تسع للهجرة صلحًا، وكان نزل عليها من
قبل سنة ثمان عند منصرفه من حنين فتحصنوا منه، واحتاطوا لأنفسهم، فلم يكن
إليهم سبيل.
العريش
مدينة مصرية
ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط
في شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز
محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة
لمصر أيام الفراعنة.
الفسطاط
الموقع الجغرافي
ـ موقع الفسطاط
يمتاز بحصانةٍ طبيعيةٍ؛ إذْ تحميه التلال، ومن بينها هضبة المقطَّم من
الشرق والشمال، ويحميه من الغرب خندقٌ مائي طبيعي، وهو نهر النيل الذي كان
في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب.
سبب التسمية:
الفسطاط كلمةٌ
عربيةٌ كانت تطلق على المدينة ومجتمعها، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط"؛ أي
مع المدينة التي بها مجتمع الناس.
تخطيط الفسطاط:
يَذكر
المقريزي أن موضع الفسطاط كان فضاءً ومزارعَ فيما بين النيل والجبل الشرقي
الذي يُعرف بجبل المقطم. وبعد أن وَضَعَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه -
أساسَ جامِعِه سنة (21هـ / 642م) وَكَّل إلى أربعة من قواده تخطيطَ الأرض
حول الجامع إلى خطط، وإنزالَ كل قبيلة بخطتها، فأخذت كل قبيلة في بناء
مساكنها، وكانت بسيطة في عمارتها وتخطيطها، يتكون كل منها من طابق واحد،
وكانت تُبنى من اللَّبِن في أول الأمر، ثم أخذت في التقدم والرقي بالتدريج
حتى استُخدم الآجُرّ وبلاط الحجر الجيري، وأصبحت بعضالدور تشتمل على أفنية
بوسطها فسقياتٌ تَصل إليها المياه وتُصرف منها عن طريق مجارٍ مبلطة، وحول
هذه الأفنية أَرْوِقَةٌ وقاعات وغرف بعضها لسُكنى الحريم، والبعض الآخر
للاستقبال.
الفسطاط في التاريخ:
ـ بعد أن استقرت
الأمور وتم فتحُ مصر، بدأ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ سنة (21هـ ـ
642م) في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر، هي الفسطاط التي تُعتبر بحق أصلَ
مدينة القاهرة، واختار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ موقعَ حصن بابليون
ليبني الفسطاط، وأيًا ما كانت الظروف التي حَدَتْ بعمرو بن العاص ـ رضي
الله عنه ـ إلى أن يؤسس عند حصن بابليون عاصمة مصر الإسلامية، فإن هذا
الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقعًا للعاصمة المصرية حتى اليوم توفيقَ
عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في اختياره.
ـ ولقد استمرت
الفسطاط عاصمة للديار المصرية، ودارًا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتى
بُنيت العسكر سنة (133هـ / 751م) فنزل فيها أمراء مصر وسكنوها في العصر
العباسي، وفي عصر الطولونيين بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة (256هـ
/ 870م) وأقام فيها، وظلت إلى أن انتهى العصر الطولوني، فعاد أمراء مصر
يسكنون العسكر، إلى أن جاء جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي
وشيد القاهرة، فأصبحت العاصمةَ، وأصبحت الفسطاط مسكنَ الرعية من المسلمين
المصريين وقتذاك.
من معالم الفسطاط:
ـ جامع عمرو بن
العاص: وهو أهم معالم الفسطاط الباقية إلى الآن، وهو أول وأقدم المساجد
الإسلامية في مصر، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه -
سنة (21هـ / 642م)، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء منها: "تاج الجوامع"،
و"الجامع العتيق". ويصفه المؤرخ "ابن دقماق" بقوله: "إمام المساجد، ومقدم
المعابد، قطب سماء الجوامع، ومطلع الأنوار اللوامع". ولهذا المسجد أهميته
الفنية والمعمارية؛ ذلك لأنه جَرَى عليه كثيرٌ من التعمير والتجديد على
طول التاريخ.
