تفسير القرآن للعلامة عبد الحميد ابن باديس رحمه الله
المنهج الذي اقتنع به وانتهجه في الإصلاح
إن المتتبع لحياة الشيخ عبد الحميد والدارس لفكره وأعماله الإصلاحية يجد أن شيخنا قد اختار لنفسه طريقا في العلم والإصلاح والتربية والتعليم يقوم أساسا على كتاب الله – عز وجل-، يقول في هذا الصدد: " وليكن دليلنا في ذلك وإمامنا كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرة صالح سلفنا ففي ذلك كله ما يعرفنا بالحق ويبصرنا في العلم ويفهمنا في الدين ويهدينا إلى الأخذ بأسباب القوة والعزة والسيادة العادلة في الدنيا ونيل السعادة الكبرى في الآخرة".
ويقول كذلك:" لا نجاة لنا إلا بالرجوع إلى القرآن وعلمه وهديه وبناء العقائد والأحكام والآداب". فهذان القولان وغيرهما يحددان الأساس الذي بنى عليه الإمام عبد الحميد كل أعماله الإصلاحية، إنه القرآن الكريم منبع العلوم كلها.
يقول الأستاذ عبد الرحمن سلوداي: " ... وكان تفكيره منصبا على أن يجعل من التفسير مبدأ انطلاقه لنهوض الأمة الجزائرية وأساس هديه في الدراسات العلمية والإصلاح الديني والتربوي إيمانا منه بأنه لا فلاح للمسلمين إلاٌ بالرجوع إلى هدى القرآن والاستقامة على طريقته..."
إن ابن باديس بصنيعه هذا يكون من المجددين القلائل الذين انتهجوا النهج السلفي الصحيح لإقامة أي عمل ولتحقيق أي مشروع رسالي. وبعبارة أخرى أعتقد أن ابن باديس من القلائل الذين أصلوا العمل التربوي والإصلاحي وخلصوه من الخرافة والشعوذة والبدع- من جهة- ومن نفايات الثقافة الغربية -من جهة أخرى- . يصف الشيخ الإبراهيمي أسلوب ابن باديس بأنه أسلوب سلفي النزعة والمادة عصري الأسلوب والمرمى يستمد من آيات القرآن وأسرارها أكثر مما يستمد من التفاسير وأسفارها.
التجديد الحقيقي هو الذي ينطلق من الإسلام وبالإسلام وهذا ما دعا إليه ابن باديس وطبقه في كل محاولاته التجديدية، إذ يلتمس كل باحث أنه كان ينطلق دائما من نقطة إسلامية بحتة لا تخرج عن قيم الإسلام ومعتقداته...
يقول الأستاذ حسن عبد الرحمن سلوداي- وهو يبين المنشأ الرئيسي الذي انبثقت منه محاولات التجديد والإصلاح عند محمد عبده وابن باديس-: " فالتجديد الحقيقي هو الذي ينطلق من الإسلام وبالإسلام وهذا ما دعا إليه ابن باديس وطبقه في كل محاولاته التجديدية، إذ يلتمس كل باحث أنه كان ينطلق دائما من نقطة إسلامية بحتة لا تخرج عن قيم الإسلام ومعتقداته..."
ويظهر اهتمام ابن باديس بالقرآن- كأساس يبنى عليه أي عمل- من خلال واقعه، فلقد أخذت علوم القرآن منه تعلما وتعليما كل حياته، وتكفي الإشارة إلى أنه استمر في تفسير القرآن ربع قرن من الزمان بمدينة قسنطينة (1913-1938)، إن هذا الاهتمام المنقطع النظير من الشيخ عبد الحميد بالقرآن وتفسيره هو الذي جعله يقتنع بأن القرآن الكريم هو طريق كل حل وهو الأساس الذي يبنى عليه أي عمل إصلاحي، اسمع إليه وهو يقول: «...و أن القرآن الذي كون رجال السلف لا يكثر عليه أن يكون رجالا في الخلف لو أحسن فهمه وتدبيره وحملت الأنفس على منهاجه...».
العناصر الهامة التي ساعدت ابن باديس أن يكون إماما في التفسير
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي – رحمه الله – بعدما بين طرق فهم القرآن عن العلماء وما يغيبه على كثير منها ومدحه لطريق محمد عبده – رحمه الله -: " فانتهت إمامة التفسير بعده في العالم الإسلامي كله إلى أخينا وصديقنا ومنشئ النهضة الإصلاحية العلمية بالجزائر، بل بالشمال الإفريقي عبد الحميد بن باديس" .
ومن أهم العناصر التي جعلت الشيخ يرتقي هذه المكانة في تفسير القرآن الكريم:
1. اهتمامه الكبير بالقرآن وعلومه وبصفة خاصة التفسير، وقد عرفنا سبب هذا الاهتمام.
