منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


    ما بين النظافة والاتساخ، وعلاقتهما بالعطلة الصيفية!

    القائد محمد
    القائد محمد


    عدد المساهمات : 655
    تاريخ التسجيل : 04/03/2010

    ما بين النظافة والاتساخ، وعلاقتهما بالعطلة الصيفية!  Empty ما بين النظافة والاتساخ، وعلاقتهما بالعطلة الصيفية!

    مُساهمة من طرف القائد محمد الأربعاء فبراير 09, 2011 1:21 pm

    ما بين النظافة والاتساخ، وعلاقتهما بالعطلة الصيفية!
    ما بين النظافة والاتساخ، وعلاقتهما بالعطلة الصيفية!
    يعشق الأولاد تلطيخ أنفسهم بكل أنواع الأوساخ، بينما تحاول الأمهات المحافظة على نظافة أولادهن بأيديهن وأسنانهن. ما هو الأكثر فائدة وما هو الأكثر ضررا؟ النظافة أم الوساخة؟!
    هل تفضلين ابنك "نظيفا" أم "وسخا"؟!
    قد يبدو هذا السؤال استنكاريا ومفروغ منه. ولكن لحظة، هل من الممكن أن نفكر بالموضوع مجددا؟
    من أجل الإجابة على هذا السؤال، التقينا بالسيدة "د- ش"، الحاصلة على اللقب الثاني بالعلاج بواسطة الفن، والمختصة بعلاج الأولاد ذوي مشاكل الإصغاء والاتصال :
    سأشرككم بتجربتي الشخصية، حيث أقوم بعلاج طفلة تعاني من ظاهرة "الصمت الاختياري" (أو البكم الاختياري)، وسأشرح لكم باختصار بعض تفاصيل هذه الحالة من أجل مساعدتكم على فهم الصورة بوضوح.
    تعتبر هذه الظاهرة نوعا من الهلع الشديد الذي يظهر لدى التعامل مع قسم من الناس (بشكل عام لدى التعامل مع أصحاب السلطة على الشخص المصاب).
    هذه الطفلة لا تتحدث مطلقا مع زملائها في الروضة منذ عدة سنوات، كما تمتنع منذ مدة طويلة عن زيارة أي أحد من معارفها. كذلك فإنها مقلة بالحديث بشكل كبير مع أهلها.
    الملاحظة التي لا بد لي من إبدائها هنا، هي أن والدة الطفلة تعمل في أحد مجالات الطب التي تحتاج لدرجة عالية من النظافة والتعقيم. وعليه فإن الأم تحافظ على درجة كبيرة من التعقيم في البيت أيضا.
    ودعوني أفاجئكم، فقد بدأت العلاج الذي من المفروض أن أقدمه للطفلة، بجلسة مع الأم. لم تكن تلك جلسة تشاورية، بل كانت جلسة حاولت خلالها تقديم النصائح والتوجيهات للأم حول كيفية التعامل مع ابنتها. طلبت منها أن تلعب مع طفلتها خلال الأعمال المنزلية كالجلي أو الحمام، طلبت منها أن تتعامل مع أواني الطعام خلال الجلي كألعاب الأطفال، ولا بأس بأن تقوم برش الماء والصابون على طفلتها من حين لآخر خلال القيام بهذه الأعمال. لا أخفي عليكم بأن الأم كانت مصدومة لدرجة أنها كادت تغيب عن الوعي من شدة الصدمة. طلبت منها أن تقوم بكل هذا بضحكة كبيرة على وجهها.
    بعد هذه الجلسة، خرجت مع الطفلة المريضة إلى ساحة الألعاب، هناك بدأت باللعب معها، بدأت أصنع كرات الوحل وأرميها باتجاهها، كما جعلتها تقوم هي أيضا بذلك. بالإضافة إلى هذا قمت بتعليم الأم كيف تصنع هذه الكرات الوحلية وكيف عليها أن تلعب بها مع طفلتها.
    خلال كل فترة العلاج، لم تتوقف الأم عن إعادة السؤال الأساسي: هل هنالك علاقة بين "الوحل" وبين قدرة ابنتها على الحديث؟
    ولكنها لم تنتبه على ما يبدو أنها بدأت تحدثني عن كلام ابنتها عن مغامراتها في الروضة بعد عودتها من هناك يوميا.
    كيف وصلنا إلى هذا؟ ببساطة شديدة كنت أطلب من الطفلة أن تأتي للقاءات بملابس مسموح لها بتوسيخها، وقد بدأت ألحظ من أسبوع لأسبوع كيف تغيرت الملابس فاخرة التي كانت تحضر الفتاة بها للقائي إلى ملابس "بيتية"، وبدأت ألحظ كيف أصبحت الفتاة تتحرر بالتعبير عن نفسها من خلال الرسم. وما أن مر شهران من العلاج حتى بدأت الفتاة بالتحدث إلى زملائها وإلى مدرساتها.
    وإذا عدنا إلى السؤال المركزي في هذا النقاش، علي أن أقول أن عدم القدرة على اللعب نتيجة الحاجة للحفاظ على النظافة بشكل دائم ومتواصل، إنما يسبب ضررا نفسيا وصحيا على المدى الطويل.