القاهرة
ينسب بناء
القاهرة إلى جوهر الصقلي ـ قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ـ الذي
فتح مصر، وأسس بها عاصمتها (القاهرة) قريبًا من مجموعة من المدن التي
أسسها حكام مصر السابقون بجوار المدينة الأم: الفسطاط. وقد أسست في سنة
(358هـ/ 968م). وهي قريبة من الفسطاط إذ لا تبعد عنها سوى ثلاثة أميال إلى
الشمال منها، وهي الآن عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر المدن العربية
والإفريقية.
وكانت هناك عدة
دوافع لاختيار موقع القاهرة، منها: توسطها بين الوجهين القبلي والبحري،
وقربها من العواصم التاريخية لمصر، وتيسير الاتصال بينها وبين الشام
والحجاز وإفريقية ...إلخ.
ولعل الأحداث
الكثيرة المؤثرة التي مرت بها القاهرة منذ بنائها وحتى اليوم تشهد بحسن
هذا الاختيار، لما لعبته المدينة من دور تاريخي وحضاري بارز في العصور
الإسلامية والعصر الحديث.
يقول المفكر
الإسلامي واضع علم الاجتماع ابن خلدون عن القاهرة خلال القرن الثامن
الهجري: "من لم ير القاهرة لا يعرف عز الإسلام؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان
العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك،
تلوح القصور والأواوين في وجوهه، وتزهو الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء
البدور والكواكب من عليائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل الجنة".
ومقولة المستشرق
"جاستون فييت" عن القاهرة تمثل شهادة منصفة في حقها إذ يقول: "إنها تحتل
مركزًا مرموقًا في تاريخ الفن؛ وذلك بفضل الأعمال العمرانية التي ازدهرت
في ربوعها ازدهارًا باهرًا، فالأبنية تقف بمثابة شهود تمنعنا من أن نقلل
من شأن تاريخ القاهرة فنرتكب إثم تزييفه". ويقول: " إن آلافًا من الأبنية
البيضاء المتداعية والآثار والجبانات، وعددًا لا يحصى من القباب والمآذن
الدقيقة المزركشة تتجه إلى السماء مرتفعة في كل مكان". وهذا "سنيور
دانجلور" يخبرنا بأن شوارع القاهرة في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية
القرن التاسع الهجري كانت تزدحم بالمساجد، وتصعد في السماء في كل مكان
مآذن تزينها محفورات الأرابسك؛ وقد نُحت بدقة بالغة، ثم نجده يحصي عدد
المساجد في مدينة القاهرة حوالي اثني عشر ألف مسجد.
أهم المعالم والآثار:
والآثار الإسلامية بالقاهرة أكثر من أن تحصى في هذه السطور، ولكنا نشير إلى أهمها: المساجد:
ـ جامع عمرو بن العاص: أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة (21هـ).
ـ جامع أحمد بن طولون: أنشأه أحمد بن طولون في سنة (263هـ).
ـ قلعة صلاح الدين الأيوبي: بدأ البناء فيها سنة (572هـ/ 1179م).
ـ الجامع
الأزهر: أول جامع شُيد بالقاهرة عند بنائها، أنشأه جوهر الصقلي بأمر المعز
لدين الله العبيدي (الفاطمي) سنة (359هـ)، وانتهى منه سنة (361هـ/972 م)
ـ المدرسة والقبة الصالحية: أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (641هـ / 1243م).
ـ جامع الحاكم بأمر الله: أمر بإنشائه العزيز بالله سنة (380هـ/ 990م).
ـ المشهد الحسيني: أنشئ سنة (549هـ)؛ لدفن رأس سيدنا الحسين.
ـ جامع ابن قلاوون، وجامع السلطان برقوق، ومسجد الناصر حسن.
وإجمالاً فإن القاهرة كانت توصف من زمن بأنها (مدينة الألف مئذنة).
ومن معالم القاهرة أيضًا: القصور الملكية العائدة لأسرة محمد علي باشا الكبير، وأشهرها "قصر عابدين".