2. ذوقه الخاص في فهم القرآن كأنه حاسة زائدة خص بها وذلك لأنه يعيش القرآن بكيانه كله.
3. امتيازه بالبيان الناصع والذكاء المشرق والقريحة الوقادة والبصيرة النافذة والشجاعة في الرأي والقول.
يصفه محرر الشؤون الثقافية في جريدة Le Petit Matin الفرنسية الصادرة في تونس – مبينا مقدرته الخطابية – حيث يقول: " والشيخ عبد الحميد بن باديس يمثل –حقا- الزعيم الخطيب، فهو قد ملك مقاليد الكلام وبصوته الناري يستفز الجماهير فيثير الحروب أو ينزل القلوب سكينة السلام...".
ومن شجاعته في الرأي والقول رده على وزير الدفاع الفرنسي "م/دلادي"- الذي قال لأعضاء المؤتمر الإسلامي مهددا إياهم "تذكروا أن لدى فرنسا مدافع طويلة"، ولما سكت الجميع رد عليه الشيخ:"و تذكر أنت يا سيدي أن لدينا مدافع أطول" فتساءل الوزير الفرنسي عن هذه المدافع فأجاب الشيخ: "إنها مدافع الله". (9)
4. إطلاعه الواسع على شتى العلوم كالعلوم النفسية والكونية وعلم الاجتماع والتاريخ زيادة على تمكنه من العلوم الشرعية.
شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب
لم يسلك ابن باديس – رحمه الله – طريق أمثاله من المفسرين في تدوين تفسير القرآن الكريم في كتاب خاص أو كراس إلا مجموعة متفرقة من الآيات كان ينشرها كافتتاحيات في مجلة الشهاب التي كانت تصدر بقسنطينة تحت عنوان "مجالس التذكير"، كما لم يفعل ذلك تلامذته سواء في حياته أو بعد مماته، وبذلك يكون قد ضاع من الأمة الإسلامية خير كبير.
فإننا - والحمد لله - نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجلا كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق الأمة آمالها وفي سبيل تكوينهم جهودنا وجهوده" ابن باديس
وفي هذا الصدد يقول الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله -: "لم يكتب الأخ الصديق آماليه في التفسير ولم يكتب تلامذته الكثيرون شيئا منها وضاع على الأمة كنز علم لا يقوم بمال ولا يعوض بحال."
ويقول في مقام آخر: "... فإن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها بالكتابة ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرا لا يقوم بمال ولاضطلع هذا الجيل بعمل يباهي به جميع الأجيال، ولتمخض لنا ربع قرن عن تفسير يكون حجة هذا القرن على القرون الآتية، ومن قرأ تلك النماذج القليلة المنشورة في الشهاب باسم مجلس التذكير، علم أي ضاع وأي كنز غطى عليه الإهمال."
إن عدم تأليف الإمام بن باديس كتابا في التفسير له مبرره، فالشيخ كان همه الذي حمله طيلة حياته هو العمل على إرجاع الأمة إلى القرآن وهديه والاستقامة على منهجه، ولم يكن ليتحقق له ذلك بالانزواء وراء مكتب لتدوين تفسيره على ورق في مدة غير يسيرة وقد تكون الفائدة مما يكتبه آنذاك محدودة. لقد كان منشغلا به وإخوانه من جمعية العلماء المسلمين ببناء المدارس وتعليم الأجيال وتربية الأمة والعمل على مكافحة الأمية في أوساط الشعب وتوفير الوسائل المادية والبشرية لنجاح هذا المشروع الضخم، زيادة على انشغاله بمصارعة الاستعمار ومكافحة خطر المشعوذين الذين كانوا يثبطون العزائم وينشرون الخرافات يؤيدهم في ذلك الاستدمار الصليبي.
يقول الشيخ عبد الحميد – في سياق بيان ما انشغل به عن تدوين دروسه في التفسير-: " فإننا –و الحمد لله- نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجلا كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق الأمة آمالها وفي سبيل تكوينهم جهودنا وجهودها."
