منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الريّـــان * بن شكاو *

الكشافة الاسلامية الجزائرية فوج الريّـان * بلدية بن شكاو * ولاية المدية


2 مشترك

    المرشدات

    عبد السلام
    عبد السلام
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 975
    تاريخ التسجيل : 21/02/2010

    المرشدات Empty المرشدات

    مُساهمة من طرف عبد السلام الأربعاء مارس 03, 2010 12:26 am

    المرشدات



    إن عضوية حركة المرشدات تخترق كل حواجز القائمة بين الجنسيات, والألوان, والصفات, والأديان

    كما تتجاوز أيضا الحواجز الجسمية عن العجز لدى المعاقات, ذلك انه ليس ثمة ما يمنع فتاة حرمت نعمة البصر والسمع أو المشي من أن تصبح مرشدة

    لقد نجحت هذه الحركة حتى في تخطي حاجز المسافات والبعد, فالفتاة في المناطق النائية تستطيع أن تشارك في اجتماعات المرشدات واجتماعات الطليعة بواسطة البريد

    والمنتسبة إلى عضوية حركة المرشدات تنتسب فعلا إلى أسرة عالمية كبيرة, والصداقات التي تعقدهم عن طريق تلك الحركة تبقى لها صداقات على مدى الحياة

    وهذا الكتاب يستهدف تعريف كل ما يتعلق بهدف الحركة المشاركة – حركة المرشدات



    من هي المرشدة؟ إذا سبق لك أن كنت "زهرة" فقد تجيبن بان المرشدة هي فتاة تجاوزت سن العاشرة أو الحادي عشرة, وأصبحت لا تستطيع البقاء ضمن باقة الزهرات (حيث الحادية عشرة هي حد العمر الأقصى) فانضمت إلى فرقة المرشدات

    وهذا طبعا هو جزء من الجواب فقط, ذلك أن المرشدة ليست بالضرورة, زهرة سابقة, فبإمكان أي فتاة بين العاشرة والخامسة عشرة من العمر أن تصبح مرشدة, شرط أن تكون راغبة في أداء الوعد الذي تؤديه جميع المرشدات والكشافة

    وهذا الوعد هو الذي يجعل من حركتي المرشدات والكشافة نوعا خاصا مميزا من تجمعات الشباب, لأنه يحدد لأعضاء هاتين الحركتين هدفا يسعون إليه, ومسلكا في الحياة يتبعونه, وهذا الوعد سنتحدث عنه لاحقا بمزيد من التفصيل

    ولنستعرض أولا بعض النشاطات التي تمارسها المرشدات

    إنهن يخرجن إلى الهواء الطلق ما وسعهن ذلك, لان في العراء فرصا عديدة للهو والمغامرة

    فهن يسرن للتنزه مشيا مسافات طويلة في الخلاء, ويطهين طعامهن بأنفسهن, ويكتشفن المناطق المجاورة, والحقول المتاخمة لذلك الجوار, وأحيانا يمتطين الدراجات, ويتبعن الخرائط في ألعاب استطلاعية تدريبية, أو يقتفين اثر الحيوانات البرية ويلاحظن عن كثب كيف تعيش تلك الحيوانات في بيئاتها الطبيعية وهن يزاولن ألعابا مختلفة الأنواع, يتسلقن ويسبحن, ويزرن الأبنية التاريخية والمعابد القديمة ,ويخيمن .. انه يلد للمرشدات دائما زيارة الأماكن المختلفة وتقصي الأشياء من حولهن



    ولكي تستمتع المرشدات بهذه النشاطات كلها على أكمل وجه, عليهن أولا أن يتعرفن إلى نوع الملابس المناسبة لتلك النشاطات, وان يتعلمن كيف يشعلن النار لطهو الطعام, وكيف يقرأن الخريطة, وأين يتوقع وجود الحيوانات البرية, وكيف يتسلقن جبلا بأمان, وكيف يجدن السباحة, وأين يجدن الأبنية التاريخية والآثار

    ولكي يقمن بهذه النشاطات جيمعها على خير وجه يجب أن يكن صحيحات البنية, وهكذا نكتشف المرشدات وسائل المحافظة على صحتهن ويطبقنها

    المرشدات يعرفن كيف يساعدن الآخرين في أوقات الخطر والشدة, وذلك بتعلمهن الكثير من المهارات في الإسعاف الأولي

    والمرشدات ودودات, يعقدن الكثير من الصداقات الجديدة, ليس فقط في طليعتهن وفرقتهن, بل بلقائهن المرشدات من الفرق الأخرى, وبالتراسل البريدي مع صديقات من المرشدات في البلاد المجاورة وفي ما وراء البحار, وتتعدى صداقة المرشدات أوساطهن الخاصة لتبلغ العجز والمسنين ,والمعاقين ,والأيتام وسواهم

    والمرشدات يستمتعن بالنشاطات الخلاقة المبدعة: كالرسم, والدهان, وصنع النماذج,والنحت, والكتابة, والرقص, والغناء, والتمثيل, والخياطة, والحياكة, وهن يقمن الحفلات الموسيقية والمسرحية, ويقدمن المساعدة في الأسواق الخيرية والمناسبات الاحتفالية ,وثمة طرق ومجالات عديدة تستعمل فيها المرشدات براعتهن وأيديهن الخلاقة لتحقيق البهجة والمتعة لأنفسهن وللآخرين,

    ولكن لماذا سميت المرشدات بهذا الاسم "وكيف جرى اختياره؟

    الزهرات, السابقات يعرفن طبعا أن حركتي الكشافة والمرشدات قد بدأهما اللورد بادن باول, ذلك الرجل العظيم الذي يمكنكن قراءة المزيد عنه وعن حياته في كتاب "الزهرات " والأشبال, والكشافة, في هذه السلسلة

