مصادر تسليح ثورة التحرير الجزائرية
انتبه حزب الشعب الجزائري إلى اهمية الأسلحة حيث كان يقوم بجمعا منذ الحرب العالمية الثانيةوقد جاءت أحداث 8 ماي 1945 أكدت للمناضلين الثوريين أن الكطفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير الجزائر وهو ما ادى إلى غنشاء منظمة شبه عسكرية أطلق عليها اسم المنظمة الخاصة والتي أسندت لها التحضير المادي والبشري والمعنوي لقيام الثورة.
كان لهذه المنظمة دورا كبيرا في التحضير لثورة نوفمبر، وقد أدركت مبكرا أهمية جمع السلاح، إذ ورد في تقرير قدم من طرف هذه المنظمة لاجتماع حركة انتصار الحريات الديمقراطية (ينقصنا السلاح والمال، لا سلاح لنا ولامال، ونحن نواجه قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية والجوية والبحرية وتتكون من جيش يتمتع بتقاليده وتجاربه).
ولمواجهة هذا الموقف قامت المنظمة بعدة عمليات للحصول على المال بقصد شراء الأسلحة، منها عملية بريد وهران.
في عام 1948، اشترت المنظمة الخاصة 600 بندقية من صحراء قبض أولاد عمر زريبة الوادي.
كما ذهبت قافلة إلى تونس للإتيان بالأسلحة، وقد تكلف بهذه العملية الشهيد مصطفى بن بولعيد وخزنت هذه الأسلحة بنواحي باتنة.
كذلك اشترى (النظام) 50 رشاشا عامي 1949 و 1946، وأخفيت حتى قامت الثورة، ويلاحظ أن هذه الأسلحة كانت تستعمل للدعاية فقط، لأنها في الحقيقة أصبحت غير صالحة للاستعمال لما أصابها من صدأ في المخابئ، ولكنها كانت تشجع الشعب الجزائري وحتى المجاهد.
كما كانت الأسلحة تشترى من الأسواق السوداء. وكان سعر رشاشة ستان يساوي 15.000 ف،ق، وثمن موسوكوطو (أرباعي) نحو 1.700 ف،ق.
وحسب أحد المجاهدين فان الشهيد سويداني بوجمعة مع مجموعة المناضلين قاموا بعملية سطو علو محجرة فلفلة بالقرب من سكيكدة شرقا عام 1948 للحصول على المتفجرات (5).
ويذكر مجاهد أخر ان المناضلين في الونزرة كانوا يتدربون قبل اندلاع الثورة على بنادق من نوع الكرابين، وان المناضلين كلما كلمهم أحد عن الثورة قالوا له: أين السلاح؟ وانهم لم يعودوا يثقون في الكتابات والمناشير وما تقوله الصحف، وقد ملوا من كل ذلك...
ويذكر أنه في سنة 1954 جاءتهم الأوامر لجمع الأسلحة بكل الوسائل وصنع القنابل، واستطاعوا جمع عدة بنادق وتكوين حوالي 20 جنديا.
اما فيما يخص صنع القنابل فاحضر الثوار نموذجا وتحصلوا على القنابل والديناميت من منجم الونزة.
كما تم شراء الأسلحة التي كطانت بحوزة بعض الجزائريين، ويذكر انهم استعملوا 03 بنادق صيد ومسدس وستاتي وذهبوا من الونزة إلى ملوزة بجهة مسكيانة حيث تحصلوا على 03 بنادق أخرى. كما أخذوا سلاح أحد حراس الغابة عنوة بالونزة.
وفي المنطقة الخامسة، بدأت التدريبات في 15 أوت 1954، حيث بدئ في صنع القنابل، بعد الاستيلاء على جهاز التلحيم منمعمل الاسمنت بزهانة (كادو)، وعلى انابيب من مدينة وهران بعد ان تم شراء المواد الكيمياوية والاستلاء على المتفجرات من شركة جاتمان بالمرسى الكبير، وقد نقلت هذه الأشياء إلى دوار مساعد يمدينة حاسي الغلة وقام بصنع القنابل الشهيد أحمد زبانة، كما أجريت تدريبات تحضيرا لتفجير الثورة.