ويقول في نفس السياق:
" شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب. "
فلم يكن ابن باديس – عندما شرع في– يهدف إلى أن يضيف تفسيرا جديدا إلى التفاسير الكثيرة التي تزخر بها المكتبة الإسلامية وإنما كان هدفه إعادة الشعب الجزائري المسلم إلى القرآن بعدما أبعد عنه بقوة الحديد والنار والغزو الثقافي، فاستطاع –بتوفيق الله- هو وإخوانه من العلماء المصلحين أن يشاركوا بقسط وافر في إحياء الشعب الجزائري ورفع وعيه بذاته وجعله يعيش القرآن عقيدة وفكرا وخلقا وعملا
المنهج الذي اقتنع به وانتهجه في الإصلاح
إن المتتبع لحياة الشيخ عبد الحميد والدارس لفكره وأعماله الإصلاحية يجد أن شيخنا قد اختار لنفسه طريقا في العلم والإصلاح والتربية والتعليم يقوم أساسا على كتاب الله – عز وجل-، يقول في هذا الصدد: " وليكن دليلنا في ذلك وإمامنا كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرة صالح سلفنا ففي ذلك كله ما يعرفنا بالحق ويبصرنا في العلم ويفهمنا في الدين ويهدينا إلى الأخذ بأسباب القوة والعزة والسيادة العادلة في الدنيا ونيل السعادة الكبرى في الآخرة".
ويقول كذلك:" لا نجاة لنا إلا بالرجوع إلى القرآن وعلمه وهديه وبناء العقائد والأحكام والآداب". فهذان القولان وغيرهما يحددان الأساس الذي بنى عليه الإمام عبد الحميد كل أعماله الإصلاحية، إنه القرآن الكريم منبع العلوم كلها.
يقول الأستاذ عبد الرحمن سلوداي: " ... وكان تفكيره منصبا على أن يجعل من التفسير مبدأ انطلاقه لنهوض الأمة الجزائرية وأساس هديه في الدراسات العلمية والإصلاح الديني والتربوي إيمانا منه بأنه لا فلاح للمسلمين إلاٌ بالرجوع إلى هدى القرآن والاستقامة على طريقته..."
إن ابن باديس بصنيعه هذا يكون من المجددين القلائل الذين انتهجوا النهج السلفي الصحيح لإقامة أي عمل ولتحقيق أي مشروع رسالي. وبعبارة أخرى أعتقد أن ابن باديس من القلائل الذين أصلوا العمل التربوي والإصلاحي وخلصوه من الخرافة والشعوذة والبدع- من جهة- ومن نفايات الثقافة الغربية -من جهة أخرى- . يصف الشيخ الإبراهيمي أسلوب ابن باديس بأنه أسلوب سلفي النزعة والمادة عصري الأسلوب والمرمى يستمد من آيات القرآن وأسرارها أكثر مما يستمد من التفاسير وأسفارها.
التجديد الحقيقي هو الذي ينطلق من الإسلام وبالإسلام وهذا ما دعا إليه ابن باديس وطبقه في كل محاولاته التجديدية، إذ يلتمس كل باحث أنه كان ينطلق دائما من نقطة إسلامية بحتة لا تخرج عن قيم الإسلام ومعتقداته...
يقول الأستاذ حسن عبد الرحمن سلوداي- وهو يبين المنشأ الرئيسي الذي انبثقت منه محاولات التجديد والإصلاح عند محمد عبده وابن باديس-: " فالتجديد الحقيقي هو الذي ينطلق من الإسلام وبالإسلام وهذا ما دعا إليه ابن باديس وطبقه في كل محاولاته التجديدية، إذ يلتمس كل باحث أنه كان ينطلق دائما من نقطة إسلامية بحتة لا تخرج عن قيم الإسلام ومعتقداته..."
ويظهر اهتمام ابن باديس بالقرآن- كأساس يبنى عليه أي عمل- من خلال واقعه، فلقد أخذت علوم القرآن منه تعلما وتعليما كل حياته، وتكفي الإشارة إلى أنه استمر في تفسير القرآن ربع قرن من الزمان بمدينة قسنطينة (1913-1938)، إن هذا الاهتمام المنقطع النظير من الشيخ عبد الحميد بالقرآن وتفسيره هو الذي جعله يقتنع بأن القرآن الكريم هو طريق كل حل وهو الأساس الذي يبنى عليه أي عمل إصلاحي، اسمع إليه وهو يقول: «...و أن القرآن الذي كون رجال السلف لا يكثر عليه أن يكون رجالا في الخلف لو أحسن فهمه وتدبيره وحملت الأنفس على منهاجه...».
العناصر الهامة التي ساعدت ابن باديس أن يكون إماما في التفسير
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي – رحمه الله – بعدما بين طرق فهم القرآن عن العلماء وما يغيبه على كثير منها ومدحه لطريق محمد عبده – رحمه الله -: " فانتهت إمامة التفسير بعده في العالم الإسلامي كله إلى أخينا وصديقنا ومنشئ النهضة الإصلاحية العلمية بالجزائر، بل بالشمال الإفريقي عبد الحميد بن باديس" .
ومن أهم العناصر التي جعلت الشيخ يرتقي هذه المكانة في تفسير القرآن الكريم:
1. اهتمامه الكبير بالقرآن وعلومه وبصفة خاصة التفسير، وقد عرفنا سبب هذا الاهتمام.