    كانت الانطلاقة الأولى للحركة الكشفية للفتيان ,ولكن الفتيات ما لبثن أن رغبن في الانضمام إلى عضوية هذا التجمع الجديد المثير, فشكلن فرقهن الخاصة وأطلقن على أنفسهن اسم "الكشافات" ولم يكن من اللائق أو المقبول في تلك الفترة, في بداية القرن العشرين, التي شهدت انطلاقة الحركة الكشفية ,أن تقوم الفتيات (كونهن من الجنس اللطيف) بالنشاطات العنيفة المجهدة الخاصة بالفتيان

    ولقد أدرك روبرت بادن باول يثاقب حكمته وبصيرته, أن الفتيات إذا ما استمررن في تقليد الفتيان في كل ما يقومون به, فان ذلك من شأنه ليس فقط أن يزعج الفتيان أنفسهم, بل انه سيضايق الكبار أيضا الآباء وأمهات, وقد يؤدي إلى منع الفتيات كليا من الانتساب إلى فرق الكشافات الجديدة , وربما إلى الإساءة لسمعة الحركة الكشفية ككل ,وكانت قد أخذت تنمو بسرعة وحماسة

    لذا قرر بادن باول إنشاء حركة خاصة بالفتيات, وادخل في هذه الحركة الكثير من النشاطات التي كان يقوم بها الفتيان, إلى جانب بعض المهارات النسوية التي كان يفترض أن تكون الفتيات على معرفة وثيقة بها, وبخاصة ماله علاقة بالشؤون المنزلية وتدبير أمور البيت, ولقد سمى اللورد بادن باول هذه الحركة الجديدة "المرشدات" وفي ذهنه فئتان شهيرتان من المرشدين: أولاهما ذلك التشكيل الشهير من الإدلاء في الهند المكون من رجال عرفوا بشدة المراس, وبالقدرة وسرعة الخاطر في معالجة الأوضاع الصعبة, إلى جانب تخليهم بالحذق والجراة, لقد كانوا قوة مدربة على النهوض باي واجب ومستعدة لمعالجة أي أمر طارئ

    والفئة الثانية وراء اسم المرشدات كانت فئة إدلاء الجبال في سويسرا وما حولها من المناطق الجبلية, وهم رجال باستطاعتهم إرشاد الناس عبر أصعب المناطق الجبلية وأكثرها خطورة بجرأة وبراعة, كما إنهم مستعدون دوما لإنقاذ من يجدون أنفسهم في مأزق أو شدة, فهم رجال يستمرثون الإثارة والنشوة التي توفرها لهم الحياة في منطقة صعبة تكمن في حنباتها الأخطار والحوادث

    وهكذا , اختار روبرت بادن باول كلمة"المرشدة" لتعني الفتاة التي تملك مثل هذه المزايا النبيلة, إلى جانب المثابرة الدؤوبة والإدراك السليم والثقة بالنفس

    وتظل هذه المزايا عبد السنين طلبة "المرشدات" يحاولن اكتسابها بواسطة برامج مفيدة وممتعة من التدريب وخدمة الآخرين

    وفي بادئ الأمر لم تسد الفتيات اللواتي أطلقن على أنفسهن اسم "الكشافات " حماسة ملحوظة لتغيير الاسم, ولا حتى لتغيير منهاج النشاطات, فقد فضلن البقاء "كشافات" ,وان يحتفظن بأسماء طلائع تنم عن القوة والبأس, وقد بدا للكثيرات منهن انه لمن المهانة أن يستبدلن بعضوية طليعة الأسد أو الكنغر عضوية طليعة شقائق النعمان أو السوسن, ولقد فضلن أعمال الفتوة على تلك النشاطات الملطفة التي اعتبرت مناسبة للفتيات

    لكنهن عندما أدركن موجبات تلك التغيرات, تغلبن على شعورهن بالامتعاض, وانخرطن بمزيد من الحماسة في حركة المرشدات التي أخذت تسير بخطى سريعة في طريق النمو والازدهار

    انطلقت حركة المرشدات من بريطانيا, مثلها في ذلك مثل حركة الكشفية, وكان من الطبيعي ألا تكون حركة بهذا الحجم, وقفا على بلد واحد, وذلك أن الفتيات في بلدان أخرى من العالم بدأن يسمعن بحركة المرشدات وأبدين رغبتهن في الانتساب إليها

    وكانت الولايات المتحدة الأمريكية احد أوائل البلدان خارج بريطانيا التي تلقفت حركة المرشدات ويعود الفضل في ذلك إلى السيدة جولييت جوردن لو, صديقة بادن باول, من الرواد الأوائل لحركتي المرشدات والكشفية, وكانت قد أنشأت عدة فرق للمرشدات في بريطانيا قبل أن تعود إلى مسقط رأسها ساقانا في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة سنة 1912 ,وسرعان ما جمعت هناك فريقا من الفتيات وراحت تحدثهن عن المرشدات في بريطانيا, وكانت استجابة الفتيات حماسية جدا إذ طالبنها ملحات بتأليف فرقة مرشدات خاصة بهن, وعلى الأثر أجرت جولييت لو اتصالا هاتفيا شهيرا بصديق مسؤول,قالت له فيه: "تعال في الحال , لدي شيء عظيم لفتيات سافان, بل لفتيات أمريكا والعالم كله, وسنبدأ هذه الليلة"

    وكم كانت السيدة لو على حق, فمن بضعة ألاف مرشدة في بريطانيا أصبحت الحركة عالمية تضم بضعة ملايين مرشدة, وفي عام 1928اصبحت أسرة المرشدات الكبرى تحمل رسميا اسم " الجمعية العالمية للمرشدات والكشافة" وفي بعض البلدان, كالولايات المتحدة الأمريكية, فضل الاحتفاظ بأهم "الكشافات" الذي كان شائعا في بدء الحركة



