اكتشاف «هياكل بشرية» عمرها مليوني
عام
اكتشاف «هياكل بشرية» عمرها مليوني عام
اكتشف علماء في جنوب إفريقيا حفريات عظمية بشرية يعتقد أنها
قد تعود لأم وابنها، ويرجع عمرها إلى نحو مليوني عام. ويعتقد فريق
الباحثين الذي اكتشف الحفريات في كهف مالابا بمنطقة ستيركفونتين جنوب مدينة
جوهانسبرغ أن هذا الاكتشاف يمثل حلقة مهمة مفقودة في تاريخ تطور ما يسمى
الإنسان القرد، والإنسان السابق للإنسان الحالي. وعثر العلماء على الحفريات
بين بقايا عظمية لقطط متوحشة وظباء وفئران في مجرى مائي جاف، ويقدرون سن
المرأة بأنها تراوح بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات، بينما يراوح
عمر الطفل بين 11- 13
عاماً.
كما يعتقد هؤلاء وهم من جامعة ويتووتر ستاند أن المرأة
والطفل سقطا خطأ في المجرى، لأنهم لم يعثروا على آثار هجمات لحيوانات
مفترسة.
وقد يحدث هذا الاكتشاف «ثورة في فهم الإنسان للتطور
البشري» حيث يجسد الهيكل شبه التام للطفل تصوراً افضل لشكل الاجداد الأوائل
للبشر، وكان طول كل من المرأة والطفل متراً و27 سنتيمتراً عند وفاتهما، وكان وزن المرأة 33 كيلوغراماً ووزن الطفل 27
كيلوغراماً.
ويقول علماء إنه تم اكتشاف هياكل وعظام لأنواع بشرية ذات
طبيعة انتقالية وأخرى من حقب مختلفة، لكنّ اياً من تلك الاكتشافات لم يساعد
على التوصل الى معلومات حاسمة، بينما يجدد هذا الكشف الجديد الجدل العلمي
حول نظرية داروين للتطور، ومدى صواب ما ذهب اليه في بعض اجزائها لأن المرأة
والطفل يمثلان سلالة بشرية جديدة تسمى «أوسترالوبثيكاس سيديبا»، وعثر على
الهيكل العظمي لكل منهما شبه متكامل على شكل رسوبيات نتيجة انهيار ثلجي.
ومهد إنسان «أوسترالوبثيكاس سيديبا» الطريق لظهور جماعة
جديدة سميت «هومو» التي ينحدر منها الإنسان الحالي.
وقال عالم الحفريات في جامعة ويتوترزراند وأحد اعضاء
الفريق لي بيرغر إن «الهيكل العظمي لكل من المرأة والغلام هما الاكتشاف
الأكثر اكتمالاً وإثارة للجدل حتى الآن».
من جانبه، امتدح زميله في الفريق ميفي ليكي وهو عالم حفريات
في المتاحف الوطنية في كينيا الاكتتشاف، وقال «إنه كشف جديد قيم وله
اهميته العلمية الكبيرة»، وذكر علماء آخرون في الحفريات أنه «أمكن من خلال
النظر الى قطع العظام وتحليلها تقدير التاريخ الذي يعود اليه الاكتشاف
الجديد ومعرفة الهيكل العظمي لكل من المرأة والصبي يوفران قاعدة اساسية لحل
لغز ظهور انواع جديدة من السلالات البشرية، ما يساعد على فهم التطور
البشري وتخفيف حدة الجدل العلمي حول بعض القضايا المحورية في تاريخ تطور
السلالات».
وأضاف «تبين العظام علامات مهمة على اشكال بشرية للإنسان
العاقل الحالي والإنسان القرد السابق له، فالذراع على سبيل المثال طويلة،
وتشبه ذراع القرد، والساقان أكثر طولاً،والحوض صغير الحجم وقريب من حجم حوض
الإنسان الحديث ». وبالنسبة لجمجمة الصبي فهي مزيج بين السلالات القديمة
والحديثة وصغيرة الحجم ولا تتناسب مع الجسد وتحتوي دماغاً أكبر بقليل من
دماغ انسان «أوسترالوبثيكاس سيديبا» وأنفه بارز نسبياً وأضراسه صغيرة الحجم
نسبياً، بينما بدتت عظمات وجنتيه أقل بروزاً وتشبه مثيلاتها في وجه سلالة
الـ«هومو» المتأخرة التي تسبق الإنسان الحالي. وبالنسبة لدور انسان
«أوسترالوبثيكاس سيديبا» وأهميته في مسيرة التطور البشري يطرح بيرغر
احتمالين، الأول انه قد يمثل نهاية لعملية التطور البشري لسلالات منذ بدء
ظهورها وحتى انقراضها، ويقول بيرغر «يشبه الأمر أن نشهد تجربة من اولها الى
آخرها بلا انقطاع»، وأما الاحتمال الثاني والذي يميل الى تفضيله فهو أنها
قد تكون من اسلاف سلالة الـ«هومو»، ويؤيده في هذا الرأي أكثر علماء
الحفريات. ويقول عالم الحفريات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي - تيم وايت -
الذي اكتشف فريقه أخيراً هيكلاً عظمياً من سلالة «أرديبيثيكاس راميداس»
يعود تاريخه الى 5.4 ملايين سنة، إنه يعتقد بصدق
وجود سلالة «أوسترالوبثيكاس سيديبا»، ويؤيده في هذا عالم الحفريات في جامعة
اريزونا وليام كيمبل، الذي قال إنه يميل الى تأييد ما قاله بيرغر عن ان
الهيكل العظمي لكل من المرأة والطفل يحملان دليلاً على الانتماء الى بواكير
سلالة الـ«هومو»، ويعطيان إشارات عن كيفية التغيير الذي طرأ على تطور
الجماعات البشرية الأولى من سلالة الـ«هومو» من حيث العمر والتغيرات التي
طرأت على شكل الوجه والأسنان وأحجام الحوض والأطراف والدماغ.
ولم تنته مهمة بيرغر وفريقه بعد، فهم يعكفون على دراسة
وتحليل هيكلين عظميين جديدين لامرأة ورضيع في الموقع ذاته، ويقوم بما وصفه
بأنه «أفضل عملية اعادة تركيب هيكل عظمي بشري في العالم» حتى يتوصل الى
افضل فهم ممكن لوجه الطفل وأي الأشكال أو الأنماط التي هو شديد الشبه بها.
ملاحظة
هامة جدا: هذا المقال للاطلاع و المتابعة و ليس لتصديق أو الايمان به.
بسم الله الرحمن الرحيم:
(والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين, لقد خلقنا
الانسان في أحسن تقويم)
صدق الله العظيم.
منقول لتعميم الفائدة