وأشهر متاحفها: المتحف المصري الفرعوني، والمتحف القبطي، والمتحف الإسلامي.
ـ بالإضافة إلى
كثير من المدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، مدرسة جوهر اللالا، مدرسة
قايتباي، مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، مدرسة وخانقاه الظاهر برقوق، مدرسة
تغري بردي، وغيرها الكثير.
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الخليل في دولة فلسطين، وتبعد حوالي (30) كم غربًا من مدينة القدس، وحوالي (22) كم إلى الجنوب من بيت لحم.
ـ وقد وصفها
الرحالة ابن بطوطة بقوله: (هي مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة
الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، في بطن وادٍ، ومسجدها أنيق الصنعة،
محكم العمل، بديع الحسن، سامي الارتفاع مبني بالصخر المنحوت، في أحد
أركانه صخرة، طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفي داخل المسجد الغار المكرم
المقدس، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب - صلوات الله على نبينا وعليهم -
ويقابلها قبور أزواجهم، وكان هناك مسلك إلى الغار المبارك، وهو الآن مسدود.
تاريخ الخليل:
ـ لقد استمدت الخليل اسمها من صفة سيدنا إبراهيم (خليل الرحمن) - عليه السلام - والذي قدِم إليها في حوالي سنة (1700) قبل الميلاد.
وكانت تسمى قديمًا قرية "أربع" نسبة إلى مؤسسها أربع العربي الكنعاني.
ـ وحينما توفيت
السيدة سارة زوجة إبراهيم - عليه السلام - دفنها في مغارة "المكفيلة"،
ومعناها المغارة المزدوجة، كما دُفن سيدنا إبراهيم في نفس المغارة، وبعده
تُوفي ابنه إسحاق ثم يعقوب وأزواجهما، ودفنوا جميعًا بجواره عليه السلام.
ـ وفي العهد
الروماني أُقيمت كنيسة على مقبرة إبراهيم - عليه السلام - وعائلته إلا أن
الفرس هدموها سنة (614 م) وبقيت كذلك إلى أن دخلها العرب المسلمون.
ـ وقد سقطت مدينة الخليل في أيدي الفرنجة سنة (1099 م) إبَّان الحروب الصليبية.
ـ واستطاع صلاح الدين الأيوبي استردادها من أيدي الصليبيين إثر موقعة حطين سنة (1187 م).
ـ وفي سنة
(656هـ/ 1258م) أغار المغول على مدينة الخليل بعدما دمروا بغداد، غير أن
انتصارات "قطز" في عين جالوت سنة (658هـ/ 1260م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك
الغارات.
ـ وفي عصر
الدولة المملوكية اهتم المماليك خلال فترة حكمهم التي استمرت ثلاثة قرون
اهتمامًا كبيرًا بمدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي على وجه الخصوص.
ـ وقد سيطر
العثمانيون على الشام ومدينة الخليل بعد معركة "مرج دابق" سنة (1517م)،
واستمر حكمهم أربعة قرون، حتى جاء الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م
- 1948م) ومكّن اليهود من فلسطين.
ـ وقد استولى اليهود على نصف مساحة الخليل بعد نكبة (1948م) وإعلان تقسيم فلسطين.
ـ وبعد هزيمة يونيه (1967م) استولى اليهود على مدينة الخليل وما حولها من قرى (وهي 35 قرية كبيرة، و109 قرى صغيرة).
ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة الخليل، إلى أن يأذن الله - عز وجل - بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
ـ مسجد الحرم
الإبراهيمي: ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (198) قدمًا، وعرضه (112)
قدمًا، أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا، والأحجار التي يتكون منها ضخمة
جدًا يصل طول بعضها إلى سبعة أمتار، وارتفاعه إلى مترين.
ـ قبور بعض الأنبياء: حيث دفن إبراهيم الخليل - عليه السلام - وزوجته سارة، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب - عليهم السلام.