وابتداءا من عام 1951 اتسع نطاق النظام العسكري وبدئ في شراء الأسلحة واللباس العسكري من الأسواق السوداء، وتم منع الشعب الجزائري من استهلاك البارود والذخيرة في الأعراس.
وفي صيف 1954 أعطيت أوامر لإخراج الأسلحة من المخابئ وإعدادها للتوزيع مع الشروع في صنع القنابل.
وعندما أخرجت الأسلحة من مخابئها كانت تضرب بالمطارق حتى يفتح المغلاق، وكانت الخراطيش لا تنطلق نظرا لطول مدة تخزينها تحت الأرض.
وقد عملت اللجنة الثورية للوحدة والعمل على جمع الأسلحة، وذهب أحد أعضائها إلى القاهرة، واتصل بأعضاء المنظمة الخاصة المقيمين بها، فأكدوا له أنظامهم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل، واطلعوا على أهم مخابئ الأسلحة بالجزائر.
إلا أن بعض مخابئ الأسلحة التي كانت تابعة للجنة المركزية لم تسلم للجنة الثورية للوحدة والعمل، وبقيت حتى اكتشفها الاستعمار واستولى عليها بعد قيام الثورة، وهذا نظرا للخلاف الذي كان قائما بين اللجنة المركزية واللجنة الثورية للوحدة والعمل حول البدء فبي الكفاح المسلح كضمان وحيد لتحرير الجزائر.
لقد بدأت التحضيرات للثورة في الأوراس تحت قيادة الشهيد بن بولعيد منذ بداية سنة 1954، حيث أمر رؤساء الأقسام بالإحتفاظ بمداخيل الاشتراكات والقيام بانتقاء المناضلين في الصفوف لشراء الأسلحة والتدرب عليها والمحافظة على الذخيرة.
والجدير بالذكر أن كل دار في الأوراس كانت تملك بندقية عسكرية وكان الناس ينتظرون الأمر بتفجير الثورة.
الحصول على الأسلحة بعد أول نوفمبر 1954
تواصلت عملية جمع الأسلحة التي بدأت قبل أول نوفمبر 1954، وكان الجزائريون معروفون بحبهم لامتلاك السلاح، فكل عائلة كانت تملك على الأقل بندقية صيد، وكان امتلاك هذه البندقية نوعا من الشرف، وكانت هذه البندقية وسيلة أيضا للمحافظة على هذا الشرف، ويمكن القول أن بنادق الصيد هذه، يعود إليها الفضل في انطلاق الثورة بل وبقيت تقوم بدورها حتى عام 1962.
إن بنادق الصيد شجعت كثيرا من الجزائريين في صفوف الثورة لأنه من شروط التجنيد أحيانا الحصول على السلاح.
وحسب تقارير الملتقيات الجهوية لكتابة تاريخ الثورة فأن الأسلحة التي كانت لدى الثورة بعد انطلاقها تتمثل فيما يلي:
بنادق صيد مختلفة، الستاتي إيطالية، موسوكوطو، خماسي مصرية، المقرون (صنصرة-كايستون) ، السباعي 86، مسدسات بولانق، طامسون، روضة رولو، بروحي ومسدسات عيار 35، 6، و65،7مم، قاران أمريكية، موزار اسبانية، خماسي أمريكية، خماسي بلجيكية، خماسي إيطاليا، السباعي أمريكية، مدفع رشاش (T.M BART) امريكي، العشاري انجليزي، موزار ألمانية، مدفع رشاش فرنسي 24/29، مسدس رشاش ماط 49 الفرنسية، رشاش متوسط (ستان) الانجليزي، بندقية 303 الإنجليزية، قنابل محروقة ومتفجرة وموقوتة، وألغام مصنوعة محليا، وكذلك استعمال البارود من الصنع المحلي، السلاح الأبيض: السكاكين، السيوف، السواطر، الخناجر والحراب، المعاول والمجارف، الشاقور، البايونات.
