الثورة الجزائرية
لقد قامت الثورة الجزائرية المسلحة في سنة 1954 في عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة والتي تميزت سياستها تجاه حركات التحرر بالغطرسة والمغالبة والعناد وجنون العظمة ،جاهلة أو متجاهلة المستخدمات الكبيرة التي حفل بها العالم الجديد بفعل الحرب العالمية الثانية وتدهور مكانة فرنسا الدولية وقواتها وتهمشاتها وتقربها من حلفائها ،الذين أبعدوها في مؤتمر يالطا (4-11-45) كما كانت مدينة في تحريرها من بطش النازية للجيش لأمريكي والبريطاني بقيادة الجينيرال (دوانت إزنهاور) الأمريكي حتى سميت فرنسا الدولة النصف المنتصر في الحرب وأن الثورة الجزائرية في الأول من نوفمبر 1954 لم تتغير طبيعة السياسة الاستعمارية الفرنسية والتي ظلت رهينة الأساطير والأوهام والأطماع ووصلت قواتها العسكرية بالجزائر إلى 400 ألف جندي سنة 1956م. و لقد توالت النكسات الاستعمارية الفرنسية عسكريا وسياسيا وتعاقبت الأزمات والانقسامات الداخلية بفرنسا وتأكدت محدودية سياسة القوة العسكرية بقمع الثورة الجزائرية وظهرت أصوات تنادي بالتعقل والحكمة والتفاوض مع جبهة التحرير الوطني واختيار الحل السلمي حفاظا على المصالح الفرنسية بالجزائر والتخلي على الأساطير والأطماع الجنونية التي تجاوزها الزمن ومنطق العصر وتصاعد حركات التحرر ضد الاستعمار في كل مكان. دامت الثورة التحررية سبع سنوات ونصف استعمال الاستعمار خلالها مختلف الأساليب الجهنمية ضد الجزائريين, من تشريد وحصار وتعذيب وتقتيل للقضاء على الثورة ،غير أن صمود الجزائريين ومأقدموه من التضحيات الجسام أفشل جميع خطط الاستعمار وأحيرته على التفاوض والاعتراف بالاستقلال ،وقد دفع قرابة المليون و النصف مليون شهيد جزائري ارواحهم في سبيل تحقيق ذلك و من بين هؤلاء الابطال :
*الشهيد ديدوش مراد:ولد سنة 1927م بمدينة الجزائر ،تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939م وشهادة الأهلية عام 1934م، عمل في شركة السكك الحديدية بقسنطينة ،ونشأ على كره الاستعمار ،فإنخرط منذ صغره في صفوف الكشافة الجزائرية ثم في حزب الشعب الجزائري سنة 1943م ،كما ساهم في تكوين المنظمة السرية للتحضير للثورة المسلحة ،شارك في تحرير نداء أول نوفمبر الموجه إلى الشعب الجزائري ،وعين قائدا للولاية الثانية (شمال قسنطينة) في شهر أكتوبر 1954م. و في 18-01-1955م قاد معركة قرب قرية سمندو ولاية سكيكدة مع يوسف زيغود حيث إستشهد فيها. استشهد بحبه للوطن والشجاعة والكفاءة العالية في القيادة والتنظيم
*الشهيد العربي بن مهيدي ولد في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي. دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" بـبسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتياناعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.[1] قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه . [2]
*الشهيد زيغود يوسف: ولد في 18 فيفري 1921 ، بقرية "سمندو" التي تحمل اليوم اسمه وتقع شمال قسنطينة ، زاول تعليمه في الكتاتيب لحفظ القرآن كما درس في المدرسة الابتدائية ونال شهادة التعليم الابتدائي. ولأسباب كثيرة توقف عن متابعة تعليمهبعد استشهاد البطل ديدوش مراد، تولى زيغود يوسف خلافته ومن موقع هذه المسؤولية قام بتنظيم الهجوم الشهير ، هجوم 20 أوت 1955 الذي كان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير ، بعد عام كامل وفي 20 أوت 1956 انعقد مؤتمر الصومام الذي وضع الهياكل التنظيمية للثورة وعُيِّن زيغود يوسف عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية مع ترقيته إلى رتبة "عقيد" في جيش التحرير وتأكيده قائدا للولاية الثانية. بعد عودته إلى الولاية الثانية وشروعه في تنفيذ قرارات المؤتمر ، وخلال إحدى جولاته لتنظيم الوحدات العسكرية سقط زيغود يوسف شهيدا في كمين وضعه العدو يوم 23 سبتمبر 1956 وعمره لم يتجاوز 35 سنة.