الرباط
مدينة عربية
إسلامية، وهي عاصمة المملكة المغربية وتقع في الشمال الشرقي منها، وتعد
ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد الدار البيضاء، وهي تقع على ساحل المحيط
الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقرق الذي يفصل المدينة عن
"سلا" المدينة القديمة إلى الجنوب الغربي منها، حتى إنهما تشكلان مدينة
واحدة. وإجمالاً فإن الرباط مدينة حديثة، وإن كانت في الأصل قديمة العهد
إذا اعتبرنا أن "سلا" هي أساس المدينة ومنطلق توسعها العمراني والحضاري.
و"سلا" كما في السير مدينة كانت موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها
البحر، والنهر غربيها، جار من الجنوب، وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب
منه إلى البحر. وفي غرب هذا النهر اختطّ عبد المؤمن بن علي الخليفة
الموحدي مدينة سماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر أو تجهيز جيش.
والرباط اليوم
هي العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، وهي مقر إقامة الملك، ومركز
السفارات الأجنبية والنشاط الدبلوماسي، وبها الدور والقصور الملكية التي
هي في غاية الفخامة والإتقان. ومن الرباط تتفرع الطرق الرئيسية المعبدة
والأخرى الحديدية، باتجاه الشمال والشرق والجنوب فتصلها بمختلف المدن
والأقاليم.
تشتهر الرباط
بسوقها التجارية والصناعية، وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية،
والتقنية. ومطارها من أحدث المطارات؛ ومن أهم معالم الرباط السياحية
والأثرية اليوم الشالة، وقصة الأودية، وبرج حسّان، وأسوار يعود تاريخ
إقامتها إلى القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
وفي جنوب الرباط
يقوم قصر الصخيرات الشهير. ومن أشهر معالم الرباط مسجد سوسة الكبير ويعود
تاريخ بنائه إلى سنة 327 هـ / 851م، وبرج حسن التاريخي ويعود تاريخ بنائه
إلى سنة 592هـ / 1195م، ومئذنة جامع شيللا الذي بني سنة 710هـ / 1310م .
الرُّصَافة
مدينة أنشأها
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو أول من ملك
الأندلس من الأموية بعد زوال ملكهم في المشرق، أنشأها وسماها الرصافة
تشبيها لها برصافة الشام.
ونظر فيها إلى نخلة منفردة فقال:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي
يسح ويستمري السماكين بالوبل
الرها
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الـرُّها في جنوب شرقي تركيا، بالقرب من سوريا، وعلى الطريق المؤدية إلى بغداد.
ـ وكانت تعرف
قديمًا باسم "إديسا"، وكانت لها مكانة علمية لارتباطها بمدينة حرّان،
وتعرف الآن باسم "شانل أورفا" بمعنى أورفا المقدسة، أو المكرمة.
ـ ويصف صاحب
كتاب "الروض المعطار في أخبار الأقطار" مدينة الـرُّها بقوله: (هي مدينة
رومية عليها سور حجارة، تدخل منها أنهار وتخرج عنها، وهي سهلية جبلية،
كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل، مشرفة على بساط من الأرض ممتد
إلى حرّان، ولها أربعة أبواب منها إلى الجنوب باب حرّان، وفي الشرق الباب
الكبير، وفي الغرب باب الماء، وبساتينها في الشرق منها، ويشق بعضها نهر
يسمى "السكيرات"، وتخرج من الـرُّها عين تسمى عين "مياس"، وليس في جميع
بلاد الجزيرة أحسن منها متنزهات ولا أكثر منها فواكه).
تاريخ مدينة الـُّرها:
ـ لقد شهدت
مدينة الـُّرها من الأمجاد والمآسي والأحداث ما لم تشهده مدينة أخرى في
مثل مساحتها وعدد سكانها، إلا أن موقعها المتميز جرّ عليها كثيرًا من
الوبال إلى أن أمنت واستقرت في حضن الحضارة الإسلامية.
ففي سنة (17هـ/637م) فُتحت صلحًا على يد الفاتح المسلم عياض بن غنم.
ـ وكانت الـرُّها مسرحًا للقتال في عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.
ـ وفي سنة (1098م) زحف الصليبيون على الـُّرها، وأحرقوها حتى سُويت بالأرض، وأنشئوا فيها أول إمارة صليبية في بلاد المسلمين.