وقد استخدمت في هجومات 20 اوت 1955 الأسلحة التالية: عصي، بالإضافة إلى بنادق الصيد و أسلحة حربية.
وحسب محضر جلسات مؤتمر الصومام 1956 فإن السلاح المتوفر بالمناطق كان كما يلي:
1)المنطقة الأولى: لم يحضر قادتها المؤتمر، بسبب استشهاد بن بولعيد قائد المنطقة.
2)المنطقة الثانية: 13 بندقية حربية و3750 بندقية صيد.
3)المنطقة الثالثة: 404 بندقية حربية و 106 رشاش، 8 مدافع رشاش، 4 بنادق رشاشة 12/2، و4425 بندقية صيد.
4)المنطقة الرابعة:5 بنادق رشاش، بندقية واحدة بار، و200 بندقية حربية، 80 رشاشة، 300 مسدس، 1500 بندقية صيد.
5)المنطقة الخامسة : حتى أول ماي 1956: 50 مسدس رشاش، 165 رشاشة و 1400 بندقية حربية، 100 مسدس و 1000 بندقية صيد.
6)المنطقة السادية:100 بندقية حربية، ورشاش واحد، 10 رشاشات، 50 مسدس، 100 بندقية صيد.
وقد استمد جيش التحرير الوطني أسلحته في الداخل من عدة مصادر مختلفة أهمها:
حيث قدم الشعب للثورة ما لديه من بنادق الصيد وبنادق حربية يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية. ومن الأسباب التي جعلت الجزائريين وخاصة في جهات الأوراس والصحراء يجمعون الأسلحة المتبقية من الحرب العالمية الثانية، أنهم كانوا أصحاب مواشي، وكانوا يسوقون ماشيتهم من سوق إلى سوق ولهذا كانوا يهتمون بالأسلحة واقتنائها لتوفير الحماية للمواشي غير أن هذه الأسلحة نظرا لعدم الصيانة أصبحت غير صالحة للاستعمال في معظمها. ولكنها كانت تلعب دورا تشجيعيا وخاصة بالنسبة للشعب
كما تحصل الثورة أيضا على الأسلحة عن طريق بعض المتعاونين مع الثورة، جزائريين وفرنسيين ممن كانوا يعملون في صفوف وقوات الأمن الفرنسية، وهذا إما بمقابل أو مساندة للثورة .
فالمعارك التي كان يخوضها جيش التحرير مع الجيش الفرنسي كانت تعتبر كمصدر للتموين بالأسلحة والذخيرة، حيث كان يحرس كل مجاهد على أخذ أسلحة الجندي الفرنسي الذي يقتله، وفي المعارك التي ينتصر فيها جيش التحرير فانه لا يغادر ميدان المعركة إلا بعد جمع الأسلحة والذخيرة التي كانت مع جنود الاستعمار، أو التي تركها بعد انسحابه، أو فراره.
والحصول على الأسلحة من الاستعمار نفسه مبدأ ثوري من مبادئ المناضلين الأوائل، فقد قال ديدوش مراد ردا على طرح مشكلة الوسائل المادية أثناء اجتماع ال22: (إذا كنت تملك رصاصتين لبندقيتك فهما كافيتان لتستولي على سلاح عدوك. يجب أن نعطي الانطلاقة وإذا استشهدنا فسيخلفنا آخرون يواصلون السير بالثورة قدما نحو الاستقلال، يجب أن نشعل الفتيل، ومن أجل هذا فلسنا في حاجة إلى وسائل ضخمة) ولا شك أنه يشير بقوله (رصاصتين) إلى بندقية صيد.