    وعلى الرغم من وجود بعض الفوارق في الأزياء التي ترتديها المرشدات في مختلف أنحاء العالم, فان لجميع أعضاء "الجمعية العالمية" شعارا واحدا, هو "كن مستعدا" وتحيي المرشدات بعضهن بعضا أينما كن بإشارة واحدة للتحية تتمثل في ثلاث أصابع مرفوعة, تذكر جميع المرشدات بوعوهن, وهن جميعا يضعن زهرة النفل (الحندقوقة) الثلاثية الوريقات على شارة الوعد, ويستعملن اليد اليسرى في مصافحة الصداقة الكشفية, ويتجاوزن بالابتسامة حواجز اللغة الجنسيات المختلفة

    وباستطاعة أي مرشدة سبق لها المشاركة في مخيم أو مؤتمر عالمي أن تحدثك الكثير عن قيمة هذه الإشارات المشتركة, وعن سحر الابتسامة الوردية في تلافي الأجناس وتآخيهم وفي خلق مشاعر الصداقة ضمن الأسرة الكشفية الواحدة

    هذا وان كانت هذه الإشارات الظاهرية كلها تؤكد أن المرشدات جميعا ينتمين إلى الأسرة الكبيرة نفسها, فان الإشارات ليست سوى رموز, فسر القوة في حركة المرشدات يكمن في قلب كل مرشدة, في الوعد الذي تقطعه جميع المرشدات والكشافات على أنفسهن, ويبذلن الجهد الأقصى بإخلاص للمحافظة عليه

    وهذا الوعد يشكل مثلا أعلى يحاول الإنسان تحقيقه, أن نوع من التحدي, والفتاة عندما تصبح مرشدة تقبل هذا التحدي , مدركة أنها ليست وحدها, في محاولة بذل الجهد من اجل عيش مناقبي رفيع المستوى , فهنالك أسرة عالمية كبيرة من الأصدقاء تساعدها وتشجعها

    والآن, ما هو هذا الوعد الذي يجعل من أسرة المرشدات ذلك النوع الخاص المميز من تجمعات الشباب؟

    قد تختلف كلمات الوعد قليلا بين بلد وأخر, ولكن معناها وروحها لا يختلفان, انه كلها تضع خدمة الله في المرتبة الأولى, ثم خدمة الوطن, وخدمة بني الإنسان, وكلها تنتهي بجملة تعد فيها المرشدة باحترام قانون المرشدات والمحافظة عليه

    إن كل فتاة تقطع هذا الوعد مفروض فيها أن تبذل أقصى جهدها للمحافظة عليه, والتركيز على بذل الجهد هو على نحو كبير من الأهمية ,إذ أن احد لا يتوقع أن تصبح الفتاة فور قطعها الوعد نموذجا مثاليا للفضيلة والمناقيبية, فالمهم أنها تعد بان تبذل جهدها نحو الأفضل والامثل في كل ما تقول, وتفعل ,وتفكر ,ليس فقط عندما تكون بزيها الرسمي, أو في أثناء اجتماع للمرشدات, أو عند قيامها بأي مهمة تتعلق بحركة المرشدات, بل في كل يوم وفي كل مكان

    ويتضمن قانون المرشدات عشرة بنود ايجابية, وهولا يحدد ما يمكن أن تكونه المرشدة ولا تستطيع أن تكون, ولا ماذا يجب أن تكون ,بل يحدد ماهيتها – ما هي:

    وهذا هو القانون

    1. المرشدة صادقة يوثق بها ويعتمد عليها

    2. المرشدة مؤمنة بالله, مخلصة لوطنها ورؤسائها ومرؤوسيها

    3. المرشدة نافعة وتساعد الآخرين

    4. المرشدة صديقة للجميع وأخت لكل مرشدة

    5. المرشدة لطيفة ومهذبة

    6. المرشدة محبة للطبيعة ترفق بحيوانها وتحافظ على نباتها

    7. المرشدة مطيعة لأوليائها ورؤسائها دون تردد

    8. تبتسم ولا تعبأ بالصعاب

    9. المرشدة مقتصدة

    10. المرشدة طاهرة الفكر والقول والعمل

    تلك هي إذا الفكرة الجدية وراء كل ما تنطوي عليه حركة المرشدات من متعة ومغامرة وإثارة, غرس مناقب المواطنة الصالحة وذلك هو الأساس

    يتقاسم الكشافون والمرشدات شعارا واحدا هو "كن مستعدا" وغالبية ما تتضمنه البرامج المتبعة في لقاءات المرشدات ونشاطاتهن تهدف إلى إعداد المرشدات لمواجهة تحديات الحياة المتنوعة وطوارئها الكثيرة ,بحيث يبقين مستعدات بدنيا وفكريا لمواجهة تلك التحديات والطوارئ ايجابيا

    ولنعد هنا إلى ثانية إلى البداية, إلى أول لقاء للمرشدات تحضره مرشدة جديدة ,فإذا سبق للمرشدة الجديدة إن كانت "زهرة" فإنها تكون معتادة ممارسة الألعاب, والقيام بمختلف النشاطات مع فريق صغير من الزهرات يسمى "السادوس" أما إذا كانت حديثة العهد بالحركة الكشفية فإنها قد ترتبك عندما تخاطبها القائدة المسؤولة قائلة مثلا:"ستكونين في طليعة الزنبقة مع ليلى" أو "أن طليعة الهدهد تنتظر للترحيب بك" لكنها لا تلبث أن تكتشف أن الانخراط في "طليعة" هو شيء خاص ومميز في حركتي الكشافة والمرشدات

