منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


    الشهيد العقيد سي امحمد بوقرة

    القائد محمد
    القائد محمد


    عدد المساهمات : 655
    تاريخ التسجيل : 04/03/2010

    الشهيد العقيد سي امحمد بوقرة Empty الشهيد العقيد سي امحمد بوقرة

    مُساهمة من طرف القائد محمد الخميس مايو 05, 2011 12:36 am

    الشهيد العقيد سي امحمد بوقرة
    1926 - 1959


    ولد الشهيد احمد بوقرة « المدعو » سي امحمد بوقرة« سنة 1926 ببلدية خميس مليانة ولاية عين الدفلى، بين
    أحضان عائلة محافظة و متوسطة الحال، زوال دراسته الابتدائية بالمدرسة الفرنسية » لافايات« كما تعلم مبادئ الدين الإسلامي و حفظ القرآن الكريم، و ترعرع الشهيد منذ صباه بين أحضان تنظيم الكشافة الإسلامية
    الجزائرية و اتخذ من قائدها قدوته في الاعتماد على النفس و تسلق الدروب الصعبة، ثم
    سافر سنة 1946 إلى تونس للدراسة بجامع الزيتونة. انخرط الشهيد في صفوف حزب الشعب
    ثم في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، و استمر نضاله السياسي حتى اندلاع ثورة
    التحرير سنة 1954.


    نضاله
    السياسي و العسكري:


    لقد كان الشهيد على موعد مع التاريخ في يوم 08 ماي 1945 ليخرج كأقرانه الشباب في المسيرات السلمية للمظاهرات عبر مختلف أرجاء الجزائر حيث وجد نفسه يحسن الإصغاء والتفاعل مع انفجار هذا الحادث الذي غير
    مجرى النضال السياسي فيما بعد، و لم ينج و هو يشق ربيعه التاسع عشر من قبضة السلطات الاستعمارية التي اعتقلته عقب المظاهرات، و عند مظاهرات، و عند مغادرته لزنزانة السجن الاستعماري بدأ يدرك في قرارة نفسه أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة و باكتساب المعارف أيضا، فعزم على الرحيل باتجاه جامع الزيتونة سنة 1946
    للنهل من دروس الدين الإسلامي و عاكفا على تحصيل ما تيسر له من العلوم النظرية، و مع ذلك كان يعيش باستمرار هاجس العودة إلى الديار و هو ما تحقق له فعلا عند عودته إلى أرض الوطن سنة 1947 حيث اندمج من جديد في الحياة النضالية و انخرط في صفوف المنظمة السرية « O.S » الجناح العسكري لحركة الانتصار
    للحريات الديمقراطية بفضل مؤهلاته الكشفية و العلمية بحيث استطاع خلال فترة وجيزة أن يصبح عضوا بارزا ويترقى إلى منصب مسؤول عسكري سياسي بناحية الخميس.


    و عندما كشفت السلطات الاستعمارية تصاعد نبض الوعي السياسي بالناحية راحت تجند أعوانها للقبض على هذا المناضل الثائر حيث أصدرت في حقه حكما غيابيا بالإعدام، و بعد تحريات دقيقة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية توصلت إلى القبض عليه و تم سجنه ليقضي في ظلمات الزنزانة حوالي 3 سنوات و ذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 1950 و 1953، و لدى مغادرته لقضبان السجن الاستعماري في عام 1953 تجمعت لديه دفعة واحدة أفكار المثقف السياسي السجين و عاد ليربط من جديد خيط النضال السري بمسقط رأسه و يعلن في وضح النهار محاربته للمتمردين و المشكوك في إخلاصهم للوطن.

    و مع اندلاع الكفاح المسلح في نوفمبر 1954 أثمر استقطاب النضال الثوري تزايد أعداد المجندين في أوساط أرياف نواحي المنطقة الرابعة و تصاعدت الضربات الموجعة لتحصينات الاستعمار الفرنسي بهذه المنطقة من خلال تنظيم جيش التحرير الوطني بحيث كثف الشهيد من نشاطه العسكري ميدانيا ليخوض معارك و هجومات متعددة ضد قوات الاستعمار أبلى فيها البلاء الحسن نظرا لما كان يتحلى به من شجاعة و إقدام. و بحكم تطورات النظام الثوري إثر انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 أسندت لهذا العسكري باستحقاق عضوية مجلس الولاية الرابعة التاريخية و كان بالمرصاد للمخططات الاستعمارية التي كانت ترمي إلى تضييق الخناق على جنود جيش التحرير الوطني أبرزها حملات التمشيط الواسعة عبر جبال المنطقة.