لقد أعطيت أوامر إلى المجاهد لافتكاك أسلحة العدو فكان كل مجاهد يقتل جنديا فرنسيا يقوم بأخذ سلاحه. كثير من الجزائريون فروا من الجيش الفرنسي بأسلحتهم والتحقوا بالثورة مثل عملية الهروب من مركز لبطيحة سنة 1956 والتي ذكرها الدكتور علي زغدود والتي نورد فيها قوله (الثورة أمرت في بدايتها بعض الجزائريين بالانضمام إلى صفوف الجيش الفرنسي ليتسلحوا ثم يعودون إلى صفوف المجتهدون وهم كثيرون، غير أننا لا يمكن أن نذكرهم جميعا وإنما سنذكر بعضهم من الذين لبوا نداء الثورة وفروا من الجيش الفرنسي سنة 1956 من مركز لبطيحة بكميات هائلة من الأسلحة وأخص بالذكر أربعة من جماعة كبيرة، على سبيل المثال، هم: الشهيد محمد عواشرية والمرحوم الرائد عبد الرحمان ين سالم.
وكذلك اندساس رجال الجبهة في صفوف العدو وتظاهرهم بالولاء له ثم الفرار بالأسلحة.
وكان يتم الحصول على الأسلحة أيضا بواسطة المجندين إجباريا في سلك العدو (الخدمة العسكرية) حيث نظمت عدة عمليات فرار بالأسلحة، ويمكن القول أن مصادر الأسلحة المتطورة معظمها آت عن طريق الكمائن والهجمات على الثكنات العسكرية ومراكز التخزين، يضاف إلى ذلك الأسلحة المهربة من قبل العناصر الوطنية التي كانت تعمل في الجيش الفرنسي وكذلك الأسلحة التي أفتكها الجيش التحرير من القوات الفرنسية أثناء العمليات العسكرية والأعمال الفدائية. وكانت نوعية الأسلحة التي يغنمها جيش التحرير تتطور حسب تطور الأسلحة لدى الجيش الفرنسي، وبصفة عامة فهي أسلحة الحلف الأطلسي والى جانب الأسلحة والذخيرة بغنم جيش التحرير أشياء أخرى (نظارات الميدان وأجهزة الإرسال والاتصالات اللاسلك
انتبه حزب الشعب الجزائري إلى اهمية الأسلحة حيث كان يقوم بجمعا منذ الحرب العالمية الثانيةوقد جاءت أحداث 8 ماي 1945 أكدت للمناضلين الثوريين أن الكطفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير الجزائر وهو ما ادى إلى غنشاء منظمة شبه عسكرية أطلق عليها اسم المنظمة الخاصة والتي أسندت لها التحضير المادي والبشري والمعنوي لقيام الثورة.
كان لهذه المنظمة دورا كبيرا في التحضير لثورة نوفمبر، وقد أدركت مبكرا أهمية جمع السلاح، إذ ورد في تقرير قدم من طرف هذه المنظمة لاجتماع حركة انتصار الحريات الديمقراطية (ينقصنا السلاح والمال، لا سلاح لنا ولامال، ونحن نواجه قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية والجوية والبحرية وتتكون من جيش يتمتع بتقاليده وتجاربه).
ولمواجهة هذا الموقف قامت المنظمة بعدة عمليات للحصول على المال بقصد شراء الأسلحة، منها عملية بريد وهران.
في عام 1948، اشترت المنظمة الخاصة 600 بندقية من صحراء قبض أولاد عمر زريبة الوادي.
كما ذهبت قافلة إلى تونس للإتيان بالأسلحة، وقد تكلف بهذه العملية الشهيد مصطفى بن بولعيد وخزنت هذه الأسلحة بنواحي باتنة.
كذلك اشترى (النظام) 50 رشاشا عامي 1949 و 1946، وأخفيت حتى قامت الثورة، ويلاحظ أن هذه الأسلحة كانت تستعمل للدعاية فقط، لأنها في الحقيقة أصبحت غير صالحة للاستعمال لما أصابها من صدأ في المخابئ، ولكنها كانت تشجع الشعب الجزائري وحتى المجاهد.