    تتألف كل فرقة مرشدات من عدد من الطلائع, وتتألف الطليعة بدورها من مجموعة قليلة يراوح عدد أفرادها بين أربع مرشدات وثماني, ولكل طليعة عريفة يختارها أعضاء الطليعة, وثانية للطلعية (معاونة) تختارها العريفة

    واغلب النشاطات التي تشارك فهيا المرشدة تجري داخل طليعتها ,ويتوقف نجاح الطليعة على مجهود كل عضو من أفرادها, والطليعة الناجحة هي التي يشارك كل عضو فيها بألعابها وأعمالها مشاركة تامة وفاعلة حيث تبذل كل مرشدة جهدها لكي تجعل من طليعتها التجمع الأكثر حيوية وسعادة

    وتسمى الطلائع عادة بأسماء الطيور أو الأزهار أو الأشجار, وفي الفرق العريقة المستقرة, نادرا ما تغير هذه الأسماء لأنها تكون قد أصبحت تقليدية, تشد إليها الكثيرات من "المرشدات المسينات"

    وفي كثير من الحالات ينقش على تذكارات النصر التي تغنمها الطيعة اسم الطليعة وألوانها وشعاراتها, لكن بعض الفرق الجديدة تفضل التجديد باستمرار وتبتكر أسماء جديدة لطلائعها, وهي طبعا حرة في أن تفعل ذلك بشرط أن تكون الأسماء المختارة ملهمة جذابة , توحي بقيمة خالدة أو فضيلة مثلا, ولما كانت المرشدة تحمل شعار طليعتها على الجانب الأيسر من زيها فان اسم الطليعة الجديد ينبغي أن يصل إلى الحد الذي يمكن تمثيله بوضوح على حجم الشارة التي تحمله

    يتعين أن يكون لكل جماعة من الناس قائد ذو هيبة وسلطة, وألا سادت الفوضى وتعطل العمل .. ولذا كان لكل طليعة عريفة مهمتها أن تساعد أفراد الطليعة في تنفيذ النشاطات التي تختارها الطليعة

    ومن واجبات العريفة أن تشجع جميع أفراد طليعتها وتساعدهن في تحقيق التقدم كمرشدات, وان تتأكد من أن في النشاطات الكشفية لطليعتها تحديا ومتعة بالنسبة إلى كل مرشدة, وهي أيضا ممثلة الطليعة في مجلس عريفات الطلائع

    أما ثانية الطليعة (المعاونة) فتختارها العريفة, ومهمتها أن تساعد العريفة بكل وسيلة ممكنة, وان تنوب عنها في قيادة الطليعة إذا ما اضطرت العريفة إلى الغياب في أي وقت

    والعريفة الجيدة هي التي تحسن توزيع الأعمال على أفراد الطليعة, بدلا من أن تحاول القيام بكل شيء بنفسها, فإذا ما قررت الطليعة مثلا أن يكون لها سجل لنشاطاتها ومنجزاتها فان العريفة تختار المرشدة المناسبة للقيام بمهمة أمينة سر

    وتكون أمينة السر مسؤولة عن تدوين الوقائع في السجل, وبوسعها هي بدورها أن تطلب من سواها من أفراد الطليعة كتابة موضوعات أو مواد معينة في ذلك السجل, وهي مسؤولة أيضا عن كتابة الرسائل التي تستلزمها أعمال الطليعة ونشاطاتها

    وإذا كان ثمة عضو في الطليعة تحسن الرسم والدهان فإنها هي المؤهلة لتصبح فنانة الطليعة, تزين سجلها, وتزخرف تجهيزاتها ومفكراتها ..ويمكن أن تعين عضوا أخرى أمينة للصندوق, تكون مهمتها جمع وتسجيل ما تسهم به الأعضاء في تغذية صندوق الطليعة وغالبا ما تجد

    الطليعة الناشطة في حقول الخدمة نفسها بحاجة إلى مال إضافي من حين لأخر لدعم نشاطاتها

    والمعروف أن جميع المرشدات يدفعن اشتراكا دوريا محددا لصندوق الفرقة, وتستخدم هذه الاشتراكات لتمويل الفرقة وشراء تجهيزاتها, ويتحول جزء من الاشتراك الدوري الذي تدفعه المرشدة إلى اللجنة العليا للمرشدات, لان هذه اللجنة, تتحمل نفقات جسيمة ودائمة, وغالبا ما تكون الاشتراكات الدورية في صندوق الفرقة أو في صندوق الطليعة غير كافية لتغطية حاجات الفرقة الناشطة, ولابد من البحث عن وسائل لجمع المال, وعندما كان الفرسان في الأزمنة الغابرة يخرجون لأداء مهماتهم كانوا يؤمرون بان يكونوا مقتصدين, وبان يكسبوا المال بالعمل الشريف عندما يحتاجون إليه, بدلا من أن يفرضوا أنفسهم عبثا على سواهم, وأحيانا كان عليهم أن يكسبوا المال ليقدموه إلى ذوي الحاجة, وكان بادن باول يعتقد هذا الأسلوب وضرورة أن تتبعه المرشدات والكشافة على السواء

    ويمكن أن تشكل نشاطات كسب المال نوعا من المتعة للمرشدات, ولاسيما إذا أردت كل مرشدة في الطليعة وفي الفرقة ,نصيبها منها

    وإذا كانت الحاجة إلى المال ملحة وسريعة, فأسهل ما يمكن تنظيمه هو إقامة سوق خيري تأتي إليها ربات البيوت بما تستغنين عنه, ويشترين ما هن بحاجة إليه, ومثل هذه السوق يمكن أن تنظم كصباحية أو أمسية تقدم فيها القهوة مع شيء من التسلية, وقد تتاح فيها الفرصة لبعض المرشدات النشيطات لاستحقاق "وسام المضيفة" ولاستئهال مرشدات أخريات و"وسام المؤانسة"

