منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


    جدد ايمانك

    القائد محمد
    القائد محمد


    عدد المساهمات : 655
    تاريخ التسجيل : 04/03/2010

    جدد ايمانك Empty جدد ايمانك

    مُساهمة من طرف القائد محمد الأحد مارس 28, 2010 1:34 am

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
    من يهده الله تعالى فلا مُضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله
    اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد
    اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد
    أما بعد ،،
    فإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً ينفعنا
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بلإسلام حتى نلقاك عليه
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
    ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيِّء لنا من أمرنا رشدا
    أختاه لو طلبت منكِ أن تعرفي بنفسك، ماذا ستقولين بمنتهى الصدق .. بمنتهى الصراحة .. بالله من ترين نفسك ؟؟
    بدون أن نتكلم بالكلام الروتيني والإجابات الإنشائية، لا تقولين ما يجب أن نقوله وأعمالنا تكذب أقوالنا .. أريدك اليوم أن تعيشي معي معنى من أعظم معاني الإيمان وصفة من صفات الالتزام الحقيقي ..
    أريدك اليوم ونحن نريد أن نتقرب لربنا سبحانه وتعالى بأعظم القرب .. نريد أن نكون من عتقاء الله عز وجل من النار .. نريد أن نعمل عمل فذ كبير نلقى به الرحمن .. نريد أن نعرف ما أعظم عبادة ممكن نفعلها .. ما أفضل طريقة ممكن نصل من خلالها لجوائز الرحمن، لأهل الإيمان ..

    وأنا سأدلك من كلام أمنا عائشة رضي الله عنها .. تخيلي نفسك تسأليها كما تسألين معلمتك، وتقولي لها: يا أمي أريد أن أفعل شيئاً يكتب لي به الله العتق والجنة، أريد أن تقولي لي على عمل فذ كبير أُبَلَّغ به أفضل العبادة ... ماذا تتوقعي يكون ردها؟ ..
    هل ستقول لكِ أريدك أن تصلي مائة ركعة ؟؟ أريدكِ أن تسبحي ألف مرة ؟ أريدكِ أن تختمي ختمة في يوم ؟؟ أريدكِ صائمة قائمة .. هل ستقول أفضل شيء تفعليه أن تقطعي نفسك في طلب العلم ؟ أو في الدعوة ؟؟ ..
    بالتأكيد هذه معاني جليلة وعبادات عظيمة لكن تتوقعي أنها ممكن أن تقول لكِ ؟؟
    إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة، أفضل العبادة التواضع
    أريدكِ أن تفهمي ما معنى هذا وكيف تجسديه في أخلاقك وتصرفاتك وسلوكياتك كيف تكوني .. هكذا كيف تتخلصي من أخطر عيوبك وتكون هذه هي أعظم قرباتك .. لا أعظم قرباتك أن تركزي يوم وبعد ذلك ترجعي ثانية لمألوفاتك، وترجعي ثانية للتوهان والشرود والانتكاس .. ليس هذا هو الطريق، لا نريد أن نخدع أنفسنا .. لا نريد أن نأخذ مسكنات في أيام الطاعات، ثم نرجع ثانية لحالنا ونعود ثانية لمشاكلنا ..
    نريد أن تكون القربى أن نتخلص من أخطر العيوب، من أشد الأمراض، من أكبر القواطع بيننا وبين ربنا ..
    لو استطعتِ أن تعاهدي ربنا من هذه اللحظة على أنك ستكوني من الفقيرة المسكينة المتواضعة لربك .. لو عاهدتِ ربنا معي وأنتِ تسمعيني الآن أن هذا يكون أعظم قربان تتقربي به للرحمن .. والله تبلغي بذلك أفضل مما يبلغ من يقوم الليل كله أو يصوم النهار كله أو لا يفتر عن الذكر والله لو أصبح هذا خلقك ولو أصبح هذا حالك ستتغيري

    كان أحمد الرفاعي يقول: " أقرب الطريق "الانكسار والذل والافتقار تعظم أمر الله وتشفق على خلق الله وتقتدي برسول الله
    هذا هو المعنى الذي نريد الوصول له، أن أقرب طريق لربنا أن يسجد قلبك ليس فقط جوارحك .. أقرب طريق لربنا؛ أن يذكر قلبك ليس فقط لسانك .. أقرب طريق لربنا أن تبكي بحق وأنتِ تشعري بانكسار في القلب .. ليس مجرد أنكِ توعظي مرة وتتأثري قليلاً ثم تعودين لعمل نفس المشاكل التي تعمليها؛ لأننا لم نداوي المشكلة الأساس .. لم نداوي القلب الذي يملؤه بآفات وعيوب.
    أقرب طريق إلى الرحمن أن تنكسري وتتواضعي وتذلي وتفتقري إلى الرحمن ..
    وتعظمي أمره سبحانه وتعالى وتشفقي على .. الذي كان يقول "اللهم أحيني مسكيناً وأمتنيخلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين" .. شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى يقول: "المسكين هو المتواضع الخاشع لله" .. ليس المراد بالمسكنة عدم المال، أنه لا يملك المال .. لا، ليس هذا هو المسكين ..
    المسكين: هو المتواضع الخاشع .. فقد يكون الرجل فقيراً من المال وهو جبار ... المسكنة: التواضع والخشوع واللين، وكل هذا ضد الكبر .. كما قال عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } مريم32
    قلبك يستكين ينكسر .. يتواضع لجلال وكبرياء الله تبارك وتعالى .. تستشعري عظمته .. تستشعري هيبته .. تصبحي أخشى ما تكوني لله رب العالمين ..