*الشهيد عبان رمضان: ولد عبان رمضان في 1920 بقرية عزوزة التابعة إداريا لبلدية الاربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو بالجزائر، نشأ في أسرة متوسطة ميسورة الحال فطنته وشجاعته وحبه للعمل السبب الرئيسي في تفوقه في الدراسة فقد نال شهادة البكالوريا بثانوية البليدة عام 1941واشتغل مباشرة ككاتب عام ببلدية شلغوم العيد كان من المتتبعين للوضع الأمني السائد انذاك إذ جند في الحرب العالمية الثانية برتبة ضابط صف وبعده التحق مباشرة بصفوف حزب الشعب الجزائري الذي تأسس في 1937 في فرنسا ويعتبر امتدادا لحزب نجم شمال أفريقيا كما كان عبان رمضان عضوا في المنظمة السرية ومسؤولا في العديد من ولايات الوطن كسطيف ووهران وكان قد شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 ألقي عليه القبض عام 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بفرنسا و500 ألف فرانك فرنسي كغرامة مالية بتهمة مساسه بأمن الدولة وكان عبان رمضان قد ذاق ويلات السجن حيث سجن في كل من بجاية وبومرداس والحراش وفي عام 1952 تم طرده خارج الحدود ليدخل في اضراب عن الطعام لمدة 36 يوما عام بعد ذلك أي في 1953 تم نقله إلى فرنسا ولكنه عاد في 1954 إلى الجزائر والتحق مباشرة بالثورة بعد اتصاله مع العقيد "اعمر اوعمران" وكلف بتنظيم شبكة المناضليين بالعاصمة ولعب دورا أساسيا في اعداد وثائق مؤتمر الصومام وكان صاحب فكرة اولوية الداخل على الخارج واولوية السياسي على العسكري وكان عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ واشرف على إنشاء جريدة المجاهد بالعاصمة وأول من فكر في إنشاء نشيد وطني وقد توفي عبان رمضان على حساب ما يقال انه توفي في المغرب سنة 1958 بعد مؤامرة من زعماء لجنة التنسيق والتنفيذ.
*الشهيد أحمد زبانة: أحمد زبانة (اسمه الحقيقي: أحمد زهانة)، ولد سنة 1926 في زهانة على بعد 32 كم من وهران. هو شهيد جزائري نشأ وسط عائلة متكونة من ثمانية أطفال وهو الرابع بين إخوته. تم الحكم عليه بالإعدام في 21 أبريل 1955 من المحكمة العسكرية بوهران وتم تنفيذ الحكم في 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا بواسطة المقصلة وكان أول من ينفذ فيه هذا النوع من الإعدام. وكان لهذه العملية صداها الواسع على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الخارجي أبرزت الصحف، صفحاتها الأولى صورة زبانة وتعاليق وافية حول حياته. أما داخليا فقد قام في اليوم الموالي أي 20 يونيو 1956 جماعة من الفدائيين بناحية الغرب بعمليات فدائية كان من نتائجها قتل سبعة وأربعين شخص متهم بالعمالة وإعدام سجينين فرنسيين.
* الشهيد عيسات ايدير: ولد في قرية جمعة صهاريج قرب مدينة تيزي وزو عام 1919 من عائلة فلاحية متواضعة الحال. تلقى تعليمه الابتدائي بقريته ومنها انتقل إلى مدرسة تكوين الأساتذة ببوزريعة لمواصلة دراسته ومن هذه الأخيرة انتسب للمعهد الثانوي الفرنسي بتيزي وزو واستمر في هذا المعهد حتى حصوله على شهادة الطور الأول من التعليم الثانوي، إلا أن الحال الاقتصادية لأسرته حالت دون الاستمرار في الإنفاق عليه مما أرغم على ترك مقاعد الدراسة. ألقي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية كما في يوم 23 ماي 1956 بسبب نشاطه النقابي وأدخل سجن البرواقية، ومنه إلى عدة محتشدات سان لو ،آفلو، بوسوي، ومن هذا الأخير نقل إلى العاصمة ليوضع بسجن برباروس. ومن التهم التي ألصقتها به السلطات الاستعمارية تهمة ؛ النيل من أمن الدولة الفرنسية الخارجي.وفي يوم 13 جانفي 1959 أصدرت المحكمة العسكرية حكمها ببراءته. ولكن بالرغم من تبرئته فإنه لم يطلق سراحه وإنما نقل من جديد إلى محتشد بئر تراريا حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب وأقساها مما أضطر بإدارة المحتشد إلى نقله إلى المستشفى العسكري. توفي عيسات إيدير في 26 جويلية 1959 متأثرا بالتعذيب المسلط عليه. أثار اغتيال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين موجة واسعة من الاستنكار والسخط في أنحاء عدة من العالم. وقد وردت برقيات الاحتجاج والاستنكار من المنظمة العالمية للنقابات الحرة وجامعة النقابات العالمية والاتحاد العالمي للزراعيين والنقابيون العرب والنقابات الشيوعية الفرنسية. ولم تكتف هذه الهيئات بالاستنكار وإنما طالبت الحكومة الفرنسية بتسليط الضوء على الظروف الغامضة التي رافقت عملية استشهاده.
