بسم الله الرحمان الرحيم
----------------------------------------------------------------------
الفتاوى
س: ما حكم
الغش في أوقات الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم
يقولون : ليس في ذلك شيء ؟
الغش في الامتحانات و في العبادات و
المعاملات محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما
يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا و الآخرة .
فالواجب الحذر منه و التواصي بتركه . ( ابن باز )
س: ما حكم
الغش في دورة اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات و غيرها ؟
لا يجوز الغش
في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو تحديد مستوى الطالب
في هذه المادة ، و لما في ذالك أيضا من الكسل و الخداع ، و تقديم الضعيف على
المجتهد .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا ليس منا )) و لفظ الغش هنا
عام لكل شيء ، و الله أعلم ( ابن جبرين ) .
--------------------------------------------------------------------------
حديثنا سوف
يكون فقط عن الغش في الامتحانات ، و الذي أصبح يشكو كثير من المدرسين و التربويين
من انتشاره و فشوه
.
و هذا حق،
فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ،
بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة .
فكم من طالب
قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه
و كم من طالب
قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا
و بل و قد
تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد
الخ .. تلك الألقاب
.
و لربما
تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة و لا
التعاون
هذه الظاهرة
التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى
.
نعم لما عاش
كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في
الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ،
بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا
.
لأنه قد
استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي
به بعد هذا العلم
و لا أبالغ
إن قلت : إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين
و المراقبين
.
2-
أسباب الغش :
هذه بعض
الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين
1-
ضعف الإيمان
فان القلوب
إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله
لا يمكن
للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله
2-
ضعف التربية
خاصة من قبل
الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين
فلا نرى أبا
يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش ، و يبين له أثاره و عواقبه ، بل تعجب من
بعض الإباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة : لماذا ، هل ابني غشاش ؟
بل ربما لو
وقع الابن في يد المراقب ، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل
3-
تزين الشيطان
فالشيطان
يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات
إلا بالبرشام و الغش
فيصرف
الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع الحيل و الطرق للغش ؛ ما لو بذل عشر
هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل
.
4-
الكسل و ضعف الشخصية
فترى كثير من
الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان
الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح
فإذا ما جاءت
الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة ، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور
الآخرين و لو كان ذلك بالغش
إن الغش هو
حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين
وهو دليل على
ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات
بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته
5-
الخوف من الرسوب
فإن الخوف من
الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى
الغش كسبيل للنجاة
3-
آثار الغش
أن الغش كما
قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش
في الأمور التعليمة ، و ذ لك لعظيم أثره و شره ،
و من ذلك
1-
أنه سبب لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و عدم
رقيها ، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم
،
فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بريك : ماذا سوف
ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
ما هو الهم
الذي يحمله الواحد منهم ؟
ما هو الدور
الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟
لا شيء ، بل
غاية همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه
لا هم له في
تقديم شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك
و هكذا تبقى
الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها
و نظرة تأمل
للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل
بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا
تكاد تذكر
أن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما
و بالتالي سوف يمارس غشه للأمة ، بل ربما علّم طلابه الغش
3-
أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات –إضافة
إلى جريمة الغش – منها السرقة ، و الخداع ، و الكذب ، و أعظمها الاستهانة بالله ،
و ترك الإخلاص ، و ترك التوكل على الله ..
4-
أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة
المزورة ، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما ، و أيما جسد نبت من
حرام فالنار أولى به .
4-
علاج الغش
لاشك أن خطبة
واحدة ، بل خطب لن تقاوم هذا المنكر العظيم
لذا كان لا
بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده .
فالأب في
بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر
و المعلم و
المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ ، و الإرشاد
بل لابد من
تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية العلاج لها
و لكن سوف
اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة
أخي الكريم
تذكر قول
الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري
لاحظ أن
الرسول قال : ( من غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ،
في المواد
الشرعية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث
فهل ترضي أن
يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم
أي خير ترتجي
إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك
تذكر أنك
بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم
ألا و هي
الإخلاص لله ؛ و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش؛ يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط ، و
هل تدري أي خطر في هذا ؟
إن هذه
العلوم التي تدرسها ؛ أن كانت من علوم الدنيا فقد ضيعت على نفسك أعظم الأجر .
و إن كان
فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و التوحيد ..) وهي مما يجب ابتغائها لوجه لله ، و
لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث : ( من تعلم
علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض نمن الدنيا زائل ، لم يرح رائحة
الجنة )
يا لله ؛ لم
يرح رائحة الجنة !
و أعظم من
ذلك كله ، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك
نعم جعلت
الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب .
كم من طالب
لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق يتحدر من
جبينه .
و لكن إذا
ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع
أو ليس حاله
يقول
:
يا رب أنت
عندي أهون من هذا المراقب .