    لقد لعب الشهيد دورا هاما من أجل دفع الكفاح المسلح بمراحل متميزة من التعبئة والتجنيد كادت أن تخنق أنفاس المقيم العام بالجزائر حيث اتسعت مواجهات الغزاة الاستعماريين بجبال بوزقزة و موقورنو و زكار و ديرا و عمرونة على يد هذا الثوري الذي أهلته غمار خوض المعارك الكبرى بأن يرتقي في عام 1958 إلى رتبة عقيد قائد للولاية الرابعة، و هذا التكيف الثوري بات يضايق قوات العدو على امتداد الشريط الساحلي أو في القرى الجبلية بما قام به من تعزيز مادي و معنوي لمختلف مصالح الصحة و التموين و الاتصال و يشكل بحق السند القوي لجنود جيش
    التحرير الوطني غداة الكفاح المسلح.

    استشهاده:


    و يستشهد العقيد » سي امحمد بوقرة« يوم 05 ماي 1959 بجبال أولاد بوعشرة جنوب غرب المدية بعد وقوعه رفقة مجموعة من جنوده في اشتباك غير متكافئ مع القوات الفرنسية حينما كان عائدا من أولاد بوعشرة إلى مركز قيادته البعيد مسيرة ساعتين بالقرب من بوغار على حافة الجبل المواجه لواد الشلف، حيث أخبر عند اقترابه من
    المركز بأن تحركات واسعة و كبيرة للعدو منذ صباح 04 ماي في المراكز المجاورة و خاصة بثكنة بوغار و عند ذلك اتضح لديه أن التمشيط سيرتكز خاصة في الناحية التي يقع فيها مركز قيادته، فقرر الرجوع إلى المكان بأولاد بوعشرة، و هو مكان تمركز الكتيبة الزبيرية التي زارها فيما سبق للاطمئنان على أحوالها بعد مشاركتها في مواجهة القوات الاستعمارية التي كانت تنفذ ما سمي آنذاك »مخطط شال« و الخطة المتفرعة عن هذا المخطط و العروفة بعملية»التاج« « La Couronne ». و التي خصصها العدو الفرنسي للولاية الخامسة و جزء من الولاية الرابعة.


    و كان في تقدير الشهيد أنه سيجد بعض جنود الاتصال غادروا الموقع بمجرد شعورهم باقتراب قوات التمشيط فانحاز بأصحابه إلى مكان اختفوا فيه من قوات العدو التي كانت بأعداد ضخمة، و لكن فرقة من الجنود اكتشفوا مكانه في حدود الساعة العاشرة صباحا من الخامس ماي 1959 و اشتبك العقيد » سي امحمد بوقرة« و أصحابه بقوات العدو ووقعت المواجهة في معركة غير متكافئة على مرآى و مسمع من الكتيبة يخططون و يحضرون لكمين عن سقوط » سي امحمد بوقرة« و في ذلك كان قادة الكتيبة يخططون و يحضرون لكمين في الطريق الذي توقعوا أن يعود منه أفراد العدو، و قد أسفر الاشتباك عن سقوط » سي امحمد بوقرة« و رفقائه شهداء، بعد ذلك شرعت قوات العدو في الانسحاب نحو البرواقية، فوقعت في الكمين الذي أحكمت تخطيطه قيادة الكتيبة الزبيرية، و قد أسفر الكمين عن مقتل عدد كبير من جنود الاستعمار نحو 80 جندي و غنم 14 قطعة سلاح متنوعة، و عند عودة الكتيبة الزبيرية إلى منطقة أولاد بوعشرة عرفت بأن العقيد قد سقط شهيدا في ذلك اليوم، حيث نال الشهادة بقمم الجبال الشامخة، شموخ أولئك الرجال المخلصين الذين وهبوا أنفسهم فداء لتحرير الجزائر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 7:17 am