    أما السوق التي تقام بمناسبة الأعياد أو الربيع فيمكن أن يشكل الإعداد لها متعة فائقة, إذ أنها تتيح المجالات لإبراز مختلف أنواع المهارات ووضعها موضع الممارسة: تلبيس "العرائس" ,وصنع الدمى , وصنع الحلوى والمربيات, وإعداد صناديق النبتات الصغيرة, وأوعية البصيلات, وأصص الاغراس من كل نوع ,أن الفرقة الناشطة من المرشدات تناقش وتبتكر وتتداول الأفكار لإقامة المزيد من النشاطات ..سيع والتسلية الطريفة لاجتذاب الرواد إلى السوق الخيرية وإنجاحها

    وتتطلب خطط جمع المال الطويلة المدى صبر الآهلين واحتمالهم – فالبيت قد يصبح مكانا للتخزين لمواد يمكن الإفادة منها- كالزجاجات الفارغة والصحف والقطع الصوفية العتيقة والطوابع المستعملة والورق المعدني وغيرها, وجمع هذه الأدوات يكون غالبا أيسر في نطاق الطليعة في نطاق الفرقة, إذ تتعهد المرشدة في الطليعة بجلب عدد من الصحف أو العنب أو الزجاجات الفارغة كل أسبوع, وتسلمها إلى المسؤولة عن جمع هذه الأدوات في الطليعة

    والمرشدات لا يكسبن المال لحاجة طليعتهن أو فرقتهن فحسب, بل هن يقتدين بالفرسان القدماء ويعملن على كسب المال وادخاره لمساعدة المحتاجين والبؤساء في بلدهن أو البلدان الأخرى حيث تمس الحاجة إلى المساعدة

    وقد تفرر الفرقة مساعدة مشروع محلي سمي" إنقاذ البصر" نشأ على اثر إعلان فريق من الأطباء الإنكليز إن حالات فقدان البصر الكثيرة المؤلمة لدى الأطفال الهنود سببها نقص في الفيتامين أ وهذا الفيتامين متوفر في الخضر النيئة والتي هي مفقودة في تلك الأجزاء الفقيرة من الهند, وان طبقا صغيرا من هذه الخضر يوميا من شأنه أن يمنع ويشفي حالة العمى تلك, وكان لابد من توفير المال اللازم لشراء الخضر, فوجه صندوق الصداقة نداء بواسطة المرشدات والزهرات لجمع مبلغ خمسة آلاف جنيه إسترليني

    وخلال بضعة اشهر تمكنت المرشدات والزهرات ليس فقط من جمع هذا المبلغ, بل من جمع ضعفه, أي عشرة ألاف جنيه إسترليني, الطرق التي جمع بها هذا المال كانت جديرة بالملاحظة والإعجاب, فضلا عن كونها مسلية وممتعة للمشاركات, لقد جمعت مرشدات إحدى الطلائع مثلا مئات الأصداف التي تتم جمعها أولا ثم غسلها وفرزها ليصنع منها 255 دمية على شكل الفئران, كما تدربت مرشدات إحدى الطلائع على التوازن والمشي عاليا على عكازتين, وقد تمكنت الطليعة بعد التمرس بفن التوازن هذا من إقامة مباراة شيقة ناجحة في إحدى الساحات العامة

    وقامت مرشدة فرقة أخرى بالتدريب على نسج مربعات صوفية في محالك ترابيع, ثم قمن بجمع الصوف من المتبرعين وتبارين في نسج المربعات المتساوية المقاس خلال وقت محدد, وكان ذلك ينطوي على تحديات كثيرة شملت جمع الكمية الأكثر من الصوف, وحياكة العدد الأكبر من الترابيع

    وبعد ذلك خيطت المربعات معا لتصبح أغطية دافئة وقدمت للمسنين المحتاجين

    إن كل ما تفعله المرشدات مبعثه أهمية الطليعة في الدرجة الأولى ,لان كل مشروعات تقريبا توضع أولا في اجتماعات الطليعة

    ويلتقي أفراد الطليعة ليس فقط في اجتماعات الفرقة الأسبوعي, بل يحاولن عقد اجتماعات منتظمة خاصة بهن, وهذه الاجتماعات منتظمة خاصة بهن, وهذه الاجتماعات تحقق للمرشدات المتعة العظمى, لأنها تتيح لهن أن يخترن بأنفسهن ما يردن عمله , وكيف يعملنه, كما يحددن الأماكن التي يرغبن في زيارتها

    وإذا كانت الطليعة غير قادرة على الاجتماع بانتظام, خارج لقاء الفرقة الأسبوعي, فان المرشدات لن تعدم الأشياء المسلية والمفيدة التي يمكن عملها, وما عليها إلا أن تقلب صفحات كتاب الإرشاد الخاص بالمرشدات لنجد فيه طائفة متنوعة من الأفكار والاقتراحات التي تلد لها وتستثير حماستها, وكلها من النوع الذي يهدف إلى تنمية المهارة والقدرة والمعرفة

    وتتوقف النشاطات التي تختصها الطليعة لنفسها على عوامل عدة منها المكان المناسب وحالة الطقس والوقت من السنة (فلكل موسم نشاطاته) وتوفر الاجتماعات التي تعقد داخل البيوت أو القاعات, وكذلك اجتماعات الشتاء, الفرص المواتية لتنمية الكفاءة في بعض المهارات اليدوية, كصنع الدمى الصغيرة, ويمكن أن تستغل هذه التدريبات في مجالات الخير بتقديم الدمى المصنوعة إلى ميتم محلي أو مستشفى للأطفال

    وقد تقرر الطليعة إقامة حفلة موسيقية أو تمثيلية قصيرة لتسلية العجزة أو للترفيه عن المسنين في دور الشيخوخة.