يا رب أنا
أخشي المراقب أعظم و أكثر منك
تذكر
أن الشهادة
التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون
الراتب الذي تأخذه حراما
سوف يكون
مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام
و هنا نقطة
لا بد من التنبيه عليها :
ألا و هي أن
بعض الطلاب يقول : أنا لا أغش ، و لكن أغشش غيري ، وهذا أهون
فأقول : لا
والله ليس بأهون بل هو أخطر
فإنك إذا
غششت ثم تبت فانك سوف تصحح شهادتك ، لكنك إذا غشّشت غيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ،
فأني لك أن من غششته سوف يتوب ، أنى لك أن تصحح شهادته ، أنى لك أن توقف أكله
للحرام
و نقطة أخرى
: أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا ، بل ربما قال : هذا ليس من شأني ،
فأنا و الحمد لله لا أغش
و هذا في
الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره
و الواجب
عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في
الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله
و نقطة أخرى :
إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و
ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء .
و هذا خطأ
عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها
، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و
التي لا يملك منها شيئا ،
و إنما هو
مطبق للنظام .
يقول فضيلة
الشيخ محمد بن عثيمين : ( فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة و يقدر درجات
سلوكهم هو حاكم بينهم لان أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي .
فإذا أعطى
طالبا درجات أكثر مما يستحق ، فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره ، وهذا
جور في الحكم .
و إذا كان لا
يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه ، فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من
هو دونهم ) ا.هـ من كتاب ( نصائح في الاختبارات 12).
فيا أخي
الكريم
عليك أن
تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي
تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه
تذكر أن
الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش
ينافي الأمانة كل المنافاة
أسأل الله أن
يسهل على أبناءنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ، و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و
يرضى
المراجع
- نصائح في
الاختبارات : للشيخ ابن عثيمين
- للطلاب فقط :
للأخ محمد العبدلي
- الغش في
الاختبار خيانة و انهيار للأخ أحمد بن حسن كرزون
ملحق الفتاوى
س: ما حكم الغش في أوقات
الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم يقولون : ليس في
ذلك شيء ؟
ج: الغش في الامتحانات و في العبادات و المعاملات محرم لقول النبي صلى الله
عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في
الدنيا و الآخرة .
فالواجب الحذر منه و التواصي
بتركه . ( ابن باز )
س: ما حكم الغش في دورة
اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات و غيرها ؟
ج : لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو
تحديد مستوى الطالب في هذه المادة ، و لما في ذالك أيضا من الكسل و الخداع ، و
تقديم الضعيف على المجتهد .
قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : (( من غشنا ليس منا )) و لفظ الغش هنا عام لكل شيء ، و الله أعلم ( ابن
جبرين
----------------------------------------------------------------------
الفتاوى
س: ما حكم
الغش في أوقات الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم
يقولون : ليس في ذلك شيء ؟
الغش في الامتحانات و في العبادات و
المعاملات محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما
يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا و الآخرة .
فالواجب الحذر منه و التواصي بتركه . ( ابن باز )
س: ما حكم
الغش في دورة اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات و غيرها ؟
لا يجوز الغش
في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو تحديد مستوى الطالب
في هذه المادة ، و لما في ذالك أيضا من الكسل و الخداع ، و تقديم الضعيف على
المجتهد .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا ليس منا )) و لفظ الغش هنا
عام لكل شيء ، و الله أعلم ( ابن جبرين ) .
--------------------------------------------------------------------------
حديثنا سوف
يكون فقط عن الغش في الامتحانات ، و الذي أصبح يشكو كثير من المدرسين و التربويين
من انتشاره و فشوه
.
و هذا حق،
فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ،
بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة .
فكم من طالب
قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه
و كم من طالب
قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا
و بل و قد
تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد
الخ .. تلك الألقاب
.
و لربما
تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة و لا
التعاون
هذه الظاهرة
التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى
.
نعم لما عاش
كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في
الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ،
بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا
.
لأنه قد
استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي
به بعد هذا العلم
و لا أبالغ
إن قلت : إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين
و المراقبين
.
2-
أسباب الغش :
هذه بعض
الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين
1-
ضعف الإيمان
فان القلوب
إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله
لا يمكن
للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله
2-
ضعف التربية
خاصة من قبل
الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين
فلا نرى أبا
يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش ، و يبين له أثاره و عواقبه ، بل تعجب من
بعض الإباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة : لماذا ، هل ابني غشاش ؟
بل ربما لو
وقع الابن في يد المراقب ، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل
3-
تزين الشيطان
فالشيطان
يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات
إلا بالبرشام و الغش
فيصرف
الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع الحيل و الطرق للغش ؛ ما لو بذل عشر
هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل
.
