تعتبر مسألة التسول إحدى المشكلات الاجتماعية في العالم
وتختلف نسبة المتسولين من بلد إلى آخر حسب عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية
ولا يختلف اثنان بأن التسول من العادات السيئة في أي مجتمع من المجتمعات
حتى إذا أردت أن تنعت شخصاً بأقبح الصفات فإن كلمة متسول تأتي ضمن الكلمات المعبرة.
ان كثيراً من حالات التسول لا تعني في الحقيقة ان المتسول في حاجة إلى المال أو هو عاجز عن العمل بل هي نوع من الخداع والدجل والتضليل والكسب غير المشروع
كما ان ضعف نفوس بعض المتسولين قد دفعهم إلى هذا العمل المشين
ولقد رأينا وسمعنا قصصاً غريبة وعجيبة تدل بأن التسول هو عرض لمرض في نفوس المتسولين
ومن الحالات التي حدثت في الآونة الأخيرة شاب قوي في الثلاثين من عمره يحمل معوقاً فوق ظهره في أحد المساجد ويطلب المساعدة و ان المشقة التي تأتي من العمل الشريف أقل من حمل هذا المعوق من مكان إلى آخر
ورجل آخر لا يقل قوة وعنفواناً من الأول أخذ يحث المصلين على البذل والعطاء وكان يذكرهم بأن الحسنة بعشر أمثالها وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ولما رأى الناس ينصرفون عنه تغير اسلوبه في التسول محذراً المصلين بان يتقوا ذلك اليوم
لا شك أن التسول هو مظهر من مظاهر التخلف الاجتماعي يمكن أن يسيء للوطن والمواطنين
ولقد كثر المتسولون والمتسولات في المساجد والطرقات
و اننا بحاجة إلى دراسة أسباب هذه المشكلة
و وضع الحلول المناسبة لها
كما أن لتظافر وتكاتف جهود الجهات المعنية بهذه المسألة كمكافحة التسول والضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية دور رئيس في حل هذه المشكلة
فالوافد يعاد من حيث أتى والقادر على العمل يسهل له الطريق إليه والعاجر يساعد بطريقة حضارية
أما ضعاف النفوس غير المحتاجين فهم مرضى ينبغي معالجتهم عن طريق النصح والارشاد والتوجيه
ومن لم يرتدع منهم فالعقاب الرادع ينبغي ان يطبق عليهم