    ويمكن أن تستمر نشاطات الطليعة في الخلاء شتاء, وذلك بتنظيم مسيرة إلى مكان ذي أهمية خاصة كمعبد قديم أو موقع اثري أو حديقة عامة, ويستطيع أفراد الطليعة التدريب على تسلق هضبة عالية, ودراسة تضاريس الأراضي والتكوينات من حولها, ثم رسم الموقع أو تصويره لسجلات الطليعة, وتفيد نشاطات السير هذه في تنمية المهارة على قراءة الخريطة والبوصلة, وبالامكان قطع مسافات طويلة في أثناء مسيرة كهذه في الشتاء, لان الجو البارد يشجع الإنسان على مواصلة الحركة, وتكون معالم المناطق والحدود واضحة في الشتاء بسبب تعري الأشجار والخمائل من أوراقها

    أما المسيرات في الصيف فيمكن أن تمارس فيها نشاطات البحث عن الحيوانات البرية الصغيرة وجمع الحطب وإضرام النار للطهو وتتيح الاجتماعات في الخلاء, في حديقة أو مرج, فرصة جيدة لممارسة الركض والقفز ورمي الكرة, ورمي الحبل, استعدادا لاجتياز وسام الرشاقة

    وإذ تذكر مرشدات الطليعة دائما أهمية خدمة الآخرين, فقد يكون بعض نشاطهن تنظيف أن تعهد حديقة شخص عجوز أو مريض أو معاق

    والواقع أن ليس ثمة نهاية للأشياء التي يمكن للطليعة أن تقوم مجتمعة, شرط أن تحسن المرشدات تنظيم أوقاتهن

    وعلى الرغم من انه يحلو أحيانا الجلوس والتحدث معا, فان المرشدة تعلم أن الدردشة الفارغة المستمرة لا طائل تحتها ولا يمكن أن تحقق شيئا, والأشخاص الذين لا يحققون شيئا سرعان ما يشعرون بالسأم ويتفرق شملهم

    والمرشدات لا يسأمن أبدا, لأنهن كالنحلات دائبات دائما في عمل شيء يساعد الناس, أو شيء ينمي مهارتهن الشخصية وكفاءتهن ليصبحن أكثر قدرة على الخدمة والعطاء الأفضل, شيء يحافظ على صحة عقولهن وسلامة أبدانهن

    الشارات: لابد أنكن لاحظتن أن المرشدات يحملن شارات , على أنهن ولكل من هذه الشارات معنى وغاية خاصة

    بعضها يدل على عضوية المرشدات كشارة "الوعد" (انظري الصفحة 17) والبعض الأخر يدل على اسم الفرقة واسم المدينة (توضع هذه الشارة على مؤخرة المنديل) وهناك أيضا شعار الطليعة, أما الشارات الأخرى فتدل على مدى تقدم المرشدة في حركة المرشدات

    هل لاحظت مثلا شارة النقلة (الحندقوقة) الصفراء الثلاثية الوريقات المثبتة فوق شعار الطليعة؟ أنها الشارة التي تضعها المرشدة في سنتها الأولى, والتي ترمز إلى بنود الوعد الثمانية

    إنها تعني أن المرشدة قد أتمت سنة كاملة كمرشدة, وإنها قد حققت خلال ذلك الوقت تقدما حقيقيا في كل ما قامت به..وحدها ومع طليعتها, ومع فرقتها

    وشارة البنود الثمانية التي تمنح كل عام (نفلة صفراء للسنة الأولى, خضراء للسنة الثانية, حمراء للسنة الثالثة, وزرقاء للسنة الرابعة) هي اكبر الشارات أهمية لأنها تدل على أن المرشدة أصبحت قادرة أكثر فأكثر على تنفيذ وعدها وتطبيق معانيه

    والى جانب هذه الشارات فان بوسع المرشدة الحصول على عدة شارات مهارة,ومن تدعى كذلك لأنها تتعلق بالمهارات التي تميل المرشدات إليها بشكل خاص, وهكذا فان المرشدة الحاذقة في الرقص تستطيع أن تكتسب المزيد من المهارات في هذا الفن استعدادا لنيل شارة الراقصة, وإذا كانت تهتم اهتماما خاصا بالحيوانات البرية, وأنها ستكتشف أشياء جديدة ومثيرة تتصل بحياة هذه الحيوانات وتتعلم كيفية حمايتها استعدادا لنيل شارة "مراقبة الطيور" أو شارة " عالمة الطبيعة"

    ولربما رغبت المرشدة في اكتشاف هوايات مثيرة أخرى, وفي هذه الحال عليها استخدام دليل المرشدات, لاختيار شارات المهارات الجديدة التي يمكن أن تسعى لنيلها, مثل "مكافحة الحريق" ,قراءة الخرائط, الفنانة, الملاحة, مانعة الحوادث, صديقة الصم, الفارسة, هاوية الموسيقى, المتزلجة, المصورة , الرياضية , البستانية, المؤانسة, القارئة, الكاتبة, ...إلى أخر ما هنالك من المهارات التي لا حد لها

    وتستطيع المرشدة الجديدة أن لبدا العمل فورا التحاقها بالحركة لنيل شارات المهارة, كما يمكنها حمل هذه الشارات طيلة الوقت الذي تقضيه مع الفرقة