*الشهيدة حسيبة بن بوعلي: من مواليد 18 جانفي 1938، بمدينة الشلف، نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الإبتدائي بمسقط رأسها. وبعد انتقال عائلتها إلى الجزائر العاصمة سنة 1948 واصلت تعليمها هناك، وإنضمت إلى ثانوية عمر راسم وإمتازت بذكائها الحاد. ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
مع مطلع سنة 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سنّ السابعة عشر كمساعدة إجتماعية، ولكن نشاطها الفعال برز سنة 1956 حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. وأستغلت وظيفتها بمستشفى مصطفى باشا للحصول على مواد كيمياوية تساعد في صنع المتفجرات، وكان لها - رفقة زملائها- دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر خاصة بعد التحاقها نهائيا بالمجاهدين بحي القصبة ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956 بعد اكتشاف أمرها.واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان اختفائها من طرف قوات العدو التي حاصرت المكان.
في 8 أكتوبر عام 1957 استشهدت حسيبة بن بوعلي حين قام الاستعمار الفرنسي بنسف المنزل الذي كان يأويه رفقة علي لابوانت ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، فسقط الأربعة.
لقد قامت الثورة الجزائرية المسلحة في سنة 1954 في عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة والتي تميزت سياستها تجاه حركات التحرر بالغطرسة والمغالبة والعناد وجنون العظمة ،جاهلة أو متجاهلة المستخدمات الكبيرة التي حفل بها العالم الجديد بفعل الحرب العالمية الثانية وتدهور مكانة فرنسا الدولية وقواتها وتهمشاتها وتقربها من حلفائها ،الذين أبعدوها في مؤتمر يالطا (4-11-45) كما كانت مدينة في تحريرها من بطش النازية للجيش لأمريكي والبريطاني بقيادة الجينيرال (دوانت إزنهاور) الأمريكي حتى سميت فرنسا الدولة النصف المنتصر في الحرب وأن الثورة الجزائرية في الأول من نوفمبر 1954 لم تتغير طبيعة السياسة الاستعمارية الفرنسية والتي ظلت رهينة الأساطير والأوهام والأطماع ووصلت قواتها العسكرية بالجزائر إلى 400 ألف جندي سنة 1956م. و لقد توالت النكسات الاستعمارية الفرنسية عسكريا وسياسيا وتعاقبت الأزمات والانقسامات الداخلية بفرنسا وتأكدت محدودية سياسة القوة العسكرية بقمع الثورة الجزائرية وظهرت أصوات تنادي بالتعقل والحكمة والتفاوض مع جبهة التحرير الوطني واختيار الحل السلمي حفاظا على المصالح الفرنسية بالجزائر والتخلي على الأساطير والأطماع الجنونية التي تجاوزها الزمن ومنطق العصر وتصاعد حركات التحرر ضد الاستعمار في كل مكان. دامت الثورة التحررية سبع سنوات ونصف استعمال الاستعمار خلالها مختلف الأساليب الجهنمية ضد الجزائريين, من تشريد وحصار وتعذيب وتقتيل للقضاء على الثورة ،غير أن صمود الجزائريين ومأقدموه من التضحيات الجسام أفشل جميع خطط الاستعمار وأحيرته على التفاوض والاعتراف بالاستقلال ،وقد دفع قرابة المليون و النصف مليون شهيد جزائري ارواحهم في سبيل تحقيق ذلك و من بين هؤلاء الابطال :
*الشهيد ديدوش مراد:ولد سنة 1927م بمدينة الجزائر ،تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939م وشهادة الأهلية عام 1934م، عمل في شركة السكك الحديدية بقسنطينة ،ونشأ على كره الاستعمار ،فإنخرط منذ صغره في صفوف الكشافة الجزائرية ثم في حزب الشعب الجزائري سنة 1943م ،كما ساهم في تكوين المنظمة السرية للتحضير للثورة المسلحة ،شارك في تحرير نداء أول نوفمبر الموجه إلى الشعب الجزائري ،وعين قائدا للولاية الثانية (شمال قسنطينة) في شهر أكتوبر 1954م. و في 18-01-1955م قاد معركة قرب قرية سمندو ولاية سكيكدة مع يوسف زيغود حيث إستشهد فيها. استشهد بحبه للوطن والشجاعة والكفاءة العالية في القيادة والتنظيم