ـ وفي سنة (539هـ/1144م) استردها عماد الدين زنكي من أيدي الصليبيين.
ـ ولما توفي نور الدين محمود أخذ ابن أخيه سيف الدين غازي مدينة الـرُّها سنة (569هـ/1173م).
ـ وفي سنة (1182م) استولى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أعطاها فيما بعد للملك المنصور.
ـ ولما مات الملك العادل سنة (1218م) أصبح ابنه الملك الأشرف شرف الدين حاكمًا على الـرُّها.
ـ وفي سنة (1260م) استولى المغول بقيادة هولاكو على مدينة الـرُّها.
ـ وفي النهاية دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية، وسموها "أورفا"، وذلك في عهد السلطان مراد الرابع أثناء حروبه مع الصفويين.
آثار الـُّرها ومعالمها:
ـ بحيرة الخليل
- عليه السلام: وهي من أشهر معالم المدينة، وهي مستطيلة الشكل، ويقع على
شاطئها الشمالي مسجد الرضوانية، وعلى شاطئها الغربي مسجد خليل الرحمن، وهي
مليئة بالأسماك، وتمتد منها قنوات تمد الكثير من مساجد المدينة بالماء.
ـ مسجد الرضوانية: وهو وقف إسلامي يضم خانًا للضيافة وحمامًا تركيًا و(30) غرفة متجاورة تحيط بفناء المسجد.
ـ مسجد الخليل:
وتبلغ مساحته (30 × 150) مترًا، وفي الركن الجنوبي الشرقي من المسجد توجد
منارة مكتوب عليها أن تاريخ البناء يرجع إلى سنة (1211م) في عهد الملك
الأشرف مظفر الدين.
ـ كهف الخليل:
وهو يقع في نهاية ممر ضيق يمر بأحد البساتين، وفي نهاية الممر فناء كبير،
وينتهي من الداخل ببئر ماء، ويقال: إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد في هذا
الكهف.
ـ مسجد أولو الكبير: الذي تم تحويله من كنيسة إلى مسجد، وتم تجديده في عهد نور الدين زنكي بين سنتي (1170م - 1175م).
ـ مسجد بادشاه
حسن: وهو من طراز المساجد ذات القباب المتساوية، وقد تُوجت واجهته
الأمامية بثلاث قباب تعلو الحائط الأمامي مباشرة باتجاه مكة المكرمة.
الرياض
عاصمة المملكة العربية السعودية، وتقع في شرق الجزيرة العربية جنوب القصيم وشمال اليمامة.
الرياض في التاريخ:
الرياض مدينة
ذات تاريخ قديم، ذكر أنها كانت في القديم مركز اليمامة موطن بني هوازن،
وكانت تسمى حينئذ "حجر". وصارت الرياض عاصمة للدولة السعودية في سنة
1240هـ ـ 1824م، وقد أقام الملك عبد العزيز آل سعود بعد سنة 1318هـ حول
الرياض سورًا من الطين به أبواب، ثم أزيل هذا السور سنة 1370هـ.
ومن منتصف القرن
الرابع عشر الهجري والعمران في الرياض في ازدياد مستمر، فقد بُنِي فيها
الكثير من المساجد والقصور وغيرها من العمائر الفخمة.
من آثار الرياض:
- قصر المحمك:
وقد أنشئ سنة 1282هـ، وهو قلعة حصينة مبنية بالطوب اللبن والطين، ويحيط
بها سور ضخم في أركانه الأربعة أبراج عالية مستديرة التخطيط.
-قصر الأمير محمد بن عبد الرحمن: بني في حوالي سنة 340هـ ويقع في حي "عتيقة" أحد ضواحي الرياض.