كما كانت الأسلحة تشترى من الأسواق السوداء. وكان سعر رشاشة ستان يساوي 15.000 ف،ق، وثمن موسوكوطو (أرباعي) نحو 1.700 ف،ق.
وحسب أحد المجاهدين فان الشهيد سويداني بوجمعة مع مجموعة المناضلين قاموا بعملية سطو علو محجرة فلفلة بالقرب من سكيكدة شرقا عام 1948 للحصول على المتفجرات (5).
ويذكر مجاهد أخر ان المناضلين في الونزرة كانوا يتدربون قبل اندلاع الثورة على بنادق من نوع الكرابين، وان المناضلين كلما كلمهم أحد عن الثورة قالوا له: أين السلاح؟ وانهم لم يعودوا يثقون في الكتابات والمناشير وما تقوله الصحف، وقد ملوا من كل ذلك...
ويذكر أنه في سنة 1954 جاءتهم الأوامر لجمع الأسلحة بكل الوسائل وصنع القنابل، واستطاعوا جمع عدة بنادق وتكوين حوالي 20 جنديا.
اما فيما يخص صنع القنابل فاحضر الثوار نموذجا وتحصلوا على القنابل والديناميت من منجم الونزة.
كما تم شراء الأسلحة التي كطانت بحوزة بعض الجزائريين، ويذكر انهم استعملوا 03 بنادق صيد ومسدس وستاتي وذهبوا من الونزة إلى ملوزة بجهة مسكيانة حيث تحصلوا على 03 بنادق أخرى. كما أخذوا سلاح أحد حراس الغابة عنوة بالونزة.
وفي المنطقة الخامسة، بدأت التدريبات في 15 أوت 1954، حيث بدئ في صنع القنابل، بعد الاستيلاء على جهاز التلحيم منمعمل الاسمنت بزهانة (كادو)، وعلى انابيب من مدينة وهران بعد ان تم شراء المواد الكيمياوية والاستلاء على المتفجرات من شركة جاتمان بالمرسى الكبير، وقد نقلت هذه الأشياء إلى دوار مساعد يمدينة حاسي الغلة وقام بصنع القنابل الشهيد أحمد زبانة، كما أجريت تدريبات تحضيرا لتفجير الثورة.
وابتداءا من عام 1951 اتسع نطاق النظام العسكري وبدئ في شراء الأسلحة واللباس العسكري من الأسواق السوداء، وتم منع الشعب الجزائري من استهلاك البارود والذخيرة في الأعراس.
وفي صيف 1954 أعطيت أوامر لإخراج الأسلحة من المخابئ وإعدادها للتوزيع مع الشروع في صنع القنابل.
وعندما أخرجت الأسلحة من مخابئها كانت تضرب بالمطارق حتى يفتح المغلاق، وكانت الخراطيش لا تنطلق نظرا لطول مدة تخزينها تحت الأرض.
وقد عملت اللجنة الثورية للوحدة والعمل على جمع الأسلحة، وذهب أحد أعضائها إلى القاهرة، واتصل بأعضاء المنظمة الخاصة المقيمين بها، فأكدوا له أنظامهم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل، واطلعوا على أهم مخابئ الأسلحة بالجزائر.
إلا أن بعض مخابئ الأسلحة التي كانت تابعة للجنة المركزية لم تسلم للجنة الثورية للوحدة والعمل، وبقيت حتى اكتشفها الاستعمار واستولى عليها بعد قيام الثورة، وهذا نظرا للخلاف الذي كان قائما بين اللجنة المركزية واللجنة الثورية للوحدة والعمل حول البدء فبي الكفاح المسلح كضمان وحيد لتحرير الجزائر.
لقد بدأت التحضيرات للثورة في الأوراس تحت قيادة الشهيد بن بولعيد منذ بداية سنة 1954، حيث أمر رؤساء الأقسام بالإحتفاظ بمداخيل الاشتراكات والقيام بانتقاء المناضلين في الصفوف لشراء الأسلحة والتدرب عليها والمحافظة على الذخيرة.