    وهناك شارات تدعى" شارات الخدمة" وعلى المرشدة التي تنال إحدى هذه الشارات أن تستحقها ثانية بعد سنتين, وألا فقدتها, وهذه الشارات تتطلب درجة عالية المستوى في خدمة الناس, وتتضمن موضوعات كالإسعاف الأولي, والتمريض المنزلي, وإنقاذ الغرقى, والمساعدة في حالات الطوارئ ,وأعمال الإنقاذ



    ومن الشارات التي يمكن للمرشدة أن تحضى بها وان تفخر بحملها شارة الخدمة المذهبة, وهي تمنح للمرشدة التي تكون قد استمرت في تقديم خدمات شخصية لفرد أو جماعة طوال أربعة شهور على الأقل, أو تكون قد قضت أربعين ساعة في السنة على الأقل في القيام بخدمات للآخرين, وهذه الشارة يجب أن يتجدد استحقاقها أيضا كل سنتين, وألا يسقط الحق في حملها

    اجل, هناك أشياء كثيرة سامية يمكن أن تمارسها المرشدات في نشاطاتهن, ولاشك أن لهذه الكثيرة في الأشياء مخاطرها أيضا, فعند عرض أفكار عديدة, هنالك خطر وقوع المرشدة في حيرة الاختيار, فتقلب الرأي كثيرا وتعالج الأمور بسطحية دون أن تنجز منها شيئا على الوجه المطلوب, ولكي تتحاشى الطليعة الانحراف في مثل هذا الدوران حول الأفكار دونما إنجازات,يمكنها – إذا رغبت – التدرب على ممارسة تحديات خاصة محدودة, وعند اجتياز هذه التحديات تمنح الطلائع الناجحة أعلاما تعرف باسم أعلام خدمة الطليعة

    وبالطبع فان هذه الأعلام تمنح للطليعة التي تكون أفرادها قد عملن معا, ويلعن درجة رفيعة المستوى في كل ما قمن به من إنجازات ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق التفكير السليم والتخطيط الدقيق من قبل الطليعة, وليس مثل هذه الإنجازات صعبا كما يبدوا للوهلة الأولى , لأنه عندما تعمل الطليعة كلها معا, مستفيدة من القدرة الخاصة لكل مرشدة, ابتداء بإحداث عضو فيها وانتهاء بعريفة الطليعة ذات الخبرة والتجربة, فكل صعب يهون

    وتشمل جوائز الأعلام مدى واسعا من النشاطات- من استكشاف مجرى نهر أو اثر قديم, أو تسلية ولد صغير بدمى مصنوعة باليد, إلى طهو وجبة للطليعة كلها على نار توقد في العراء, أو إعداد وتقديم منهاج كامل لسهرة نار المخيم, إلى نقل وسائل عبر مسافة طويلة بوسائل متنوعة, أو صنع أدوات خشبية تستعمل في المخيم

    المخيم: انه عالم سحري للعديد من المرشدات, انه فرصة المرشدة, لقضاء أسبوع ممتع أو أكثر مع صديقات لها, ولاختبار متعة الحياة تحت سقف من القماش في الخلاء الواسع

    انه الفرصة السانحة لممارسة نشاطات وأمور عديدة لعل المرشدة لم تختبرها ألا في الحديقة أو الحقل أو الملعب, أن نصب خيمة تأوين إليها وتنعمين بالنوم في داخلها هو اشد إثارة بكثير من نصب خيمة لمجرد التدريب على طريقة نصبها, وهنالك أيضا فن ومتعة في طريق لف فراش المخيم ونضده عاليا عن الأرض في أثناء النهار فوق حامل تصنعينه بنفسك , وسرعان ما ستكتشفين أن كانت مهارتك, في اختيار الأخشاب المناسبة, وربط القطع جيدا بعضها ببعض قد بلغت المستوى المطلوب أم لا وكثيرا ما يبدو الحامل الذي تقيمينه متينا ومتقنا عندما تنظرين إليه ولكنه ينهار بسرعة تحت ثقل الفراش الملفوف, وهذا أيضا هو جزء من المتعة, فالمرشدة ,كغيرها من الناس, تتعلم بسرعة من أخطائها

    مطبخ المخيم يختلف كثيرا عن مطبخ البيت, ويوفر فرصا كثيرة من الدواهي المسلية, حتى البخة اللاصقة في قعر القدر, والبطاط التي تحزرت يداك وأنت تقشرينها, وقطع الخبز اليابسة , يكون لها مسلق مختلف وجودة غير متوقعة عندما تطهى أو تحمص فوق النار أو الموقد في مطبخ المخيم, وتشتد الشهية لتناول الطعام في الهواء الطلق, ولا مجال هناك للتبرم أو التفتق حول نوعية الطعام, فكله شهي وسائغ

    وفي المخيم تتاح الفرصة للمرشدة, في أن تكتشف جمال النجوم وروعتها, ربما للمرة الأولى في حياتها, كما تستطيع المشاركة في الألعاب الواسعة المدى على مساحات شاسعة من الأرض, ف تنضمن مهارات اقتفاء الأثر والتتبع, ربما لاكتشاف كنز مخبأ أو الاستيلاء على معقل طليعة أخرى, فنضع موضع التنفيذ خبرتها النظرية في قراءة الخرائط, أو في تتبع مسار معين مستعينة باتجاهات البوصلة

    وقد تتاح للمرشدة فرصة زيارة مزرعة محلية, ومؤانسة الحيوانات, وتعلم شيء عن حياة المزارع الحافلة بشتى النشاطات, والتعرف إلى زوجته ومعاونيه

    ولعل ابرز النشاطات وأمتعها في حياة التخييم هو مباهج نار المخيم وأغاني الأمسيات, إن إنشاد أغاني المرشدات والكشافة في أي وقت هو بحد ذاته فرح وبهجة, ولكن الجلوس حول نار عارمة متأججة, في صقيع الأمسيات تحت القبة الزرقاء, مع شميم رائحة البطاط مثلا وهي تشوى وسط الرماد اللاهب, هو من المتعة والنشوة بحيث تعجز الكلمات عن وصفه