الزهراء
هي إحدى المدن الأندلسية، التي كان يقصدها الأمراء لطلب الراحة والتمتع بملذات الحياة بعيدًا عن أنظار رعيتهم بالعاصمة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة
الزهراء على بعد خمسة أميال غربي قرطبة، وهي متقنة البناء، ومحكمة الصنعة،
اتُخِذَتْ مقرًا للخلافة، ونصب تمثال الزهراء على بابها الرئيسي، وجلب لها
الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من "رية"، والوردي والأخضر من "سفاقس"
و"قرطاجنة". أقيم فيها قصر الخلافة، وجُعلت قراميده ذهبًا وفضة، وأقيم في
وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وفتح بها ثمانية أبواب.
الوصف: بالغ
مؤرخو العرب في وصف روائع تلك المدينة بقصورها، وما احتوت عليه من مظاهر
الترف والثراء مما لا يمكن أن يصدقه العقل، ولا يستسيغه المنطق، غير أن ما
أسفرت عنه الحفائر الأثرية أثبت بصورة قاطعة صدق هذا الوصف.
جزء من تاريخها:
ـ أسسها عبد
الرحمن الناصر سنة (325هـ)، واتخذها مقرًا للخلافة. وجعل الناصر فيها
دورًا لصناعة آلات الحرب والحلي وأدوات الزينة، وكانت مركزًا هامًا لصناعة
العلب العاجية.
ـ واستكمل بناء الزهراء ابنه الحكم المستنصر سنة (365هـ).
ـ وعندما سقطت
الخلافة الأموية في الأندلس هاجمتها حشود البربر سنة (399هـ) بقيادة
سليمان المستعين، واقتحموا المدينة عنوة، وأضرموا فيها النيران فاحترقت
وخربت، وأصبحت أثرًا بعد عين.
آثــار ومعـالم:
ـ في سنة
(1910م) أجرى السنيور "فيلاسكث بوسكو" في خرائبها أول حفائر علمية كشفت عن
كميات ضخمة من الخزف ذي البريق المعدني، وقطع كثيرة من الرخام أدت إلى
الاهتداء إلى قصر الحكم المستنصر.
ـ وفي سنة
(1943م) تم كشف آثار من قصور الناصر، وهي غنية بالزخارف المحفورة في الآجر
والرخام، ووجد اسم عبد الرحمن الناصر منقوشًا على تيجان من الرخام.
الطائف
مدينة جبلية
جميلة جدًّا، في منطقة الحجاز، جيدة المناخ، طيبة الهواء والماء، وربما
جمد فيها الماء في الشتاء، لأنها تقع على جبل غزوان الذي يبلغ ارتفاعه
1630مترًا، إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وهي مصيف أهلها ومربع
سكانها، ذات زروع وكرم ونخيل، وأشهر فاكهتها الرمان والعنب.
وهي مركز تجاري،
ويمر بها الطريق المعبد الرئيسي المعترض الذي يبدأ بجدة باتجاه العاصمة
الرياض. وفيها مطار متوسط الحجم يستقبل الطائرات الداخلية، وعدد من
المعاهد العلمية، ومستشفى عسكري حديث مزود بأحدث الوسائل والتجهيزات
المتطورة. وهي من أهم عقد المواصلات في المملكة العربية السعودية.
والطائف مدينة عربية قديمة، سميت بالطائف من الطواف، وهو الحائط الذي كان يحيط بها.
وكانت الطائف مركزًا لقبائل ثقيف، وبطائفها، أي حائطها تحوّطت من الغزاة، ولهذا قال أبو طالب عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم:
مَنَعْنَا أرضنا من كل حَيٍّ
كما امتنعت بطائفها ثقيفُ
أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم
فمالت دون ذلكمُ السيوفُ
ويذكر أهل
التفسير أن الطائف ورد ذكرها في القرآن بالكناية، في ومكة المقصودتان من
قوله تعالى: "وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم"
(الزخرف: 31).
افتتحها
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة تسع للهجرة صلحًا، وكان نزل عليها من
قبل سنة ثمان عند منصرفه من حنين فتحصنوا منه، واحتاطوا لأنفسهم، فلم يكن
إليهم سبيل.
العريش
مدينة مصرية
ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط
في شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز
محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة
لمصر أيام الفراعنة.