    كيف يرتبط هذا الأمر بالعطلة الصيفية؟
    ببساطة، لا بد أن يشعر الأولاد خلال العطلة الصيفية بالحرية وبالسعادة. لا دروس ولا مهمات يلقي بها الأهل على أبنائهم. لهم كل الحق بأن "ينطلقوا" بحرية، لا حاجة لأن يقوموا بالتنظيف، لا حاجة لدخول لأن يستحموا عشر مرات بالنهار ولا ضير إن اتسخوا قليلا أو كثيرا. ولا تستغربوا إن قلت لكم بأن الاتساخ جزء من متعة الأولاد، فلا متعة تفوق متعة "الاستحمام" بالطين خلال السباحة على شاطئ البحر، حتى إن كره الأهل سماع هذه الحقيقة.
    كيف نتحضر للاتساخ؟!ّ
    نضع خطة "عفوية" من أجل تلطيخ بعضنا البعض. وذلك من أجل أن نكون نحن، الأهل، على استعداد نفسي للاتساخ، وكذلك لكي يتمتع الأولاد بالتجربة التي لا بد أن يعتقدوا بأنها عفوية حقا.
    • يمكننا أن نخطط رحلة لشاطئ البحر وإقامة مسابقة "كرات الوحل" هناك.
    • بالإمكان تنظيم احتفال صيفي في حديقة المنزل، ولكن بعد أن نتأكد من وجود خرطوم مياه من أجل صنع الوحل والاغتسال بعد "الحفلة".
    • يمكن تنظيم فعالية إبداعية داخل المنزل لا تخلو من الأوساخ، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه يتوجب علينا إزاحة كل الأثاث الذي من الممكن أن يتسخ خلال الفعالية.
    "الوساخة" تلائم الأطفال ذوي مشاكل الإصغاء: عادة ما تضيق المدرسة الخناق على الأولاد، فتخلق حاجة إضافية لدى الأولاد للمتعة الإضافية. ولأن الأمر كذلك، فإن الفنون، والاتساخ كجزء من الفنون، قد تشكل فرصة بديلة للطفل من أجل التمتع مع ذاته والإصغاء لنفسه. من الضرورة بمكان أن نعطي الأولاد فسحة من الوقت ليتسخوا دون أن نباشر بتنظيفهم!
    أما إذا كان أولادكم من النوع الذي لا يحبذ الفنون والاتساخ، ورغم ذلك ترغبون بأن تمنحوهم فرصة للانطلاق دون حدود، ما عليكم إلا أن تقوموا بالانطلاق أولا وتوسيخ أنفسكم، أروهم بأنكم تسمحون لهم بهذا، وسترون بأنهم سينضمون لاحقا. هذا النوع من الأولاد لا يحتاج لأكثر من قليل من الوقت حتى يدخل الجو ويبدأ بالتعبير عن ذاته.
    ولا تنسوا أبدا بأن التخطيط النفسي والمادي لهذا الاتساخ هو مسؤوليتكم أنتم، الأهل.
    عليكم أن تفرغوا أنفسكم تماما لتكونوا أطفالا. لا خلويات ولا تفكير بالعمل، عليكم التفرغ لمغامرة برفقة أولادكم. دون السماح للأمور بالخروج عن سيطرتكم طبعا. فأنتم من جهة ما أطفال مثلهم، ولكن يجدر بكم التذكر دائما بأنكم الأهل وبأن المسؤولية كلها عليكم. جزء من المغامرة والتجربة هو أن تلعبوا وتتمتعوا سوية، أن تلطخوا بعضكم البعض وأن تضحكوا بشدة، وبعدها طبعا عليكم أن تنظفوا أنفسكم سوية.
    هاكم بعض الأمثلة لما يمكنكم القيام به:
    • الرسم بالألوان المائية على قطعة كرتون كبيرة في ساحة البيت
    • ممكن أن تقوموا بالرسم بالأيدي وليس بالفرشاة، أعطوا لكل طفل كرتونة أو ورقة كبيرة ودعوه ينطلق.
    • عند الانتهاء من الرسم يمكنكم الجلوس على "اللوحات" وتلطيخ أنفسكم وملابسكم بالألوان الطرية.
    • بالإمكان تجميع كل اللوحات بالنهاية وبناء لوحة عملاقة منها جميعا.
    • إحدى الإمكانيات الإضافية هي الرسم على أجسامكم بالألوان المائية. قسموا المجموعة لأطفال ودعوا كل واحد يرسم على جسم صديقة.
    تلخيصا لما قيل:
    إذا سمحنا لأولادنا بالتحرر كما يرغبون من حين لآخر، فإنهم لن يدخلوا معنا بأية مواجهة تتعلق بالنظافة. سيكون لديهم حيزا للاتساخ وحيز للنظافة.
    بالنسبة للأولاد الذين يعانون مشاكل الإصغاء، تحتاجون لدرجة أكبر من التخطيط والتحضير المسبق، لكنهم سيقومون بشكركم جزيلا على التجربة الجميلة التي منحتموهم إياها. ولا بأس إن حاولتم أنتم أيضا التمتع خلال الفعالية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 4:08 am