والجدير بالذكر أن كل دار في الأوراس كانت تملك بندقية عسكرية وكان الناس ينتظرون الأمر بتفجير الثورة.
الحصول على الأسلحة بعد أول نوفمبر 1954
تواصلت عملية جمع الأسلحة التي بدأت قبل أول نوفمبر 1954، وكان الجزائريون معروفون بحبهم لامتلاك السلاح، فكل عائلة كانت تملك على الأقل بندقية صيد، وكان امتلاك هذه البندقية نوعا من الشرف، وكانت هذه البندقية وسيلة أيضا للمحافظة على هذا الشرف، ويمكن القول أن بنادق الصيد هذه، يعود إليها الفضل في انطلاق الثورة بل وبقيت تقوم بدورها حتى عام 1962.
إن بنادق الصيد شجعت كثيرا من الجزائريين في صفوف الثورة لأنه من شروط التجنيد أحيانا الحصول على السلاح.
وحسب تقارير الملتقيات الجهوية لكتابة تاريخ الثورة فأن الأسلحة التي كانت لدى الثورة بعد انطلاقها تتمثل فيما يلي:
بنادق صيد مختلفة، الستاتي إيطالية، موسوكوطو، خماسي مصرية، المقرون (صنصرة-كايستون) ، السباعي 86، مسدسات بولانق، طامسون، روضة رولو، بروحي ومسدسات عيار 35، 6، و65،7مم، قاران أمريكية، موزار اسبانية، خماسي أمريكية، خماسي بلجيكية، خماسي إيطاليا، السباعي أمريكية، مدفع رشاش (T.M BART) امريكي، العشاري انجليزي، موزار ألمانية، مدفع رشاش فرنسي 24/29، مسدس رشاش ماط 49 الفرنسية، رشاش متوسط (ستان) الانجليزي، بندقية 303 الإنجليزية، قنابل محروقة ومتفجرة وموقوتة، وألغام مصنوعة محليا، وكذلك استعمال البارود من الصنع المحلي، السلاح الأبيض: السكاكين، السيوف، السواطر، الخناجر والحراب، المعاول والمجارف، الشاقور، البايونات.
وقد استخدمت في هجومات 20 اوت 1955 الأسلحة التالية: عصي، بالإضافة إلى بنادق الصيد و أسلحة حربية.
وحسب محضر جلسات مؤتمر الصومام 1956 فإن السلاح المتوفر بالمناطق كان كما يلي:
1)المنطقة الأولى: لم يحضر قادتها المؤتمر، بسبب استشهاد بن بولعيد قائد المنطقة.
2)المنطقة الثانية: 13 بندقية حربية و3750 بندقية صيد.
3)المنطقة الثالثة: 404 بندقية حربية و 106 رشاش، 8 مدافع رشاش، 4 بنادق رشاشة 12/2، و4425 بندقية صيد.
4)المنطقة الرابعة:5 بنادق رشاش، بندقية واحدة بار، و200 بندقية حربية، 80 رشاشة، 300 مسدس، 1500 بندقية صيد.
5)المنطقة الخامسة : حتى أول ماي 1956: 50 مسدس رشاش، 165 رشاشة و 1400 بندقية حربية، 100 مسدس و 1000 بندقية صيد.
6)المنطقة السادية:100 بندقية حربية، ورشاش واحد، 10 رشاشات، 50 مسدس، 100 بندقية صيد.
وقد استمد جيش التحرير الوطني أسلحته في الداخل من عدة مصادر مختلفة أهمها:
حيث قدم الشعب للثورة ما لديه من بنادق الصيد وبنادق حربية يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية. ومن الأسباب التي جعلت الجزائريين وخاصة في جهات الأوراس والصحراء يجمعون الأسلحة المتبقية من الحرب العالمية الثانية، أنهم كانوا أصحاب مواشي، وكانوا يسوقون ماشيتهم من سوق إلى سوق ولهذا كانوا يهتمون بالأسلحة واقتنائها لتوفير الحماية للمواشي غير أن هذه الأسلحة نظرا لعدم الصيانة أصبحت غير صالحة للاستعمال في معظمها. ولكنها كانت تلعب دورا تشجيعيا وخاصة بالنسبة للشعب
كما تحصل الثورة أيضا على الأسلحة عن طريق بعض المتعاونين مع الثورة، جزائريين وفرنسيين ممن كانوا يعملون في صفوف وقوات الأمن الفرنسية، وهذا إما بمقابل أو مساندة للثورة .