الفسطاط
الموقع الجغرافي
ـ موقع الفسطاط
يمتاز بحصانةٍ طبيعيةٍ؛ إذْ تحميه التلال، ومن بينها هضبة المقطَّم من
الشرق والشمال، ويحميه من الغرب خندقٌ مائي طبيعي، وهو نهر النيل الذي كان
في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب.
سبب التسمية:
الفسطاط كلمةٌ
عربيةٌ كانت تطلق على المدينة ومجتمعها، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط"؛ أي
مع المدينة التي بها مجتمع الناس.
تخطيط الفسطاط:
يَذكر
المقريزي أن موضع الفسطاط كان فضاءً ومزارعَ فيما بين النيل والجبل الشرقي
الذي يُعرف بجبل المقطم. وبعد أن وَضَعَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه -
أساسَ جامِعِه سنة (21هـ / 642م) وَكَّل إلى أربعة من قواده تخطيطَ الأرض
حول الجامع إلى خطط، وإنزالَ كل قبيلة بخطتها، فأخذت كل قبيلة في بناء
مساكنها، وكانت بسيطة في عمارتها وتخطيطها، يتكون كل منها من طابق واحد،
وكانت تُبنى من اللَّبِن في أول الأمر، ثم أخذت في التقدم والرقي بالتدريج
حتى استُخدم الآجُرّ وبلاط الحجر الجيري، وأصبحت بعضالدور تشتمل على أفنية
بوسطها فسقياتٌ تَصل إليها المياه وتُصرف منها عن طريق مجارٍ مبلطة، وحول
هذه الأفنية أَرْوِقَةٌ وقاعات وغرف بعضها لسُكنى الحريم، والبعض الآخر
للاستقبال.
الفسطاط في التاريخ:
ـ بعد أن استقرت
الأمور وتم فتحُ مصر، بدأ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ سنة (21هـ ـ
642م) في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر، هي الفسطاط التي تُعتبر بحق أصلَ
مدينة القاهرة، واختار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ موقعَ حصن بابليون
ليبني الفسطاط، وأيًا ما كانت الظروف التي حَدَتْ بعمرو بن العاص ـ رضي
الله عنه ـ إلى أن يؤسس عند حصن بابليون عاصمة مصر الإسلامية، فإن هذا
الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقعًا للعاصمة المصرية حتى اليوم توفيقَ
عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في اختياره.
ـ ولقد استمرت
الفسطاط عاصمة للديار المصرية، ودارًا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتى
بُنيت العسكر سنة (133هـ / 751م) فنزل فيها أمراء مصر وسكنوها في العصر
العباسي، وفي عصر الطولونيين بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة (256هـ
/ 870م) وأقام فيها، وظلت إلى أن انتهى العصر الطولوني، فعاد أمراء مصر
يسكنون العسكر، إلى أن جاء جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي
وشيد القاهرة، فأصبحت العاصمةَ، وأصبحت الفسطاط مسكنَ الرعية من المسلمين
المصريين وقتذاك.
من معالم الفسطاط:
ـ جامع عمرو بن
العاص: وهو أهم معالم الفسطاط الباقية إلى الآن، وهو أول وأقدم المساجد
الإسلامية في مصر، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه -
سنة (21هـ / 642م)، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء منها: "تاج الجوامع"،
و"الجامع العتيق". ويصفه المؤرخ "ابن دقماق" بقوله: "إمام المساجد، ومقدم
المعابد، قطب سماء الجوامع، ومطلع الأنوار اللوامع". ولهذا المسجد أهميته
الفنية والمعمارية؛ ذلك لأنه جَرَى عليه كثيرٌ من التعمير والتجديد على
طول التاريخ.
القاهرة
ينسب بناء
القاهرة إلى جوهر الصقلي ـ قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ـ الذي
فتح مصر، وأسس بها عاصمتها (القاهرة) قريبًا من مجموعة من المدن التي
أسسها حكام مصر السابقون بجوار المدينة الأم: الفسطاط. وقد أسست في سنة
(358هـ/ 968م). وهي قريبة من الفسطاط إذ لا تبعد عنها سوى ثلاثة أميال إلى
الشمال منها، وهي الآن عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر المدن العربية
والإفريقية.