*الشهيد العربي بن مهيدي ولد في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي. دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" بـبسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتياناعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.[1] قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه . [2]
*الشهيد زيغود يوسف: ولد في 18 فيفري 1921 ، بقرية "سمندو" التي تحمل اليوم اسمه وتقع شمال قسنطينة ، زاول تعليمه في الكتاتيب لحفظ القرآن كما درس في المدرسة الابتدائية ونال شهادة التعليم الابتدائي. ولأسباب كثيرة توقف عن متابعة تعليمهبعد استشهاد البطل ديدوش مراد، تولى زيغود يوسف خلافته ومن موقع هذه المسؤولية قام بتنظيم الهجوم الشهير ، هجوم 20 أوت 1955 الذي كان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير ، بعد عام كامل وفي 20 أوت 1956 انعقد مؤتمر الصومام الذي وضع الهياكل التنظيمية للثورة وعُيِّن زيغود يوسف عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية مع ترقيته إلى رتبة "عقيد" في جيش التحرير وتأكيده قائدا للولاية الثانية. بعد عودته إلى الولاية الثانية وشروعه في تنفيذ قرارات المؤتمر ، وخلال إحدى جولاته لتنظيم الوحدات العسكرية سقط زيغود يوسف شهيدا في كمين وضعه العدو يوم 23 سبتمبر 1956 وعمره لم يتجاوز 35 سنة.
*الشهيد عبان رمضان: ولد عبان رمضان في 1920 بقرية عزوزة التابعة إداريا لبلدية الاربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو بالجزائر، نشأ في أسرة متوسطة ميسورة الحال فطنته وشجاعته وحبه للعمل السبب الرئيسي في تفوقه في الدراسة فقد نال شهادة البكالوريا بثانوية البليدة عام 1941واشتغل مباشرة ككاتب عام ببلدية شلغوم العيد كان من المتتبعين للوضع الأمني السائد انذاك إذ جند في الحرب العالمية الثانية برتبة ضابط صف وبعده التحق مباشرة بصفوف حزب الشعب الجزائري الذي تأسس في 1937 في فرنسا ويعتبر امتدادا لحزب نجم شمال أفريقيا كما كان عبان رمضان عضوا في المنظمة السرية ومسؤولا في العديد من ولايات الوطن كسطيف ووهران وكان قد شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 ألقي عليه القبض عام 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بفرنسا و500 ألف فرانك فرنسي كغرامة مالية بتهمة مساسه بأمن الدولة وكان عبان رمضان قد ذاق ويلات السجن حيث سجن في كل من بجاية وبومرداس والحراش وفي عام 1952 تم طرده خارج الحدود ليدخل في اضراب عن الطعام لمدة 36 يوما عام بعد ذلك أي في 1953 تم نقله إلى فرنسا ولكنه عاد في 1954 إلى الجزائر والتحق مباشرة بالثورة بعد اتصاله مع العقيد "اعمر اوعمران" وكلف بتنظيم شبكة المناضليين بالعاصمة ولعب دورا أساسيا في اعداد وثائق مؤتمر الصومام وكان صاحب فكرة اولوية الداخل على الخارج واولوية السياسي على العسكري وكان عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ واشرف على إنشاء جريدة المجاهد بالعاصمة وأول من فكر في إنشاء نشيد وطني وقد توفي عبان رمضان على حساب ما يقال انه توفي في المغرب سنة 1958 بعد مؤامرة من زعماء لجنة التنسيق والتنفيذ.