فالمعارك التي كان يخوضها جيش التحرير مع الجيش الفرنسي كانت تعتبر كمصدر للتموين بالأسلحة والذخيرة، حيث كان يحرس كل مجاهد على أخذ أسلحة الجندي الفرنسي الذي يقتله، وفي المعارك التي ينتصر فيها جيش التحرير فانه لا يغادر ميدان المعركة إلا بعد جمع الأسلحة والذخيرة التي كانت مع جنود الاستعمار، أو التي تركها بعد انسحابه، أو فراره.
والحصول على الأسلحة من الاستعمار نفسه مبدأ ثوري من مبادئ المناضلين الأوائل، فقد قال ديدوش مراد ردا على طرح مشكلة الوسائل المادية أثناء اجتماع ال22: (إذا كنت تملك رصاصتين لبندقيتك فهما كافيتان لتستولي على سلاح عدوك. يجب أن نعطي الانطلاقة وإذا استشهدنا فسيخلفنا آخرون يواصلون السير بالثورة قدما نحو الاستقلال، يجب أن نشعل الفتيل، ومن أجل هذا فلسنا في حاجة إلى وسائل ضخمة) ولا شك أنه يشير بقوله (رصاصتين) إلى بندقية صيد.
لقد أعطيت أوامر إلى المجاهد لافتكاك أسلحة العدو فكان كل مجاهد يقتل جنديا فرنسيا يقوم بأخذ سلاحه. كثير من الجزائريون فروا من الجيش الفرنسي بأسلحتهم والتحقوا بالثورة مثل عملية الهروب من مركز لبطيحة سنة 1956 والتي ذكرها الدكتور علي زغدود والتي نورد فيها قوله (الثورة أمرت في بدايتها بعض الجزائريين بالانضمام إلى صفوف الجيش الفرنسي ليتسلحوا ثم يعودون إلى صفوف المجتهدون وهم كثيرون، غير أننا لا يمكن أن نذكرهم جميعا وإنما سنذكر بعضهم من الذين لبوا نداء الثورة وفروا من الجيش الفرنسي سنة 1956 من مركز لبطيحة بكميات هائلة من الأسلحة وأخص بالذكر أربعة من جماعة كبيرة، على سبيل المثال، هم: الشهيد محمد عواشرية والمرحوم الرائد عبد الرحمان ين سالم.
وكذلك اندساس رجال الجبهة في صفوف العدو وتظاهرهم بالولاء له ثم الفرار بالأسلحة.
وكان يتم الحصول على الأسلحة أيضا بواسطة المجندين إجباريا في سلك العدو (الخدمة العسكرية) حيث نظمت عدة عمليات فرار بالأسلحة، ويمكن القول أن مصادر الأسلحة المتطورة معظمها آت عن طريق الكمائن والهجمات على الثكنات العسكرية ومراكز التخزين، يضاف إلى ذلك الأسلحة المهربة من قبل العناصر الوطنية التي كانت تعمل في الجيش الفرنسي وكذلك الأسلحة التي أفتكها الجيش التحرير من القوات الفرنسية أثناء العمليات العسكرية والأعمال الفدائية. وكانت نوعية الأسلحة التي يغنمها جيش التحرير تتطور حسب تطور الأسلحة لدى الجيش الفرنسي، وبصفة عامة فهي أسلحة الحلف الأطلسي والى جانب الأسلحة والذخيرة بغنم جيش التحرير أشياء أخرى (نظارات الميدان وأجهزة الإرسال والاتصالات اللاسلك