وكانت هناك عدة
دوافع لاختيار موقع القاهرة، منها: توسطها بين الوجهين القبلي والبحري،
وقربها من العواصم التاريخية لمصر، وتيسير الاتصال بينها وبين الشام
والحجاز وإفريقية ...إلخ.
ولعل الأحداث
الكثيرة المؤثرة التي مرت بها القاهرة منذ بنائها وحتى اليوم تشهد بحسن
هذا الاختيار، لما لعبته المدينة من دور تاريخي وحضاري بارز في العصور
الإسلامية والعصر الحديث.
يقول المفكر
الإسلامي واضع علم الاجتماع ابن خلدون عن القاهرة خلال القرن الثامن
الهجري: "من لم ير القاهرة لا يعرف عز الإسلام؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان
العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك،
تلوح القصور والأواوين في وجوهه، وتزهو الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء
البدور والكواكب من عليائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل الجنة".
ومقولة المستشرق
"جاستون فييت" عن القاهرة تمثل شهادة منصفة في حقها إذ يقول: "إنها تحتل
مركزًا مرموقًا في تاريخ الفن؛ وذلك بفضل الأعمال العمرانية التي ازدهرت
في ربوعها ازدهارًا باهرًا، فالأبنية تقف بمثابة شهود تمنعنا من أن نقلل
من شأن تاريخ القاهرة فنرتكب إثم تزييفه". ويقول: " إن آلافًا من الأبنية
البيضاء المتداعية والآثار والجبانات، وعددًا لا يحصى من القباب والمآذن
الدقيقة المزركشة تتجه إلى السماء مرتفعة في كل مكان". وهذا "سنيور
دانجلور" يخبرنا بأن شوارع القاهرة في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية
القرن التاسع الهجري كانت تزدحم بالمساجد، وتصعد في السماء في كل مكان
مآذن تزينها محفورات الأرابسك؛ وقد نُحت بدقة بالغة، ثم نجده يحصي عدد
المساجد في مدينة القاهرة حوالي اثني عشر ألف مسجد.
أهم المعالم والآثار:
والآثار الإسلامية بالقاهرة أكثر من أن تحصى في هذه السطور، ولكنا نشير إلى أهمها: المساجد:
ـ جامع عمرو بن العاص: أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة (21هـ).
ـ جامع أحمد بن طولون: أنشأه أحمد بن طولون في سنة (263هـ).
ـ قلعة صلاح الدين الأيوبي: بدأ البناء فيها سنة (572هـ/ 1179م).
ـ الجامع
الأزهر: أول جامع شُيد بالقاهرة عند بنائها، أنشأه جوهر الصقلي بأمر المعز
لدين الله العبيدي (الفاطمي) سنة (359هـ)، وانتهى منه سنة (361هـ/972 م)
ـ المدرسة والقبة الصالحية: أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (641هـ / 1243م).
ـ جامع الحاكم بأمر الله: أمر بإنشائه العزيز بالله سنة (380هـ/ 990م).
ـ المشهد الحسيني: أنشئ سنة (549هـ)؛ لدفن رأس سيدنا الحسين.
ـ جامع ابن قلاوون، وجامع السلطان برقوق، ومسجد الناصر حسن.
وإجمالاً فإن القاهرة كانت توصف من زمن بأنها (مدينة الألف مئذنة).
ومن معالم القاهرة أيضًا: القصور الملكية العائدة لأسرة محمد علي باشا الكبير، وأشهرها "قصر عابدين".
وأشهر متاحفها: المتحف المصري الفرعوني، والمتحف القبطي، والمتحف الإسلامي.
ـ بالإضافة إلى
كثير من المدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، مدرسة جوهر اللالا، مدرسة
قايتباي، مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، مدرسة وخانقاه الظاهر برقوق، مدرسة
تغري بردي، وغيرها الكثير.
التوقيع |
3 2 1 viva l'algérie |