*الشهيد أحمد زبانة: أحمد زبانة (اسمه الحقيقي: أحمد زهانة)، ولد سنة 1926 في زهانة على بعد 32 كم من وهران. هو شهيد جزائري نشأ وسط عائلة متكونة من ثمانية أطفال وهو الرابع بين إخوته. تم الحكم عليه بالإعدام في 21 أبريل 1955 من المحكمة العسكرية بوهران وتم تنفيذ الحكم في 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا بواسطة المقصلة وكان أول من ينفذ فيه هذا النوع من الإعدام. وكان لهذه العملية صداها الواسع على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الخارجي أبرزت الصحف، صفحاتها الأولى صورة زبانة وتعاليق وافية حول حياته. أما داخليا فقد قام في اليوم الموالي أي 20 يونيو 1956 جماعة من الفدائيين بناحية الغرب بعمليات فدائية كان من نتائجها قتل سبعة وأربعين شخص متهم بالعمالة وإعدام سجينين فرنسيين.
* الشهيد عيسات ايدير: ولد في قرية جمعة صهاريج قرب مدينة تيزي وزو عام 1919 من عائلة فلاحية متواضعة الحال. تلقى تعليمه الابتدائي بقريته ومنها انتقل إلى مدرسة تكوين الأساتذة ببوزريعة لمواصلة دراسته ومن هذه الأخيرة انتسب للمعهد الثانوي الفرنسي بتيزي وزو واستمر في هذا المعهد حتى حصوله على شهادة الطور الأول من التعليم الثانوي، إلا أن الحال الاقتصادية لأسرته حالت دون الاستمرار في الإنفاق عليه مما أرغم على ترك مقاعد الدراسة. ألقي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية كما في يوم 23 ماي 1956 بسبب نشاطه النقابي وأدخل سجن البرواقية، ومنه إلى عدة محتشدات سان لو ،آفلو، بوسوي، ومن هذا الأخير نقل إلى العاصمة ليوضع بسجن برباروس. ومن التهم التي ألصقتها به السلطات الاستعمارية تهمة ؛ النيل من أمن الدولة الفرنسية الخارجي.وفي يوم 13 جانفي 1959 أصدرت المحكمة العسكرية حكمها ببراءته. ولكن بالرغم من تبرئته فإنه لم يطلق سراحه وإنما نقل من جديد إلى محتشد بئر تراريا حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب وأقساها مما أضطر بإدارة المحتشد إلى نقله إلى المستشفى العسكري. توفي عيسات إيدير في 26 جويلية 1959 متأثرا بالتعذيب المسلط عليه. أثار اغتيال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين موجة واسعة من الاستنكار والسخط في أنحاء عدة من العالم. وقد وردت برقيات الاحتجاج والاستنكار من المنظمة العالمية للنقابات الحرة وجامعة النقابات العالمية والاتحاد العالمي للزراعيين والنقابيون العرب والنقابات الشيوعية الفرنسية. ولم تكتف هذه الهيئات بالاستنكار وإنما طالبت الحكومة الفرنسية بتسليط الضوء على الظروف الغامضة التي رافقت عملية استشهاده.
*الشهيدة حسيبة بن بوعلي: من مواليد 18 جانفي 1938، بمدينة الشلف، نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الإبتدائي بمسقط رأسها. وبعد انتقال عائلتها إلى الجزائر العاصمة سنة 1948 واصلت تعليمها هناك، وإنضمت إلى ثانوية عمر راسم وإمتازت بذكائها الحاد. ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
مع مطلع سنة 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سنّ السابعة عشر كمساعدة إجتماعية، ولكن نشاطها الفعال برز سنة 1956 حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. وأستغلت وظيفتها بمستشفى مصطفى باشا للحصول على مواد كيمياوية تساعد في صنع المتفجرات، وكان لها - رفقة زملائها- دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر خاصة بعد التحاقها نهائيا بالمجاهدين بحي القصبة ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956 بعد اكتشاف أمرها.واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان اختفائها من طرف قوات العدو التي حاصرت المكان.
في 8 أكتوبر عام 1957 استشهدت حسيبة بن بوعلي حين قام الاستعمار الفرنسي بنسف المنزل الذي كان يأويه رفقة علي لابوانت ومحمود بوحميدي وعمر الصغير، فسقط الأربعة.