    وللمرشدات نشيد خاص ينشدنه في ختام كل حدث من نشاطاتهن يسمى نشيد النقر, إذ كانت العادة في الأصل أن يرافق هذا النشيد نقرا على الطبل كان الجيش الأمريكي يعتمده إشارة للآوي إلى الفراش, ثم أصبحت هذه الإشارة فيما بعد نداء بوق, أن سماع هذا النشيد المؤثر مع هبوط الليل حول الجمرات الذاوية من نار المخيم هو اختبار محبب شديد الوقع لا تنساه المرشدات ويذكره أفراد المخيم طويلا, فلكلمات هذا النشيد معنى خاص في مثل ذلك الموقف وتلك الأوضاع

    اجل, إن "الله قريب" تلك هي حقيقة تضعها, المرشدات نصب أعينهن طوال سنوات عملهن كمرشدات, وفي البند الأول من الوعد الذي تأخذه المرشدة على نفسها تقول: "اعد بان أقوم بواجبي نحو الله". وهي إذ تقول ذلك إنما تضع الله في حياتها حيثما يجب أن يكون – في المقام الأول

    وكثير من فرق المرشدات ينظم لقاءات دينية توجيهية منتظمة, تجد فيها المرشدات عونا لها في معرفة المزيد عن الخالق العظيم وفي التعرف إلى الطريقة الفضلى التي تستطيع أن تخدمه بها

    ومن الطرق الفضلى التي تستطيع المرشدة بها أن تخدم الله تنمية المهارات والمواهب التي منحها الله إياها, وتسخيرها لخدمة الناس

    إن فترة الخدمة هذه تبدأ مع "الزهرات" عندما تتلوا "الزهرة" الجديدة مواد القانون في احتفال "الوعد" الذي يقام لها, وهذا القانون ينص على أن الزهرة تفكر في الآخرين قبل أن تفكر في نفسها وتقوم بعمل خير واحد على الأقل كل يوم , ولكن في حين تشجع الزهرة على أن تسجل أعمال الخير التي تقوم بها وان تبحثها مع قائدتها المسؤولة كجزء من تظهر من العادات الحسنة لديها, وان المرشدة لا تتحدث عن هذه الأعمال, بل تقوم بها بصمت وفعالية دون تفكير بأي مكافأة ,وقد تكون أعمال الخير هذه أمورا عادية بسيطة كأن تمسك بالباب مفتوحا أمام أناس يسيرون خلفها بدلا من أن تتركه يغلق في وجوههم, لم يمكن أن يكون عمل الخير بطوليا رائعا كانتشال ولد غريق من النهر, فكلا العملين من أعمال الحسنة ينم الأول عن فضيلة التفكير في الآخرين والاهتمام بهم لدى المرشدة, ويتحقق الثاني بسرعة خاطرها وكفاءتها البدنية

    تستطيع المرشدة أن تبقى في الفرقة حتى بلوغها الخامسة عشرة من عمرها, ولكن بوسعها, بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة, أن تنتقل إلى وحدة المنجدات إذا كان ثمة وحدة منها في منطقتها, وستجد هناك نشاطات ومغامرات جديدة تنتظرها, ولكن على مستوى الراشدين, وتؤكد المنجدة في حفل ترفيعها أن مسؤوليتها الخاصة ترتكز في خدمة المجتمع, إنها تنظر الآن إلى نطاق أوسع كما علم مؤسس الحركة روبرت بادن باول جميع الكشافين والمرشدات أن يفعلوا

    وفي وحدة المنجدات ستتاح الفرصة أمام المرشدة لتطوير ورفع مستوى المهارات التي سبق لها أن تعلمتها من فرقة المرشدات- مهارات في الإسعاف الأولي, والحضانة المنزلية, وأعمال البيت, والعناية بالأطفال, وفي الصناعات الخلاقة والقدرات البدنية وقد تتوافر لها فرص مغامرات اكبر, كمتعة استكشاف الجوار على ظهر جواد, أو الابتهاج بنشوة التجذيف وتسلق الجبال والصخور, ولديها دائما مجالات الاشتراك, في المخيمات والقيام بمختلف النشاطات الاجتماعية مع الجوالة, أو زيارة المنجرات في بلدان أخرى, كما يمكنها تعلم قيادة الطائرات وتعهدها, وكذلك قيادة القوارب, وإصلاح السيارات, وممارسة التزلج بكفاءة ودربة

    أن ما يجمع هذه المغامرات المثيرة كلها, وكل النشاطات والخدمات التي تقوم بها المرشدة أو المنجدة, هو الوعد- الذي هو أساس حركتي الكشافة والمرشدات



    برنامج البنود الثماينة

    هنالك ثمانية مجالات أمام المرشدة ترتادها وتستمتع بها, وكل واحد من هذه المجالات ينطوي على أفاق واسعة للخبرة المثيرة والمغامرة واستخدام المهارات, وفوق كل ذلك لتقديم الخدمة



    رسم



    أشعة النجمة الثمانية تنبثق من الوعد, نقطة المركز لجميع نشاطات المرشدات
    القائد محمد
    القائد محمد


    عدد المساهمات : 655
    تاريخ التسجيل : 04/03/2010

    المرشدات Empty رد: المرشدات

    مُساهمة من طرف القائد محمد الإثنين مايو 17, 2010 3:53 am

    لك الف تحية على هذه المواضيع الرائعة دمتا الى الحركة الكشفية ودامت صحتك قائد وحدة الاشبال

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 4:44 pm