أهمية مسجد قباء فقد أسسه رسول الله بيده الشريفة
مسجد قباء
لمسجد قباء أهمية كبيرة فقد أسسه رسول الله بيده الشريفة عندما وصل المدينة مهاجراً من مكة ، وشارك الصحابة في بنائه
وقد أهتم الخلفاء والأمراء عبر العصور المتلاحقة بمسجد قباء اهتماماُ بالغا فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم وسعه عمر بن العزيز أيام الوليد بن عبد الملك ونمقه ونقشه بالفسيفساء ، وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه ويبلغ ارتفاعها 50 ذراعاً ، ثم جدده أبو يعلى الحسني سنة 435هـ ، كما جدد عمارته جمال الدين الأصفهاني سنة 555هـ ، وجدد الناصر بن قلاوون سنة 733هـ، ثم جدد غالب سقفه الأشرف برسباني سنة 884هـ ، وفي سنة 877هـ سقطت منارته ثم جددت سنة 881هـ ، وفي عهد الدولة العثمانية جدد عدة مرات أخرها زمن السلطان عبد المجيد ، وفي العهد السعودي لقي مسجد فباء عناية كبيرة ، ففي سنة 1388هـ رمم ترميماً شاملاً وجددت جدارنه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية ، وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة ، وجعل له أربع مآذن في أركان المسجد الأربعة متطابقة في الشكل بارتفاع 47متراً عوضاً عن مئذنته الوحيدة وكسيت أرض المسجد ومساحته بالرخام العاكس للحرارة وظللت الساحة بمظلة آلية صنع من الألياف الزجاجية لوقاية المصلين من حرارة الشمس ، وتم تكييف المسجد بأجهزة تكييف مركزية . وقد خصص الجزء الشمالي من المسجد للنساء ، وهو مكون من دورين مساحتها 750م وله مداخل منفصلة عن مصلى الرجال والذي تبلغ مساحته 5035 متر مربع .
وفي الجهة الشرقية بني ملحق للخدمات يشتمل على 168موضأة و64حماماً للرجال و43موضاة للنساء و 22حماماً للنساء إضافة إلى خمس منازل للأئمة والمؤذنين وعدد من المكاتب الإدارية ومكتبة ومعارض للتسويق لخدمة الزائرين ، وبهذا تكون المساحة الإجمالية للمسجد ومرافقه الخدمة التابعة له 13500متراً مربعاً في حين كانت المساحة قبل التوسعة 1600متراً مربعاً فقط ، وتم تطوير وتجميل المنطقة المحيطة به وزودت بمواقف كبيرة للسيارات . والجدير بالذكر أنه بناء وتجديد المسجد في زمن قياسي هو اثنا عشر شهراً فقط ، وكان العمل يسير على مدار الساعة .
فضائل مسجد قباء :
مسجد قباء هو ثاني المساجد في المدينة المنورة من حيث الأهمية بعد المسجد النبوي الشريف ، وهو أول مسجد بني في الإسلام بعد هجرة الرسول إلى المدينة ، وشارك رسول الله في بنائه وصلى فيه ، وكان يحرص على الذهاب إليه أيام السبت والاثنين والصلاة فيه ، وقد وردت في فضل الصلاة فيه أحاديث نبوية كثيرة منها ما روي في الصحيحين وغيرهما :
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : (( كان النبي يأتي راكباً وماشياً )) .
- وفي رواية : عن ابن عمر رضي اله عنهما قال : (( كان النبي يأتي راكباً وماشياً فيصلي قيه ركعتين )) .
- ومنه ما رواه بن أبي شيبه والطبراني وغيرهما عن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله : (( من توضا فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة )) .
- ومنها ما أخرجه ابن ماجة والترميذي وحسنه ابن أبي شيبه والحاكم وغيرهم عن أسيد بن ظهير رضي الله عنهما أن النبي قال : (( الصلاة في مسجد قباء كعمرة )) .
- ومنها ما رواه الطبراني في الكبير والهيثمي في المجمع عن الشموس بنت النعمان رضي اله عنها قالت : نظرت إلى رسول الله حين قدم ، ونزل وأسس هذا المسجد ، مسجد قباء ، فرأيته يأخذ الحجر أو الصخر حتى يهصره الحجر ، وأنظر إلى بياض التراب على بطنه وسرته ، فياتي الرجل من أصحابه ويقول ، بأبي وأمي يا رسول الله أعطني أكفك ، فيقول : (( لا ، خذ حجراً مثله )) حتى أسسه ، ويقول : (( إن جبريل عليه السلام هو يؤم الكعبة )) قالت فكان يقال : إنه أقوم مسجد قبلة .