4-
الكسل و ضعف الشخصية
فترى كثير من
الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان
الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح
فإذا ما جاءت
الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة ، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور
الآخرين و لو كان ذلك بالغش
إن الغش هو
حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين
وهو دليل على
ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات
بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته
5-
الخوف من الرسوب
فإن الخوف من
الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى
الغش كسبيل للنجاة
3-
آثار الغش
أن الغش كما
قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش
في الأمور التعليمة ، و ذ لك لعظيم أثره و شره ،
و من ذلك
1-
أنه سبب لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و عدم
رقيها ، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم
،
فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بريك : ماذا سوف
ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
ما هو الهم
الذي يحمله الواحد منهم ؟
ما هو الدور
الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟
لا شيء ، بل
غاية همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه
لا هم له في
تقديم شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك
و هكذا تبقى
الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها
و نظرة تأمل
للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل
بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا
تكاد تذكر
أن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما
و بالتالي سوف يمارس غشه للأمة ، بل ربما علّم طلابه الغش
3-
أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات –إضافة
إلى جريمة الغش – منها السرقة ، و الخداع ، و الكذب ، و أعظمها الاستهانة بالله ،
و ترك الإخلاص ، و ترك التوكل على الله ..
4-
أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة
المزورة ، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما ، و أيما جسد نبت من
حرام فالنار أولى به .
4-
علاج الغش
لاشك أن خطبة
واحدة ، بل خطب لن تقاوم هذا المنكر العظيم
لذا كان لا
بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده .
فالأب في
بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر
و المعلم و
المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ ، و الإرشاد
بل لابد من
تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية العلاج لها
و لكن سوف
اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة
أخي الكريم
تذكر قول
الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري
لاحظ أن
الرسول قال : ( من غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ،
في المواد
الشرعية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث
فهل ترضي أن
يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم
أي خير ترتجي
إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك
تذكر أنك
بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم
ألا و هي
الإخلاص لله ؛ و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش؛ يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط ، و
هل تدري أي خطر في هذا ؟
إن هذه
العلوم التي تدرسها ؛ أن كانت من علوم الدنيا فقد ضيعت على نفسك أعظم الأجر .
و إن كان
فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و التوحيد ..) وهي مما يجب ابتغائها لوجه لله ، و
لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث : ( من تعلم
علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض نمن الدنيا زائل ، لم يرح رائحة
الجنة )
يا لله ؛ لم
يرح رائحة الجنة !
و أعظم من
ذلك كله ، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك
نعم جعلت
الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب .
كم من طالب
لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق يتحدر من
جبينه .
و لكن إذا
ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع
أو ليس حاله
يقول
:
يا رب أنت
عندي أهون من هذا المراقب .
يا رب أنا
أخشي المراقب أعظم و أكثر منك
تذكر
أن الشهادة
التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون
الراتب الذي تأخذه حراما
سوف يكون
مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام
و هنا نقطة
لا بد من التنبيه عليها :
ألا و هي أن
بعض الطلاب يقول : أنا لا أغش ، و لكن أغشش غيري ، وهذا أهون
فأقول : لا
والله ليس بأهون بل هو أخطر
فإنك إذا
غششت ثم تبت فانك سوف تصحح شهادتك ، لكنك إذا غشّشت غيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ،
فأني لك أن من غششته سوف يتوب ، أنى لك أن تصحح شهادته ، أنى لك أن توقف أكله
للحرام
و نقطة أخرى
: أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا ، بل ربما قال : هذا ليس من شأني ،
فأنا و الحمد لله لا أغش
و هذا في
الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره
و الواجب
عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في
الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله
و نقطة أخرى :
إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و
ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء .
و هذا خطأ
عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها
، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و
التي لا يملك منها شيئا ،
و إنما هو
مطبق للنظام .
يقول فضيلة
الشيخ محمد بن عثيمين : ( فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة و يقدر درجات
سلوكهم هو حاكم بينهم لان أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي .
فإذا أعطى
طالبا درجات أكثر مما يستحق ، فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره ، وهذا
جور في الحكم .
و إذا كان لا
يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه ، فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من
هو دونهم ) ا.هـ من كتاب ( نصائح في الاختبارات 12).
فيا أخي
الكريم
عليك أن
تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي
تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه
تذكر أن
الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش
ينافي الأمانة كل المنافاة
أسأل الله أن
يسهل على أبناءنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ، و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و
يرضى
المراجع
- نصائح في
الاختبارات : للشيخ ابن عثيمين
- للطلاب فقط :
للأخ محمد العبدلي
- الغش في
الاختبار خيانة و انهيار للأخ أحمد بن حسن كرزون
ملحق الفتاوى
س: ما حكم الغش في أوقات
الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم يقولون : ليس في
ذلك شيء ؟
ج: الغش في الامتحانات و في العبادات و المعاملات محرم لقول النبي صلى الله
عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في
الدنيا و الآخرة .
فالواجب الحذر منه و التواصي
بتركه . ( ابن باز )
س: ما حكم الغش في دورة
اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات و غيرها ؟
ج : لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو
تحديد مستوى الطالب في هذه المادة ، و لما في ذالك أيضا من الكسل و الخداع ، و
تقديم الضعيف على المجتهد .
قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : (( من غشنا ليس منا )) و لفظ الغش هنا عام لكل شيء ، و الله أعلم ( ابن
جبرين