    فينطبق عليكِ قول الرحمن في صفات عباد الرحمن {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } الفرقان63
    تكوني ذليلة على أهل الإيمان .. هؤلاء هم من يحبهم الرحمن { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } المائدة54 ..تنالي الرفعة والسمو عند الله .. تصبحي من أكرم خلق الله على الله، لو أصبحتِ هكذا وأصبحت فيكِ هذه الصفة {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ } القصص83 .. لا نريد أن يشير إلينا الناس .. لا نريد أن تعرف الناس نحن أبناء من .. لا نريد أن نتعاظم بأعمالنا .. لا نريد أن نرى أننا نفعل ونسوي .. لا نريد أنفسنا أن تحبط أعمالنا لما نرى أنفسنا.
    نرى أننا الحمد لله نصوم ونقوم ونذكر ونفعل كذا وكذا فنهلك وتحبط أعمالنا .. لا نريد علواً في الأرض لا نريد فسادا
    هؤلاء هم الذين يبلغون عند الله عز وجل أعلى الدرجات .. هذا هو المعنى الذي أريد أن يحفر في وجدانك وتفهمي كيف تتقربي بأفضل عبادة ..
    عبادة الانكسار والتواضع لله تبارك وتعالى ..
    أريدك أن تشعري بأثر الأعمال في قلبك .. أنا أريدك أن تفهمي ماذا يحب منكِ الله .. أريدك أن تفهمي أن ربنا يحبك وأنتِ ذليلة له .. وأنتِ ذليلة على أهل الإيمان .. وأنتِ لا ترين نفسك ولا ترين عملك
    سُئِلَ الفضيل عن التواضع فقال: " يخضع للحق _لما تعرفي أمر من أوامر ربنا سبحانه وتعالى وأنتِ ضعيفة ولا تستطيعي أن تفعليه، لا تتكبري .. لا تعترضي بأي اعتراض؛ لأنك لا تستطيعي أن تفعليه .. بل تخضعي للحق وتسألي ربنا أن يعينك على أن يبلغكِ هذا الأمر بالامتثال للحق _ وينقاد له ويقبله ممن قاله"
    لو جاءتكِ أخت وتشعري أنها تتكبر عليكِ قليلاً، وتقول لكِ: يا أختي انتبهي للمعنى الفلاني أو الفلاني .. فتقولين: إنها تتعالى عليَّ، لماذا هل حسبت لأنها تعلمت كلمتين أو قرأت كتابين أصبحت فلانة .. أو ترين أنه ليس أي أحد تسمعي له، وليس أي أحد تنتصحي بنصيحته .. فلكِ شخصيتك وإرادتك ولكِ عقلك ولكِ تفكيرك ولكِ ولكِ ..
    لماذا ترين نفسكِ بهذا الشكل؟! .. من تحسبين نفسك؟!
    انظري لمعنى التواضع الجليل .. قالوا "المتواضع الذي لا يرى لنفسه قيمة"
    لو شعرتِ أنك حقاً .. لا أن تقولي عندما أسألك من أنتِ؟ .. تقولي أمة الله الفقيرة المنكسرة لله .. فلانة الفلانية التائبة من ذنوبها المذنبة المقصرة ... وأنتِ من داخلك ترين أنكِ فلانة بنت فلان، وأنه ليس أي أحد يتكلم معكِ أو يعرف من تكوني ..
    الإنسان الذي يعبد الرحمن هو الذي لا يرى لنفسه قيمة ..
    فمن رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب، وليس له من العبادة حظ،،
    هذا هو المعنى:: أن تخفضي الجناح .. أن تكوني هينة لينة في التعامل مع الناس .. أن لا يرى لنفسه مقاماً ولا حالاً، ولا يرى في الخلق شراً منه .. يــــا سلام لو حقاً تكون القربة الحقيقية العظيمة التي تتقربي بها الليلة وغداً وعلى سائر الأيام طيلة عمرك؛ أن تكوني حقاً ليس فقط كلام المرأة الأخت .. ترين نفسك دائماً أسوأ الخلق .. لا يرى في الخلق شراً منه، فلو فقهتِ هذا الأمر سيصبح لكِ تصرفات مختلفة وحالك سيكون حال آخر تماماً

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 4:47 pm