2. ذوقه الخاص في فهم القرآن كأنه حاسة زائدة خص بها وذلك لأنه يعيش القرآن بكيانه كله.
3. امتيازه بالبيان الناصع والذكاء المشرق والقريحة الوقادة والبصيرة النافذة والشجاعة في الرأي والقول.
يصفه محرر الشؤون الثقافية في جريدة Le Petit Matin الفرنسية الصادرة في تونس – مبينا مقدرته الخطابية – حيث يقول: " والشيخ عبد الحميد بن باديس يمثل –حقا- الزعيم الخطيب، فهو قد ملك مقاليد الكلام وبصوته الناري يستفز الجماهير فيثير الحروب أو ينزل القلوب سكينة السلام...".
ومن شجاعته في الرأي والقول رده على وزير الدفاع الفرنسي "م/دلادي"- الذي قال لأعضاء المؤتمر الإسلامي مهددا إياهم "تذكروا أن لدى فرنسا مدافع طويلة"، ولما سكت الجميع رد عليه الشيخ:"و تذكر أنت يا سيدي أن لدينا مدافع أطول" فتساءل الوزير الفرنسي عن هذه المدافع فأجاب الشيخ: "إنها مدافع الله". (9)
4. إطلاعه الواسع على شتى العلوم كالعلوم النفسية والكونية وعلم الاجتماع والتاريخ زيادة على تمكنه من العلوم الشرعية.
شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب
لم يسلك ابن باديس – رحمه الله – طريق أمثاله من المفسرين في تدوين تفسير القرآن الكريم في كتاب خاص أو كراس إلا مجموعة متفرقة من الآيات كان ينشرها كافتتاحيات في مجلة الشهاب التي كانت تصدر بقسنطينة تحت عنوان "مجالس التذكير"، كما لم يفعل ذلك تلامذته سواء في حياته أو بعد مماته، وبذلك يكون قد ضاع من الأمة الإسلامية خير كبير.
فإننا - والحمد لله - نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجلا كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق الأمة آمالها وفي سبيل تكوينهم جهودنا وجهوده" ابن باديس
وفي هذا الصدد يقول الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله -: "لم يكتب الأخ الصديق آماليه في التفسير ولم يكتب تلامذته الكثيرون شيئا منها وضاع على الأمة كنز علم لا يقوم بمال ولا يعوض بحال."
ويقول في مقام آخر: "... فإن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها بالكتابة ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرا لا يقوم بمال ولاضطلع هذا الجيل بعمل يباهي به جميع الأجيال، ولتمخض لنا ربع قرن عن تفسير يكون حجة هذا القرن على القرون الآتية، ومن قرأ تلك النماذج القليلة المنشورة في الشهاب باسم مجلس التذكير، علم أي ضاع وأي كنز غطى عليه الإهمال."
إن عدم تأليف الإمام بن باديس كتابا في التفسير له مبرره، فالشيخ كان همه الذي حمله طيلة حياته هو العمل على إرجاع الأمة إلى القرآن وهديه والاستقامة على منهجه، ولم يكن ليتحقق له ذلك بالانزواء وراء مكتب لتدوين تفسيره على ورق في مدة غير يسيرة وقد تكون الفائدة مما يكتبه آنذاك محدودة. لقد كان منشغلا به وإخوانه من جمعية العلماء المسلمين ببناء المدارس وتعليم الأجيال وتربية الأمة والعمل على مكافحة الأمية في أوساط الشعب وتوفير الوسائل المادية والبشرية لنجاح هذا المشروع الضخم، زيادة على انشغاله بمصارعة الاستعمار ومكافحة خطر المشعوذين الذين كانوا يثبطون العزائم وينشرون الخرافات يؤيدهم في ذلك الاستدمار الصليبي.
يقول الشيخ عبد الحميد – في سياق بيان ما انشغل به عن تدوين دروسه في التفسير-: " فإننا –و الحمد لله- نربي تلامذتنا على القرآن من أول يوم ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجلا كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق الأمة آمالها وفي سبيل تكوينهم جهودنا وجهودها."
ويقول في نفس السياق:
" شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب. "
فلم يكن ابن باديس – عندما شرع في– يهدف إلى أن يضيف تفسيرا جديدا إلى التفاسير الكثيرة التي تزخر بها المكتبة الإسلامية وإنما كان هدفه إعادة الشعب الجزائري المسلم إلى القرآن بعدما أبعد عنه بقوة الحديد والنار والغزو الثقافي، فاستطاع –بتوفيق الله- هو وإخوانه من العلماء المصلحين أن يشاركوا بقسط وافر في إحياء الشعب الجزائري ورفع وعيه بذاته وجعله يعيش القرآن عقيدة وفكرا وخلقا وعملا